مسرد المصطلحات

  • جماليات: فئةٌ فلسفية، لكنها تُستخدَم على نحوٍ أكثر شيوعًا بوصفها مصطلحًا لوصف المنطق واللغة وراء تفضيلاتنا لأشياء وأنماط وصور معينة. في هذه الدراسة، يُنظَر إلى الجماليات باعتبارها شخصيةً وثقافية، وليست موروثة أو طبيعية أو «حقيقية».
  • حِقبة الأنثروبوسين: مصطلحٌ جيولوجي مثيرٌ للجدل، يفترض أن التفاعلات البشرية مع الكوكب وتلاعُباتها به تشكِّل حِقبة جيولوجية جديدة. لا يزال الإطار الزمني الدقيق لهذه الحِقبة محلَّ نزاع؛ حيث يقترح البعض أنها تبدأ مع الثورة الزراعية، في حين يجادل آخرون بتواريخِ بدءٍ أحدث، مثل الثورة الصناعية أو حتى ظهور الطاقة والأسلحة النووية. يُظهِر استخدام هذا المصطلح الحاجةَ إلى أخذ التأثير البشري في الكوكب (مثل التغيُّر المناخي) على محمل الجد. لدى العديد من العلماء تحفُّظات على هذا المصطلح، وقدَّموا مصطلحاتٍ بديلة واستراتيجيات مختلفة لمواجَهة القضايا البيئية، في حين رفَض آخرون تمامًا الحُجج التي تتعلَّق بأن تأثير البشر أو ما يسبِّبونه من خسائر يتطلَّب تسمية لحِقبة جديدة.
  • فن/فنان: تسمية تميِّز بعض الأشياء البصرية ومبدِعيها باعتبارها أعمالًا تحمل قيمة أعلى في الدلالة على المعنى، والقيمة، والجمال، والثِّقَل. غالبًا ما يُعَد العمل «الفني» ثمينًا في تفرُّده. وبالمثل، يُمنَح الفنانون أهميةً ثقافية، وغالبًا ما تُنسَب إليهم مكانة أخلاقية باعتبارهم مبدِعين بالفطرة وعباقرة. ما يُعَد فنًّا، وما يُقدَّر على أنه فن يتغير بمرور الوقت، ويرتبط بحراك القوة الثقافية والوطنية الأكبر. احتُفي بالأشياء القيِّمة ومبدِعيها في جميع أنحاء العالم، وعلى مَر التاريخ، غير أن تصنيف «الفن» و«الفنان» يظل مرتبطًا بجغرافياتٍ وفتراتٍ زمنية معيَّنة. يرفض الكثيرون اليومَ كِلا المصطلحَين باعتبارهما مصطلحَين أوروبيَّي التوجُّه، وإمبرياليَّين، واستبعاديَّين بطبيعتَيهما.
  • تاريخ الفن: الدراسة الأكاديمية للفن والفنانين، ومؤخرًا جدًّا التصنيفات الأوسع للثقافة البصرية. كان تاريخ الفن على مَر التاريخ متجذرًا في الحوارات التي أنشأت «الأعمال الفنية المرجعية» ورسَّخت لها. في الآونة الأخيرة، حاوَل تاريخ الفن بوصفه أحد التخصصات النظرَ في الثقافة البصرية في سياقاتٍ أوسع وأكثر عالمية، ومع مزيدٍ من التأمُّل الذاتي حول مشاركته في تشكيل فئات لِمَا هو مستبعَد من تلك الثقافة.
  • عالم الفن: مصطلح مختصر يشمل مجتمع الفنانين، ومالكي المعارض، وموظفي المتاحف، ورعاة المتاحف والمتبرعين، وموظفي دور المزادات، ونقاد الثقافة البصرية، ومؤرخي الفن، والباحثين في الثقافة البصرية، وعموم مستهلكي/عملاء الفن والثقافة البصرية. يتكيَّف بعض الأشخاص جيدًا مع هذا العالَم ويَعُدون هذا المصطلح وصفًا لمجتمعاتهم، بينما يسعَون إلى ترويج تعريف الفن وإمكاناته والتوسع فيهما. بينما يسعى آخرون بهِمَّة لتوسيع مؤسسات «عالم الفن» وأفراده وعاداتهم، أو تنويعها، أو تفكيكها، أو السخرية منها بسبب نخبويَّتهم وتعاليهم وإحساسهم الزائد بالأهمية.
  • أعمال فنية مرجعية: الأشياء والصور التي تُعَد أهم الأعمال الفنية لعصرٍ أو مكانٍ معين، والتي جرى اختيارها في نصوص تاريخ الفن، وفصوله الدراسية، ومساحات المتاحف، وفيما بين أفراد عالم الفن باعتبارها مؤشراتٍ للفن الذي يُعَد الأفضل، والأجمل، والأبدي، والفريد، والأكثر إسهامًا في الثقافة. في السنوات الخمسين الماضية، ظهرت حركاتٌ كبيرة لتوسيع نطاق الأعمال الفنية المرجعية لتشمل أعمال النساء، والأشخاص ذوي البشرة الملوَّنة، والمزيد من الفن الذي يُنتَج خارج أمريكا الشمالية وأوروبا. بينما دعا آخرون إلى إنهاء تصنيف الأعمال الفنية المرجعية تمامًا، ساعين إلى إزاحة الهيكليات الهرمية للقيمة.
  • جسدي: في سياق الأشياء البصرية، يُستخدَم المصطلح للإشارة إلى تلك الأشياء المتعلقة بطبيعة الجسم، وللإشارة أيضًا إلى طريقة التفكير في الثقافة البصرية التي تَعُد الظواهر الجسدية (مثل الحجم، والطعم، والرائحة … إلخ) وردود الفعل العاطفية (الاشمئزاز، والرغبة، والقلق … إلخ) جزءًا من تجربة الرؤية.
  • نظر: فعل النظر إلى شيء ما، واعتبار القوة (أو التوجيه البصري لافتراض القوة) في استهلاكِ ما يُشاهد. وفي المقابل، تجرِبة أن يُستهلَك الشيء ويُستوعَب بالنظر، أن يُنظَر إلى الشيء. مفهوم النظر هو مفهوم أساسي في أعمال باحثي الثقافة البصرية ودراسات السينما الذين يستندون إلى النظريات النفسية لسيجموند فرويد، وجاك لاكان، وغيرهما. من المفيد التفكير في النظر بوصفه شكلًا من أشكال القوة والسيطرة لكلٍّ من المُشاهِد والمُشاهَد. النظر ليس مجرد الرؤية، بل هو مصطلح يشير إلى القوة المتلاعَب بها للرؤية.
  • فن زائف: يُستخدَم غالبًا بوصفه مصطلحًا سلبيًّا للدلالة على شيء أو أسلوب يُعَد رديئًا في ذوقه؛ ومن ثَم فهو عكس الفن. وقد عبَّر بقوة عن الشر السياسي والاجتماعي المزعوم للفن الزائف الناقدُ كليمنت جرينبرج في القرن العشرين، الذي عَدَّ الفنَّ الزائف عدوًّا للفن لأنه صُنع وقُدِّم ليخدم الرغبات الأساسية للجمهور العام، ويشجع العواطف الرخيصة. على الجانب الآخر، دفع الفن المجتمع والأفراد إلى حالات تقدُّمية ومستنيرة؛ فقد جعل الإنسانية أفضل، وفقًا لجرينبرج. يُستخدَم مصطلح «الفن الزائف» أيضًا عادةً لاحتقار الأذواق المنخفضة والمتوسطة للطبقات غير المثقفة، مما يعزِّز الاتهامات بالنخبوية في عالم الفن. يُلاحَظ أن جرينبرج يصوِّر الفن والموسيقى المنتَجة خارج السياق الأوروبي أو الأمريكي الشمالي باعتبارهما «فولكلورًا» ومن ثَم لا يشملهما كلا المصطلحَين المتعارضَين: الفن الزائف والفن.
  • منظر طبيعي: تصوُّر مُكوَّن للأرض، أو السماء، أو البحار. لا يمكِن أن يكون المنظر الطبيعي تمثيلًا طبيعيًّا أو حقيقيًّا لمكانٍ ما لأنه يعتمد على اختيارات وقرارات؛ حيث يصوِّر الصانع مشهدًا محددًا في لحظة بعينها من خلال إبراز عناصر أو خصائص بصرية معيَّنة. تُستخدَم المناظر الطبيعية غالبًا بوصفها تمثيلات بصرية للثروة، و/أو القومية، و/أو الأيديولوجيا السياسية، و/أو الروحانية.
  • ثقافة متدنية/رفيعة: تُستخدَم الكلمتان كلٌّ على حِدة أو معًا لتوضيح الفروق الاجتماعية التي تميِّز جميع أشكال الإنتاج البصري وتصنِّفها. يرى معظم العلماء أن هذين المصطلحَين ينطويان على إشكالية لأنهما لا يتعاملان مع التعقيدات التقاطعية للوصول، أو المتعة، أو التفاوتات الهيكلية في العِرق، والجنس، والجنسانية، والقدرة … إلخ. في القرن العشرين، بدأ الصنَّاع والجماهير يتلاعبون بهذين التصنيفَين ويخلطون بينهما بشكلٍ متعمدٍ لتحدي سلطتهما في تحديد الفن أو الأشخاص.
  • أصلي/نسخة: مفهومان مهمَّان في تحديد الفروقات بين الفني وغير الفني، أو الفن الزائف. فكرة الأصلي مهمة جدًّا لتعريف الفن باعتباره مُنتَجًا لمهارة نادرة وطريقة المبدع/الفنان، وباعتباره ثمينًا بسبب تفرُّده، وباعتباره ينطوي على ما أطلق عليه والتر بنيامين اسم «الهالة» أو الجودة الفريدة. تجعل هذه السِّمات الأعمال الأصلية تستحق الحماية (كما في المتاحف التي تحفظها)، وتثبت قيمتها المالية الاستثنائية في كثير من الأحيان. أمَّا النسخة، فهي كما تدل الكلمة ليست شيئًا فريدًا. في الثقافة البصرية، قد تكون النُّسَخ مطبوعات، أو صورًا فوتوغرافية، أو آثارًا رقمية، أو نُسَخًا ثلاثية الأبعاد … إلخ. قد تكون بعض النُّسَخ ذات قيمة تقارب قيمة الأصل إذا كانت محدودة الكمية (مثل الطباعة المرقمة) أو كانت مُعدَّلة بطريقة ما. لكن عمومًا، تُعَد النسخة أقلَّ أهميةً وأقلَّ إبداعًا وأقلَّ قيمةً من الأصل. في القرن العشرين وحتى اليوم، أصبحت العلاقة بين النسخة والأصل أحد أكثر المفاهيم تأثيرًا وتحفيزًا في الثقافة البصرية والإنتاج الفني. فقد تلاعب العديد من الفنانين بفكرة النُّسَخ والقابلية للتخلُّص كأمرٍ من شأنه أن يكون أكثر قيمةً من تكريم الأصل.
  • صورة شخصية ذاتية/سيلفي: الصورة الشخصية الذاتية هي تصوير بصري للشخص يقوم به بنفسه. وهي موضوع تقليدي لدى الفنانين التشكيليين، وتكتسِب اهتمامًا وأهميةً أكبر عندما لا تعبِّر فقط عن المظهر الخارجي للشخص، بل أيضًا عن بعض الجوانب الخاصة في شخصيته، أو مَلمَح من ملامح عاطفته. أمَّا السيلفي، فهو نوع من الصورة الشخصية الذاتية يُنتج ويُنشَر باستخدام تقنيات الكاميرات الرقمية، والهواتف المحمولة، ومنصات مثل «إنستجرام» و«فيسبوك». كانت الصورة الشخصية الذاتية التقليدية تحتاج إلى المتاحف والمعارض والمباني العامة والمنازل لعرضها، ومن ثَم كانت محدودة من حيث التشبُّع البصري، كما كان إنشاء صورة شخصية ذاتية يتطلَّب مجموعة معيَّنة من المواد والمهارات. لكن الهاتف المحمول سهَّل كثيرًا إنتاجَ الصورة الشخصية الذاتية وتداوُلها. في المجتمع المعاصر، غالبًا ما يرتبط السيلفي ارتباطًا سلبيًّا بالأنوثة والغرور، ولكن قد تكون هذه وسيلة لتقليل الإمكانات الإيجابية للتعبير عن الذات التي تتيحها التكنولوجيا الجديدة وقدرتها الكبرى على تمكين الأفراد من إنتاج ثقافتهم البصرية.
  • أجواء بصرية: مجموعة من الأشياء، والصور، والدوافع، والدرجات اللونية التي تشكِّل مساحة ولحظة بصريتَين. لفَهم مشهد أو مكان أو لحظة زمنية معينة، لا يمكِننا التركيز على تأثيرات الأشياء والصور الفردية بشكلٍ منفصل. بدلًا من ذلك، يجب أن نكون منتبهين إلى كيفية تفاعل الأشياء بعضها مع بعض، والتواريخ والذكريات التي يجري استحضارها، واللعب بالدرجات اللونية والتلاعب بها. الأجواء البصرية جامعة شاملة، مثل الهواء الذي نتنفَّسه. إنها في كل مكان، وقد تمر دون أن نلاحظها وربما نَعُدها أمرًا مفروغًا منه؛ أو قد تَحجب، وتُشوِّش، بل قد تَخنق أيضًا.
  • رؤية: بخلاف الوظيفة البيولوجية للرؤية، يصف المصطلح عمليةَ حصر السياق الاجتماعي والثقافي الأوسع والبِنى المتعلقة بالبصر وتأثيراته. تدخل العينَ البياناتُ التي يجب فرزها، وهذا الفرز هو جوهر الرؤية. في الآونة الأخيرة، أعاد الباحث في الثقافة البصرية نيكولاس ميرزوف صياغةَ تأثير الرؤية كإطار مفاهيمي، يمكِننا من خلاله التفكير بشكلٍ مثمِر في مواجَهته أو إعادة توظيفه بطرق جديدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥