الفصل الثامن

الصحافة وأعاظم الرجال

تناقلت بعض الجرائد العربية كلماتٍ مأثورةً عن أعاظم رجال العصر الحاضر تتعلق بالصحافة، فرأَينا أن نثبتها هنا؛ لما فيها من الحكمة السامية والعبرة الفائقة والفائدة التاريخية، ثم أضفنا إليها أقوالًا أُخرى منسوبة لغيرهم من الملوك ومشاهير الأرض إتمامًا للغرض المقصود وهي بالحرف الواحد:

قال السلطان عبد الحميد الثاني بعد خلعه من عرش السلطنة العثمانية: «لو عدتُ إلى يلدز لوضعتُ محرِّري الجرائد كلهم في أتون كبريت.»

وقال نابليون الأول: «إنني أُوجس خوفًا من ثلاث جرائد أكثر مما أُوجس من مائة ألف جندي.»

وقال نقولا الثاني قيصر روسيا: «جميل أنت أيها القلم، ولكنك أقبح من الشيطان في مملكتي.»

وقال عمانوئيل ملك البرتغال للصحافيين بعد سقوطه من عرش المملكة: «أنتم سبب سقوطي، ولا تزالون تطلبون رأيي بالحكومة الجديدة.»

وقال غيليوم الثاني إمبراطور ألمانيا لشقيقه الأمير هنري عند ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية: «إنك ستجتمع بكثير من الصحافيين فيها، فاعلم أن لهم هناك من المنزلة مثل ما لقوادي في الجيش.»

وقال السنيور كسترو رئيس حكومة فنزويلا سابقًا: «لا أَخاف بوابة جهنم إذا فُتحت بوجهي، ولكني أرتعش من صرير قلم محرر الجريدة.»

وقال مظفر الدين شاه إيران سابقًا: «إنها لقضيةٌ صعبة عندما تقابل صحافيًّا.»

figure
يوسف خطار غانم.
هاك رسمي يبقى مدى الدهر ذكرًا
لشهيد البرنامج المشهور
قمتُ أسعى في جمع آثار قومٍ
قاصدًا حفظ رسمهم للدهور
كانَ كلُّ الجزاءِ أن أنفق العمر
أسيفًا في موتِ مسعًى خطير

وقال دياز رئيس جمهورية المكسيك: «أودُّ أن أكون صاحب معامل الورق والحبر لأحرقها.»

وقال روزفلت رئيس حكومة الولايات المتحدة الأميركية: «يجب أن يكون كاتب بين كل عشرة أنفار من هذه البلاد.»

وقالت ماري خريسيين ملكة إسبانيا: «بين الحشرات تجد الصحافي.»

وقال ألفونس الثالث عشر ملك إسبانيا: «ويعرف الصحافي خفايا قصرنا كذلك.»

وقال مولاي يوسف سلطان مراكش لمكاتب جريدة Le Temps في مدينة طنجة: «نعم إنني أعلم ذلك، فالصحافيون مع كونهم أعظم الذين لا يستطيعون كتمان السر فإنهم عين الأُمم وروحها وفكرها، فمن واجباتنا أن نرحب بهم ونلاطفهم؛ لأن الحكم علينا في المستقبل يستند إلى ما يكتبون.»

وبعث دي بلويتر مُكاتب «التيمس» الباريسي إلى جريدته بصورة معاهدة مؤتمر برلين قبل أن وقَّع عليها معتمدو الدول، فلما اجتمعوا في اليوم الثاني من مؤتمرهم رفع البرنس بسمرك غطاء المنضدة المسترسل، فقيل له: لماذا؟ فأجاب بسمرك: «لأرى إذا كان دي بلويتر مختبئًا تحتها ليستطلع أسرارنا!»

وقال وليم ستيد صاحب «مجلة المجلات الإنكليزية» الذي غرق في حادثة الباخرة «تيتانك» سنة ١٩١٢م: «الكاتب السياسي يرتعش من منظره رئيس مجمع الشياطين.»

وقال أرثر برسيان الكاتب الأميركي الشهير: «أموت لأجلها … ولكني أُفضِّل العذاب في سبيل القلم.»

وقال باكس: «في جنة عدن كان الصحافي.»

وقال روكفلر بالكونت تولستوي: «أَمعه مالٌ بقدر ما يحوي على أفكار؟»

وقال أحد كبار رجال السياسة الإنكليزية: «أنشئوا الجرائد؛ لأن بها حياة الأمة.»

وقال المسيو كمبون سفير فرنسا في لندن: «ولئن كانت للصحافة سيئات فلها من حسناتها ألف شفيع.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤