حدِيث صباح إلى الشَّجرة جِرين

١

جرين، لا بُدَّ أن أعتذِرَ إليك.
لم أنَم الليلة؛ لأنَّ العاصِفة كانت عاتِيةً صاخبة الصوت.
وعندما تطلَّعتُ إلى الخارج، لاحظتُ أنك تترنَّحين مِثل قردٍ سكران،
فأردتُ أن أصارِحَكِ بهذا الكلام.

٢

اليوم تَسطعُ الشمس الصفراء في أغصانك العارِية.
ما زلتِ تنفُضين عنك الدُّموع، يا جرين،
لكنَّك تعرفين الآن قِيمتك؛
فقد خُضتِ أمرَّ كفاحٍ في حياتك.
اهتمَّت الصُّقور بك.
وأنا أعلَم الآن:
إنَّك لا تَقِفين صباح اليوم مُستقيمة العود،
إلا بفضل مُرونَتكِ الصامِدة وحدَها.

٣

نظرًا لنجاحِكِ أريدُ اليوم أن أقول:
حقًّا لم يكن شيئًا يُستهان به، أن ترتفِعي كلَّ هذا الارتفاع
بين المَساكن الشعبية، وأن يبلُغ بك الارتفاع
بحيث تَتمكَّن العاصِفة من الوصول إليك،
كما فَعَلتِ الليلة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤