الفصل الحادي والعشرون

في قبضة العدو

على الضوء الأحمر للمصباح، أدركت أن كل شيء قد ضاع، ولم أر سوى ستة قراصنة لكنهم استولوا على المكان. وافترضت أن أصدقائي قد ماتوا. واستقر الببغاء على كتف جون، والتفت سيلفر إليّ. ورأيت أحد القراصنة مجروحًا، وأربعة آخرين مستيقظين بشق الأنفس، سيلفر وحده هو من بدا يقظًا وإن كان شاحب الوجه.

أقسم سيلفر قسم البحارة الزائف: «أقسم لك أنني سعيد لرؤيتك. إنه جيم هوكينز. والآن، أنت لست ذكيًّا.»

وقفت وراقبته دون أن أنبس ببنت شفة.

استرسل سيلفر: «لطالما أردتك أن تنضم إلينا، والآن ستفعل، ستصير واحدًا منا، فأصدقاؤك لا يريدونك ثانية على ما يبدو.»

عندئذ عرفت أنهم على قيد الحياة فعاد الأمل إلى قلبي لكنني لم أتفوه أيضًا.

– «حسنًا، لديك الآن الحرية في أن تقبل الانضمام إلينا أو ترفض. وهذا حق وعدل، ما قولك في هذا؟»

شعرت بتهديد الموت أمام عيني، لكني وجدت أن هذه فرصتي الأخيرة في التحدث.

«إن كان من حقي الاختيار، أريد أن أعرف حقيقة الأمر!»

أجاب سيلفر: «الحقيقة هي أن أصدقاءك قد تخلوا عنك. لقد استيقظوا من النوم ووجدوا أن السفينة قد رحلت، ثم أتوا إلينا لعقد اتفاقية؛ أخذنا نحن الحصن والمخزون من المؤن، وهم رحلوا، وانطلقوا إلى وجهة لا يعلمها أحد، لكنهم كانوا قد ذكروا أنهم فاضوا بك ذرعًا لأنك هجرتهم.»

أجبته: «حسنًا، إليك حقيقة الأمر من وجهة نظري: أنت في وضع سيء للغاية، وأنا من وضعك في هذا الموضع؛ لقد سمعتك من برميل التفاح وأفسدت عليك مؤامرتك بشأن التمرد على ظهر السفينة. وقد ألقيت بهاندز في قاع البحر، وأنا الذي قطعت حبل السفينة وخبأتها في مكان لن تطوله يدك قط. اقتلني إن أردت، أو اتركني على قيد الحياة وعندئذ سأكون شاهدًا عليك في المحكمة عندما تُتهم بالقرصنة. الخيار خيارك أنت الآن!»

وفي تلك اللحظة، نهض أحد الرجال ممسكًا بسكين في يده لكن سيلفر منعه.

قلت له ساخرًا: «هل أنت الكابتن الآن؟ أعد النظر في الأمر وإلا سألقنك درسًا، وأول رجل يضايقني سأجعله طعامًا للسمك.»

نهض بعض الرجال وأخذوا يدمدمون، لكن سيلفر تظاهر بالانزعاج وأمسك بعكازه.

ثم زأر: «أيجرؤ أحد على أن يتحداني؟ لا، لا أظن ذلك. إذن ليصمت الجميع، فهذا الصبي أشجع من زمرتكم.»

تقدم أحد الرجال مطالبًا بحق الرجال في الاجتماع بالخارج وعقد مجلس لا يحضره قائدهم. وبالفعل قاموا بذلك وتركوني أنا وسيلفر وحدنا، فنظر سيلفر إليّ وعيناه تقولان إنه يخشى وقوع ما هو أسوأ.

قال سيلفر: «سينقلبون ضدي يا جيم، القرار في يدي أنا وأنت كي يحفظ كل منا حياة الآخر.»

دُهشت من كلامه ونظرت إليه شزرًا.

استرسل سيلفر: «أعلم أنك تركت السفينة في مكان ما، لا أعرف كيف فعلت هذا، لكني متأكد من هذا. والآن، هاك السؤال المهم: لماذا أعطاني الطبيب خريطة الكنز قبل أن يرحل؟»

دُهشت مرة أخرى.

واستطرد سيلفر قائلًا: «هذا ما فعله، لكن هناك مغزى من وراء هذا يا جيم، سواء أكان جيدًا أم سيئًا، هذا هو المهم.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤