الملاحظات

الفصل الأول: نيكولاس كوبرنيكوس: فقدان المركزية

(١) كون (١٩٥٧)، ١١٩؛ دكسترهوز (١٩٥٦)، ١. قارن هذا التفسير مع تفسير نيوتن. وفقًا لقانون نيوتن الأول، إما أن تكون الأجسام ثابتة أو تتحرك في حركة مستقيمة (إذا لم تخضع لاضطراب ما). أصبحت الحركة المستقيمة حركة «طبيعية»؛ لأنها لا يلزمها قوة خارجية.

(٢) مقتبسة من كون (١٩٥٧)، ١٢٠؛ ووفقًا لجين (١٩٤٣)، ١٠٦، كان لدى هيبارخوس (حوالي ١٤٠ قبل الميلاد) بالفعل نظرية زخم؛ لمزيد من المعلومات عن نظرية الزخم، انظر دراسات وولف (١٩٧٨)، ميترشتراسيه (١٩٦٢)، دريك (١٩٧٥).

(٣) على وجه الدقة، لم تكن الشمس مركزًا ماديًّا للنظام الكوبرنيكي؛ إنما وُضعت بالقرب من مركز مدار الأرض. كان كبلر هو الوحيد الذي منح الشمس «دورًا ماديًّا حيويًّا في إبقاء الكواكب متحركة» (جنجريتش ١٩٩٣، ٤٢).

(٤) انظر على سبيل المثال نقاشه حول فترات المبادرة للانقلاب الشمسي والاعتدالين، «عن دورات الأجرام السماوية» (١٥٤٣)، الكتاب الثاني، الكتاب الثالث.

(٥) انظر دراير ١٩٥٣، ٣٤٢–٣٤٤؛ دكسترهوز ١٩٥٦، الجزء الرابع، ١؛ كوستلر ١٩٥٩، ١٤٨-٩، ٢١٣؛ ميترشتراسيه ١٩٦٢؛ نوجيباور ١٩٦٨، ٩٢، ١٠٣؛ ريبكا ١٩٧٧، ١٧١؛ وولف ١٩٧٨، الجزء الثالث، ٨؛ جنجريتش ١٩٨٢؛ بلومنبرج ١٩٨١، الجزء الأول ٩٩؛ روزن ١٩٨٤، ١٣٣.

(٦) كواريه ١٩٦٥، ٣٥؛ دكسترهوز ١٩٥٦، ٥٤١. يميز كرومبي بين ثلاثة معانٍ ﻟ «الفرضيات»: الفرضيات المرتجلة، والوسائل المساعدة على الاكتشاف، والتخيُّلات غير المنطقية؛ كرومبي ١٩٩٤، المجلد الثاني، ١٠٧١.

(٧)
تنص حجة كبلر للاحتمالية على أن علينا أن نعزو مزيدًا من المعقولية إلى نظرية مركزية الشمس؛ لأن الأدلة — الحركة الظاهرية للنجوم «الثابتة» على مدار ٢٤ ساعة حول الأرض — أكثر احتمالًا ضمن الرأي القائل بأن الأرض تدور حول محورها. ويمكن دعم حجج الاحتمالية هذه من خلال دراسة السرعات الزاوية المعنية في كلا التصورين. فوفق بعض الافتراضات المبسِّطَة، تبلغ السرعة الزاوية لدوران الأرض بالنسبة لراصد عند خط الاستواء ٤٦٤ مترًا/ثانية = ١٦٧٠ كيلومترًا/ساعة. على النقيض من ذلك، ينبغي أن تفترض نظرية مركزية الأرض وجود سرعة زاوية للنجوم «الثابتة» حول الأرض الثابتة. تنتج العملية الحسابية قيمة مقدارها ٥٫٤٥ × ١٠٦ أمتار/ثانية = ١٫٩٦ × ١٠٧ كيلومترات/ساعة. وهذه سرعة دوران هائلة للنجوم — ١٩٫٦ مليون كيلومتر/ساعة، مقارنة بسرعة ١٦٧٠ كيلومترًا/ساعة بالنسبة للأرض عند خط الاستواء — التي يراها الكوبرنيكيون غير قابلة للتصديق لأسباب ميكانيكية. وبالمقارنة، فإن السرعة المدارية للأرض حول الشمس ٣٠ كيلومترًا/ساعة وسرعة الشمس حول مركز المجرة هي ٢٢٥ كيلومترًا/ساعة. هذا الدليل — الدوران المرصود لفلك النجوم الثابتة — على الأرجح بسبب مركزية الشمس وليس بسبب مركزية الأرض.

(٨) انظر كوستلر ١٩٥٩، ٤٥٤؛ يمكن إيجاد عبارات مماثلة تعكس موقف أوزياندر المناصر للفلسفة الذرائعية في كون ١٩٥٧، ١٩١، ١٩٤؛ كرومبي ١٩٩٤، المجلد الأول، ٥٩٩-٦٠٠.

(٩) التمييز بين المركزية المادية والعقلية موجود في أعمال هانز بلومنبرج حول الكوبرنيكية؛ انظر بلومنبرج ١٩٥٥؛ ١٩٥٧؛ ١٩٦٥؛ ١٩٨١، الجزء الأول والثالث؛ الجزء الثاني والثالث والرابع؛ الجزء السادس.

(١٠) كوبرنيكوس ١٥٤٣، الكتاب الثالث؛ الكتاب الخامس. وفقًا لإي إيه بيرت (١٩٣٢، ٤٩–٥١)، لم ينشغل كوبرنيكوس بمسألة واقع حركة الأرض ولكنه انشغل بالبساطة الرياضية للنظام، التي تتحقق من خلال نقل النقطة المرجعية المركزية بعيدًا عن الأرض. وهذا التفسير حقيقي بالنسبة للفصول اللاحقة في «عن دورات الأجرام السماوية» ولكن ليس بالنسبة للكتاب الأول؛ انظر كوشينج (١٩٩٨)، ٥٥.

(١١) لقراءة دفاع عن أوزياندر، انظر دكسترهوز (١٩٥٦)، الجزء الرابع؛ انظر روزن (١٩٥٩) من أجل المراسلات حول الفرضيات؛ ميترشتراسيه (١٩٦٢)، ٦، ١٩٩–٢٠٤؛ نوجيباور (١٩٦٨)؛ بلومنبرج (١٩٥٧)، ٧٣؛ (١٩٦٥)؛ (١٩٧٥)، الجزء الثالث؛ روزن (١٩٨٤)، ١٢٥.

(١٢) تأتي الواقعية البنيوية في صورتين: الواقعية البنيوية «المعرفية» والواقعية البنيوية «الوجودية». ويدَّعي النوع الأول أن «كل ما نعرفه هو بنية.» ويؤكد هذا النوع على استمرارية المعادلات الرياضية، بينما تخضع النظريات العلمية لتغييرات جذرية في سماتها الوجودية ومفرداتها. ويميل إلى البقاء متشككًا فيما يتعلق بمسألة هل كان يوجد في العالم ما هو أكثر مما تكشفه البنية الرياضية حوله، حيث إنه من الممكن أن تظل بعض عناصر الواقع خَفِيَّةً عن نظرنا. وتؤكد الواقعية البنيوية «الوجودية» على أنه «لا يوجد سوى البنية» ولا توجد أي مكونات أخرى للواقع وراء هذه البنية، ومهمة النظريات العلمية هي إبراز هذه البنية في صورة رمزية. وتنقسم الواقعية البنيوية الوجودية حول مسألة هل كانت العلاقات تسبق الأشياء (المترابطات)، وفي هذه الحالة تكون الأشياء مجرد «تقاطعات» في بنية العلاقات، أو هل كانت المترابطات والعلاقات تسهمان معًا في تشكيل البنية (انظر ريكلز وآخرين، ٢٠٠٦). ويميل المؤلف نفسه إلى تبنِّي نسخة قوية من الواقعية البنيوية الوجودية تنص على أن كل الموجودات عبارة عن نظم طبيعية مركبة. وهذه النسخة القوية من الواقعية البنيوية الوجودية تلتزم بواقع المترابطات والعلاقات كليهما، وهو ما يُمثَّل على نحو أفضل في النماذج البنيوية. ويُعبَّر عن العلاقات عادةً في صورة القوانين العلمية، التي سنقابل لها في جزء لاحق تفسيرًا بنيويًّا. ويعبِّر العلم عن الجوانب البنيوية للعالم المادي من خلال توظيف المعادلات والنماذج والنظريات. ويبين وجود النظم الطبيعية — على غرار نظام الكواكب والنظام العضوي — أنه يوجد بنية كبيرة ينبغي على العلم وصفها وتفسيرها.

(١٣) يوجد قدر كبير من الدراسات السابقة بشأن الفصل، وإضفاء المثالية، والتحويل إلى حقائق في العلم: كارايفسكي «مبدأ المراسلات» (١٩٧٧)؛ نوفاك (١٩٨٠)؛ ماكمولين (١٩٨٥)؛ براجينسكي وآخرون (١٩٩٠)؛ براجينسكي/ نوفاك (١٩٩٢)؛ هيرفِل وآخرون (١٩٩٥)؛ كارترايت (١٩٩٩)؛ سكلار (٢٠٠٠)، الفصل الثالث؛ انظر أيضًا مورجان/موريسون (١٩٩٩).

(١٤) يعود هذا التمييز بين البنية الطوبولوجية والبنية الجبرية إلى بي رومان (١٩٦٩)، ٣٦٣–٣٦٩، انظر فاينيرت (١٩٩٩)، ٣١٣–٣١٧.

(١٥) ثمة وجهات نظر ذرائعية مماثلة حول القوانين في تولمين (١٩٥٣)، الفصل الثالث؛ هانسون (١٩٥٨)، الفصل الخامس؛ واتسون (١٩٣٨)؛ ولقراءة مناقشة حول هذه الآراء المختلفة، راجع فاينيرت (١٩٩٥ب)؛ كارول (٢٠٠٣).

(١٦) ربما يُطرح التساؤل هل كان تغيير المنظور يُمثِّل أيضًا شرطًا ضروريًّا للثورة أم لا. سيكون هذا شرطًا قويًّا جدًّا لأنه يكافئ أطروحة أن الثورة العلمية لا يمكن أن تحدث من دون تغيير المنظور. ولكن حتى لو كان هذا صحيحًا في كل الثورات السابقة في العلم، فلا يمكن أن نلتزم برأي مفاده أن تغيير المنظور سيكون أيضًا شرطًا في جميع الثورات العلمية في المستقبل.

الفصل الثاني: تشارلز داروين: فقدان التصميم الرشيد

(١)
إجمالًا، يتحدد الفعل S من خلال حساب التكامل على سبيل المثال، تكامل الطاقة الحركية ناقص الطاقة الكامنة خلال الفترة إلى ومن كل المسارات الممكنة، المسار الحقيقي هو المسار الذي يكون فيه الفعل في أدنى قيمه.

(٢) مناقشات حجج التصميم أقدم بكثير من بيلي؛ فيمكن إيجادها بكثرة في الكتب الإغريقية مثل كتاب هيوم «حوارات بشأن الدين الطبيعي» (١٧٧٩)، وكتاب كانط «نقد العقل الخالص» (١٧٨١، ٦٢٠–٦٣١). راجع دوكينز (١٩٨٨)، الفصل الأول؛ بارو/تِبلر (١٩٨٦)، الفصل الثاني؛ دينيت (١٩٩٥)، الفصل الأول؛ بيهي (١٩٩٦)، الفصل العاشر؛ روز (٢٠٠٣)، الفصول ١–٤.

(٣) مقتبس في ميناند (٢٠٠١)، ١٢٨. لمعرفة المزيد عن أجاسيز، انظر براون (٢٠٠٣). جولد (٢٠٠٢)، والنعي الذي نُشر في مجلة نيتشر ١٩ (١٨٧٩)، ٥٧٣–٥٧٦.

(٤)
جاكوب (١٩٧٧)، ١١٦١. من خلال استخدام الكلمة الألمانية (Handlanger) (التي تعني «حرفي»)، استخدم فريتز مولر كلمة جاكوب بالفعل في كتابه «من أجل داروين» (١٨٦٤)، ٢٥٩.

(٥) انظر راف (١٩٩٦)، ٥٩؛ ماير (٢٠٠١)، الجزء الثالث؛ ريدلي (١٩٩٧) الجزء ﮬ، ثمة نوعان رئيسيان من الانتواع: الانتواع التبايني (بسبب العزلة الجغرافية) والانتواع التماثلي (بسبب التزاوج اللاعشوائي أو تفضيلات التزاوج)، وانظر أيضًا وليامز (١٩٧٣).

(٦) يميز علماء الأحياء الحديثة بين النجاح التناسلي — إنتاج الذرية — والنجاح الوراثي (البقاء الجيني على قيد الحياة إلى ما بعد عمر أي فرد)، وهو نجاح نقل جينات الفرد إلى الأجيال التالية. ويُطلق على القدرة الكلية لنقل جينات الفرد إلى الأجيال التالية «الصلاحية الشاملة». ويُطلق على العملية التطورية التي تزيد من القدرة على التعامل مع الآخرين وفقًا للتشابه الوراثي للفرد مسمى «انتقاء الأقارب». انظر ويليامز (١٩٩٦)، ٤٣–٤٧، ٤٧–٥١ للتعرف على هذه المصطلحات والحصول على مثال خاص يشير إلى النحل.

(٧) تايلور (١٨٨١)، الفصل الثاني يصف المخ بأنه عضو العقل. انظر أيضًا نيتشر ١٦ (١٨٧٧)، ٢١ (١٨٧٩-١٨٨٠)، ٢٢ (١٨٨٠)، ٢٩ (١٨٨٣-١٨٨٤).

(٨) هَكسلي (١٨٦٢)، ٢٨٨؛ في مقال آخر، ادعى هَكسلي أن «المسلمة الأساسية للفكر العلمي هي أنه لم يوجد قط، ولن يوجد أبدًا، أي فوضى في الطبيعة» مقتبسة في إليجارد (١٩٥٨)، ١٨٣.

(٩) انظر مقدمة السيدة ميلر في كتاب هيو ميلر «آثار الخالق» (١٨٦١). لم تكن هذه وجهة نظر معزولة. كانت المنشورات في ذلك الوقت تتحدث عن الانطباع العام لدى العامة بأن وجهة نظر داروين كانت إهانة للأخلاق والدين؛ انظر جيجر (١٨٦٩)، الفصلين الأول والرابع؛ بروباخ (١٨٦٩)، ١٧-١٨؛ نيتشر ٢٨ (١٨٨٣).

(١٠) داروين (١٨٥٩)، ٤٥٨. لاقى التفسير التطوري المادي مقاومة شديدة في بعض الدوائر، لكن منشورات الفترة من ١٨٥٩ إلى ١٨٧١ تشهد أيضًا على حالات عديدة من التأييد السريع للنظرية الداروينية. وبترتيب التأثير على المستوى الوطني، كان أكبر تأثير للداروينية في إنجلترا وألمانيا، وأقلها في فرنسا. وقدَّم بعض الرجال الأكثر تقدمًا في العلوم، مثل إرنست هِيكل وتي إتش هَكسلي، دعمهم الفكري لنظرية التطور. تُلقِي هذه الملاحظة بعض الشكوك المُرحَّب بها حيال تعليق ماكس بلانك الذي يُقتبَس في كثير من الأحيان حول أن الفكرة الثورية تكتسب القبول في العلم ليس بسبب القناعة، بل بسبب موت منتقديها. انظر بلانك (١٩٣٣)، ٢٧٥. كان تي إس كون هو الذي جعل هذا الاقتباس شهيرًا (كون ١٩٧٠، ١٥١)، لكن لا ينطبق هذا على الاستقبال المبكر للداروينية ولا ينطبق أيضًا على الاستقبال المبكر للنظرية النسبية الخاصة.

(١١) هَكسلي (١٨٦٣)، ١٢٥؛ يقول هَكسلي (١٨٦٤)، ١٥١ أيضًا: «لا يوجد شيء في البنية الجسدية للإنسان يتعارض مع تطوره من قرد.»

(١٢) داروين (١٨٧١)، الجزء الأول، ٢١٣، ولكن هذا المصطلح كان راسخًا حتى إن فكرة التفرع تظهر أيضًا في لامارك (١٨٠٩)، ٣٧: «لا أقصد أن الحيوانات الموجودة تُشكِّل سلسلة شديدة البساطة، متدرجة بانتظام في كل أجزائها، ولكني أعني أنها تُشكِّل سلسلة متفرعة، متدرجة على نحو غير منتظم وخالية من الانقطاع، أو على الأقل كانت ذات مرة خالية منه.» وبالنسبة للامارك، يُعد هذا التفرع نتيجة لا يمكن تجنبها للتدخلات البيئية مع التطور التدريجي المثالي الضروري الموجود في شجرة الحياة. وبالنسبة لداروين، فإن التفرع حدث طارئ.

(١٣) انظر مجلة نيتشر ٣٤ (١٨٨٦)، ٣٣٥-٣٣٦؛ نيتشر ٥٤ (١٨٩٦)، ٢٦٤–٢٦٧؛ براون (٢٠٠٣).

(١٤) يعامل كيتشر التاريخ الدارويني باعتباره سردًا يتتبع التعديلات المتعاقبة لنسل الكائنات الحية من جيل إلى جيل في سياق عوامل مختلفة، أبرزها الانتقاء الطبيعي (كيتشر ١٩٩٣، ٢٠، ٢٦؛ انظر أيضًا لويد ١٩٨٣).

(١٥) انظر كبلر (١٦١٨–١٦٢١)، الكتاب الخامس، المجلد الثاني، الجزء الأول، ١٢٧؛ كتب روزن (١٩٥٩)، ٤٩ أن المدارات الإهليجية يمكن تقريبها إلى دوائر بسبب شذوذها القليل. واعترف داروين بتشابهات بين بعض النظريات عندما كتب: «سواء كان عالم الطبيعة يؤمن بالآراء التي قدمها لامارك، أو جوفري سانت هيلير، أو مؤلف كتاب «الآثار الباقية للتاريخ الطبيعي للخلق»، أو السيد والاس أو أنا، فإن أهمية ذلك لا تُقارَن بأهمية قبول أن الأنواع قد انحدرت من الأنواع الأخرى، ولم تُخلَق ثابتة …» (مقتبسة لدى جرين ١٩٨٠، ٣١٥).

(١٦) على سبيل المثال، يرتبط لون سمكة الجوبي — من أسماك المياه العذبة — مع عدد المفترسين في بيئتها: على نحو أساسي، كلما زاد عدد المفترسين وكانوا أكثر عدوانية، أصبح ذكور الجوبي أقل تلونًا («أكثر قتامة»). ومع ذلك، هذا الضغط يقابله انتقاء جنسي؛ إذ يبدو أن أنثى أسماك الجوبي تفضل الذكور الملونة.

(١٧) إذا كانت «س» شرطًا ضروريًّا ﻟ «ص»، إذن فإنه في غياب «س»، لا يمكن أن تحدث «ص». بكلمات ماكي: «كلما حَدَثَ حَدَثٌ من نوع «ص»، حَدَثَ حَدَثٌ من نوع «س» أيضًا» (ماكي ١٩٨٠، ٦٢). وهكذا فإن الغلاف الجوي حول الأرض «س» يُمثِّل شرطًا ضروريًّا للحياة على الأرض «ص». لو لم يكن «س» موجودًا، فستكون الحياة على الأرض مستحيلة. ووفق نظرية داروين، في غياب الانتقاء الطبيعي، لم يكن تنوُّع الأنواع ليحدث، ومع ذلك، تَذَكَّرْ الفرق بين رؤية لامارك وداروين للتطور؛ ففي رؤية لامارك الخطية للتطور، يُعد ظهور البشر نتيجة ضرورية للعملية التطورية، ولكن وفق رؤية داروين للتطور التفرعي، يُمثِّل ظهور الأنواع البشرية مجرد حدث طارئ في تاريخ الحياة.
وإذا كانت «س» شرطًا كافيًا ﻟ «ص»، فإنه في وجود «س»، سوف تحدث «ص». ولكن لو لم توجد «س»، فربما يظل بالإمكان أن تحدث «ص» من خلال عملية بديلة. وهكذا تُمثِّل شمسنا شرطًا كافيًا للنظام الشمسي، الذي يشكل الكواكب التسعة المألوفة، ولكن توجد نجوم أخرى في مجرة درب التبانة تقبع في قلب نظم شمسية مختلفة. ووفقًا للمؤمنين بنظرية التطور، ثمة ظروف وشروط بيئية معينة «س» تُعَدُّ مواتية للبقاء التفاضلي للأنواع على قيد الحياة «ص»، ولكن إذا تغيرت الظروف والشروط البيئية «س»، فربما لا يكون بقاء الأنواع «ص» مهددًا إذا كان أعضاؤها قادرين على التكيف مع الظروف والشروط الجديدة.

(١٨) تذكَّر أننا ميزنا سابقًا (القسم ٦) بين النتائج الاستنباطية والاستقرائية والفلسفية للنظريات العلمية. يمكن استخلاص النتائج الاستنباطية من مبادئ النظرية وهي قابلة للاختبار عمومًا. وتنبع النتائج الاستقرائية من المبادئ باحتمالية معينة. أما النتائج الفلسفية فلا تنبع من النظرية بدقة رياضية شديدة أو احتمالية، ولكنها تقدِّم نفسها على أنها متوافقة فلسفيًّا مع فرضيات النظرية، وهي ليست قابلة للاختبار بدقة.

الفصل الثالث: سيجموند فرويد: فقدان الشفافية

(١) في تسجيل صوتي نادر لهيئة الإذاعة البريطانية، يمكن سماعه في متحف فرويد في لندن، يظل فرويد، بعد النظر إلى الوراء عبر حياته، مصرًّا على أنه اكتشف علم التحليل النفسي الجديد.

(٢) تناول فرويد (١٩١٠، ١٧-١٨) ثلاث طرق لتوسيع الوعي: التداعي الحر وتفسير الأحلام والزلات الفرويدية.

(٣) تأمَّل صورة مضحكة: تخيَّل شخصًا عابثًا متحمسًا جنسيًّا، ورجل دين بوريتانيًّا متشددًا، وعالم كمبيوتر جادًّا للغاية مسلسلين معًا، أُطلقوا في العالم، هذا تقريب جيد لما كان فرويد يحاول أن يبينه لنا عن شخصية الإنسان (فاريز ١٩٨٤، ٨٢–٨٤).

(٤) قبيل نهاية حياته اقترح فرويد الاستعاضة عن مصطلح «التأويل» بمصطلح «البناء»: «إذا كنا قد تحدَّثنا قليلًا وحسب عن «البنيات» فيما يخص تقنية التحليل، فإن ذلك بسبب التحدث عن «التأويلات» وتأثيرها، ولكني أعتقد أن «البناء» يُمثِّل وصفًا أكثر ملاءمة إلى حد بعيد. ينطبق «التأويل» على شيء يفعله المرء بشأن عنصر واحد من عناصر مادة ما، مثل رابط أو زلة لسان. ولكنه يكون «بناءً» عندما يضع المرء أمام الخاضع للتحليل جزءًا من تاريخه القديم الذي قد نسيه …» (فرويد ١٩٣٧، ٢٦١)، ولكن هذا التبديل في المصطلحات لا يرافقه تعزيز أساس إثبات التحليل النفسي: «لو كان البناء خاطئًا، فلا يحدث أي تغيير لدى المريض، ولكن إذا كان صحيحًا أو عومل بوصفه صورة تقريبية للحقيقة، فإنه يتفاعل معه بإثارة لا لبس فيها لأعراضه وحالته العامة» (فرويد ١٩٣٧، ٢٦٥).

(٥) لقراءة مقدمات لفلسفة العلوم الاجتماعية، انظر ديلانتي/ستريدوم (٢٠٠٣)؛ سميث (١٩٩٨)؛ روزنبرج (١٩٩٥)؛ هوليس (١٩٩٤)؛ ليتل (١٩٩١)؛ برايبروك (١٩٨٧)؛ بابينيو (١٩٧٩)؛ توماس (١٩٧٩)؛ رايت (١٩٧١)؛ ريان (١٩٧٠)؛ فيبر (١٩٦٨)، الفصل الأول؛ هابرماس (١٩٦٨)؛ هابرماس (١٩٧٠)؛ ناجل (١٩٦١)، الفصل الرابع عشر؛ ونش (١٩٥٨)؛ بوبر (١٩٥٧).

(٦) يُعَرِّف فيبر الفعل الاجتماعي بأنه «فعل ينطوي فيه المعنى الذي يقصده العنصر أو العناصر على علاقة بسلوك شخص آخر وتُحدد فيه تلك العلاقة الطريقة التي يمضي بها الفعل» (فيبر ١٩٧٨، ٧، راجع فيبر ١٩٦٨، ٤، ٢٢). «ليس كل نوع من الاتصال البشري اجتماعي الطابع؛ إنما يكون اجتماعيًّا فقط عندما يرتبط سلوك شخص ما في «معناه» بسلوك الآخرين. على سبيل المثال، الاصطدام بين راكبي دراجات يُمثِّل مجرد حدث، مثل حدث طبيعي، ولكن عندما يحاولان إفساح المجال أحدهما للآخر، أو عندما ينخرطان في إهانات أو اشتباك بالأيدي أو نقاش سلمي بعد الاصطدام، فإن ذلك يُعتبر «فعلًا اجتماعيًّا».» (فيبر ١٩٧٨، ٢٦؛ راجع فيبر ١٩٦٨، ٢٣؛ وينش ١٩٥٨، ٤٥-٤٦). ويناصر إلستر (٢٠٠٧) من خلال «نموذج التصديق-الرغبة للفعل» نسخة معاصرة من الفردية.

(٧)
القوانين هي بيانات عامة تنص على علاقات رياضية بين المتغيرات. وتوفر الشروط الأولية قيمًا محددة لهذه المتغيرات. وتسمح للقانون العام بأن ينطبق على حالة معينة. يشير قانون كبلر الثالث إلى علاقة رياضية بين الفترة المدارية عن P لكوكب ما ومتوسط مسافة بُعده عن الشمس A. توفر الشروط الأولية القيم المحدَّدَة للمتغيرات، التي تظهر في القانون العام. على سبيل المثال، إذا كان للكوكب فترة مدارية تبلغ ثماني سنوات، فإن متوسط بُعده عن الشمس يبلغ أربعة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس.

(٨) يقترح إم بانج (١٩٩٦) موقفًا بين الفردية والشمولية يُسمى «النظامية»، يتفاعل فيه الأفراد والمجتمع والقوة والبنية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤