مقدمة

هذه محاولات قصيرة لنظرية في التفسير تقوم على تسليط الواقع على النص وتسليط النص على الواقع فيما يعرف بمنهج «تحليل المضمون» بعد إكماله وعدم الاكتفاء باللغة وتحليل الخطاب بل إضافة الواقع الإحصائي عليه حتى يحدث التطابق بين الخطاب والواقع، بين النص والتجربة. هي مجرد تمرينات مؤقتة حتى تصدر الجبهة الثالثة من مشروع «التراث والتجديد»، الموقف من الواقع، القائم على التنظير المباشر له أو نظرية التفسير التي تعيد بناء النص موضوعيًّا حول الإنسان والمجتمع والعالم، بدلًا من تقطيعه طوليًّا وتكرار موضوعاته من «الفاتحة» إلى «الناس». هنا يبرز النص مستجيبًا لحاجات الناس، وتبرز حاجات الناس سائلة النص، والناس هم المهمشون، الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والمحرومون والسائلون. والحاجات هي تحرير الأرض، وتحرير المواطن، والعدالة الاجتماعية، والوحدة، والدفاع عن الهوية، والتنمية، وحشد الجماهير. ومِن ثَمَّ ينتهي الصراع بين السلفيين والعلمانيين بإيجاد الرابطة بينهما في «اليسار الإسلامي» كأحد اختيارات التعددية الإسلامية، هي مجرد نماذج جزئية حتى يظهر التفسير الكلي «التفسير الموضوعي» للقرآن.١
حسن حنفي
مدينة نصر،
أكتوبر ٢٠٠٩
١  نشرت في جريدة «الجريدة» بالكويت على مدى سنتين من ٢١ / ٥ / ٢٠٠٧ حتى ١٦ / ٨ / ٢٠٠٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤