الفصل السابع

سولون (٢)

الإصلاح السياسي – قوانين سولون – الطبقات الأربع التي كانت تدفع الضرائب.

***

وضع نظامًا وشرع قوانين جديدة، فقد نُسخت قوانين دراكون حاشا ما يتعلق منها بالقتل، ونُقشت هذه القوانين الجديدة على ألواح مثلثة عُرضت في الرواق الملكي، وأقسموا جميعًا ليحتفظن بها، وأقسم التسعة الموكلون بمنصب الأركون بإزاء الحجر،١ وأخذوا أنفسهم بأن يقدموا تمثالًا من الذهب إن خالفوا أحد هذه القوانين، ومن هذا الوقت وجد هذا العهد في اليمين التي يحلفها الأركون، وقد حدد سولون نفسه مائة سنة لا تُنسخ فيها هذه القوانين.
وإليك النظام الذي وضعه: احتفظ بما كان من تقسيم أعضاء الدولة إلى طبقات أربع، الطبقة الأولى تتألف ممن يملك خمسمائة مديمنوس، والطبقة الثانية من الفرسان، والثالثة من الزوجيتاي، والرابعة من الثيتيس،٢ وحفظ للطبقات الثلاث الأولى جميع المناصب، وهي مناصب الأركون وحفظة الخزانة والبوليتاي٣ والأحد عشر٤ والكولا كريتاي.٥

ومع هذا، فقد كانت هذه المناصب حقًّا لهذه الطبقات الثلاث مع ملاحظة نصيبها من الثروة، أما الثيتيس فلم يكن لهم من الحقوق السياسية إلا الاشتراك في جلسات جماعة الشعب.

وهذا هو نظام الثروة:

كان صاحب الخمسمائة٦ مديمنوس من استطاع أن يحصل من أرضه على خمسمائة مديمنوس سائلًا أو جامدًا من غير اشتراط مقدار خاص لهذا أو ذاك، وكان الفارس من استطاع أن يحصل منها على ثلاثمائة مديمنوس أو بعبارة أخرى من استطاع أن يغذو فرسًا ويقوم بحاجاته المختلفة.

وهذا التفسير مصدره اسم هذه الطبقة نفسها الذي يدل على ركوب الفرس، يؤيده ما كان يقدم الأولون إلى الآلهة من هدايا، فقد نرى على الأكروبوليس تمثالًا لديفيلوس ومعه هذا النقش: أنتيميون بن ديفيلوس وقف هذا التمثال للآلهة؛ لأنه انتقل من طبقة الثيتيس إلى طبقة الفرسان، وإلى جانب هذا التمثال يقوم كالدليل تمثال فرس إشارة إلى طبقة الفرسان، وهذا لا يمنع أن تكون ميزة الفرسان كميزة الطبقة الأولى مقدار ما تنتج لهم أرضهم، أما الزوجيتاي فهم من تنتج لهم الأرض مائتي مديمنوس سائلًا أو جامدًا دون أن يحدد مقدار واحد منهما.

وبقية أعضاء الدولة كانوا يؤلفون طبقة الثيتيس، ولم يكن لهم سبيل إلى منصب ما، ومن هنا جرت العادة إذا تقدم من يرشح نفسه للانتخاب فسئل عن ثروته أن لا يجيب أحد بأنها ثروة الثيتيس.

١  حجر مقدس كان يقوم في السوق، وكانت تُقسم عليه الأيمان وتُقدم عليه الضحايا.
٢  هم الذين كانوا لا يملكون شيئًا أو كانت ثروتهم لا تبلغ مائتي مديمنوس.
٣  هم عشرة كانوا يقومون ببيع ما تأخذه الدولة من ثروة الذين يُقضى عليهم، وسترى تفصيل اختصاصاتهم فيما بعد، ويرى المؤرخون المحدثون أن هذه المناصب إنما استُحدثت في القرن الخامس لا في عصر سولون.
٤  هم حفظة السجون وسترى اختصاصاتهم فيما بعد.
٥  هم الذين كانوا يتولون الإنفاق على الموائد العامة.
٦  ربما ظهرت هذه العبارة غريبة قليلة المعنى، ولكن آثرنا هذا التعبير على استعمال اللفظ اليوناني وهو بانتا كوسيوميديمنوس؛ أي الخمس مئوي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤