الفصل السادس والخمسون

التسعة الذين يشغلون مناصب الأركون (١)

(١) أعوان الأركون والملك والبوليماركوس (٢) الأركون، أعماله الإدارية، تعيينه للسكوريجوي، تنظيمه للحفلات والأعياد الدينية (٣) اختصاصاته القضائية، الدعاوي التي يقيمها الأركون، حمايته للضعفاء.

***

  • أولًا: للأركون والملك والبوليماركوس أن يختار كل واحد لنفسه عونين يؤديان امتحانهما أمام المحكمة قبل أن يبدآ عملهما، وحسابهما بعد أن يخرجا منه.
  • ثانيًا: لا يكاد الأركون يبدأ عمله حتى يعلن بواسطة الصائح العام ما يأتي: «من كان يملك شيئًا قبل أن يبدأ الأركون الجديد عمله فهو مالك له إلى أن يتم الأركون هذا العمل»، ثم يعين الكوريجوي لمسابقة التراجيديا وهم ثلاثة يختارهم من بين أكثر الأتينيين ثروة، وكان يختار قديمًا الكوريجوي للمسابقة في الكوميديا وعددهم خمسة، وهم الآن يعينون بواسطة القبائل نفسها، يستقبل الأركون أيضًا الكوريجوي الذين تعينهم القبائل، وهم الكوريجوي لجوقات الرجال والأطفال ولجوقات الكوميديا التي تعمل في أعياد ديونيزوس ولجوقات الرجال والأطفال في الثرجيليا،١ وهم عشرة للديونيزيا،٢ واحد عن كل قبيلة وخمسة للثرجيليا، واحد عن كل قبيلتين بمقتضى نظام مقرر بين القبائل.
    يأخذ الأركون حينئذ في نقل٣ الثروة ويقدم إلى المحكمة الأسباب التي يقدمها من يريد التخلي عن الليثرجيا،٤ إما لأنه قد احتمل ثقلها، وإما لأنه ليس مكلفًا أداءها؛ إذ هو قد أدى عملًا آخر يعفيه منها ولمَّا ينقضِ أجَل الإعفاء بعدُ، وإما لأنه لما يبلغ بعدُ أربعين سنة؛ وذلك أن كل كوريجوس لجوقة الأطفال يجب أن يكون قد أتم الأربعين.
    وكذلك يختار الأركون الكوريجوس لديلوس٥ والأركيثيوروي٦ الذين يقودون إلى الجزيرة الشبان في السفينة ذات الثلاثين قذافًا.
    فأما الحفلات التي يديرها فهي: التي تُقام تشريفًا لإسكايبيوس٧ يوم يلزم الشبان الذين يطلعون على الأسرار منازلهم، والتي تقام في الديونيزيا العظمى، يشترك في إدارتها مع المندوبين العشرة الذي كان ينتخبهم الشعب قديمًا وكانوا يتكلفون نفقات الحفلة، وهم الآن يُختارون بواسطة الاقتراع ويتقاضون مائة منا ثمنًا للثياب وما إليها، وكذلك يدير حفلة الثرجيليا والحفلة التي كانت تقام لتشريف ذوس سوتير.٨

    وكذلك ينظم المسابقة في الديونيزيا والثرجيليا هذه هي الأعياد التي له إدارتها.

  • ثالثًا: أما الدعاوي العامة والخاصة التي تنال من الأركون٩ بمقتضى نظام يعينه الاقتراع، والتي يقيمها الأركون أمام المحكمة بعد تحقيقها فهي الآتية:
    • دعوى إساءة معاملة الأبوين «كل امرئ يستطيع أن يقيم هذه الدعوى من غير أن يتعرض لغرامة ما.»
    • ودعوى إساءة معاملة اليتامى «تُرفع على الأوصياء.»
    • ودعوى إساءة معاملة الأبيكليروس «وهي تُرفع على الوصي والزوج.»
    • ودعوى إساءة الإدارة لأموال اليتيم «وهي تُرفع أيضًا على الأوصياء.»
    • ودعوى السفه «تُرفع على كل من اتُّهم بتبديد ثروته للسفه.»
    • ودعوى القسمة «تُرفع على من يأبى قسمة ملك مشترك.»
    • ودعوى تعيين وصي.
    • ودعوى المطالبة بالوصاية حين يتقدم لها كثيرون لقاصر واحد.
    • ودعوى المطالبة بالميراث أو الأبيكليروس.

    يُعنى الأركون بحماية اليتامى والأبيكليروس والنساء اللاتي يعلن أن قد مات عنهن أزواجهن وهن حاملات، فأي الناس أضر بهؤلاء فللأركون أن يقضي عليه بالغرامة أو أن يقدمه إلى المحكمة، وعلى الأركون أيضًا أن يؤجر أملاك اليتامى والأبيكليروس وأن يرتهن أملاك المستأجر، فإذا أبى الوصي أن يمنح القاصر ما هو محتاج إليه فللأركون أن يلزمه دفع ما يعدل ذلك من المال.

    هذه أعمال الأركون.

١  أعياد كان الأتينيون يقيمونها لأبلون وأرتميس في شهر ثارجليون، ويقع هذا الشهر في أواخر مايو وأوائل يونيو.
٢  عيد ديونيزوس.
٣  كانت العادة في المدن اليونانية لا سيما أتينا أن تفرض المدينة على أغنيائها القيام بأعمال عامة على حسابهم الخاص كبناء السفن وتعليم جوقات التمثيل، وكان لكل من فُرض عليه ذلك أن يحاول التخلص منه، فيزعم أن في المدينة من هو أكثر منه ثروة ويعلن أنه قابل أن ينزل عن ثروته لهذا الرجل وأن يأخذ ثروته، فإن قبل الخصم هذا العرض فذاك وإلا رُفع الأمر إلى الأركون ففصل فيه، وأي الرجلين كان أكثر ثروة أُلزم القيام بهذا العمل المفروض.
٤  هي الضرائب الاستثنائية التي أشرنا إليها في الحاشية السابقة.
٥  لإقامة عيد أبلون الذي أشرنا إليه في الفصل السابق.
٦  جمع أركثيوروس، وهو أحد الذين يرأسون الشباب الذاهب من أتينا إلى ديلوس لإقامة عيد أبلون كما ترى.
٧  ابن أبلون كان إله الطب.
٨  أي المنجي.
٩  أي التي يُطلب إلى الأركون إقامتها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤