الفصل الثامن

الكمنجة العربية

figure

وهي المسماة (بالرباب) يشدون عليها جزرتين من شعر الخيل إحداهما — وهي الأرق — من جهة الشمال أي شمال الآلة ويجعلونها (النوا) — والثانية وهي الأغلظ من جهة اليمين ويجعلونها (الدوكاه) وأحيانًا راستا — وبقية النغمات والأرباع تؤخذ بالأصابع كما تقدم — غير أن هذه الآلة وإن كان صوتها شجيًا مطربًا فهي غير كاملة الترتيب — وأكثر الأحيان يضطر صاحبها أن يأخذ نغمات القرار من الجواب كالعراق والعشيران واليكاه فيعملهن من الأوج والحسيني والنوا؛ إذ ليس محل لهن في الآلة لعملهن منه، وأكثر أربابها يضطرون أن يحملوا معهم كمنجة ثانية قصيرة يجعلون الدوكاه منها بارتفاع النوا في الأولى. ولكن يستر منها هذه العيوب صوت بقية الآلات التي تصاحبها في العمل وبراعة الذي يشتغل بها إذا كان منفردًا، فيتجنب العمل من النغمات التي يعسر عليه إجراؤها عليها — وهم يقصون على نغماتها الآن في القهاوي البلدية السير الخماسية كعنترة — وأبي زيد وخلافهما.

وممن اشتهر بها في مصر شاب يسير ليلاً في الأزبكية يسمى (صالح أحمد الشاعر) فهو أيضًا فريد في الاشتغال بهذه الآلة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤