عَوْدَةٌ

(الملك وقد عاد في طريقه إلى حيث الحوريات بعد أن ودع الفنان على أفق الأرض.)

هرميس :
سلامٌ لَكُنَّ عذارى السماءْ
الحوريات :
سلامٌ لهرميس روحِ الإلَهْ
هرميس :
أرى وَمْضَةَ الشرِّ في جوِّكنَّ
وأسمعُ صوتًا كأنِّي أراهْ
يلاحقني في رحابِ السماءِ
ويرتجُّ في مسمعيَّ صداهْ:
«لقد فارقَ البِشرُ غُرَّ الوجوهِ
وشاعَ الذبولُ بوردِ الشفاهْ!»
الحوريات :
أجلْ، أيها المَلك المجتبَى
صدقناكَ فاغفر عذابَ الضميرْ
لقد مرَّ كالطيرِ من قربِنَا
فتًى في رعاية ربٍّ خطيرْ
رآنا فأعرَضَ عنَّا، ولمْ
يُحَيِّي السماءَ بروحٍ قريرْ
تخايلَ عُجبًا بأوهامِهِ
وأمعن في شَرِّهِ المستطيرْ
هرميس :
ظلمتنَّ هذا الغلامَ البريءَ
وقد غَضَّ من ناظريهِ الحذَرْ
أهَلَّ بقلبٍ كفرخِ القَطَا
يرفرفُ تحتَ جناحِ القدَرْ
رَآكُنَّ فيهِ وحيَّا بِهِ
فلم أدْرِ حاجَتَهُ للنظرْ!
الحوريات :
وكيف تكلَّم قلبُ الفتى
وما هو إلَّا سليلُ البشرْ؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤