استدراك

كتب إلينا من بُمبي العلامة إيفانوف Ivanouv يقول: إن البلوي قد يكون من الاثنَي عشرية أو إنه كان من إحدى فرق الإسماعيلية التي نُظر إليها فيما بعدُ أنها لا تُعَد في أهل السنة، ومثل البلوي كثيرون ممن أُدْخلوا في جملة الإسماعيلية.

وكتب إلينا العلامة أبو عبد الله الزنجاني في طهران يقول: إن كل ما ورد في كتب رجال الشيعة بشأن البلوي ينتهي إلى نصَّين؛ أحدهما ما ورد في فهرست ابن النديم في بحثه عن الإسماعيلية والدعاة إلى مذهبهم وذِكْر مصنِّفيهم، وأظن أنه وقع اضطراب في عبارة كتاب الفهرست؛ فإنه بعد أن ذكر الحلاج وأخباره وأسماء كُتبه تعرَّض لذكر رجال لا نسبة بينهم وبين الباطنية؛ فقد ذكر عبد الله بن بكير وهو من الفطحية، وأجمعَت الشيعة على تصحيح حديثه للوثوق به، وذكر الحصين بن مخارق وهو واقفي، وذكر أبا القاسم علي بن أحمد الكوفي وهو مرمي بالغلو والتخليط، وذكر داود بن كورة القُمِّي وهو إمامي، ثم ذكر البلوي ولم يُشِر إل دعوته للباطنية، وذكر بعده محمد بن أحمد القُمِّي وهو من معاريق الشيعة الإمامية، فلولا قرائنُ أخرى لَمَا أمكن عدُّه من رجال الباطنية؛ لأن صاحب الفهرست خلط رجال الفرق المختلفة بعضهم ببعض. والنص الآخر هو نص ابن الغضائري وقد نقله ابن المطهر الحِلِّي الشهير بالعلامة تلميذ نصير الدين الطوسي الحكيم الفلكي وزير هولاكو، وفيه أن البلوي مصري كذَّاب وضَّاع للحديث لا يُلتفَت إلى حديثه ولا يُعبأ به. ا.ﻫ.

هذا ما قاله السيد الزنجاني وبه يثبُت ما أشرنا إليه في مدخل الكتاب من أن أهل السنة والشيعة متفقون على رمي البلوي بالوضْع واتهامه بالكذب، والله أعلم بما دعا إلى إلصاق هذه التهمة به وبمبلغ هذه الروايات من الصحة.

أما إسماعيلية البلوي فما برحَت موضعَ الشك بعد الذي أورده صديقنا الزنجاني.

خاتمة المطاف

ومن الواجب، ونحن نودِّع البلوي الذي أطربنا بنغمته وفنِّه في تأليف هذه السيرة، أن نشكر لأصدقائنا الأساتذة؛ عبد القادر المبارك، وخليل مردم بك، ويوسف العش، على معاونتهم لنا في حل بعض مشكلات تجلَّت في الكتاب بجهل الناسخ. ونخص بالثناء حضرات أصحاب المكتبة العربية لتفضُّلهم بنشر الكتاب على هذه الصورة الأنيقة. وأكبر الفضل لأحدهم صديقنا الأستاذ أحمد عبيد، فإنه أعاد النظر في الكتاب من أوَّله إلى آخره، ودقَّق فيه تدقيقًا بليغًا، فردَّ بذلك معظم نصوص المخطوط إلى نصابها من الصواب. جزاهم الله عن الآداب أفضل الجزاء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤