الحديث الثالث

وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا .

(قرآن كريم)

متعتي الوحيدة الآن يا ربي هي الحديث إليك … ولكنَّك تجعلني أسترسل مهتديًا بإرادتك …

وكان حديثك في قرآنك، الذي كنتَ تُخاطب فيه رسولك والناس، قد أسهبت فيه بالنصح والتنبيه والإيضاح كي تُنير السبيل لدينك الجديد … وقد اخترتَ للدين الجديد أمة سبق أن أنزلتَ فيها دينين كبيرين؛ هما اليهودية والمسيحية، فلم يتبعهما أكثر هذه الأمة الموغلة في البداوة … حتَّى الحضارة المجاورة لهذه الأمة مثل حضارة الروم، وحضارة الفرس لم تنتفع بهما هذه الأمة قبل الإسلام، هذا الدين الجديد الذي خلق منها خير أمة أخرجت للناس … ولكن رسولك بهذا الدين لقي عنتًا وجهدًا في إدخال هذا الدين في قلوب أولئك الأجلاف وعقولهم … ولكنَّها قدرتك ومعجزتك يا ربي أن تختار دينًا راقيًا كالإسلام لينزل في صحراء قاحلة وقوم بدائيين … وكان لا بُدَّ لحكمتك من أن تُخاطبهم أحيانًا على قدر عقولهم … وكان أرقى ما اشتغلوا به وقتئذٍ هي التجارة، فاستخدمتَ في جذبهم إلى دينك الجديد عبارات مغرية لهم مثل: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا (الأنعام: ١٦٠)١ وإِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ (التغابن: ١٧)٢ مِمَّا عجبت له أول الأمر … لأنِّي لم أقرض ولم أقترض سوى مرة واحدة … فقد أقرضت ذات يومٍ بعيدٍ مبلغ مائة جنيه لصديق طلبها مني (وكان من أهل الثقة والصلاح، ومات شهيدًا بعد أن أصبح قُطبًا دينيًّا) واطمأن قلبي إلى أنَّ نقودي في أمان، وستُردُّ إليَّ في القريب … ولكنَّه رجع ليُخبرني بالخبر السوء: وهو أنَّ مالي الذي أقرضته إيَّاه قد نُشِل منه … فأيقنت أنَّ المبلغ الذي أقرضته لوجه الله، لوجهك أنت يا ربي، قد ضاع إلى غير رجعة … وإن كان في الحقيقة اتضح لي أنَّه لم يضع، لقد رجع مضاعَفًا من حيث لا أدري ولا أنتظر …

وقد كنت نسيت ذلك …

نعم … نحن البشر نتذكَّر الخسارة وننسى المكسب … ونسيت أيضًا ما جاء في القرآن: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى: ١١) …٣ «صدق الله العظيم» … أمَّا هذه فنعم … ولا أنسى يوم ماتت زوجتي ولم يكن معي — بالمصادفة — نقود … فجاءني ناشر كتبي، ولم يكن عندي كتب للنشر، فدَسَّ في يدي خمسمائة جنيه وانصرف في صمتٍ لتشييع الجنازة … فأدركت يا ربي الكريم أنَّك أنت الذي أرسلته …

وغير ذلك كثير … وأفضالك كثيرة … وتمنحني ما لم أطلب من التكريم الأدبي والرسمي، ولا أظن أنَّ القلادتين الأسمى في الدولة: «الجمهورية» و«النيل» قد مُنحتا لشخصٍ واحدٍ … والأخيرة دُعيت ولم أذهب لتسلُّمها حتَّى الآن … لأنِّي لم أفعل شيئًا أستحقها عليه سوى كُتب لا تنفع ولا تضر … ولكنَّه فضلك أنت وكرمك … ثمَّ حُبك لمخلوق مثلي، ليس عندك أكثر من حشرة …

هذا صحيح … فقد كنت يومًا أنظر في ورقة بيضاء لأكتب عليها الهراء الذي أكتبه، فرأيت نقطة سوداء دقيقة وضئيلة، أضأل من أي نقطة حبر، فحسبت أنَّ هذه النقطة قد سقطت من قلمي على الورقة … ولكنِّي رأيتها تتحرَّك، فدهشت وكذَّبت نظري، وأمعنت النظر فإذا هي تسير فعلًا، ولكن، كيف تسير هكذا؟ ما هذه السرعة؟ وحسَبت في نفسي هذه السرعة بالنسبة إلى حجمها الذي لا يكادُ يُرى بالعين المجردة، وقارنت بين حجمها وحجمي فاتضح لي أنَّه لو كانت لي سرعتها لكنت أسير في الطرقات بسرعة الطائرة النفَّاثة! ما هذه القوة الجبَّارة التي وضعتها بقدرتك في هذا المخلوق الضئيل! وكم من المولدات الكهربائية يلزمني أنا الإنسان لأسير بسرعة هذه النملة؟ ثمَّ النحل، كيف تستطيع النحلة أن تصنع بغير أدوات من خارج جسمها هذه الأشكال الهندسية الرائعة في تكويناتها السداسية وتملؤها بالعسل؟! ثمَّ … ثمَّ … ثمَّ … هناك ما لا يُحصى من عجائب خلقك!

أيُّها الخالق الأعظم: أين امتياز الإنسان إذن؟ … أفي معرفته لك وشعوره بك؟ ومَن أدرانا نحن البشر أنَّ النمل لا يعرف ولا يشعر؟ لقد صادفتُ مرة جماعة من النمل تسير على الأرض في اتجاه مُعيَّن، فوضعت قدمي أمامها أسدُّ طريقها، فرأيتها تتوقَّف عن السير وكأنَّها تُفكِّر في أمر هذه العقبة التي اعترضتها … ثمَّ دارت حول قدمي، واجتازت العقبة ثمَّ استأنفت السير … إذن هي تشعر وتُفكِّر … تشعر بالمشكلة وتُفكِّر في الحل … فكيف لا تشعر بوجودك يا ربي؟! كل الموجودات يا ربي تشعر بك … وكل المخلوقات تُسبِّح بحمدك، كُلٌّ بطريقته ولغته، كما جاء في التسبيح في سورة الإسراء: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ (الإسراء: ٤٤).٤ صدقتَ يا ربي العظيم … وكل ما يصدر عن مخلوق من حركة ومن صوت هو علامة حياة … الحياة نفسها رمز تسبيح … حتَّى الإنسان له من الحركات والأصوات ما هو تسبيح كبقية المخلوقات، ونُسمِّيه نحن عبادات، ونُطلق فيه من الألفاظ والعبارات، ما عَبَّرَتْ عن رنينه واستغنت عن مظاهره المخلوقات الأخرى، التي تُعبِّر عن فرحتها بالحياة وحمدها الله للوجود بطريقة تلقائية … بينما نحن نستخدم التعبيرات اللغوية في شكل تواشيح وابتهالات …
وإنِّي لأسألك يا ربي: ونحن البشر لا نختلف كثيرًا عن بقية مخلوقاتك، ويسري علينا أسلوب الحياة طبقًا لقوانينك، وقوانينك هي من معجزاتك، ومن البشر جهلاء عجزة عن فهم ذلك؛ رأوا المعجزة في الاستثناء والخروج على هذه القوانين … وأنت خلقتَ لكل قانون استثناء من القانون، فإذا هو قانون آخر بدأ العلماء اليوم يُدركونه مِمَّن ذكرتهم يا ربي في قرآنك … فإرادتك ذاتها قانون، وقولك: كُنْ فَيَكُونُ (يس: ٨٢)٥ مجرد الكينونة: قانون، فأنت لا تكسر ولا تخرق قانونًا لك، فيُسمَّى عند البشر معجزة فهذه كلمة من صنع البشر مِمَّا يستحيل عليهم الإتيان به. أمَّا عندك فلا معجزة، إنَّما الإرادة هي ما يصح أن يُنْسَب إليك … إرادتك هي كل شيء … أين إذن امتيازنا؟ أهو في غرورنا الذي انفردنا به عن كل مخلوقاتك؟

كل مخلوقاتك يا ربِّ وضعتَ فيها نوعًا من العقل يُفكِّر ليُحافظ على وجوده … فإذا كان هناك امتياز لنا فهو في أسئلتنا …

منذ الطفولة حتَّى النهاية.

أقصد يا ربي الأسئلة للإجابة.

الطموح إلى المعرفة …

لكنَّك القائل:

وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: ٣٥).٦

– لماذا يا ربي؟ ربما كان ذلك رحمةً بنا؟ هل الغلو في العلم أكثر مِمَّا ينبغي مدمر لحياتنا؟

أنت أدرى بحكمتك يا خالقنا العظيم …

كل ما أسألك من نعمة هي حكمتك ورحمتك …

•••

لا أسألك متعة من متع الدنيا!

أعطيتني القناعة والاعتدال، فلم أشعر بحرمان.

وفي الآخرة …

لا أتطلَّع إلى الجنة؛ لأنَّها جزاء للمتقين، وأنا لا أُريد جزاء ومكافأة على حبك وتقواك …

والنار …

لن تجعلها تمسني، فهناك رحمتك …

وأنا واثق بمغفرتك، وغير واثق بعدم ارتكابي للمعاصي، فأنا لم أرتكب كبائر، ولكني مُرتكب لكثيرٍ من الصغائر، وأكثر ما اقترفت من الشر هو بالنية دون الفعل … أمَّا الخير فلا أذكر أنِّي أدَّيته لا بالنية ولا بالفعل … لا أذكر لي خيرًا، أمَّا العقاب فهذا قضاؤك، وعندئذٍ أقول: «ربي لا أسألك ردَّ القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه» … وأنت الله سبحانه وتعالى اللطيف الرحيم … ودينك دين اللطف والرحمة … والواجب الأسمى لرجال دينك أن يغرسوا في قلوب الناس رحمتك ولطفك … وأنَّ الحب لك وليس فقط الخوف منك هو المدخل لرضاك، ولكن أكثرهم يُغالون في تصوير ما يُخيفنا منك أكثر من تصوير ما يُحبِّبنا فيك، فأقاموا الإسلام على الخوف أكثر مِمَّا أقاموه على الحب … وما هذا هو الذي قصدته أنت … ولا ما عمل من أجله رسولك بقولك على لسانه: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (البقرة: ٢٥٦) …٧ والإكراه والكره لا يُمكن أن يكونا أساسًا صادقًا للحب والمعرفة …
لقد بلَّغ الرسول بما يجعل المسلمين خير أمة أخرجتْ للناس … لكن للأسف … إنَّ الإسلام أرقى من المسلمين … والمسلمون اليوم بعيدون عن قول نبيهم صلوات الله عليه: «تَفكُّرُ ساعة خير من عبادة سنة.»٨ و«لا عبادة كتفكُّر»٩ لأنَّ الأذن عندهم أقوى من العقل، ولم يعرفوا قول الإمام الغزالي١٠ في فضل العلوم العقلية على اللغوية: «إذ تدرك، كما قال، الحكمة بالعقل واللغة بالسمع، والعقل أشرف من السمع.»

ولذلك يا ربي العزيز تخلَّف المسلمون على وجه الأرض؛ لأنَّهم لا يُفكِّرون … ولا حتَّى في قمة الإيمان؛ لأنَّ الإيمان … هو الذي أنقذ عمر بن الخطاب من شكِّه في الإسراء.

وتعليق على الغزالي في فضل العلم العقلي أنَّ معرفة الله تعالى لا يُمكن أن تتم بالعلم فقط؛ لأنَّ الله قال: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: ٨٥) … فلا يُمكن إذن إدراك الله بالعلم فقط إلَّا إذا أدخلنا الله في باب القليل الذي أوتيه الإنسان … وهو تعالى الأكبر … وهو بكبره وعظمته لا يُحشر في عقلنا البشري الصغير القليل …

ولكن فلنصبر … يوجد ليل ونهار في حياة الأمم، هذا قانونك … وأنا بإرادتك اشتغلت بالقانون … وكذلك أبي … لقد اشتغلت بكل شيءٍ … بلا موهبة … ولكنِّي كثير الأسئلة … دون أن أظفر بإجابة …

ومِمَّن أنتظر الإجابة؟

منك طبعًا …

إنِّي أحبك، ومعنى حبي لك: معرفتك …

إنَّك اصطفيت محمدًا وأردته بشرًا، ولم تمنحه من معرفتك إلَّا القدر الذي يحتمله البشر … ويوم سأله قومه عن الرُّوح لم تكشف له عن سرِّها، وأوحيت إليه: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (سورة الإسراء: من الآية ٨٥).

نعم … نعم … المعرفة …

ولكن ماذا أفعل بالمعرفة؟

لست أدري … أريدها …

الناس تريد الجنة … ويعبدون الله من أجلها! …

أمَّا أنا لست أطلبها … وهذا شقائي …

المحال، نعم أحب المطلق …

أحب مَنْ لا يُمكن أن تحبني …

في شبابي نظرت إلى امرأة أحبها … فرأيتها تنظر إليَّ طويلًا، وتهمس كلمة واحدة: «مستحيل» …

ولكنِّي أحب الجمال … وأنت أيضًا يا ربي … وقد علَّمتنا ذلك … وقد قالها عنك رسولك: «إنَّ الله جميل يحب الجمال» … وقالتها عائشة فيما رُوِيَ عنها:١١ «كان نفر من أصحاب رسول الله ينتظرونه على الباب فخرج يريدهم وفي الدار ركوة فيها ماء، فجعل ينظر في الماء ويُسوي لحيته وشعره، فقلت: يا رسول الله، وأنت تفعل هذا! قال: نعم إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليُهيِّئ من نفسه، فإنَّ الله جميل يُحب الجمال».
كما جاء في أحد الأحاديث: كان رسول الله يسافر بالمشط والمرآة والدهن والسواك والكحل …١٢
وأنت القائل يا ربي: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: ٤).١٣
إنَّ الجمال فعلًا من أروع مخلوقاتك يا ربي العظيم … جعلته في الإنسان والحيوان والطبيعة … وجعلته من الروعة بحيث أوحيتَ إلى شاعر قال يصفه: «إنَّ الجمال ليس إلَّا أول درجات الهول» … إنَّه شاعر ألماني١٤ من عبادك المسيحيين المتصوِّفين فيما يبدو … قرأت له في شبابي أيام كنت أهيم حُبًّا بالفن الذي وجَّهتني أنت إليه، رحمة منك بي وكرمًا، فكلما انصرفت عني المرأة صرفتَ عني حُبَّها إلى حب الفن … وجعلتَ من المرأة، حتَّى وأنا أكرهها، خادمة لإلهامي الفني.

ولعل ذلك الشاعر الألماني الذي ذكرته كان واقعًا في الحب، ومات أيضًا بسبب الحب … موتة جديرة بشاعرٍ! … أراد أن يُقدِّم إلى محبوبته وردة، فاقتطفها من شجرة، فوخزه شوكها وسال الدم من أصبعه … وتسمَّم الجرح فمات … وهذه هي قصيدته:

«إذا صحتُ،
فمن ذا الذي يسمعني من بين طبقات الملائكة؟
وحتَّى لو سمعني أحدُهم،
وشاء أن يضمني إلى صدره،
لسقطتُ في الحال ميتًا؛
من فرط سمو شخصيته وصدمة روعته.
إن الجمال ليس إلَّا أول درجات الهول،
ونحن معشر البشر لا نكاد نحتمله.
وإذا كنَّا نعجب به هذا الإعجاب،
فلأنَّه يزدري أن يعني بتحطيمنا،
أو إلحاق الأذى بنا.
إنَّ كل ملاكٍ مخيف رهيب!»

وجاء في كتابي «أرني الله» عام ١٩٥٣م أنَّ رجلًا ذهب إلى ناسك من رجال الدين وقال له: «أُريد أن أرى الله! فأجابه: إنَّ الله لا يُرى بحواسنا الجسدية … ولكنَّه يتكشَّف لروحك إذا ظفرتَ بحبه … فسأل الرجل: كم مثلًا؟ … فقال الناسك: حذار الطمع، مستحيل لبشر أن يطيق مثقال ذرة من حبه تعالى، ولكنِّي أسأل الله لك ربع ذرة من حبه. واستجاب الله … وإذا الرجل يفقد عقله من قوة نور الله، وحاول الناس أن يكلِّموه فلم يسمع … فقال الناسك للناس: لا جدوى … كيف يسمع كلام الآدميين مَن كان في قلبه ربع ذرة من حب الله … والله لو نشرتموه بالمنشار لما علم بذلك.»

إنَّ ربع ذرة من نور الله تكفي لتحطيم تركيبنا الآدمي وإتلاف جهازنا العقلي!

١  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (سورة الأنعام الآية: ١٦٠).
٢  إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ (سورة التغابن: من الآية ١٧).
٣  وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (سورة الضحى الآية: ١١).
٤  تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ (سورة الإسراء من الآية: ٤٤).
٥  إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (سورة يس الآية: ٨٢).
٦  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (سورة الإسراء الآية: ٨٥).
٧  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة الآية: ٢٥٦).
٨  حديث: «تفكر ساعة خير من عبادة سنة.»
– أورده الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ (سورة آل عمران من الآية: ١٩١). وأورده الإمام الغزالي في الإحياء بلفظ «كلمة من الحكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها ويعلمها خير له من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها» قال الحافظ العراقي: رواه الديلمي في مسند الفردوس من رواية محمد بن محمد بن علي بن الأشعث: حدَّثنا شريح بن عبد الكريم التميمي، حدَّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، حدَّثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسَّان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه فذكره دون قول فيعمل بها ويعلمها …
وقال السيد مرتضى في تخريجه: رواه الديلمي أيضًا عن أبي هريرة: «كلمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة والجلوس عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة.»
٩  حديث «لا عبادة كتفكُّر»: أورده الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ من الآية ١٩١ آل عمران.
١٠  حُجَّة الإسلام أبو حامد محمد الغزالي (٤٥١–٥٠٥ﻫ/١٠٥٨–١١١١م):
صار إمام الحرمين وانتشر ذكره في الآفاق، وقام بالتدريس في المدرسة النظامية في بغداد، ثمَّ حج وترك الدنيا، واختار الزهد والعبادة، وبالغ في تهذيب الأخلاق، ودخل بلاد الشام، وصنَّف كتبًا كثيرة أشهرها: إحياء علوم الدين، جعله على أربعة أرباع: ربع العبادات، وربع العادات، وربع المهلكات، وربع المنجيات. ثمَّ عاد إلى خراسان مواظبًا على العبادات إلى أن انتقل إلى جوار ربه سنة ٥٠٥ﻫ/١١١١م بمدينة طوس بخراسان عن ٥٤ عامًا، له في التوحيد كتاب «المنقذ من الضلال والموصل إلى ذي العزة والجلال»، وله «مقاصد الفلاسفة»، وله أيضًا «تهافت الفلاسفة»، وله كتاب «مكاشفة القلوب»، وله أيضًا «منهاج العابدين» ويُسمِّيه أهل السُّنَّة بحُجَّة الإسلام.
١١  حديث «… إنَّ الله جميل يحب الجمال …»: أورده الإمام القرطبي قال: روى مكحول عن عائشة قالت: «كان نفر من أصحاب رسول الله ينتظرونه على الباب فخرج يُريدهم، وفي الدار ركوة فيها ماء فجعل ينظر في الماء ويُسوِّي لحيته وشعره، فقلت يا رسول الله وأنت تفعل هذا؟ قال: نعم إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليُهيِّئ من نفسه، فإنَّ الله جميل يُحب الجمال» [٢٧٦، مختار تفسير القرطبي] في تفسير سورة الأعراف.
١٢  حديث «كان رسول الله يُسافر بالمشط والمرآة والدهن والسواك والكحل»:
  • أورده البيهقي في السُّنَن.

  • أورده الإمام القرطبي قال: روى محمد بن سعد أخبرنا الفضل ابن دكين قال: حدَّثنا منعل عن ثور عن خالد بن معدان قال: «… الحديث.»

  • ذكره الإمام الطبراني في الأوسط.

  • وأورده الإمام الغزالي في آداب المسافر وزاد في رواية أخرى ستة أشياء: «المرآة والقارورة والمقراض والسواك والمشط.»

١٣  لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (سورة التين الآية: ٤).
١٤  الشاعر الألماني هو: رينر ماريا ريلكه (١٨٧٥–١٩٢٦م).
شاعر فيلسوف وُلِدَ في «براغ» من أصل نمساوي، وهب نفسه للفن، وجاب أنحاء النمسا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وكانت رحلته إلى الروسيا دافعًا قويًّا لنزعته الصوفية. ثمَّ جاءت صداقته وملازمته للمثَّال «أوجست رودان» (١٨٤٠–١٩١٧م) تصقل مواهبه وتضيف عمقًا إلى نظرته الفنية وفلسفته. وقد كتب كتابًا عن «رودان» بعد وفاته، وله محاولة وحيدة في القصة وأخيرًا أشعاره الرائعة التي تُرْجِمَت لأكثر من سبع لغات تحت عنوان «دونييزير إيليجيان» وتُوفِّيَ في سويسرا مُخلِّفًا فنًّا خالدًا، ويُعدُّ من أبرز شعراء ألمانيا في العصر الحديث.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤