الفصل السابع

الشمعة الطويلة

وحتى لا يطول الشرح، قول يا أفندم، تحوَّجنا كل لوازمنا وضبضبنا حالنا واستعدِّينا، وتاني يوم بكِّير إجو المكارية، وما لحقنا نحمِّل ونركب إلا وأسمع لك عمتي بتقول: يا فنيانوس، نسينا.

figure

– وَرِك شو نسينا؟

– نسينا الشمعة.

– شو الشمعة؟

قالت: شمعة طولك، نادرتها لمار عيدا المشمَّر لما بترجع بالسلامة، وهلَّق الحمد لله رجعت بخير.

قلت الَّها: هلَّق ما بقى في وقت، خطرة التانية منشتريها.

قالت: ما بيصير إلَّا تا ناخذها معنا.

– قشعي، اسمعي، يا بنت الحلال، منين بدنا نلاقي هلَّق شمعة طولي؟ في اسطمبول موش راح نلاقي متر وسبعين سانتو.

– أبدًا! وحياتك وقَّفت المكارية وعطَّلتنا عن السفر وسحبتني لعند بيَّاع الشمع. سألناه: عندك يا عمي شمعة طول محسوبك؟ قام بسلامته ووقف على كرسي لأنه كان قصير كتير، وجاب الدراع وصار يقيس طولي. أخيرًا قال: ما في بوقت الحاضر، لكن بعمل واحدة خصوصية وبعد يومين بتخلص. الخلاصة قضَيْناها ودفعنا حقها مقدَّم ريال مجيدي، فضلة ديَّاتك، على بنا بعد يومين نبعت من ياخذها، قول بختك الله، رجعنا عالحارك وركبنا الدواب ومشينا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤