الفصل الأول

العراق في القرن السابع للهجرة

اضطربت الحالة العامة في العراق اضطرابًا شديدًا منذ فجر القرن السابق، واستمر هذا الاضطراب إلى هذا القرن، ففي القرن الماضي كان الأمر كله بيد الأعاجم من الفرس والأتابكة والترك، ولكنهم كانوا على شيء من معرفة الإدارة والاطلاع على السياسة وخشية الجانب العربي، أما في هذا القرن فقد ساءت حالة أولي الأمر، وبخاصة الخلفاء، إلى درجة أصبح معها من المستحيل بقاء الحكم في أيديهم ولو اسميًّا؛ لأنهم استسلموا للمماليك والخصيان والجواري الذين سيطروا على قصورهم، وتحكَّموا فيهم كل تحكُّم، حتى أصبح الخليفة ووزيره ورجال قصره كالدمى يتلاعب بها المستبدون من الأعاجم. وإن من البديهي أن يكون الخلفاء العباسيون قد أحسوا بالخطر الذي سيجلبه عليهم تسلط الفرس على أمور الدولة؛ ولذلك حاولوا التخلص منهم فجاءوا بالترك وسلطوهم عليهم، وكان هذا بلاءً جديدًا ومرضًا أفتك من المرض الأول دخل جسم الأمة العربية؛ لأن الفرس كانوا قومًا ذوي حضارة قديمة وعلم موروث، فلما توطَّدت أركانهم في الدولة العربية نشروا علمهم، وبعثوا حضارتهم، أما الترك فقوم لم يُعرفوا بحضارة، ولا روي عنهم علم موروث، فلما استولوا على زمام أمر الدولة العربية سيطر عليها الجهل، وعمَّت الفوضى، وفشا الفساد، وأصبح من الطبيعي أن تصل الدولة العربية إلى حالة مزعجة من الفساد.

لقد كان لهولاكو عيون يراقبون وضع الدولة العربية في البلاد ويقدِّمون إليه الرسائل والتقارير، فيحيط علمًا بكل دقيقة وجليلة، كما أنه كان من المعقول جدًّا أن يكون بعض الأمراء والحكام يأتمرون بأمره، وينفِّذون خططه، كما كان نفر منهم يأتمر بأمره وهو في الظاهر يعمل باسم الخليفة أو وزيره، ولعل أكبر دواعي تمكُّن المغول في البلاد العراقية بهذه السرعة العجيبة أن الترك المنبثِّين في كافة الأقطار كانوا يعملون للقضاء على السلطان العباسي، وتوطيد ملك المغول.

•••

ذكر جمهور المؤرخين أن المغول قد ظهر أمرهم في أوائل القرن السابع للهجرة حينما استولوا بقيادة زعيمهم «جنكيز خان» على بخارى، وسمرقند، وبلخ، وفتكوا بأهلها المسلمين شرَّ فتك، وكان ذلك في سنة ٦١٦-٦١٧ﻫ، وقد فعلوا بالأهلين أفاعيل فظيعة من حرق مدنهم، وبقر بطونهم، وهتك أعراض نسائهم، والتمثيل بأطفالهم وشيوخهم، ثم انساحوا إلى إيران فتملكوها بعد أن خرَّبوا العواصم والمدن الكبرى كمدينة «الري» و«أصفهان»، وكثير من مدن إقليمَيْ أذربيجان وخراسان، ثم أخذوا يعدُّون العدَّة لغزو العراق، ففي سنة ٦٣٣ﻫ/١٢٣٦م هاجموا مدينة «إربل»، وساروا إلى «نينوى»، ولكنهم رُدُّوا على أعقابهم، ثم عادوا في السنة التي بعدها فهاجموا مدينة «إربل» ثانيةً وحاصَروها مدةً حتى افتدى أهلُها أنفسَهم بالمال، ثم عادوا إليها ثالثةً في سنة ٦٣٥ﻫ، ففتكوا بالسكان واحتلوا المدينة ثم ساروا حتى بلغوا تخوم بغداد، فخرج إليهم الجند العباسي وعلى رأسه الأميران شرف الدين إقبال الشرابي ومجاهد الدين الدوبدار فهزماهم، ولكنهما خافا من عودتهم؛ فنصبا المنجنيقات على سور بغداد، وفي أواخر هذه السنة عادت جيوش المغول إلى العراق فوصلت «خانقين»، فلقيها الجيش العباسي وحمي الوطيس، ثم دارت الدائرة على الجيش العباسي، ورجعت فلوله إلى العاصمة بعد أن قُتِل منه مقتلة عظيمة، وغنم المغول غنائمَ جمَّة في كل هذه المعارك، وبخاصة معركة «خانقين»، فقد روى المؤرِّخان «ابن الغوطي» و«ابن العبري» أنهم قد رجعوا بغنائمَ كبيرةٍ وأسلابٍ وفيرة، وأن الأهلين لاقوا منهم بلاء عظيمًا.١
وقد استمر المغول في هجماتهم هذه نحوَ خمس عشرة سنة كاملة يُغِيرون على البلاد في كل سنة فيفتكون بالأهلين، ويبثون العيون، ويثيرون الذعر، ويعملون على الفت في عضد الدولة، وتخويف أهلها، وإيجاد الشغب بين الناس، ويرجعون بالغنائم والأسلاب، إلى أن تولى أمرهم «مفكوقان» أخو «هولاكوقان» في سنة ٦٤٨ﻫ/١٢٥١م وكان ذا آمال كبيرة، وطموح عظيم، فعزم على القضاء على الخلافة العباسية، والاستيلاء على ممتلكاتها، وأخذ يرتِّب أموره ترتيبًا قويًّا، وينظِّم جنده تنظيمًا عسكريًّا، ويعمل على تأسيس دولة كبرى بالمعنى الصحيح بعد أن كان الأمراء المغول قبله يسيرون سيرةَ رؤساءِ العشائر، وقد تفرَّس في أخيه «هولاكوقان» أنه يستطيع مساعدته في تدويل قبائله، ونشر سلطانها على العالم، وهكذا كان؛ ففي سنة ٦٥١ﻫ/١٥٢٣م بعث بأخيه هولاكو لفتح إيران والعراق وبلاد الروم، فدخل إيران، وخرَّب قلعة آلوت حصن الإسماعليين، وقضى على آخِر ملوكهم، والمؤرخون يذكرون أنه بينما كان يحارب الإسماعليين بعث رسولًا إلى الخليفة يطلب إليه أن يساعده على الإسماعليين، وقد أراد الخليفة إنفاذ جيش لمعونته، ولكن رجال الدولة حالوا دون ذلك، فغضب هولاكو غضبًا شديدًا، وقال: ما لهذا يدَّعِي أنه خليفة المسلمين ولا يتقدم لحماية عقيدة الإسلام من هؤلاء الملاحدة؟! وعزم منذ ذلك الحين على الفتك بالخليفة، ولما تم له القضاء على الإسماعيليين سار بقواه إلى بغداد في أوائل عام ٦٥٥ﻫ/١٢٥٧م، وكان قد أرسل إلى الخليفة المستعصم بالله قبل زحفه على بغداد رسالةً يتوعَّده فيها، ويهدِّده ويستنكر عدم مُناصَرته وتسيير جيوشه لمعونته في حرب الملاحدة أعداء الإسلام، فلما وصلت الرسالة إلى الخليفة اضطرب وجمع رجالَه، وأخذ يُشاوِرهم فيما يفعل، فاختلف أمرهم، والخليفة متحيِّر لعلمه بفساد بطانته واختلال جنده وتفرُّق قادته، وعلمه بأن أكثرهم منطوٍ على الغدر والخيانة، وقد تأكَّدت ظنونه هذه لما بلغه أن حاكم مقاطعة «درتنك»٢ على الحدود الإيرانية، الأمير حسام الدين، قد ذهب إلى هولاكو، وعرض عليه ولاءه، فأعاده إلى مقاطعته، وولَّاه إياها مع أعمال أخرى، ولما عزم هولاكو الزحفَ على بغداد تهيَّب الأمر، ولكنه صمَّم على ذلك وتوجَّه إليها، كما بعث إلى قادة الجيوش التي كان بعث بها إلى بلاد الروم أن تغيِّر وجهتها وتسير إلى بلاد الموصل وتُحاصِرها في الوقت الذي يكون فيه قد حاصَر بغداد، وحدَّد لهم مواعد يلتقون معه فيها حول بغداد، ثم بعث إلى بعض الفِرَق المرابِطة في إيران أن تسير إليه أيضًا حتى تجعل بغداد محاطة ﺑ «كماشة» من ميمنتها ومن ميسرتها، وكان ذلك في أواخر المحرم سنة ٦٥٥ﻫ، ثم إنه سار نحو العراق فدخله من طريق قرميسين (كرمنشاه) في جمهرة كبيرة من القواد والعلماء والأفاضل، وفيهم نصير الدين الطوسي العالِم الشهير، والصاحب عطا ملك الجوني العالم الكاتب المعروف.

ولما وصل إلى حدود «حلوان» علم أن الجيوش العباسية قد خرجت للقائه في «بعقوبا»، و«باجسرى» بقيادة الأمير مجاهد الدين أيبك الدواتدار، والأمير فتح الدين بن كر، والأمير قراسنقر القبجاقي، ولما التقى الجيشان حمل المغول حملةً صادقة، فتفرَّق الجند العباسي، وقُتِل قراسنقر وفتح الدين، وتفرَّقت الجنود، وهلك قسم كبير منهم غرقًا في دجلة، أما ابن الدواتدار فإنه استطاع الرجوع إلى بغداد منهزمًا، وأحاط المغول ببغداد في منتصف المحرم سنة ٦٥٦ﻫ/١٢٥٨م، وأخذوا يضربونها بالمجانيق حتى ضاق الناس ذرعًا بالحصار واشتدت الحالة، وخاف القائد ابن الدواتدار مَغبةَ الأمر فحاول الفرار من دجلة، ولكن المغول أخذوا يقذفونه بقوارير النفط الملتهب حتى اضطروه إلى العودة فعاد إلى بغداد، وأحسَّ الخليفة بسوء العاقبة، فبعث في أواخر المحرم من تلك السنة بابنه الأمير أبي الفضل عبد الرحمن ومعه الوزير، وجمع من عظماء المدينة مع هدايا كثيرة إلى هولاكو، ولكن هذا رفض استقبالهم، وطلب إليهم أن يبعثوا إليه بالخليفة نفسه ليُفاوِضَه، وأمر جنده بالكفِّ عن القتال حتى يسمع من الخليفة، ولكن الخليفة لم يذهب وبعث إليه بابن الدواتدار ومعه سليمان شاه بن برجم وهو من كبار القادة فقتلهما هولاكو، وأخذ الرعب يدبُّ في قلوب البغداديين، وسادت الفوضى في المدينة الجميلة، وعزم الخليفة على أن يخرج هو وأولاده الثلاثة أبو الفضل عبد الرحمن، وأبو العباس أحمد، وأبو المناقب المبارك، في عدد كبير من الأمراء العباسيين والعلويين إلى لقاء هولاكو، وعرض الخضوع عليه، فلما وصلوا إليه أحسَنَ استقبالَهم أولَ الأمر وطيَّب خواطرهم، ثم طلب إليهم أن يبعثوا إلى الخليفة بأن يأمر الجند بإلقاء السلاح والتسليم، فأمرهم بذلك واستسلمت المدينة، فدخل هولاكو وجنده إليها، وتولَّوْا زمامَ الأمر فيها، ثم إن هولاكو أمر بوضع الخليفة والأمراء والأشراف في مكانٍ خاص محجورًا عليهم، ثم شرعت سيولُ الجنود تنحدر نحو المدينة، ولما ملَئُوا شوارعها وأسواقها أمرهم هولاكو بالفتك وقتل الناس، وسلب أموالهم، وهدم بيوتهم.

وقد اختلف قول المؤرخين في عدد قتلى أهل بغداد، فروى ابن الغوطي أن عددهم بلغ ثمانمائة ألف نسمة عدا مَن ألقى نفسه في الأنهار، وعدا مَن هلك من الأطفال، ومَن هلك بالقنوات والآبار والسراديب فمات جوعًا وخوفًا.٣
وروى الجلال السيوطي أنهم بلغوا ألف ألف نسمة، وقال آخَر: بل إنهم قارَبوا ثلاثة آلاف ألف،٤ ولم يَسلم أحد من الناس إلا مَن كان مختبئًا في الآبار والقنوات والسراديب، وإلا مَن كان لاجئًا إلى إحدى الدور الثلاث التي قال هولاكو: إن مَن دخلها كان آمنًا، وهي دار مؤيد الدين بن العلقمي الوزير، ودار فخر الدين بن الدامغاني صاحب الديوان، ودار تاج الدين بن الدوامي صاحب الباب. ويظهر أن هؤلاء الثلاثة كانوا مُتآمِرين مع هولاكو على الخليفة، وقد نُودِي بعد ذلك بالأمان، فخرج المختبئون ووجوههم مُصفرَّة، وحلومهم طائشة، لما شاهدوا من الأهوال والويلات التي يعجز القلم عن وصفها، والفكر عن وَعْيها.

وفي اليوم الجمعة تاسع صفر سنة ٦٥٦ﻫ دخل هولاكو المدينة وقصد دار الخلافة واستدعى إليه الخليفة، فقدم عليه وهو مندهش ذاهل، فقال له هولاكو: طِبْ نفسًا ولا تضطرب. ثم طلب إليه أن يُظهِر ما لديه من الثياب والأموال والرياش والكنوز، ففعل، وكانت أشياء لا يُقدَّر ثمنها نفاسةً مما كان الخلفاء الأقدمون قد ادَّخروه منذ تأسيس الخلافة العباسية، فاستولى هولاكو على ذلك كله، وأمر بحمله إلى ركابه.

وترك بغداد لفساد هوائها من كثرة الجيف وانتشار الأوبئة والأمراض، وطلب إلى بعض رجاله أن يتولوا الإشراف على الخليفة ويُسِيئوا معاملته هو وأهل بيته، ثم يقتلوهم جميعًا ويقضوا على البيت العباسي، وهكذا فعلوا حتى إذا كان يوم ١٤ صفر سنة ٦٥٦ﻫ قُتِل الخليفة وأولاده الثلاثة، ثم في اليوم التالي قُتِل جميع الأمراء العباسيين والعلويين حتى لم تبقَ منهم باقية.

وهكذا زالت الخلافة العباسية التي استمرت من يوم ١٢ ربيع الأول سنة ١٣٢ﻫ/٧٤٩م إلى أوائل صفر سنة ٦٥٦ﻫ/١٢٥٨م، وبزوالها زال الحكم العربي وانقرضت الخلافة العباسية، ونتج من هذا نتائج جد خطيرة لا في العراق وحسب، بل في العالَمين الإسلامي والعربي كما سنرى تفصيل ذلك بعد.

ولما استقر المغول في بغداد خضعت لهم كافة الديار العراقية، وعهد هولاكو إلى الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي آخِر وزراء الدولة العباسية بأن يهتم بشئون بغداد وما إليها، وقد استعان مؤيد الدين بطائفة من رجالات الإدارة في العهد العباسي، فأعاد فخر الدين بن الدامغاني صاحب الديوان السابق إلى وظيفته، وعهد للأمير علي بهادر بوظيفة الشحنة، وللأمير نجم الدين أحمد بن عمران بكافة الأعمال الشرقية، ولتاج الدين علي بن الدوامي بالأعمال الفراتية، وللقاضي نظام الدين عبد المنعم بالقضاء، ولعز الدين بن أبي الحديد بالكتابة، ولطائفة أخرى من رجالات العهد الماضي بالوظائف الكبرى الأخرى، فأخذت الطمأنينة تعود شيئًا فشيئًا إلى البلاد، واستطاع مَن بقي من الناس أن يفتشوا عن أموالهم وأعمالهم، وشرع الموظفون ورجال الإدارة الجدد بترميم ما يمكن ترميمه من المساجد والمدارس والربط والقصور والدور والجسور والشوارع والأسواق.

وصفوة القول: أن المحتل لم يبدِّل نظام الحكم — كما هي السُّنَّة — بل استبقى الحالة على ما هي عليه، وحفظ التراتيب الإدارية على سابق عهدها، إلا أنه جعل رئاسة الأمور مربوطة دائمًا برؤساء من المغول يرجع إليهم الوزير ممَّن دونه، ويتصرَّفون بالبلاد كما يوحي إليهم، واستمر الوزير ابن العلقمي في عمله وسيطًا بين المغول وأهل البلاد حتى هلك في جمادى الأولى من السنة نفسها، فخلفه ابنه عز الدين أبو الفضل في منصب الوزارة، وسار بالناس سيرةَ أبيه، ولم يأتِ بشيء جديد سوى أنه طُلِب إليه أن يحصي أهل بغداد فأحصاهم، وجعل عليهم أمراء ألوف، وأمراء مئات، وأمراء عشرات، وقرَّر على كل إنسان — ما خلا الأطفال والشيوخ — مبلغًا مسمًّى من المال يدفعه في كل سنة، واستمرت هذه الضريبة حتى أزالها الوزير الذي جاء من بعده، ولم يطل عهد ابن العلقمي فهلك وله من العمر أربعون عامًا في سنة ٦٥٧ﻫ، فخلفه الوزير علاء الدين عطاء ملك الجوني في ذي الحجة سنة ٦٥٧ﻫ، وجعل علاء الدين عمر بن محمد القزويني معاونًا له، وقاسى الناس في هذه الفترة ويلاتٍ من تأدية الضرائب الكثيرة التي كانت تُفرَض عليهم، وتُؤخذ منهم بالقوة.

وفي هذه الفترة جاء العراق مُوفَدًا من قِبَل هولاكو العالِمُ نصير الدين الطوسي للتفتيش على أحوالها، والبحث عن أمور أوقافها وأحوال أجنادها ومماليكها، وقد جمع في أثناء رحلته هذه كثيرًا من الكتب العلمية وأخذها من العراق، وكان أكثر هذه الكتب متعلقًا بعلوم الفلك والرياضيات لعزمه على إقامة رصد في مدينة «مراغة» تنفيذًا لأمر هولاكو، وقد أقام في العراق مدةً وهو يفتِّش مصالحها، ثم رحل إلى «مراغة» حيث يقيم هولاكو، ولما عاد نصير الدين من رحلته هذه قدَّم تقريرًا مفصلًا عن أحوال البلاد العراقية، وبيَّنَ لهولاكو سوءَ الحالة وفسادَ السياسة الخرقاء التي تسير عليها الولاة، فوعده بعد تلاوته بإصلاح الحالة، ولكنه فُوجِئ بالمرض وهلك في ربيع الآخر سنة ٦٦٣ﻫ، ولم يَقُم بأي إصلاح، واستمرت الفوضى حين ولي ابنه إباقا خان، فعهدَ بالعراق إلى الصاحب علاء الدين عطاء ملك الجوني، وأوصاه بحسن السيرة، والعمل على تعمير البلاد، وإحياء المدارس والربط، وإصلاح شئون الحج، ففعل الجوني ذلك كله، واطمأن الناس على أنفسهم وأموالهم بعض الاطمئنان، وفي سنة ٦٦٧ﻫ/١٢٦٨م زار إباقا خان بغداد لمراقَبة الحالة عن كثب، ثم خرج منها وقد رتَّب الأمور، ثم عاد إليها ثانيةً في سنة ٦٧٢ﻫ/١٢٧٣م ومعه جمهرة من القواد والعلماء، وعلى رأسهم النصير الطوسي، ففتش المصالح الديوانية، وأمر بالإصلاح والإحسان وتخفيف الضرائب عن كاهل الناس، وكتب ذلك على حيطان المدرسة المستنصرية الكبرى، وطلب إلى النصير الطوسي أن يتصفَّح أحوال الأوقاف وشئون طلاب العلوم والمتصوفة، ثم زارها للمرة الثالثة في سنة ٦٨٠ﻫ/١٢٨١م ليكون قريبًا من الشام، حيث بعث بأخيه الأمير «منكوتمر» مع جيش عظيم لفتح الشام ومصر، وقد بلغه أن صاحب دمشق الأمير «سنقر الأشقر» قد فتك بجيشه فتكًا ذريعًا، فطلب إلى الباقية أن تعود من الشام إلى العراق، ولما وصلوا العراق ودخلوا بغداد لقيت الأهالي منهم بلاء عظيمًا إلى أن رحلوا عن بغداد في أواخر هذه السنة قاصدين إيران، ولما وصلوا إلى «همدان» مرض هناك إباقا خان وأحسَّ بدنوِّ أجله، فعهد بالأمر بعده لابنه أرغون، ولكن الأمراء اجتمعوا على تسليم الأمر إلى الأمير تكودار بن هولاكو، وقد كان أول مَن أسلم من أولاد هولاكو وتسمَّى باسم أحمد، فقام بالأمر أحسن قيام، ونظم حالة العراق وكتب إلى السلطان الملك المنصور الألفي صاحب الشام ومصر رسالةً يقول له فيها: «إن الله سبحانه حبانا بالأبلخانية، وأمرنا بالعدل وحَقْن الدماء، فإن أردتَ الموادَعة فنحن نكفُّ عسكرنا عن قصدِ بلادك، ونفسح للتجار في السفر كيف شاءوا، فإن فعلتَ ذلك، وإلا فعيِّنْ للقتال موضعًا، واعلم أن الله سبحانه يُطالِبُك بما يُسفَك بيننا من الدماء.»٥
وقد لقيت هذه الرسالة أذنًا صاغية من الملك المنصور، فكتب إليه أن يُوادِعه، وهكذا استتبَّ الأمن في الشام وعادت التجارة إلى سابق عهدها فترةً غيرَ قصيرة، وعاد الأمن والسلام إلى العراق في هذه الفترة التي كان يتولَّى أمورَه فيها حاكمٌ عالِم عاقل هو الصاحب علاء الدين عطاء ملك الجوني،٦ ثم من بعده ابن أخيه الصاحب شرف الدين هارون بن الصاحب شمس الدين الجوني، فقد كان كلٌّ منهما على جانبٍ من العلم عظيم، كما كان بارعًا بالإدارة وحُسْن التصرُّف، ولولا الفتنة التي وقعتْ بين السلطان أحمد وبين أرغون خان لَاستراح الناس قليلًا، ولكن هذه الفتنة أزعجَتِ الناسَ إلى أن قُضِي على السلطان أحمد، وتم الأمر لأرغون خان، فأول ما قام به هو أنه عهد في ١٠ جمادى الأولى سنة ٦٨٣ﻫ/١٢٨٤م إلى أخيه أروق بإدارة شئون العراق، فسار إليه وقبض على الصاحب شرف الدين هارون وجماعته وقتلهم بعد أن عامَلَهم شرَّ مُعامَلة واستخلص أموالهم، ثم رحل عن العراق وأناب عنه فيه الأميرَيْن عز الدين الإربلي ومجد الدين إسماعيل بن إلياس، وطلب إليهما أن يهتما بجمع الضرائب وإدارة الأمور وتصريفها، وقد قاسى أهل العراق وبغداد خاصةً ويلاتٍ شِدادًا من كثرة غلاء القُوت وانتشار الأمراض، ومن جرَّاء تحكُّم سعد الدولة بن الصفي اليهودي الحكيم، الذي كان يتولى أمورَ الإشراف على ديوان العراق، وكان يهوديًّا خبيثًا داهيةً استطاع ببراعته في علم الطب أن يتوصَّل إلى هذه الوظيفة السامية ويتحكَّم في رقاب الناس، وظلَّ الأمر على هذا الحال إلى أن تولَّى أمورَ العراق «قطلغ شاه» في سنة ٦٨٦ﻫ/١٢٨٧م، فأول عمل قام به هو أنه طلب من السلطان إبعادَ هذا اليهودي الخبيث عن عمله، فأُبعِدَ عنه، ولكنه رحل إلى «الأردو» حيث يقيم السلطان وسعى للتقرُّب منه والخلوة به، فكان له ما أراد، ثم أرسله السلطان إلى بغداد، فلما وصلها أراد أن يتقرَّب من الناس، ويستعيد مكانته، فكتب إلى السلطان يقول له: إن «قطلغ شاه» قد فرض على الناس أموالًا على سبيل الاقتراض، وثقل عليهم في استيفائها، وإن الناس قد ضاقوا ذرعًا به، فأمره السلطان بإسقاط ما قرَّره على الناس من القروض، وحمد الناس لصفي الدين هذه المنقبة، ثم توصَّل على استعادة وظيفته وهي الإشراف على ديوان العراق، ثم زادت مكانته حتى سُمِّيَ «صاحب ديوان الممالك العراقية»، وسمَّى أخاه فخر الدولة، ومهذب الدولة نصر بن الماشيري اليهودي ليقوما بأعمال الديوان، وأمر بالقبض على زين الدين الحظائري ضامِن التمغات، وعلى مجد الدين إسماعيل بن إلياس ضامِن أعمال «الحلة» ونائب الديوان ببغداد، بعد أن اتهمهما بالاختلاس، وصادَر أموالهما، وشَهَّرَهما في السوق ثم قتلهما، وكان الزين الحظائري من محاسن الزمان، عالمًا فاضلًا أديبًا جوادًا،٧ ولكن هذا المجرم اليهودي حنق عليه فقتله أشنعَ قِتْلة.

وقد ظل نجم سعد الدولة اليهودي في صعود حتى إنه بعث بأخيه أمين الدولة حاكمًا للموصل وما إليها، وكان شريرًا فأساء إلى الناس، وضاقوا به وبأخيه ذرعًا حتى إنهم اجتمعوا في المساجد يحملون على اليهود ويدعون عليهم، واجتمع نفر من أعيان الناس وكتبوا محضرًا يتضمن طعنًا في سعد الدولة وأهل بيته وأعوانه من اليهود، وضمَّنوا هذا المحضر طرفًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على أن اليهود قوم أذلَّهم الله، وأن من يحاول إعزازهم أذلَّه الله، ورفعوا ذلك إلى السلطان أرغون، فبعث السلطان بالمحضر إلى سعد الدولة، وحكَّمه في الذين وقَّعوا في أدناه، ولكنه خاف مغبة الفتك بهم فلم يؤاخذ واحدًا منهم، سوى أنه صلب جمال الدين بن الحلاوي ضامن تمغات بغداد، واضطرب الناس لهذه الحادثة وسكنوا فترة حتى إذا أجمعوا أمرهم قاموا بثورة عنيفة أحرقوا فيها دور اليهود، ونهبوا أملاكهم، ولم تسلم من هذا العمل مدينة من مدن العراق، وفتك الناس بسعد الدولة وإخوته، وكثير من أعيان اليهود وأوباشهم؛ لأنهم أساءوا التصرف، وعاملوا الناس شر معاملة، وبخاصة سعد الدولة فإنه أضر بالمسلمين وبنفقات جوامعهم وأوقافهم، فتألم الكل منه، ومما قيل من التألم منه ومن توقع زواله:

يهود هذا الزمان قد بلغوا
مرتبة لا ينالها فلكُ
الملك فيهم والمال عندهم
ومنهم المستشار والملكُ
يا معشر الناس قد نصحت لكم
تهوَّدوا قد تهوَّد الفلكُ
فانتظروا صيحة العذاب لهم
فعن قليل ترونهم هلكوا
وقد جرى على اليهود من المصاب عند قتله والوقيعة بهم ما لا يحصيه قلم أو يسعه كتاب.٨

كل هذه النكبات حلت بالعراق من جراء تساهل السلطان أرغون وواليه على العراق قطلغ شاه، وقد ظلت هذه الفظائع تحل بالشعب المسكين حتى هلك سعد الدولة اليهودي، وقُتل قطلغ شاه، ومات السلطان أرغون في سنة ٦٩٠ﻫ.

ففي تلك السنة مات أو سُمَّ أرغون خان وجلس كيخاتو خان على سرير المغول، وكان صاحب أهواء وفسق عجيبين، كما أنه كان مسرفًا شديد الإسراف، وقد لقيت البلاد منه شرًّا مستطيرًا فقلَّت الأموال وانعدم النُّضَار واللُّجَين من أيدي الناس حتى إنه اضطر إلى أن يصدر عملة ورقية عُرفت باسم «الجاو»، فقد ذكر المؤرخ وصَّاف في تاريخه أن في هذه السنة ٦٩٣ﻫ وضع صدر الدين صاحب ديوان الممالك بتبريز، عاصمة الإمبراطورية المغولية، «الجاو» وهو كاغد مستطيل الشكل عليه ختم السلطان (تمغة) عوض السكة على الدنانير والدراهم، وفي أعلاه كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأمر الناس أن يتعاملوا به، وقد حبب بعض الشعراء هذه العملة للناس، وجعلها فاتحة خير ويُسر، واتخذوا الصنعة دار سكٍّ، كما سموا بعض الموظفين لطبعه وتمغه،٩ وقد كانت هذه العملة الورقية الجديدة متنوعة القيم من العشرة دنانير إلى الدرهم ونصف الدرهم وربع الدرهم، وقد لقي الناس كثيرًا من المصائب بسببها واضطربت أحوالهم بها جدًّا، حتى كان الرجل يضع الدرهم في يده تحت «الجاو» ويعطيه الخياط أو اللحَّام، ويأخذ حاجته خوفًا من أعوان السلطان.

وفي عهد كيخاتو تولى العراق الأمير جمال الدين الدستجرداني، فكان أول عمل قام به هو أنه جمع أموالًا جمة من الأهلين، كما أنه أخذ كثيرًا من السلاح والكراع منهم وتوجه به إلى مقر السلطان، فاستحسن السلطان ذلك منه، وأقره على ولايته، وأعاده إلى العراق مع أمير مغولي يدعى ينطاق ليتولى إدارة الأمور معه.

وفي سنة ٦٩٤ﻫ، عزل كيخاتو الأمير جمال الدين وولَّى محله شمس الدين محمد السكورجي التركستاني، وكان رجلًا حازمًا عاقلًا مدبرًا، فأحسن تصريف الأمور وأزال عن الناس بلواهم، وصرف عن أهل العراق ما كان حدَّده عليهم جمال الدين الدستجرداني من الضرائب الظالمة، والمكوس الكبيرة، ولما هلك السلطان كيخاتو في سنة ٦٩٤ﻫ، وتولى بايدو خان عزل السكورجي عن العمل وأعاد الدستجرداني إلى العراق، فكان أول ما صنعه هو أنه عمد إلى جمع أموال الناس واستصفائها، وأخذ الضرائب الديوانية، كما طلب من التجار بعض أموالهم على وجه المساعدة، وسار بما جمعه من الأموال إلى السلطان بايدو خان فأكرمه هذا غاية التكريم، وأنعم عليه بلقب «مدبر الملك»، وكان بايدو خان عاتيًا ظالمًا فتآمر عليه أمراؤه وشتَّتوا شمله وولَّوا محله السلطان محمود غازان بن أرغون في سنة ٦٩٤ﻫ، وكان رجلًا مسلمًا حازمًا داعيةً للإسلام بين المغول، ذا سيرة طيبة، فلقي العراق في عهده شيئًا من الهناء والراحة والأمن، وخصوصًا حينما زار بغداد في المحرم من سنة ٦٩٦ﻫ/١٢٩٧م، فقد روى المؤرخون أنه توجَّه إلى العراق بجيش كبير، وأنه لم يؤذِ أحدًا من الأهلين، كالعادة حين يدخل المغول العراق، بل كان هو وجنده لا يأخذون من أحد شيئًا من ماله إلا بالابتياع الشرعي، والكرامة واللطف، وما ذلك إلا لأن السلطان غازان كان شديد المراقبة لجنده، ولما دخلوا بغداد لم يجلوا أحدًا عن داره بالقوة، كما كان يفعل السلاطين السابقون، بل أحسنوا معاملة الناس، وأول ما قام به السلطان حين دخوله بغداد هو زيارته للمدرسة المستنصرية الكبرى، وإكرامه لطلابها وأساتذتها، وكان لا يصدر في جميع أعماله إلا عن فكر صائب ورأي حازم على صغر سنه، ولم يُؤخذ عليه شيء من العنف والطيش والبطش خلال سلطانه الذي دام عشر سنوات سوى شدته في حرب بلاد الشام، فقد كانت حروبًا طاحنة لقيت الشام منها ويلات على ما سنبينه بعد.

أما أعماله العمرانية فكانت كثيرة في العراق وإيران من حَفر للترع والأقنية والأنهار، وبناء للحدائق والرُّبُط والمدارس، وإشادة لدُور العلم والحديث والقرآن، والجوامع، ومكاتب الأيتام، قال الأستاذ عباس العزاوي: «وعلى كل حال كانت خيراته عميمة، وعماراته في العراق والخارج كثيرة، واتخذ له مدفنًا في ظاهر تبريز، وهو ما تعجز العبارة عن بيانه، وجعل فيه من أبواب البر ما لا يُوصف من مدرسة، وخانقاه، ودار الحديث، ودار القرآن، ومستشفى، ومكتب للأيتام، وله عمارات أخرى منها رِباط سبيل في حدود همذان، ومن أهم إصلاحاته أنْ لا يصدر «برليغ» أو «بايزه»١٠ إلا بنظام خاص، وأصدر «برليغا» في إصلاح المرافَعات، وانتخاب القضاة، والاعتناء بالعدل، وتثبيت ما يجب أن تسير عليه المحاكم، ومراعاة مرور الزمان في القضايا وفي ملكية العقارات، وتوحيد الموازين والمكاييل، وقرَّر العقوبات على مَن يَظهر في حالة السُّكْر في المحالِّ العامة، ومنَعَ التعدِّيات على التجار والمارة باسم «تسيير» أو «أجرة محافظة طرق»، إلى آخر ما هنالك من المآثر الجميلة النافعة.»١١
ومن أعظم مَآثِره حُسْن ترتيبه الأعمال الإدارية في العراق، فقد كانت البلاد في عهد أسلافه من السلاطين المغول طُعْمة لمن يختارونه من الرؤساء والولاة والنوَّاب والقضاة، وكان الأهالي يَلقَوْن من جرَّاء ذلك تعديًا فادحًا، وقد كان السلطان «يضمِّن» البلاد إلى الوالي أو الرئيس أو النائب على مبالغ معينة يؤديها إليه، فإذا جاء هذا الوالي أو الرئيس أو النائب إلى البلاد عسفَ وظلَمَ، وجمعَ من الضرائب أضعافَ المبلغ المطلوب، فيبعث ما يبعث ويستبقي لنفسه ما يريد، ويلقى الأهلون في ذلك من الوَيْلات أشدها، فلما جاء غازان منع ذلك كله وفرض على الناس ضرائبَ محدَّدة ضمن القواعد الشرعية، وأوجَبَ على واليه أن يأخذها من الناس على أقساط، وفي مواعيدَ معينة،١٢ وفي عهد غازان قُضِي على البدو الذين كانوا يعيشون في البوادي والديار العراقية، ولا تكاد تخلو سَنة من سِنِي تاريخ العراق في هذه الحِقْبة من ثورة يقومون بها أو غارة يُغِيرونها، وقد كانت الفتكة التي فتكها بهم في سنة ٦٩٨ﻫ درسًا قاسيًا ومؤدبًا.

هذا موجز ما مرَّ على العراق من حوادث في القرن السابع للهجرة بعد سقوط الخلافة العباسية، ويرى المتأمِّل أن العراق كان في حالة فاسدة، ولم يكن هذا الفساد منحصرًا في النواحي السياسية والإدارية وحسب، بل كان عامًّا في كافة مرافق الحياة من اجتماعية ودينية وأدبية وعلمية، وسنرى تفصيل هذا في الفصل الخاص به.

وإذا كان العراق قد فقد الخلافة ومظاهرها وما تستتبعه من تكاليف، فإن الولاةَ والحكَّام — وأكثرهم من الفرس أو المغول — كانوا يحاولون التشبه بهذه المظاهر ويفرضون على الناس من سُوقةٍ وعامةٍ وخاصةٍ أن يلبُّوا طلباتهم، ويعطوا عن يدٍ وهم صاغرون. أما حالة الشعب العامة فقد كانت — كما رأينا — جد سيئة في الغالب، ولم تكن حال أهل الذمة — من نصارى ويهود — أحسنَ حالًا من المسلمين، بل كان الكل سواسيةً في تحمُّلِ ظلمِ هذا السلطان العاتي، غير أن اليهود بدهائهم وخبثهم وحِيَلهم كانوا يستطيعون — على قلة عددهم — التسلُّط على نفوس الحكام، والوصول إلى قلوبهم، ويستتبع هذا جر المغانم إليهم، وفرض نفوذهم على الآخرين.

١  راجِع تفصيل القصة في تاريخَي «ابن الغوطي» و«ابن العبري»، في حوادث سنة ٦٣٥.
٢  كانت مقاطعة «درتنك» وما إليها من المقاطعات العراقية الشمالية، وهي اليوم تابعة لإيران.
٣  «تاريخ ابن الغوطي»، في حوادث سنة ٦٥٦ﻫ . 
٤  «تاريخ الخلفاء» للسيوطي.
٥  «تاريخ ابن العبري»، ص٥٠٦.
٦  انظر تفاصيل أحوال هذا الصاحب وترجمته في «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
٧  انظر «العراق بين احتلالين» للأستاذ عباس العزاوي، ١: ٣٤٥.
٨  انظر «العراق بين احتلالين» للأستاذ العزاوي، ١: ٣٥١.
٩  انظر «تاريخ وصاف»، ٣: ٢٧٢.
١٠  كلمتان مغوليتان معناهما «المرسوم» و«النظام» اللذين تُجبى بسببهما الضرائب من الناس، أو تُفرض الأنظمة.
١١  انظر «العراق بين احتلالين» للعزاوي، ١: ٣٩٨-٣٩٩.
١٢  انظر «تاريخ وصاف»، ص٣٨٣ وما بعدها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤