الفصل الثالث

مدينة هالو

قاد أفراد من طاقم عمل مدينة هالو، يرتدون أزياء موحدة زرقاء من قطعة واحدة، كلًّا من جونزاليس وديانا عبْر البيئات المنخفضة الجاذبية عند بوابة هالو الصفرية، ثم إلى مصعد في محور الشعاع السادس؛ حيث كانت تنتظرهما تيا شوالتر، مديرة مجموعة سينتراكس في هالو، ومساعدها هورن. كان المكُّوك قد وصل إلى هالو منذ ساعة، في وقت متأخر من الظهيرة بالتوقيت المحلي، وكان ركابه ينتظرون في صبرٍ أثناء مروره بإجراءات الهبوط والتحقق، وكلهم متلهفون لمغادَرة المكُّوك بعد أن قضَوا أسبوعًا في قطع المسافة الطويلة من محطة أثينا إليه.

كان طول شوالتر يقلُّ قليلًا عن ستِّ أقدام، وكان لها عينان خضراوان تعلوان وجنتين سُلافيتَين عريضتين، وفم عريض وذقن مدبب. كان شعرها البُني الناعم مقصوصًا بطريقةٍ اكتشف جونزاليس لاحقًا أنها كانت شائعة بين كثيرين ممن يُطيلون الإقامة في هالو؛ لأنها تلائم البيئات المنخفضة الجاذبية. كان جونزاليس يعلم أنها، دون شك، تتمتع بالمكر والصلابة، كونها مديرة أحد الفروع الكبرى لسينتراكس.

كان هورن رجلًا صموتًا شاحب الجلد في الخمسينيات من عمره، وكان نحيلًا وعصبيًّا، له شعر رمادي معقود في إحكام خلف رأسه فيما يشبه الكعكة. كان الرجل يتحدث بإحدى لكنات أبناء نيويورك، لم يكن جونزاليس يعلم أيها، لكن كان باستطاعته الشعور بالنغمات الأنفية وهي تُثير قشعريرته.

دوَّى صوت جرس الإنذار، ثم انغلقت أبواب المصعد المنزلقة التي تشبه أبواب الأقبية مصدرة هسيسًا عاليًا، محتجزة أكثر من مائة شخص من أجل القيام برحلة من المحور إلى الحافة. وفوق رءوسهم كان مكتوبًا على الشاشة الجدارية عبارة «حالة الانفجارات الشمسية خضراء». اندفع المصعد هابطًا أحد برامق المدينة وكأنه رصاصة تندفع عبْر ماسورة بندقية، عبْر أنبوبٍ طوله ربع ميل ونحو بئر مصد ذات جاذبية متزايدة.

وقبالة أحد الجدران كانت مجموعة من الروبوتات متجمعة حول نقطة شحن، وقد امتدَّت كابلات سوداء بينها وبين العمود المصنوع من الألمنيوم. وقفت صامتة دون حراك، وتساءل جونزاليس في نفسه: أتُراها تتحدث معًا؟

رأى هورن جونزاليس وهو ينظر إليها فقال: «نود أن نُخصِّص لكلٍّ منكما أحد هذه الروبوتات خلال فترة إقامتكما في هالو.»

قال جونزاليس: «حقًّا؟»

قالت ديانا بسرعة: «كلا، أشكرك.»

فكَّر جونزاليس في نفسه قائلًا: «صحيح، لا معنَى لوضع أنفسنا تحت المراقبة.» ثم قال لهورن: «لا أريد هذا أنا أيضًا.»

توقَّف هورن عن الحديث، وقد بدا غاضبًا بعض الشيء، كما لو كان يريد الجدال. ثم قال: «حسنًا. احرصا إذن على ارتداء وحدة الاتصال والهوية التي مُنحتما إياها عند مغادرة المكُّوك.» ثم رفع معصمه كي يريهما السوار الصغير، وكان عبارة عن حلقة مغلقة من الفضة، والمنتفخة قليلًا بسبب الوحدات الإلكترونية الموجودة داخلها. وأردف: «لو واجهتما أي مشكلة، فاصرخا فقط وستأتيكما المساعدة. أو إذا كان لديكما أي سؤال، فصرِّحا فقط به. سيجيبكما شخصٌ ما؛ إما ألِف أو أحد عفاريت الاتصالات الخاصة بها.»

سأله جونزاليس: «أجل، لقد أخبرونا بهذا. أنحن تحت المراقبة طوال الوقت؟»

قالت شوالتر: «نعم. في الحقيقة، ثَمَّة صورة هولوجرامية آنية في هيئة العمليات تبيِّن حركة كل شخص، ليس فقط الزائرين ولكن المقيمين كذلك.»

قال جونزاليس: «يبدو هذا انتهاكًا للخصوصية.»

قال هورن: «نحن لا نَنظر إلى الأمر بهذه الصورة. إذا لم يكن باستطاعتك القبول بمثل هذه الضروريات البسيطة، فستكون الإقامة في هالو غير مريحة لك لأقصى حد.» ثم ابتسم وأضاف: «ولا أعني بهذا أنه من المرجح أن يطول وجودُك هنا.»

قال جونزاليس: «بصراحة لا أستطيع أن أتصوَّر أن الناس يتحملون وضعهم تحت المراقبة الكاملة لوقت طويل.»

قال هورن: «يبدو هذا في نظرنا ثمنًا بسيطًا ندفعه في مقابل عالم خالٍ من التلوث يستفيد الجميع منه.»

حولت شوالتر بصرها من هورن إلى جونزاليس وقالت: «نحن جزيرة نائية في مكانٍ معادٍ. ليس بوسعنا تحمُّل بعض أوهامك: استقلالية الذات والإرادة الحرة غير المقيَّدة … تلك النوعية من الأشياء.»

ارتفع مصراعٌ عن نافذةٍ عرْضُها عشرة أمتار مربَّعة حين وصَل المصعد إلى الحيز الداخلي لحلْقة المعيشة. وأسفله بمسافة كبيرة كانت تقبع وديانٌ، عامرة بالأشجار والشُّجيرات والأزهار، تضيئها أشعة الشمس، ويتخلَّلها حيزٌ قاحل واحد حيث يَندفع الطمي الرمادي من فتحات أنبوب عملاق كي يتدفَّق على امتداد المعدن ذي الندبات.

قالت شوالتر: «مدينتنا.»

•••

جلس ثمانية أشخاص إلى طاولةٍ على شكل حرف U مصنوعة من فوم السيليكا البُني الفاتح. وقد جلست شوالتر في منتصَف الطاولة، وعن يمينها مباشرةً هورن يليه جونزاليس وديانا. وعن يسارها جلست امرأة شابة، ورجلان في مُنتصَف العمر، أحدهما أبيض والثاني أسود.

وعند الطرف المفتوح للطاولة كانت ثَمَّة شاشة تُغطِّي الجدار بكامله، من الأرض إلى السقف. وقد أضاءت الشاشة حين وصل جونزاليس وديانا، مُظهرة غرفة أخرى كان فيها عدد غير محدَّد من الناس يجلسون على أرائك أو كراسٍ، أو يتمددون على نمارقَ موضوعة على الأرض.

قالت شوالتر: «اسمحوا لي بأن أُعرِّف بعضكم إلى بعض. لقد قابل الجميع هورن، مساعدي، وإلى جواره توجد الدكتورة ديانا هايوود وميخائيل جونزاليس، اللذان وصلا البارحة.» ابتسم كلاهما وأومآ.

قالت شوالتر وهي تُشير نحو المرأة الجالسة عن يسارها: «ليزي جوردان.» قالت ليزي: «مرحبًا.» كانت شقراء نحيلة لها وجنتان مرتفعتان، وكانت ثَمَّة حلية ذهبية مزروعة أسفل عينها اليسرى، وكانت ترتدي رداء عمل خشنًا مقاومًا للنيران والذي كان مَفتوحًا قليلًا في أعلاه بحيث يُظهر جزءًا من وشمٍ على صدرها؛ زوج مجدول من سيقان النبات الخضراء. قالت شوالتر: «ترأَّس ليزي جمعية الاتصال، ومِن ثَمَّ ستكون أقرب شخص تعملان معه من كَثَب. الأشخاص الظاهرون على الشاشة هم أعضاء بالجمعية أيضًا. إنهم مهتمُّون، بحكم مشاركتهم في الملكية، بكل الأمور المتعلِّقة بألِف وهالو، ولهم الحق في حضور الاجتماعات الداخلية للمجموعة، وأن يتحدَّثُوا في أي قضية نتناولها هنا.»

قالت ديانا: «أفهم هذا.»

أومأ جونزاليس. كان يعلم من المُرشِد الخاص بتراينور أن القرارات الجماعية هي الأمر المُعتاد في هالو، لكنه لم يتصوَّر أن هذا يَنطبِق على نحوٍ كامل.

قالت شوالتر: «وإلى جوار ليزي يجلس الدكتور تشارلي هيوز، وهو سيتولى الإجراء الجراحي المتعلِّق بتحديث المقابس العصبية الخاصة بك يا دكتورة هايوود.» قال الرجل: «مرحبًا.» ونظر في تركيز إلى جونزاليس وديانا. كان شعره الرمادي الخفيف ينتصِب كالأشواك، وكان وجهه شاحبًا نحيلًا به تجاعيد غائرة. كان يُدخن باستمرار منذ وصولهما؛ بحيث كانت إحدى يديه تمسك بسيجار طويل رفيع، والأخرى تمسك بكرة احتجاز الدخان عند الطرف المشتعِل للسيجار.

قالت شوالتر: «والدكتور إريك تشو.» ابتسم الرجل الأسود الجالس إلى جوار تشارلي هيوز. كان تشو رجلًا ضخمًا له يدان في حجم المجرفتين، وكان له وجه مستدير وبشرة سمراء داكنة، وأنف مُفلطَح وشفتان كبيرتان، وكان شعره قصيرًا. قالت شوالتر: «إنه يرأس مجموعة الدراسات العصبية، وهو المستشار الأول للدكتور هيوز فيما يخصُّ العلاج المقترَح لجيري تشابمان.»

توقَّفت عن الحديث واستدارت نحو الشاشة التي تَعرض أعضاء جمعية الاتصال. انفتحت نافذة في الجانب الأيسر من الشاشة، وظهرت صورة شخص عليها. كان ذراعاه وجزعه مكسوَّين بالذهب، ووجهه يُومِض بسطوع عديم الملامح. وحول رأسه وكتفَيه أضاءت هالة من النور بالألوان الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر.

قال الشخص: «مرحبًا بكم جميعًا. مرحبًا بك يا دكتورة ويا سيد جونزاليس. أنا تجسيد موضعي لألِف؛ محاكاة بشرية الهدف منها تيسير التفاعُل بيني وبينكم.»

لاحظ جونزاليس أن ديانا، الجالسة إلى جواره، كانت تَبتسِم، بينما كان الجميع غارقين في الصمت، وكذا كان كلُّ مَن في الغرفة الظاهرة على الشاشة يُحدقون في تركيز.

•••

كانت النافذة التي تُظهِر جمعية الاتصال قد أُغلقَت، غير أن الجزء الخاص بالصورة التجسيدية ظلَّ باقيًا، وفيه جلس الكائن النوراني يُشاهد. وجلست شوالتر وهورن وديانا وليزي وتشارلي وجونزاليس إلى الطاولة.

قالت شوالتر: «هذا اجتماع تشو، ولن أقول الكثير فيه. ومع ذلك عليَّ تذكيركم بحقائقَ معيَّنة. هذا المشروع لا يحمل أولوية عالية في سياق مسئوليات سينتراكس نحو مدينة هالو، ومِن ثَمَّ رغم أنَّنا ندعم الأهداف الإنسانية لهذه التجربة؛ فنحن غير مستعدِّين لتأخير المشروعات الأخرى.»

قال هورن: «لا نَستطيع تحويل عدد كبير من الأشخاص إلى هذه المهمة، ولا ينبغي لنا، ولا نريد، أن نُشجِّع أي سلوكيات قد تؤثِّر سلبًا على النتائج الأخرى لسينتراكس.»

ضحكت ليزي، ونظر إليها جونزاليس بوجه جامد وفكَّر قائلًا: «نعم، هذا الرجل يستحقُّ السخرية بالتأكيد.» لم يَفُت على جونزاليس أسلوب الحديث المعتاد لذلك البيروقراطي الأحمق، ذلك المزيج من العبارات المختلَطة والكلمات الفارغة الطنانة، لغةٌ مقصودٌ بها استغلال الآخرين أو العبث بهم، وليس التنوير أو التسلية.

عبس هورن في وجه ليزي وقال: «إذا صارت العملية مُثيرة للمُشكلات، وأصبحت تُهدِّد على نحوٍ خطير أولويات سينتراكس الأخرى، فسنَطلُب حينها حلًّا فوريًّا عبْر إجراءات سينتراكس المعتادة.»

قالت شوالتر: «إذا أخفقتُم فسأنهي عملكم.» ثم أومأت إلى هورن، ووقف كلاهما وغادرا.

قالت ليزي: «لعلَّكم تلاحظون أنهم أرجئوا استخدام الكلمات الشديدة اللهجة إلى أن غادر أعضاء الجمعية الشاشة.»

سأل تشارلي: «أتريدين إطلاعَهم على ما حدث؟ إنهما بهذا يَخرقان ميثاق الجماعة.»

قالت: «كلا، لقد توقَّعت هذا.» ثم نظرت إلى ديانا وجونزاليس وقالت: «دكتور تشو، الكلمة لك.»

قال تشو: «أشكرك.» بصوتٍ رفيعٍ على نحوٍ غير متوقَّع من رجل ضخم الجثة مثله، وقد توقَّع جونزاليس أن يسمع منه صوتًا غليظًا أجشَّ. قال تشو: «في أواخر القرن العشرين ظهرت فكرة إمكانية تحويل أو نقل هوية الشخص. وقد تحدَّث الناس، بلغة ذلك الوقت، عن «تنزيل» هوية الشخص.» وعلى الشاشة، في الجزء الذي كان يحتله أعضاء الجمعية، ظهر رسم كارتوني لامرأة عارية، وعلى وجهها تعبيرُ ذهول، وقد غُطِّي الجزء العلوي من جمجمتها بغطاءٍ معدني. ومن هذا الغطاء كان يتصل كابل معدني سميك بخزانةٍ سوداء كبيرة تَظهر على واجهتها أضواء وامضة.

قال تشو: «هراء.» ثم اختفَت صورة المرأة. وأضاف: «لمعرفة السبب، دعوني أطرح عليكم سؤالًا: ما هو الشخص؟ أهو رُوح خالصة، سائل في مرطبانٍ يُمكن أن يَصبَّه المرء في الوعاء الملائم؟ إطلاقًا. إنه مجال ديناميكي مؤلَّف من آلاف العناصر المنفصِلة، مجموعة معًا في جوال فضفاض من الجِلد يجوب الكون في حرية. وبالطبع إنه الإدراكات والتواريخ والاحتمالات والأفعال والحالات والتأثيرات الخاصة بكل هذه الأمور.

يُمكن العثور على ذاتي في حركة يدي.» ثم فرد أصابعه وكأنه ساحر يوشك على إخراج عملة معدنية أو منديل مُلوَّن، وعلى الشاشة جرت محاكاة اليد وحركتها. «وفي إدراكاتي لليد، من الداخل مثلًا، عبْر مُستقبلات الحس المعيق. وبالطبع أنا أرى ذاتي.» التفت تشو ورفع يده أمام وجهه، ثم أسقطها بحركة خاطفة، فانمحَت صورتها من على الشاشة. قال: «وأنا هو مَن يُفكِّر في اليد، ويتحدَّث عنها، ويتذكرها، وتجمعُني بها علاقة مِلكية خاصة. وأنا أيضًا إرادة استخدام تلك اليد.» ثم رفع يده أمام وجهه، وضمَّ قبضته وأضاف: «لذا سيَعني تنزيل ولو جزءًا من ذاتي تنزيل كل هذه الأشياء، وسياقها الجسماني بأكمله.

وبطبيعة الحال أيضًا، فإن ذاتي هي خبراتي المخزنة كاحتمالات حركية، والمُستدعاة على صورة ذاكرة وأحلام، والمتجسِّدة كطرق مُميَّزة للكيونة والمعرفة. ومن شأن تنزيل ذاتي أن يتطلَّب تكرار هذه الفوضى المتدفِّقة.

ومِن ثَمَّ سيَصير تنزيل ذاتي أصعب المهام قاطبة، وربما يفوق حتى قدرات ألِف. ومع ذلك عند دمجها بذاتٍ موجودة بالفعل، حتى لو مَعطوبة كذات جيري تشابمان، تستطيع ألِف خلق شخص افتراضي؛ شخص يتصرَّف كالإنسان الطبيعي، وليس ذكاءً عديم الجسد، شخص قادر على تحقيق كل الاحتمالات الجسمانية التي امتلكها وهو صحيح الجسد. إن جسد جيري تشابمان المادي محطَّم، لكن باستطاعة جيري تشابمان القابع داخله أن يواصل العيش.»

قال تشو وهو يَنظُر إلى ديانا: «ونُريد منكِ أن تُشاركي جيري عالَمه. يجب عليه أن يَنغمِس هناك، وأن يشعر بالأشخاص الآخرين وبروابط الحب التي تربطنا في هذا العالم. ولو لم يَحدث هذا فسيَذبُل سريعًا، وتتلف خريطته الذهنية، ويموت.»

استطاع جونزاليس تفهُّم ذلك المنطق بسهولة؛ فالقِرد يجب أن يكون محاطًا بغيره من القردة الذكور والإناث، وإلا فسيُجنَّ جنونُه، ربما لا تكون هذه قاعدة مطلقة لكنها تنطبق على غالبية الحالات.

قالت ديانا: «وبفرض أنه تأقلَمَ جيدًا مع هذا العالم، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟ كم من الوقت يُمكن لهذا العالم المُحاكَى أن يُبقيَه حيًّا؟

تحدثت الصورة التجسيدية لألِف للمرة الأولى، وقالت: «لديَّ فقط إجابات تخمينية عن هذه الأسئلة، لكنَّني أفضِّل ألا أعرضها الآن. علينا أولًا أن نُنقذَه من الحالة التنكُّسية التي يعيش فيها ومن الموت الحتمي الذي تَستتبعُه.»

قالت ديانا: «أفهم ذلك؛ ولهذا السبب أنا هنا، كي أساعدَ بأي طريقة أستطيع. كل ما في الأمر أن لديَّ بعض الأسئلة.»

قالت ليزي: «وستحصلين على الإجابات التي تريد ألِف أن تمنحها. فلتعتادي على هذا، كلنا معتادون عليه.»

قالت الصورة النورانية: «بالطبع لديكِ أسئلة. وماذا عنك يا سيد جونزاليس؟ ألديك أسئلة؟»

«في الواقع لا. أنا هنا مُراقِب لا أكثر.»

قالت صورة ألِف: «وضعٌ يصعب الحفاظ عليه. من المنظور المعرفي، هذا وضعٌ صعب الدفاع عنه.»

ضحكت ليزي وقالت: «إنه كذلك بالفعل. ما رأيكما، يا سيد جونزاليس ويا دكتورة هايوود، لو أصطحبكما لتناول العشاء بالخارج الليلة؟»

قالت ديانا: «بإمكانك أن تُناديني باسم ديانا وحسب.»

قالت ليزي: «لكِ هذا، وأنا ليزي، وأنت …؟» ونظرت إلى جونزاليس.

قال: «ميخائيل، لكن ناديني جونزاليس، كل أصدقائي يُنادونني بهذا الاسم.»

قالت ليزي: «عظيم. علينا القيام ببعض العمل؛ لذا فلْنُنهِ هذا الهراء. أنا لست مؤمنة بجدوى هذا الأمر، لكنَّني أعرف أنه يجب أن يحدث سريعًا، وإلا فلن يحدث على الإطلاق. غدًا سيُجرِي تشارلي فحصه المبدئي على ديانا، وبعدها ننطلق.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤