ثلاثون قصيدة

للأستاذ توفيق صايغ

١

قد يكون في هذا الكتاب فلسفة وتمرد، وقد يكون صاحبه «يكاد يعيد النظرة في ماهية العطر … ويعيد النظر كذلك في أصول قص الشفق وكدسه وردة تشتعل في الخاطر.» هذا ما يقوله سعيد عقل في التميمة التي علَّقها في رقبة توفيق صايغ لكي لا يصاب بالعين.

إنها ألفاظ معسولة يضعها معمل سعيد عقل، خصيصًا للمقدمات، تعني كثيرًا ولا تعني شيئًا بعينه، فأين الشعر يا ترى فيما سماه مؤلفه «ثلاثون قصيدة»؟ ومن يدل القارئ عليه إذا لم يكن الذي كتب المقدمة؟

الأشبه أن الشاعر سعيد عقل أراد أن يجاري توفيق صايغ في معمياته، فراح كضارب المندل يرقينا بكلمات طنانة كأن يقول: إن كتابه — أي كتاب توفيق صايغ — لا ليقرأ، إنه ليغدو خلجات فيك ودمًا دافقًا ونارًا، إنه مزيج من شبق ولاهوت.

إن هذا المزيج العجيب أو الترياق الجديد، الترياق المعجون من شبق ولاهوت، لا يجده القارئ إذا طلبه إلا في صيدلية سعيد عقل.

ثم يقول سعيد في إطراء توفيق: هنا اللفظة لا لتقول، حتى ولا لتكوكب، إنها لتعديك بالوجود.

أشهد أنني لم أفهم ما يعني سعيد إلا بالكد، لم أفهم كيف تكوكب اللفظة، ومع ذلك عديت عنها إلى تعديك بالوجود، ورحت أفكر، ولا مجال إلى التفكير بغير العدوى من المرضى، ولكن سعيد عقل الذي يعشق الطلاسم ضل فعدَّى هذا الفعل بالباء، مع أن الفصحاء والعوام جميعًا يعدونه بمن، فالعوام يقولون: انعدى من فلان، والفصحاء يقولون في كلامهم، حين يعدون هذا الفعل بالحرف: أعداه من جرب أو غيره من الأمراض السارية.

ليس. ما لنا ولسعيد؟ فلنتحدث إلى المؤلف.

اسمع يا عزيزي توفيق، لا شك عندي في شاعريتك وعبقريتك، ولكنك في هذه الثلاثين قصيدة لست بشاعر، فليت الأبيات السبعين التي زمت إلى الثلاثين كما قلت في قصيدتك الأخيرة، صارت ثلاثة «عفوًا! الكتاب غير مرقم لأعيِّن الصفحة.»

إن الكلام المرصوف، المقطع والموصل، لا يستحق أن يسمى قصيدة ولا شعرًا؛ فللشعر ألفاظه وموسيقاه وخياله، وشعرك المنثور هذا لم يظفر بشيء مما قلنا. يخيل إلي أنك شاعر، ولكن اللغة العربية ما زالت مستعصية عليك، فهل حاولت النظم في غيرها؟ اكشف بختك؛ فلعل لك هناك حظًّا أوفر.

قد يسعدك الحظ فتكون صائغًا ماهرًا في الذهب الفرنجي، أما الذهب الرملي الذي هو «زوجة شمس بتول» كما قلت، وما أحلى تعبيرك هذا! فلا بد لصياغته من مران طويل عجيب. ما لك والنطنطة، والشحشطة، والقربطة، والطرطشة، ويببغي، ودفشات، وحردبة، وتذرذرت الأوراق، وتبحلق، ويقولب، وطرطش، وحسمست، وشخط طراش، ودفشات إلخ … فلو كان في هذه الألفاظ موسيقى شعرية أو أنها توحي إلى قارئك ما لا توحيه اللفظة الصحيحة لعذرناك، ولكن هذه الألفاظ نابية لا تستاغ؛ فأي موسيقى شعرية في قولك: قدميَّ نطنطا، وأنا سأنطنط … وما زلت تحب الطاء يا عزيزي، فلماذا قلت: أراراس، ولم تقل: أراراط، كما في ترجمتي التوراة الكاثوليكية والبروتستانتية؟

وعلى ذكر التوراة يطيب لي، كما يعبر السياسيون، أن أقول: إنه يخيل إلي أن الأستاذ توفيق صايغ ربيب بيتٍ للتوراة المحل الأول في مكتبته … إن قطع هذا الكتاب الذي بين يدي قلما خلت واحدة من كلمة تلمح إلى حادثة توراتية، وأسلوب الجملة متأثر إلى حد بعيد بالعهد العتيق. وهذا ما يقول في القطعة الأولى ذات البيان الداودي:

أناتك لا تبلل جراحي
وأبعد الخلَّ عني
سياط جلاديك كفتني
محبي معذبي ألا تكفيك؟

إلى أن يقول:

أأنا أصفد
لدخولي منزلا
أنت عينته لي
ومفتاحك أدخلني فيه؟
أناتك يا واصمي.

وقد أعجب الأستاذ سعيد عقل هذا الاحتجاج العنيف، وعدَّه، في مقدمته، فتحًا مبينًا لتوفيق صايغ حتى قال عنه في المقدمة: ويكاد بالحجارة يرشق مظلات السماء لو لم تشفع به كلمة تقيم من موت: «رب، أنت المحب.»

عجبًا لسعيد، وهو سيد العارفين، الهائم بمار أفرام السرياني، ألم يبلغه شيء من شعر ملفان البيعة «ودلعته» على ربه، حتى يعد هذا جرأة لم يسبق توفيق إليها أحد حتى قال فيه أيضًا: أجرأ الأقلام المشرقية هذا الفتى المضطرب المجرور العينين.

وفي القصيدة رقم ٢ رائحة «طوبى» وعظة الجبل، والثالثة أيضًا عنوانها «الموعظة على الجبل»؛ حيث اتبع توفيق السيد المسيح، وأعانه على تحقيق ذاته، ولا شك أن يسوع شكر هذا المواطن شكرًا عميقًا، فلولاه لم يكن شيء مما كان، ولكن توفيق يخالف فيقول:

والمياه التي انقلبت خمورًا
عادت مياهًا على شفتي
والوحل الذي نقى من الوحل عيني برتماوس
جعل عيني تسأمان ما كانتا تتنزهان به
والنداء الذي أعاد فتى نايين للحياة
ترك أمي في سواد
على تلة الخصب.

قد تقول: وما حكاية فتى نايين؟ فنايين مدينة دخلها يسوع ومعه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير، ولما اقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول، ابن وحيد لأمه وهي أرملة، فلما رآها يسوع تحنن عليها وقال لها: لا تبكي.

ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون، فقال يسوع: أيها الشاب لك أقول: قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه.

وفي هذه القطعة يصير برتماوس كما صار أراراط أراراس. إن هؤلاء الجامعيين يتمسكون بالأمانة العلمية، وتوفيق عارف في التوراة حتى كأنه ابن خوري؛ فما سبب هذا التحريف؟

أما سبعة المجدل الذين صاروا سبعين، كما لمح في هذه القطعة، فهؤلاء شياطين كانوا يحتلون جسد مريم المجدلية احتلالًا إنكليزيًّا … وقد أخرجهم منها يسوع فتابت وصارت قديسة عظيمة … قدَّسناها حتى نسينا فراشها الأحمر الذي غسلته بدموعها.

كل هذه الخيرات تجدها في موعظة صايغ على الجبل، وفيها يقول: إنه لا يزال ينتظر رجعة يسوع ليسمع من فمه كلمة «طوبى». إن الإيمان يعمل العجائب شرط ألا يكون إيمان شاعر، كما هي الحال عند توفيق الذي يمكن أن يكون شاعرًا مجيدًا في غير العربية.

لا بد أنك رأيت تقسيم الكلام المنقول من كتاب توفيق فاستغربت ذلك. لا تستغرب؛ فهذا التقطيع يقصد منه أن يخلق الموسيقى، أما أنا فما رأيته خلق شيئًا؛ لأن الملبوس لا يعمل القسوس.

والآن وصلنا إلى القصيدة رقم ٤ التي أولها: ثم ماذا؟ أحب أن أنقل لك شيئًا منها وفق الأصل:

ثم ماذا
يقلب الملهاة مأساة
يمحو عن المأساة الجلال
مرداد خفيت
يببغي
ثم ماذا
دناي الفراغ
أوكار حبالى
ثم ماذا

إلى أن يقول:

مع قهوة الصباح
ثم ماذا
وطوال ساعات العمل
ثم ماذا
وقبالة الأوراق
وبين طيات الفراش
ثم ماذا
وكما هنا هناك
ثم ماذا؟

إلى أن يقول خاتمًا هذه الرائعة بقوله:

وفي
ثم ماذا
معمست كلامي.

وقال سعيد تعليقًا على قول توفيق: «ثم ماذا؟» يصرخ ويكررها تقصم من ظهر.

أما أنا، فأشكر الله على أن ظهري لم ينقطع، ولكنه وجعني قليلًا، وتذكرت قول موليير الساخر المتهكم بلسان أحد أبطاله: لا بد أنه شيء رائع؛ فأنا لا أفهمه مطلقًا.

٢

وفي رقم ٥ تلميح إلى النازفة التي لمست يسوع فصاح: من لمسني؛ لأن قوة خرجت مني، ولكني لا أقف عندها طويلًا، فهي صدى نفس معذبة تنتظر البزرة التي تمسي شجرة تعشش الطيور في أغصانها، ولكن متى؟ يكون الجواب: يوم تلمسين، وأن تسأل: من؟ قلت: أنا.

وفي السادسة يقول: هل أشتم القدر الذي اختصر المارد وشوهه؟ جميل جدًّا هذا الاختصار، وهو تعبير شعري رفيع، فليت أصحابنا لا يختصرون الشعر ولا يشوهونه.

والقصيدة السابعة أيضًا من إلهيات توفيق، وهي أغنى أخواتها اللواتي مرَّ ذكرهن بالموسيقى وبالتوبة؛ لأن الأستاذ بوَّس يدي يسوع وظل يبوسهما حتى زال أثر المسامير.

وهنا لا بد من القفز إلى آخر الكتاب حيث القطعة الأخيرة، وهي لا تحمل رقمًا، بل عنوانًا «إلى جون مارشل».

ففي هذه تلميح إلى قصة دانيال. دعي الأستاذ كما دعي دانيال إلى طعام الملك فلم يأكل منه، بل أكل القطاني مع رفاقه سرًّا، وشرب ماءً لا خمرًا، وعاف كل أطايب الملك، ولكن سعيد الذي يهجس في هذه الأيام بالفلسفة ظنها مأدبة أفلاطون، فأولَّها كما فهمها، ولعل هذا هو السر الأكبر في الشعر الرمزي.

ويلمح تلميحًا محرفًا إلى ظهور أصابع يد كتبت على مكلس حائط قصر الملك بلشاصر، كلمات فسرها دانيال للملك ونال حظوة في عينه، ولكن النعمة زالت فيما بعدُ، وطرح داريوس دانيال في جُبِّ الأُسود، فأرسل الله ملاكه وسد أفواه الأسود؛ ولذلك هتف توفيق في ختام قطعته وكتابه:

وصرخت: «انظر زال عني الهزال»
وقلت: «أمامك بعد جب الأسود.»

أما الهزال الذي زال، فإشارة إلى حوار جرى بين رئيس الخصيان حين طلب منه دانيال أن يقدم لهم طعامًا قطانيًّا وماء، فقال لدانيال: أخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم، فلماذا يرى وجوهكم أهزل من الفتيان الذين من أترابكم، فتجعلوا على رأسي جريمة أمام الملك؟

وأخيرًا تمَّ الاتفاق وأكلوا القطاني وسمنوا مثل غيرهم، ونجوا من نجاسة طعام بابل.

وكأني بتوفيق يقول لربه بعدما سعى ورعى: انظر قد زال الهزال. فبشَّره بجب الأسود.

إن نثر توفيق الشعري — وليته كان شعرًا ذا وزن ليعلق بالذاكرة — لغني بالمعاني الرمزية التي لا يدركها إلا المطلعون على مصادرها اطِّلاعًا عنيفًا.

وإذا عدنا أدراجنا ثم مضينا قُدُمًا في هذا الأثر الفني — فلنسمه كذلك لأنه لا تجتمع فيه مقومات الديوان — نجد الأستاذ صايغ في «سيكولوجيا رجعية» يقول قولًا جميلًا وإن خلا من الشعر:

لعمري ما رأيت يدًا تقطف قرنفلة
إلا ورأيت دمعة تحتها انتصفت
واندلعت على ستار
أمام عيني وخلفهما
مشاهد السبي في الماضي الزري
واختطاف العذارى
وصفوف الأطفال فيما يسمونه بساتين.

إلى أن يقول:

وإن للقرنفلة البيضاء رسالة
لا يسمعها غير بستاني أصم.

وللقرنفلة الحمراء والصفراء أيضًا رسالات، كما صار اليوم لكل شيء ولكل إنسان رسالة مهما كان شأنهما.

وفي قطعة «نشيد وطني» يتقمص الأستاذ جبة إرميا حين قعد يبكي أورشليم ويعيِّرها، مناديًا بالويل والثبور، بيد أن الأستاذ فاق ذلك النبي المتشائم فيما كال لبلاده من شتائم حيث قال:

وكيف أصدق ما يقال عن ماضيك
يا بلادي
أنا الذي رأيت بيتك وأضواءه الخافتة
ولما أشاح عنك العاشقون
قوَّدتِ لبناتك
يا بلادي
يا بلادي.

إنه نشيد عار لا يضارعه عارًا إلا ما قاله الحطيئة في المغفور لها أمه … ويا ليته تشبه بأشعيا واكتفى بقوله عن أورشليم: كيف صارت المدينة الأمينة زانية! ولكنه جعل بلاده قوادة، ولبناتها!

أما رقم ١٠ التي أولها «هذا الشبح الذي يلازمني.» فتذكرني بظل زاراتوسترا لنيتشه، ويقوى ظني إذ أسمعه يقول في الختام:

إلى أين؟
إلى أين، أيها الظل
الذي رأيته حتى في الظهيرة؟
إلى أين أيها الشبح الملازمي
الذي رأيته ينتظرني بهدوء
بين طيات المياه
حين التجأت بجنون
إلى الصخرة المثقوبة.

أما سأل نيتشه ظله أن يسبقه إلى كهفه ليسهرا معًا؟ وما الفرق بينهما إلا أن هذاك بري، وهذا بحري.

إن عند توفيق صايغ ما عند نيتشه من عبقرية، أحسن الله النهاية!

و«في الطريق إلى دمشق» تلميح إلى الأسطورة المحبوكة حول بولس الرسول، ولكن مطلعها رائع: أرى ويرثي الكفيف لحالي.

وختامها أروع دلالة وصورة:

إلى طرسوس؟ وتهجر القدس؟
إلى دمشق أيامًا.

ونبلغ الكيلومتر ١٦ فنسمعه يناجي واحدة قائلًا لها:

عرفتك
وأنا إناء من الزهر خلو
فكنت الزهر، لكن ما كان أسرع ما فني
وأنا ديوان ليس فيه شعر
فكنت الشعر، لكن ما كان أقصر غمرته.

أجل، هذا صحيح، ولكن روحك الجبارة روح شاعر فنان؛ فليت العروض ينقاد لك فيسد فراغًا نتمنى أن يسده شعر عربي أصيل. أما هذا الشعر المنثور فهو بضاعة العاجزين.

كان أبي وجدي يقولان عن النبيذ الحلو: هذا نبيذ نسواني. وأنا أريد أن أسمي الشعر بهذا الاسم، فالشعر بدون عروض لا يكون، وإلا سقط موضوع التعجب منه كما قال الجاحظ؛ فالإيقاع لا بد منه، ولا يبلغ الإيقاع أقصى مداه بدون وزن وقافية. ومتى صار الشعر صف كلام يكون النثر المرسل على هينته خيرًا منه.

الخيال عند توفيق صايغ وافر، والعاطفة متقدة، فليت له القريحة! ليس هذا الكلام الذي يسمونه شعرًا إلا تقليدًا للشعر الأصيل التام الألواح، فنصيحتي للأستاذ صايغ أن يحاول النظم، ولا يقل: قد ذهبت أربابه.

إن الأديب لا تخلقه الجامعات بمراسيمها، أعني شهاداتها صغيرة وكبيرة، فما هذه الألقاب العلمية وغير العلمية إلا جلاجل تعلن قدوم القافلة، أما ما تحمله القافلة وتنقله من وشي وحلي وعطر وخمر، فهذا ما تقرره الدنيا لا المدرسة.

حاول كتَّاب القرن الرابع الهجري أن يحلُّوا النثر الفني محل الشعر المنظوم فأفلحوا على قدر عبقرياتهم، ولكنهم تخلصوا من الوزن وأبقوا القافية، أما اليوم فلا وزن ولا قافية، ومع ذلك يسمون كلامهم شعرًا بعين وقحة، وإذا كان هذا شعرًا فكيف يكون النثر؟

فلو سألنا سعيد عقل: ماذا قلت عن شعر توفيق صايغ في مقدمتك، فهل يستطيع أن يجاوب؟

علينا أن نخلص للشباب، ونقول لهذا الشاب العبقري العظيم توفيق صايغ: إذا صح أن نسمي بالشعر ما أطلقت عليه أنت اسم ثلاثين قصيدة كان في رقم ١٥ و١٦ و١٧ و١٨ و١٩ شيء من الشعر، وكانت قصيدة «فزع» أقرب إلى الشعر من كل ما في كتابك هذا.

وبعدُ، فاللحن لا يليق بأصحاب الدرجات العلمية العالية، بأستاذ يدرس المشرقيات في جامعة كمبريدج، فلا يقول: نطنط وشحط ومعمس كما يقول: وبعدها تذبحيه، في رقم ٢٣.

وفي القصيدة ٢٨ جاءنا بلفظة البارمان، وما أكثر مرادفاتها عندنا، ولكن الشاعر ينسى كل شيء حتى نفسه، ولولا ذلك ما راح توفيق يفتش عن رأس أصلع يحط عليه.

أقول هذا إذا لم يخدعني النظر إلى صورة توفيق التي على قفا كتابه، حيث رأيت أطراف الصحراء بدأت تترامى.

أما رقم ٢٩ فتصلح للرقص والإنشاد، وكم تكون أرقص يا ترى لو ساعدها الوزن؟! «لقد صاهرك الشاعر» فيها يا توفيق، كما قلت في ختامها.

وأخيرًا لو ضممت يا توفيق إلى صوفيتك المتمردة وفكرتك العنيفة موسيقى الشعر واهتزازاته لكنت الشاعر الأول.

فهذا سعيد عقل الذي يحسب الدنيا أصغر من أن تسعه قد اعترف بعظمتك وجبروتك؛ إذ تجليت له في منطقة نفوذه، منطقة اللاوعي، فرأى أنك «كل شيء سوى اللاشيء.» والحاذق يفهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤