الفصل السادس عشر

عبد الله أبو السعود

منشئ جريدة «وادي النيل» في القاهرة

ولد عبد الله أبو السعود المصري سنة ١٢٤٤ﻫ/١٨٢٨م في دهشور قرب الجيزة، ودرس في المدرسة الكلية التي أنشأها محمد علي باشا في القاهرة فبرع بين أقرانه، ثم ندبته الحكومة إلى نظارة أعمالها، فكان في قت الفراغ يواصل دروسه ويعكف على التأليف شعرًا ونثرًا، وحرَّر في جريدة وادي النيل وكاتَب أدباء زمانه، ونقل بعض كتب الفرنج إلى العربية. ومن تآليفه كتاب «منحة أهل العصر بمنتقى تاريخ مصر» نظم فيه مجمل حوادث تاريخ مصر للجبرتي، ووضع تاريخًا لفرنسة ألحقه بتاريخ ولاة مصر من أول الإسلام، دعاه بنظم اللآلي، وباشر بترجمة تاريخ عام مطوَّل وسمه ﺑ «الدرس التام في التاريخ العام» طُبع منه قسم سنة ١٢٨٩، وكان أبو السعود شاعرًا مجيدًا له ديوان طبع في القاهرة أودعه كثيرًا من فنون الشعر كالمديح والمراثي والفراقيات. ونبغ في المنظومات المولدة كالمواليا والموشحات، وله أرجوزة نظم فيها سيرة محمد علي باشا، كثيرة الفوائد بينة المقاصد، تبلغ عشرة آلاف بيت. وله غير ذلك مما تفنن فيه وسبق آل عصره، توفي أبو السعود أفندي في ربيع الأول سنة ١٢٩٥ﻫ/١٨٧٨م، وقد رثاه أحد شعراء وطنه بقصيدة قال في مطلعها:

خُلق الهبوط مع الصعود
ومع القيام بدا القعود

إلى أن قال:

ليس البكاء لغادةٍ
أبدت لمغرمها الصدودْ
لكنه لما قضى
رب القريض أبو السعودْ
من لم يُجبه بدمعه
فكأنما نقض العهودْ
فهو الحري بأن تذو
بَ عليه بالأسف الكبودْ
بحر تدفق ماؤه
لكنه عذب الورودْ
بقريحةٍ سالت على
أرجائها سبل العهود
كم أنتجت نخبًا له
فكأنها الأم الولود
أبدًا توقد بالذكا
ء فليس يعروها خمود
نشبت مخالبها المنيـ
ـة فيه وهو من الأسود
لا غرو أن صعد السما
بين الملائكة السجود
فبنات نعشٍ قد حملن
سريره لمن الشهود
لويس شيخو

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤