المروق في البرق

تذاوبي في لحظةٍ،
لا تصطلى في العمر إلا مرَّةً،
وعانقيها حلوةً ومُرةً،
ولا تحاولي تذَكُّرَ الذي
مَحَا سواهُ من دروب الذاكرة.

•••

وفي تضاريسِ الشعور خَطَّ وشْمَهُ الجميل،
وحَطَّ لَحْن طيرِه في اللاشعورِ،
طائرٌ ولا يطير!
شلالُ نهرك ابتدأ في لحظة، ثم انتهى،
وأرضك البِكر انْتشَت
واخضَوْضرت؛
لما الرَّذَاذُ مسَّها.
وغزوةُ الفتح انتهت بفارسٍ
يفتح أبوابَ المدينة،
ويعتلي قلاعَك الحَصينة،
لتُصبحي في لحظة منتصرة.

•••

فلتكتبي منابتَ الحروف،
ولترشفي الرحيق من حريقه،
وسَهْمهُ احضنيه في الكنانةِ،
اغمري جموحَه في صدرك الرقيقِ،
هَدْهِدي جنونه في بَحرك العميقِ،
أجِّجي النيران تحت مائه حتى يفورَ، وأنطفي،
تذوقي شهد العذاب المشْتَهَى؛
فهذه تذكرةُ الولوجِ في عوالم الخصوبة،
ورحلةُ الغريقِ في السعادة العجيبة،
وثروةُ العمرِ التي قد آنَ أن تُباعَ دونما ثمن.
وحاجزٌ ما بَعْدَه يسير،
السيول برهة وتنتهي!
والألم الشهيُّ ليْتَهُ …!
فكيف للدماءِ بعدما تخثَّرتْ؟!
وكيف للدماءِ بعدما تمزقتْ خيوطُ العنكبوت؟!
فلتصرخي صادقة،
ولترقصي في موجةٍ تجتاحُ عامدة،
ولتنتمي إلى حُمَيَّا اللحظة الآسرة.

•••

حُرِّيَّةٌ: قيْدُ الثواني العابرة،
ورحمةٌ: سوط الهوى،
فلا تمرَّ منكِ لحظةُ النجاةِ والمغامرة،
كلاعبٍ يحملُ فوق كفِّه حياتَهُ؛
للحظة المبهرة!

•••

تشبَّثي بنَصلِها؛
لتعبري المسافةَ الضئيلةَ المخيفة،
بين الدماءِ والقطيفة،
بين الجليدِ والمياه،
بين الحياة،
وتمرقي في شعرةِ المستحيل،
بين الجناحِ والهواء،
بين السماء والأفُق،
بين الشَّبَق.

•••

تشبثي بحلمكِ الجميل،
واعتصري خمرَه؛
كي لا تكون لحظة مبتسرة؛
فربَّما نعيش ألف مرة!
وربما …

•••

لكنها بارقةٌ نادرة!
ونشوةٌ حتميةٌ مطبوعةٌ
على دُفوف الذَّاكِرة!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤