قصيدة من درم

من دَرَمٍ أكتُبها قصيدهْ
كالنجم في آفاقه البعيدهْ
لا يبعث الدفءَ ولا يُنيرُ،
يلمحه الصغيرُ
فَيَبْسُطُ الكفَّ له، يُشير
يقْطر في أحلامه السعيدهْ
يَعْلق بالضباب
كنغفةِ السراب
تضلِّل القوافل الشريدهْ.

•••

اليأسُ يوحيها أو الملالُ
كأنها في الظلمةِ الظِّلالُ
تُعمِّق الظلمة حين تُنشَر
أظلَّ ما يُقالُ
في نفس شاعرٍ يموتُ عمرُه، يُبعثَرُ
ويُقبَرُ؟
يمشي على عكَّازةٍ ويعثرُ،
أيامه إلى رَداه سَفَرُ،
وعيشُه انسلالُ
عَبْرَ جدار الموت ما يزالُ
شاء الرَّدى، حاول أن يُريده
لكنَّ وحشًا ضاريًا يُزمجرُ
في كهفه، وحيَّةً من بابل التليدهْ،
يطير نحو الموت منه شررُ،
تفحُّ في وجه الردى وتصفرُ،
فيكتب القصيدهْ
يريد أن يجدِّد البقاء، أن يُعيده،
أن يهديَ القوافلَ الشريدهْ،
فلا تتيهَ في صحاري العَدَمِ
بقبره في دَرَمِ.

•••

من درمٍ أكتبها قصيدهْ
كالنجم ضل في سديم العَدمِ.
درم، ٥ / ١ / ١٩٦٣

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤