الفصل الثامن والثلاثون

الثلاثون (٤)

إسقاط حكومة الثلاثين – العشرة – المفاوضة مع سبارتا.

***

وفي أثناء ذلك استولى الأتينيون الذين كانوا قد احتلوا فولا على مونيكيا، وهزموا جيش النجدة الذي كان قد استعان به الثلاثون، فلما نجا أتينِيُّو المدينة من الخطر وعادوا إلى مدينتهم أصبحوا فاجتمعوا في الآجورا١ وأسقطوا حكومة الثلاثين، وانتخبوا جماعة تتألف من عشرة من أعضاء المدينة لهم السلطان المطلق لإنهاء الحرب، ولكن العشرة لم يكادوا ينتخبون حتى أعرضوا عما كانوا قد انتخبوا له، بل أرسلوا السفراء إلى سبارتا يطلبون النجدة ويقترضون المال، وإذ كانت سيرتهم قد أسخطت من يقومون على تدبير الأمور العامة من أعضاء المدينة، فقد أشفق العشرة أن يسقطوا، ولأجل أن يملئوا المدينة رعبًا — وذلك شيء قد كان — قبضوا على ديمارتيوس وكان من أعلام المدينة فقتلوه، واستقر أمرهم حينئذٍ ثابتًا يعينهم كاليبيوس ومن كان معهم من جيش سبارتا وبعض طبقة الفرسان، وكان أعضاء هذه الطبقة أشد الناس معارضة في عودة أهل فولا.

ولكن هؤلاء ملكوا بيرا ومونيكيا ورأوا عامة الحزب الديموقراطي قد انضمت إليهم فانتصروا في الحرب، وإذن أسقط العشرة الذين كانوا قد انتخبوا وانتخب عشرة آخرون ممن كان يُظن فيهم أنهم أصلح الناس، وفي أثناء حكم هؤلاء العشرة وبفضل ما بذلوا من عناية وجهد استطاعت الأحزاب أن تتفق وأعيد النظام الديموقراطي، وكان أشهر زعمائهم رينون البياني وفايلوس الأركردونتي، وهما اللذان فاوضا أهل بيرا قبل وصول بوسانياس واتفقا معه بعد وصوله على تعجيل رجعة المهاجرين.

وقد أتم ملك سبارتا يعينه عشرة من المصلحين (أقبلوا من سبارتا؛ لأنه دعاهم) ما كان قد بدئ من المفاوضة في سبيل الصلح واجتماع الكلمة، وقد نال رينون وأصحابه الثناء العام فيما بعد مكافأة على ما أدوا للدولة من خدمة؛ وذلك أنهم بدءوا عملهم تحت سلطان الأرستوقراطية وأدوا حسابهم تحت سلطان الديموقراطية دون أن يستطيع أحد أن يأخذهم بشيء، سواء في ذلك من كان قد أقام في أتينا ومن كان قد عاد إليها من المهاجرين؛ ولهذا أسرع أهل أتينا إلى انتخاب رينون لمنصب الاستراتيجوس.

١  هي السوق كانت تجتمع فيها جماعة الشعب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤