الفصل الحادي والثلاثون

ليت شعري ما ظن المرأة بقول شاعرنا فيها، أتراها تنكره؟ وإليها الترجمة الحرفية، ثم هي وشأنها في الحكم:

أيتها المرأة، ما أنت صنع يد الله فقط؛ بل إن للرجال في عملك ليدًا. إنهم لا يفتئون يحبُونك بجمال من قلوبهم.

فالشعراء ينسجون لك من الخيال الذهبي كل جميل رائع؛ والمصوِّرون يهبون لشكلك خلودًا متجدِّدًا.

والبحر يفيض عليك درَّه، والمعادن ذهبها، وحدائق الصيف أزهارها، لتزينك وتسترك، وتزيدك قيمة.

ثم إن الصبوة التي في قلوب الرجال هي التي ألبست شبابك تلك الروعة المجيدة أنت «نصفُ» امرأة و«نصف» حُلم.

إيه حوَّاء لستِ كلُّك صنعَ الله
بل أنتِ ما أحبَّ الرجالُ
أنت حسناءُ في العيون ولكن
من هبات القلوب ذاك الجمال
كم لآلٍ تزهوكِ وهي معاني الشـ
ـشِعر صيغت تاجًا عليك يُخالُ
ولكم أبدعوكِ رسمًا وكم حوْ
وَاء تفنى ويخلد التمثال
درَّة البحر، زهرة الغصن، كل الـ
ـحسن يُهدى إليك أنتِ المآل
روعة المجد في شبابك شوق
وصباءٌ والشوق فيك دلالُ
بعض ما أنتِ مرأةٌ، لا مراءٌ
ثم بعضٌ حلمٌ؛ وبعض خيالُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤