الفصل الثالث والعشرون

في حبس بتدِّين

figure

– والله الحق معك يا ابو الاجران. الخلاصة قمنا تاني يوم ومشينا مع تنين عسكرية. بقينا يوم وشوية تا وصلنا، وبوصلتي دخلوني عالحبس لأن حضرة مديرنا (الله يطول لنا عمره) باعت توصية فيِّي منشان يوجِّبوني. قول، دخلنا ونمنا هاك الليلة، وتاني يوم قمت صرت بدِّي أعرف كيف انحبست هيك من غير داعي؟ ما كان حدا يقول لي شي. صرت قول للسجَّان: يا أفندي، استعلم لنا عن مسألتنا. ما يرد. يا فلان، يا ناس، كيف العمل؟ صاروا المحابيس يفهِّموني إنه ما في شي بينقضي من غير مصاري. صِرت كل ما كان أنا بدِّي غرض أقضيه بالمصاري، وقاعد بهالحبس فت بهالخيَّالة، وما بتقدر شرب نقطة موي بدون برطيل، ومتى دفعت الدراهم كل شي حاضر. وتعوَّدت الناس على هالمسائل كأنها لا شي، وبتلاقي البرطيل مشتغل مع كل الطبقات، بتبتدي من العسكري اللي طربوشه من غير شرابه، لحد أكبرها منصب. الخلاصة: عملت واسطة تاطلعت من الحبس، ولكن بقيت تحت المراقبة منتظر ميعاد الدعوى، اللي الله بيعرف أيمتِن بتكون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤