الفصل الرابع

المنظر الأول

(الإمبراطور في الميدان الغربي.)

الإمبراطور (لقُوَّاده) : أنتم تعلمون أنَّا طَرَدنا الرُّوس، وأَوْغلنا في أملاكهم، ولا يُرْجى أن تقوم لهم قائمة، ولو كثر عديدهم ما دام لا عُدَّة ولا ذخيرة عندهم، ولا يُرْجى أن يكون لهم ذلك ما دام الدردنيل مسدودًا في وجههم، وبسبب انكسار الرُّوس زال الخوف من قيام بعض دول البلقان لنصر الأعداء علينا مهما يُزيِّنوا لها، ويُغْروها بالوعود الجميلة، حتى ولو غرَّتها هذه الوعود؛ فخوفها بعضها من بعض يمنعها من الخروج عن حيادها، واتفاقها بعضها مع بعض هو اليوم في حكم المستحيل؛ للضغائن التي زَرَعْناها بينها بعد حرب البلقان، ومركزنا في الدردنيل أَمْنع من عُقاب الجوِّ بالألغام الفَتَّاكة التي بَثَثْناها والحصون المنيعة التي أقمناها، حيث تَلْقى جيوشهم الفناء، ومراكبهم التحطيم كلَّما احتكَّتْ بنا، ولو مهما يكلِّف ذلك حليفتنا الصادقة تركيا من الرجال الذين لا يهمنا من أمرهم إِلا ألا ينضبوا، وهم لن ينضبوا ما دامت تركيا دولةً قوية البأس شديدة المراس، وما دام رعاياها خاضعين طائعين تسوقهم إلى الحتوف كالأنعام، وهم لا يبدون، ولا يعيدون، حتى إنهم ليستقبلون الموت من يديها حامدين شاكرين من صِغَر نفوسهم، فمن هذه الجهات بالنا اليوم مستريح.
ومركزنا في فرنسا لا يُخْشى علينا منه، والنتيجة منه ليست سريعةً لا علينا ولا لنا، حتى ولو عُدْنا أوغلنا في أراضيها، ودَنَوْنا من عاصمتها، فإن ذلك لا يجدينا نفعًا كبيرًا اليوم ما دامت عدوَّتنا الكبرى، بل عدوتنا الوحيدة، تسرح وتمرح آمنةً كيدنا تنتظر نفاد قواتنا من تكرار كَرَّاتنا المُفْنِية لنا ولأعدائنا دونها، فلا بد اليوم من تحويل كل جهدنا ضدَّها، وفَوْزنا عليها فَوْز على أوروبا كلها، وعلى العالم أجمع، فيجب علينا أن نأخذ أهبتنا ونُعِدَّ عُدَّتنا للزحف إلى كاليه، والوصول إليها مهما يكلِّفنا ذلك من الخسائر، ولو أضعفنا مركزنا في الجهات الأخرى.

كاليه! كاليه هي مفتاح إنكلترا لنا اليوم، هناك ننصب مدافعنا الهائلة التي ستدهش العالم بمداها، والتي لا تزال مخبوءةً لا يعرف عنها أحد سوانا شيئًا، ونستقبل بها شواطئ إنكلترا، ويعلونا حينئذٍ أكبر أسطول هوائي شهدَهُ الناس في الجوِّ، ثم نطلق السبيل لأسطولنا البحري، فيخرج من مَلْجئِهِ كلهُ دفعةً واحدةً، ويكون لنا حينئذٍ معركة برية جوية بحرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ مهما نتجشم فيها من الأهوال والخسائر، فإن ذلك كله ليس شيئًا بالنظر إلى النتيجة، وهي بلوغ جيوشنا العظيمة إلى البرِّ المقابل، حينئذٍ نقول مُتهلِّلين: «عليكِ يا دولة الإنكليز السلام»؛ إذ لا يعود يقف في سبيلنا حائل. نعم، لا بد لنا من ذلك ولو فَنِي أسطولنا وفَنِيَت جيوشنا على بَكْرة أبيها؛ لأنه لم يَعُد لنا خلاص إلا بمحاولة هذه الغزوة، حتى إذا نجحنا فيها نجحنا في كل شيء، ونِلْنا مرامنا من أقرب سبيل، وإِلا فمصيرنا إلى الهلاك المُؤكَّد، والانتظار اليوم لا يخدم إلا أعداءنا، فاذهبوا واجمعوا جيوشكم في الحال، وخذوا أهبتكم؛ كي تلتقوا في نقطة واحدة في الوقت المُعيَّن واخدعوا العدوَّ؛ حتى لا ينتبه إلى خطتكم؛ فيسهل عليكم خَرْق صفوفه، فإذا بلغتم كاليه انتشر أسطولنا الهوائي في الجوِّ، وأمطرنا أساطيل العدوِّ نارًا حارقةً، وقُضِيَ عليه بمساعدة أسطولنا البحري وغواصاتنا المائية، وانفتح لكم الطريق لنقل جيوشكم إلى الجزيرة، وهي إذا بلغناها فمَن يستطيع حينئذٍ أن يُزحزِحنا عنها؟!

(يبتسم.)

حتى ولا خُطَب كل رجال البرلمان، وليُرُونا حينئذٍ رباطة جأشهم التي أكسبتهم إيَّاها عزلتهم في جزيرتهم، واعتمادهم على أساطيلهم، وهل في إمكان هذه الأساطيل أن تصعد لمحاربتنا في البرِّ؟ لا بد من سَحْق هذه الدولة التي بغير سَحْقها لم يبقَ لنا حياة.

(يقطِّب.)

أنا لا أجهل ما دون ذلك من الأهوال والمخاطر، ولا أجهل كذلك نتيجة فشلنا، ولكن هل لنا مفرٌّ اليوم؟ وهل لنا حيلة أخرى؟ أنا أرغب جدًّا في الصلح، وقد سعيت إليه سعيَ المنتصر أملًا بأن يكون أعدائي قد مَلُّوا، ولذلك عزَّزنا مراكزنا في جميع ميادين الحرب؛ لعلهم يَجْبُنون ويَلِينون، ولكنهم هم لا يرغبون في الصلح اليوم، أو بالحَرِيِّ هي تلك مُتَحَيِّنة الفُرَص، وقد لاحت الفرصة لها ثمينةً سمينةً، لا ترغب فيه، ولا تدع أحدًا يريدهُ، فسيروا إلى هذه الغزوة بعزمٍ ثابتٍ لا يتزعزع، فإمَّا أن تفوزوا، وإِمَّا أن تَبِيدوا عن آخركم، وليكن إقدامكم إقدام مُتهوِّري مُضارِبي الأميركان في «بُرَص» القطن والقمح.

(باسمًا مستهزئًا.)

هذه الأُمَّة التي متى فرغنا من «جدَّتها» العجوز، وأردنا غَزْوها لم تجد لديها لمحاربتنا سوى قنابل مئات البنوط، تصعد وتنزل بها في «بورصة» واحدة متلاعبة؛ لتسلب فَلْس الأرمة وسَحْتُوت المسكين، فيا إلهي ألا ترى حقارة تربية هذه الأُمَم المُنحَطَّة المُتَرهِّلة؟ فكيف تسمح لها بأن تسود دوننا نحن الأمة الجرمانية ذات التربية العالية الحديدية التي يجب أن يدين لها العالم أجمع.

المنظر الثاني

(الإمبراطور في قصره الأوتومبيلي يستطلع أنباء الحملة على كاليه.)

الإمبراطور (وحده) : ما كنت أتوقَّع أن تلاقي جيوشنا كل هذه المقاومة من جيوش العدوِّ، مَن كان يظن أن هؤلاء الفرنساويين الذين حَسِبناهم أنهم أوشكوا أن يدخلوا في خبر كان يظهرون بهذا المظهر الفخم من القوة والمناعة، فكأنهم في سنة جيَّشوا من الجيوش، وأعدُّوا من القوة ما صرفنا فيه نحن أكثر من ربع قرن، على أن قوَّادي يقولون إنهم مُتقدِّمون في حملتنا، وإنهم لا بد أن يَصِلوا عن قريب إلى كاليه، وإن جيوشنا المُظفَّرة يقاتلون مُستَقتِلين كالأسود الغضافر.

(يدخل كبير الحرس ويستأذن للمستشار.)

المستشار (للإمبراطور ملهوفًا) : مولاي اﻟﻤ…
الإمبراطور (للمستشار) : أتيت لتستطلع أخبارنا عن حملة كاليه؟
المستشار (للإمبراطور) : مولاي!
الإمبراطور (للمستشار) : فهذه رغمًا من الصعوبات التي تعترضها من جيوش العدو الذي أخذناه مع ذلك على غرَّة …
المستشار (للإمبراطور) : مولاي! يا ليتني لم أعش إلى هذا اليوم، ويا ليتني كنت ترابًا.
الإمبراطور (للمستشار) : أنت لم تستوعب كلامي، فلماذا هذا الخوف؟ قلت: إنه رغمًا من كل الصعوبات يقول قوادنا إن فَوْزنا صار قريبًا جدًّا، ووصولنا إلى كاليه هو اليوم في …
المستشار (للإمبراطور) : مولاي! عفوك، لا كاليه ولا سواها عاد ينفعنا فقد خسرنا كل شيء.
الإمبراطور (منتفضًا) : ماذا تقول؟
المستشار (للإمبراطور) : أقول: إن الدردنيل سقط، والرُّوس يتقدمون بسرعة حتى أوشكوا أن يُحْدِقوا بفينَّا، وكأن بلاد النمسا في ثورة داخلية، والعائلة المالكة مهددة في حياتها.
الإمبراطور (للمستشار) : الدردنيل سقط؟! وكيف كان ذلك؟
المستشار : لم يسقط حقيقةً، ولكن الجُنْد العثماني ثار على قُوَّادنا، وأركان حربِنا هناك، وقتلهم وفظَّع فيهم، ثم فتحوا الطريق لمُدرَّعات العدوِّ وجيوشه، والحكومةُ هناك باتت فوضى، وزعماؤُها حلفاؤُنا أنور وعصابته لا يُعلَم ماذا حلَّ بهم، فإن كانوا سالمين؛ فقد يكونون فَرُّوا إلى حيث لا يُعلَم لهم مكان.
الإمبراطور (وقد امتُقِع لونه، ورجف صوته) : ما هذا الذي تقصه عليَّ: أضغاث أحلام؟
المستشار : وكل هذا يهون في جنب الطامة الكبرى.
الإمبراطور : وهل بعد هذه الطامة طامة؟
المستشار : الثورة شبَّت في برلين، ولم أستطعِ الخلاص والوصول إليكم إلا بأعجوبة، والنساء يصرخْنَ: رُدُّوا إلينا أزواجنا وأبناءنا وأعطونا خبزًا.
الإمبراطور : وأين حامية المدينة، بل أين قُوَّادي؟ إذ لا بدَّ من قمع هذه الثورة أوَّلًا، وإلا فشلنا في كل مكان.
المستشار : الحامية ثارت مع الأُمَّة، أمَّا قُوَّاد جلالتكم فالبارع البارع منهم هو الذي يُنكِرُكم، ويلقي تَبِعة الحرب كلها عليكم.
الإمبراطور : وبرنهاردي والعلماء الذين نصروني؟
المستشار : برنهاردي هذا — لكي يتَّقي غضب الأمة — هو ينشر فصولًا في الجرائد، يقول فيها إنهم لم يفهموه، فهو لم يُحبِّذ الحرب اليوم، بل تكلم عنها في الماضي، يوم كان الإنسان أقرب إلى الهمجيَّة، وأمَّا اليوم فهو يعتبر أن الحرب بما وصل إليه الإنسان من العلم والصناعة خسرانًا على المتحاربين سواء فيها الغالب والمغلوب، وهو لا يُجوِّزها اليوم إلا ضدَّ الأقوام المُنحَطِّين فقط لمصلحة العمران الكبرى، وأمَّا الحرب الجائزة اليوم بين الأمم الراقية فهي المباراة في كل ما يُعمِّر لا فيما يُدمِّر، وأمَّا العلماء؛ فأنكروا أنهم هم الذين وقَّعوا المنشور الشهير، وقالوا إنه مُزوَّر عليهم.
الإمبراطور : خسئوا جميعهم، ما أدناهم! وإنه ليُخطئُ الملوك أن يركنوا إلى المُتزلِّفين، وأن يتَّخذوا حاشيتهم من صنائعهم، فإن هؤلاء الصَّنائع يمكرون بك يوم سَعْدك، ويخونونك يوم بُؤْسك، فهم خائنون في الحالَين. وأنت لو لم يتَّخذوك شريكي في الجُرْم لما بقيت مخلصًا لي.

(كبير الحرس يدخل وبيده تلغراف يقرؤه المستشار.)

الإمبراطور : وما هذا؟
المستشار : لقد بلغ السَّيْل الزُّبى، والمُقدَّر قد نفذ، فقد دُحِرَت جيوشنا الزاحفة إلى كاليه، وتشتَّتَت في كل الجهات، وكأنَّه بلغها أنَّا غُلِبْنا على أمرنا في كل مكان.
الإمبراطور : يا لَلداهية الدهماء! قد أكون حسبت لكل شيءٍ حسابًا، وتوقَّعت كل سوء إلا ثورة شعبي، فهذه لم أكن أتوقَّعها، فما الذي أستطيعه بعد ذلك؟
المستشار : مولاي لم يبقَ لنا سوى التسليم بشرف.
الإمبراطور : وهل بعد هذا التسليم شرف؟ فلولا أن يكون الانتحار خَوَرًا في النفس لَانْتَحَرت، ولكن أين المفرُّ؟ لقد أظلمت الدنيا في عينيَّ.
المستشار : نعم، التسليم خير لنا من أن يقبضوا علينا كجُناة.
الإمبراطور (مرتعدًا) : كجُناة؟!

(ثم تُعاوِده أحلام العظمة.)

ولكني سأظلُّ ملك بروسيا، وإمبراطور ألمانيا، وأعظم جدًّا من جميع الذين تقدَّموني، وسيُكتب لي أعظم صفحة في التاريخ.

(يخلو المرسح.)

الحكيم : ولكن سيكتبها بالدم الأحمر على صفحة سوداء.

المنظر الثالث

(الإمبراطورة في قصرها ببرلين.)

الإمبراطورة (لوصيفتها) : لم تردني أخبار عن الإمبراطور، وإني لمضطربة جدًّا.
(ثم تسمع أصوات ضجيج، فتُطِلُّ من النافذة، وتسأل): ما هذا الشَّغَب؟ وما هذه الجُموع؟
الوصيفة (للإمبراطورة، وقد أطَلَّت معها من النافذة.) : يا إلهي! كأن الشعب في مظاهرة، وقد أحدق بالقصر يطلب الإمبراطور.
الإمبراطورة (للوصيفة بين الأمل والخوف) : أيطلبه راضيًا؟ وهل بلغته أخبار انتصارات جديدة؟
الوصيفة (تُصغي وتضطرب) : أردت أن أقول: في ثورة، والظاهر أنه ناقم كأن الضائقة اشتدَّت عليه.
الإمبراطورة (للوصيفة) : أتشعرين أنتِ بهذه الضائقة؟ فأنا لا أشعر بها، وأرى كل شيء متوفِّرًا لدينا، فمِمَّ يشكو الشعب إذًا؟
الوصيفة (للإمبراطورة) : يشكو من أن الأعمال وقفت، وموارد الرزق ضاقت، والمال ذهب، ويشكو من فَقْد أبنائه، فإنهم ماتوا ولن يعودوا، وهل شيءٌ أعزُّ من الأولاد والمال؟
الإمبراطورة (مرتاعةً، وقد خافت أن يمسَّ أولادَها ضرٌّ) : يا لَلمصيبة! وأين أولادي؟ وأين الكرونبرنس؟
الوصيفة (تهدِّئُ رَوْعها) : أولاد جلالتك في قصورهم آمنون، والشعب لا ينوي لهم شرًّا، أمَّا الكرونبرنس فهو في القصر هنا في مكتب الإمبراطور مع الجنرال برنهاردي.
الإمبراطورة (للوصيفة) : ادعيهما لي.
الإمبراطورة (للكرونبرنس بلهفة) : أين الإمبراطور يا ويلهلم؟
الكرونبرنس (للإمبراطورة بانكسار) : لقد كان في الميدان الغربي يا أُمَّاه.
الإمبراطورة (للكرونبرنس بقلق) : أنا لا أسألك أين كان، بل أين هو؟ وما الأخبار عنه؟
الكرونبرنس (للإمبراطورة بتردُّد) : لا علم لي بغير ذلك.
الإمبراطورة (للجنرال بين الأمر والتوسُّل) : وأنت يا جنرال ماذا تعلم عنه؟
الجنرال (للإمبراطورة) : عفوكِ مولاتي، إن الذي أعلمه كنت أودُّ ألا تسأليني جلالتك عنه، جلالة الإمبراطور أراد أن يسلِّم لأعدائه تسليم الملوك المغلوبين، أي بشيءٍ من الشرف المتعارف، فأبى أعداؤه عليه ذلك، وقالوا له: إننا نقبض عليك كجانٍ.
الإمبراطورة : ويلاه! أَوَصَلْنا إلى هذا الحدِّ، وما مصيرنا نحن هنا والشعب في هذا الهياج؟ فليوصِدوا أبواب القصر، وليدعموها بكل ما يقوِّيها.

(ثم تُصغي قليلًا.)

ولكن ماذا أسمع؟ ما هذا النشيد الذي لم أسمع به من قبل؟
برنهاردي (يصغي أيضًا) : وأنا لم أسمع به كذلك ويشبه أن يكون نشيد الحلفاء١ أعدائنا، وكأنهم دخلوا برلين.
الكرونبرنس (للإمبراطورة فرحًا كأن كابوسًا زال عنه) : لقد نجَوْنا من الخطر يا أُمَّاه فإنهم سيقمعون الثورة، ويعاملوننا معاملة ملوك، فتجَلَّدي، ولا تخشَيْ بأسًا على والدي، ولا شك في أنهم سيقيمونني إمبراطورًا مكانه، ويعقدون الصلح معي، وسيكون مقامك محفوظًا كالأول، أليس كذلك يا حضرة الجنرال؟
الجنرال (للكرونبرنس) : لا ريب عندي في أنهم سيفعلون ذلك، والأُمَّة تستقبل تبوُّأَكم عرش أجدادكم بالبِشْر والتَّرْحاب.
الكرونبرنس (للجنرال) : أنت — يا حضرة الجنرال — منذ الآن وزيري ومستشاري الخاص.
الوصيفة (وقد خلا المرسح بتهكُّم) : وافق شَنٌّ طَبَقةَ.
١  ألَّف هذا النشيد على البيانو الدكتور إدوارد شميل، وجمعه من نشيد كل دولة من دول الحلفاء الإنكليز والفرنساويين والرُّوس والبلجيكيين والإيطاليين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤