على هامش القلب

على هامشِ القلبِ
خطَّت يدايَ سطورًا،
بَنَيْتُ مدائنَ حبٍّ على سُحبِ الوهمِ.
تُمْطِرُ أرضي نعيمًا ودفئًا وعشقًا ونُورًا.

•••

ومن عنكبوتِ الخيالِ نَسَجْتُ خيالاتِ حبٍّ،
وحاولتُ أن أحتويه،
وجاهدت نفسي لأغرقَ فيه،
وأدمنتُ خمرَ المعاناة
ظمآنَ حتى الثُّمالة،
غريقًا وما من مياهٍ
تبُلُّ الثياب.

•••

على هامشِ القلبِ
سرتُ على ظلِّ خيطٍ رهيف،
أضأتُ الشموسَ على جانبيه،
غرستُ الورودَ على شاطئيه،
وخلَّقتُ أشجارَ حبٍّ عليه،
أقمتُ الجبال،
وشِدْتُ — بلا عمدٍ — في رباهُ
قبابَ المحال.
نفختُ بأنهارِهِ؛ فاستحالتْ حليبًا،
وأصبح يومُ حصادِ النجوم قريبًا.

•••

على هامشِ القلبِ
صُغْتُ الحروف،
ولم تكتملْ للحياةِ القصيدة،
وطال انتظارُ المخاضِ،
وطالتْ عهود الرَّمادة،
فسافرتُ في التيه وسْطَ الغياهب
تحاصرني وحدتي،
لا أرى النور في وحشتي،
غير ضوءٍ يُغازِلُني من فؤادٍ شفيف،
يضخمني بروائح حب قديم،
بِلَيْلي تَوسَّدْتُ بِيضَ الأماني،
شَحَذْتُ جميلَ الرؤى والمعاني،
أُنَقِّبُ عن
خامةٍ لا تُرى،
وعن مُضْغَةٍ لم تُتَحْ للورى؛
لأصنع حبًّا جديدًا،
وأرغم قلبي على ضمِّه
بسوط التَّملُّكِ والاشتهاء،
وسيف التمرُّد والخُيلاء،
ولكن حُبِّي القديمَ وذراتِ قلبي
حليفان لا يُهْزَمان،
فقلبي هو البَحْرُ والحبُّ ملحُ الفؤاد؛
فكيف أُفَرِّقُ بين المياه وذرات ملح الأزل؟
وكيف أباعدُ بين النجومِ وبين المدار؟
وكيف أغني على هامشِ القلب؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤