مقدمة

ها أنا ذا أقدم للوطن المحبوب ولأبنائه المخلصين أولى جولاتي في ربوع الشرق بعد أن تقدمتها «جولتي في ربوع أوروبا»، راجيًا أن أكون قد أصبت بعض الشيء في تفهُّم تلك الشعوب التي تربطنا بها روابط عريقة توثقها العاطفة. وإني لأصوِّرها هنا كما رأتها عين مصرية شرقية غير مغرضة لا تبتغي من وراء ذلك إلا النفع. ولقد حاولت جهدي استقراء عناصر نهوضها وقعودها؛ علَّنا نستنير بطرائقها الموفقة فنهتدي، وعسانا نعتبر بما أصابها، فنأمن العثار الذي يتهدد الأمم في فجر نهوضها وطور انتقالها، ونحن أحوج ما نكون للمُثُل العليا نترسم خطاها — ولنا في اليابان أسوة حسنة؛ فلنسلك نهجها، ولنا في الصين وما يحيط نهوضها من قذًى وشباك أكبر العِبر. سدَّد الله خطانا، وهدى الوطن وأبناءه سبيلًا رشدًا.

figure
figure
طريقنا إلى الشرق الأقصى يناهز ٨٠٠٠ ميل ذهابًا، ومثلها إيابًا، وإلى اليسار البلاد التي حللناها في الهند وبعض اللغات السائدة وُضع تحتها خط.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤