استعراض الموقف الحاضر في البلاد العربية

موقف العراق والأردن إزاء التضافر السوري اللبناني النجدي وتشجيع السياسة العليا له، وموقف مصر كالوسيط في تنفيذ سياسة مجهولة، ووجود نجد بالحجاز وما يجب على البيت الهاشمي وأنصاره بالعراق وشرق الأردن إزاء ذلك

تمهيد

بالنظر لما يجري اليوم من أحاديث ومحاولات، وبالنسبة لأن الفكر القائم الآن قد يخرج السير العربي نحو استكماله من طور إلى طور، فمن واجب الأمانة وضع مبادئ الثورة العربية الكبرى ومبانيها في هذا البيان لإطلاع صاحب السمو الملكي الوصي المعظم ورئيس وزراء العراق ووزير خارجيته ورئيس وزارته السابقة الفخام على ذلك.

الأمة العربية

الأمة العربية ذات التاريخ وصاحبة الماضي المجيد والتي نزل على نبيها القرآن والتي فتحت المشرق والمغرب في أقل من ربع قرن وجاءت بالإصلاحات الدينية والمدنية وبما يقتضيه الإخاء الإنساني، أمة لا يجوز أن تكون مستعمرة مستعبدة، بل هي أمة قائمة مستقلة هادية. أما بقاؤها في ظل حكومات غير عربية ولكنها مسلمة فقد جاء عن رضوخ تلك الأمم للتعاليم الإسلامية والإخاء المحمدي. فإذا سادت تعاليم القرآن وعمل بالسنة فالعربي حينئذ سواء عنده أكان سلطانه عربيًّا أم كان ينتمي إلى غير العرب من المسلمين. لذلك كانت الأمة العربية تنظر إلى سلاطين الإسلام بما أعطاها الله من شرف خص به النبي العربي عليه الصلاة والسلام.

تصدع الرابطة العربية العجمية

على أنه لما جاء العصر الأخير والذي قبله، حدث شيء من التحور زلزل تلك الرابطة الجامعة بين العربي والعجمي؛ فمنشور التنظيمات الخيرية الصادر في عهد السلطان محمود الثاني كان أول مرقاة للخروج على التعاليم العربية المستمدة من قرآنها وسنة نبيها إلى الشكل الغربي الغريب الذي لم يفهمه منتحلوه أنفسهم؛ فكانت النكسات والاختلافات والتعثر في السير والتلكؤ في العمل. ومن ذلك تحوير شكل الجيش والإدارة فجأة والقضاء على العسكرية الينيشارية وإيجاد الجند المسمى «بالنظام الجديد»، وحوادث مورة التي استخدم فيها الجيش المصري بأمر من السلطان إلى والي مصر محمد علي باشا آنذاك، وما كان هناك وفي كريت من فواجع وخاصة على الأسطول التركي المصري في ناوارين، ثم صدور الأمر السلطاني إلى والي مصر بالتوجه إلى الجزيرة العربية أيام محمد بن عبد الوهاب، وقد حدث ذلك، وتكلل الجهد المصري بالنجاح في الحجاز ونجد وعسير حتى صنعاء.

بوادر الانفصال

بعد ذلك تراءى لوالي مصر الوهن في الجسم العثماني، فاقتحم إلى سوريا والأناضول، وكانت هزيمة الجيش العثماني المشهورة أمام الجيش المصري، ثم تدخل روسيا وإنكلترا في الأمر وإرجاع الجيوش المصرية إلى مصر مخلية الأناضول وبلاد العرب بأجمعها، وإرضاء والي مصر بأن تكون ولايته فيه وفي أعقابه باسم والي مصر وبفرمان سلطاني، ومشى به الأمر كذلك حتى زمن الخديوي إسماعيل الذي حصر الإرث في نسله على أصول الوراثة الأورباوية وسمي «الخديوي».

وكانت هذه الظاهرة أول صبغة عربية استقلالية بدت في مصر، عقبتها محاولة الشريف عبد المطلب بن غالب — الذي كان أميرًا على مكة بعد الشريف محمد بن عون رأس الأسرة الهاشمية الحاضرة، والصديق الحميم لمحمد علي باشا والي مصر — فقد انتهز ذلك الشريف الفرصة السانحة بسبب الحرب الروسية العثمانية المعروفة بحرب القرم، فحاول إعادة استقلال الحجاز إليه إلا أنه لم يتوفق إلى ذلك.

وعند الانقلاب العثماني الأخير الذى أعيد بسببه الدستور العثماني لسنة ١٢٩٣ تحولت الحاكمية السلطانية إلى حاكمية ملية محصورة في العنصر الذي منه السلطان، وغدت سائر العناصر والأقاليم تبعًا للعنصر الحاكم، وشرع في تتريك العناصر الأخرى لتغيير صبغتها القومية ودفع الخطر عن السلطنة الدستورية التركية، الشاعرة بوجود أجناس أخرى في الإمبراطورية هي أكثر عددًا وتدين بالإسلام. وبدأت الأحزاب المختلفة والأندية المتعددة لكل أمة تتشكل وتتكيف وتناضل عن حقها وتطالب. وأحس بالضغط من فرقة الاتحاد والترقي التركية في الانتخابات للبرلمان العثماني كي لا ينجح في عضوية البرلمان إلا من كان تركيًّا أو اتحاديًّا. عند ذلك شعر العرب، وشعر معهم بقية الأقوام الأخرى ممن تتكوَّن منهم الإمبراطورية، أنهم على خطر الزوال؛ فحدثت الثورات في بلاد الأرناؤوط وفي جبل الدروز وفي الكرك، وتولى إخماد الثورة العربية سامي باشا الفاروقي المعروف، وكانت الثورة في عسير وقد أخمدها أمير مكة الشريف الحسين بن علي، وثورة اليمن وقد أخمدها المشير عبد الله باشا وأتم أمرها المشير عزت باشا.

وكان الشريف متمسكًا حينذاك بالرابطة العثمانية، يفضلها ويرى بقاءها ويؤثرها على انهيار وتصدع لا يعرف مداه ولا تؤمن عاقبته، إلى أن بلغ الصلف الاتحادي ذراه وشوهد أن أمر انفصال العرب عن الأتراك الذين تعادوا وتهوروا وازدروا كل ما سواهم أمر لا بد منه. فطالبت سوريا بإدارة لامركزية واستولى ابن سعود على الأحساء واتفق الإمام في اليمن مع الاتحاديين على شكل معين، وشد الأمر بين السيد الإدريسي والترك على طريقة خاصة؛ وكانت هذه أول مرقاة أيضًا إلى الانفصال والقلوب مفعمة بالعداء ورجال الدولة من الاتحاديين يحرقون الأرم على كل عربي نابه.

الوفود إلى الحجاز والمساعي العربية

ثم ترامت الوفود إلى الحجاز من القطر الشامي، وعرضوا على الشريف في مكة ما الناس فيه من سوء حال ومستقبل مظلم مع الظلم والاضطهاد والنفي والإبعاد، حتى جاءت الحرب السابقة وجاء جمال باشا بسلطانه وعدوانه إلى دمشق، فضاقت الأرض بما رحبت وخاف بأسه كل عزيز وذليل. وفي غضون ذلك كانت مذاكرات القضية العربية بين الشريف وبين رجال الاتحاد والترقي تجري بالمخابرة أحيانًا، وأحيانًا بواسطة الأمير فيصل بن الحسين ملك سوريا أخيرًا وملك العراق فيما بعد ذلك. وكانت المكاتبات تدور من الناحية الأخرى مع بريطانيا العظمى لإيجاد الحلول الموصلة العرب إلى حقهم الأكبر فيما إذا أخفق العرب والترك في الاتفاق.

تحديدات

وقبلت بريطانيا العظمى مساعدة العرب بقيادة شريف مكة، لوصولهم إلى استقلالهم وتحريرهم من نير الأتراك والألمان في كافة البلاد العربية، ما عدا الساحل الغربي من ولاية الشام وذلك يعني جبل لبنان، فقد كان الرأي المتقرر في مكة عدم إكراه لبنان على ما لا يرتضيه، وأن له الحرية التامة في أن يسعى لنفسه ما يشتهيه، وما لبنان في البلاد العربية إلا عون لها مع أية صبغة يكتسبها.

ويدل التحديد المتقدم على أن ساحل حلب والساحل الفلسطيني معترف بهما للناحية العربية، واستثنت بريطانيا الإمارات العربية التي لها صلات عهدية مع حكومة الهند، وهي الإمارات التالية:

إمارة آل سعود في نجد، إمارة الكويت، إمارة البحرين، سلطنة مسقط وعمان، سلطان حضرموت، ولحج، وإن مستعمرة عدن والنواحي الست التي على حدها مستثناة، هذا ولم يُستثنَ من الحركة العربية سوى ما ذكر أي بلد.

فاليمن وعسير وإمارة حائل في عهد ابن رشيد، والعراق كله وسوريا؛ هذه تعهدت بريطانيا العظمى، ألَّا تعقد أي صلح مع تركيا وألمانيا قبل أن يتم تحريرها.

وعلى هذا بنيت الثورة العربية لإيجاد دولة عربية واحدة يرأسها ملك واحد وترمي إلى هدف واحد. وكانت الأمة حينذاك مستكملة الشروط الضامنة لقيامها على قدمها، وكانت لها متصرفية فلسطين وولاية بيروت وولاية حلب وولاية سوريا وولاية بغداد والموصل وولاية البصرة وولاية الحجاز، تلك المجموعة من الولايات الغنية بشبابها ورجالها من ملكيين إداريين وعدليين ومن قضاة شرعيين وأمراء عسكريين من أعلى الرتب إلى أصغرها، وكانت الجيوش العثمانية العربية مركز أحدها دمشق ومركز الثاني بغداد، وفي الحجاز الرجال الذين حملوا عبء هذه المسؤولية العظمى متكلين على الله وعلى الإخلاص والأمانة في الأمة وعلى الوفاء من حليفتهم بريطانيا العظمى.

نتائج

وما إن ألقت الحرب أوزارها حتى عاد أُناس من العرب الذين كانوا يخدمون الأتراك بالاتفاق مع حزب الاتحاد والترقي واختلطوا برجال الثورة العربية في هذه الأنحاء، واختطفوا منهم زمام التوجيه فعملوا على استقلال سوريا والعراق. وكان عهد سايكس بيكو وجاءت الانتدابات على موجبه فكافحوها وأوجدوا الميثاق القومي الذي نص على حدود سوريا من أولها إلى آخرها، ميثاقًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثم جاءت الضربة الفرنسية وأخرج الملك ونكست الأعلام فتخبطت سوريا بعد أن أضاعت مركزها العالي الرفيع، وتقسمت كما هو معروف إلى سوريا ولبنان الخاضعين للانتداب الفرنسي، وفلسطين وشرق الأردن الخاضعتين للانتداب البريطاني، وجاء التحديد الحاضر بين أجزاء هذا البلد الواحد على هذه الكيفية ولهذا السبب ولقيام الانتدابين.

وبعد ذلك كانت الحركة الوهابية الأخيرة التي أدت إلى خروج العائلة الهاشمية من الحجاز، بعد جهاد وجلاد أدَّى فيه البيت حقَّه لبلاده المقدسة وحرص على ألَّا تصبح الأمة العربية متحيرة لا رأس لها يجمع كل أجزائها، ليتابع مسؤولياته في الاحتفاظ بحقوقها. ومن المعلوم أن بريطانيا العظمى كانت متعهدة بألَّا تسمح لأي واحدة من الإمارات والسلطات العربية التي لها صلات عهد بحكومة الهند في أن تعرقل مساعي الثورة العربية أو تقف معاكسة لها، حتى تتمم واجباتها القومية، وقد أوقفت الحكومة البريطانية اعتداءات الوهابيين علي المملكة الهاشمية في الحجاز أكثر من مرة، وأخيرًا في مؤتمر الكويت، ولما لم يوصل إلى اتفاق حينذاك، كان ما كان مما حصل فسقط الحجاز، وبسقوطه أصبحت القضية العربية منقسمة إلى قضايا مشتتة بين يمن ونجد وعراق وإمارة وجمهوريات في سوريا وبلاد منتدب عليها فلسطين. ومن المقتضى عدم إغفال بيعة الناس في مكة لصاحب النهضة بأنه ملك البلاد العربية، وقد ضربت السكة النقدية بهذا الاسم، ثم جاءت التجزئات السابقة كما ذكر.

وإننا، لما ذكر، نلقي هذه الحوادث بين أيديكم ليتبين أنه من الخسران العظيم على الأمة العربية أن تظل التجزئة فيها تحث اسم استقلالات واهنة تجعل كل جزء من هذه الأجزاء غير قادر فعلًا واقتصادًا على حفظ كيانه إن لم يعد بمجموعه إلى كيان واحد، واضعين أمام الأمة هذه الحقائق خشية فوات الوقت ومخافة العمل على دوام هذا الشكل بهذه الأسماء، التي لا تلبث أن تعصف بها أعاصير السياسة فيأتي الندم حين لا ينفع الندم. وأي خسران على رجال الثورة إذا رأوا أن عملهم الانفصالي لم تكن له نتيجة سوى تجزؤات لمنفعة أشخاص وعدم ظفر الأمة بما كانت ترمي إليه من مجد موحد وحق تاريخي.

وعلى هذا، وبعد البيان الموجز الذي سردناه فيما يتعلق بمبادئ الثورة ونشأتها ومراميها، نرى أن إيجاد هذه الدويلات في الشام من حدود مصر إلى العراق إلى تركيا هو تقسيم ضار بمصلحة العرب، وأنه التحديد الذي أقامه شكل الانتدابين وأنه هو الذي كافحه الوطن ووقف في وجهه. فإن قبلنا هذا التقسيم وأقررناه فكأننا رضخنا لما كانت الأمة رفضته، وستكون حجتنا واهية واهنة إزاء مطامع اليهود وأنصارهم إن طلبوا مثل ذلك في فلسطين.

من هذا كله يتبين أن البلاد العربية التي لا تزال في يد ورثاء الثورة من رجال البيت الهاشمي وأشياعه هم العراق وشرقي الأردن، وأن عليهما واجبات وتبعات من المقتضى أن ينظروا إليها بحقيقتها والاعتراف بها بالنظر للحقائق الآتية، وهي:
  • (أ)

    الإقرار بأن سياسة إعلان استقلال سوريا والعراق عند انتهاء الحرب السابقة وفصلهما عن الحجاز قبل أن يتم الصلح بين تركيا وأعدائها، وقبل أن تتنازل الحكومة التركية عن حقوقها في هذه البلاد لهذه الأمة كان من أكبر الأخطاء.

  • (ب)

    الاعتراف بأن استقلال سوريا والعراق وانفصالهما عن الثورة العربية والملك الواحد هو الذي جرَّ الانتدابات على هذه البلدان.

  • (جـ)

    الاعتراف بأن إقرار التغيير في البيت المالك للحجاز هو إزالة الرئاسة الواحدة للبلاد الواحدة وأن كل هذا ليس في مصلحة الأمة العربية بأجمعها.

وعليه فخلاصة ما هو واقع الآن من دعوة إلى وحدة أمر لا يعرف منشأه والغاية منه. إلا أن هنالك مساعي خفية يجب البحث عنها والعثور عليها. فمسألة إيجاد وحدة عربية أو اتحاد عربي مسألة موهومة خطيرة، ففلسطين لا تزال محل إصرار لإتمام آمال اليهود فيها، وإنها لا تزال تحكم حكمًا مباشرًا من إنكلترا، سوريا ولبنان وإن كان يقال إنهما قد استقلَّا استقلالًا ذا سيادة وإن لديهما وزراء مفوضين من دول كبرى، فإنه مع هذا يقال عنهما إنهما لم يُزَل عنهما الانتداب الفرنسي بشكل فني؛ وهذه نقاط ارتكاز إن دلت لا تدل إلا على التشكيك. وكذلك فشرقي الأردن الموعودة بصورة صحيحة إلى الوصول إلى مصاف أخواتها مرجأ أمر تحقيق ما طلبت إلى ما بعد الحرب، فهي مقيدة الحرية نوعًا. ولا تزال المملكة الحجازية منضمة إلى نجد وهي عقدة العقد لدى البيت الهاشمي وعقدة العقد لدى العالم الإسلامي بأجمعه في حجه وزيارة قبر نبيه، إذ إنه محظور على هذا العالم الكريم من أن يقوم بواجبات معتقداته كما يريد، وإن الأقلية المتعصبة المتحكمة فيه ليس لها في قديم الإسلام ولا جديده من فضل، وهذا لا ينبغي أن يغفل أمره.

وإنه لا ندري بالنظر للمسائل المعلقة بين إنكلترا ومصر فيما يتعلق باحتلال مصر فيما ينوب الجانبين في السودان، ثم إنا على جهل تام من درجة تحقيق أماني الوحدة أو الاتحاد وما يملكه رئيس وزراء مصر من وعود سرية يعلمها هو من لدن إنكلترا وأمريكا إلى أي حد هي. فإذا وقع أي إشكال بين الدول الغالبة التي لها من الحرب السابقة يد قوية على البلاد العربية، فهل سيسمح للمؤتمرين أن ينفذوا ما سيقررونه أم لا؟

ولذلك فمن واجب بغداد وعمان السعي للسير على سياسة هاشمية موحدة مع صرف المساعي للقضاء على من يريد إخراج القضية العربية عن مبادئ النهضة الأولى، بالأخص في القطر السوري الذي قد قام به تفاهم سعودي سوري لبناني خطير، وبذل الجهد لإحياء أنصار الثورة مرة أخرى بهذه الديار وإعادة الدعوة الهاشمية بها. هذا فيما يخص العراق والأردن وإنه يجب عليهما لفت نظر النحاس باشا إلى أن يطلب باسم المؤتمر من الحكومة العربية السعودية إيجاد إدارة دستورية وحكومة مسؤولة بالحجاز قائمة على هذا الأساس، لتأمين الرقي واستكمال أسباب الدفاع وتأمين حرية المذاهب في البلاد المقدسة، حتى تتمكن الحكومة النجدية من اكتساب ثقة العالم الإسلامي.

وكذلك فمن واجب الساعين للاتحاد أو الوحدة إظهار الرغبة في أن تكون المملكة اليمنية تحوز شيئًا من الإصلاح العصري. مع شكر جلالة الإمام على أنه احتفظ بهده القطعة المباركة بشكلها الحاضر سالمة نقية، وأنه ينبغي تدريبها لكي تستعد لتنظيم خطاها فيما بعد مع أخواتها. ولذلك ولئلا يقع أي فشل في هذا الجهد، فمن الممكن عقد اتفاقات ترمي إلى وحدة عسكرية في نظامها، ووحدة مالية من حيث النقد وقيمته، ووحدة ثقافية ووحدة اشتراعية في غير الحجاز، ثم إيجاد عهد دفاعي لدرء أي خطر قد يقع على أي قسم من هذه الأقسام، وأن تتم هذه في سنين معينة بعد التداول، ومع هذا فلا ينبغي منع هذه الأقسام من أن تنضم متحدة أو موحدة كلها أو بعضها متى شاءت وفي أي لحظة أرادت.

وإنه ينبغي وحدة العمل وبناء وحدة عقيدة يدافع عنها الجميع أثناء الخروج من الحرب الحاضرة إلى حالة السلم، وما يمكن أن ينجم من وراء هذا من أضرار تلحق بالبعض أو الكل، مع الدعوات الطيبة وتمنيات الخير للأمم العربية وملوكها وزعمائها الكرام.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤