الفصل الثاني والعشرون

الدكتور كرنيليوس فانديك

قال علم الطب لما
قد قضى ذاك الهمام
مات فنديك النطاسي
فعلى الطب السلام

وُلد الدكتور كرنيليوس فان ديك في ١٣ أغسطس (آب) سنة ١٨١٨ في قرية كندر هوك من أعمال ولاية نيويورك بأميركا، ووالداه هولانديان هاجرا إلى الولايات المتحدة بأميركا وولدا غيره سبعة هو أصغرهم، وكان في صغره يتعلم في مدرسة في قريته فامتاز بالاجتهاد والثبات، وبرع في اليونانية واللاتينية حتى حاز قصب السبق على رفقائه وكانوا كلهم أكبر منه سنًّا.

وكان أبوه طبيبًا فجعل يدرس الطب في صباه عليه وكان يخدم في صيدليته؛ فأتقن فن الصيدلة فيها علمًا وعملًا. ولما حصل ما تيسر له الحصول عليه عند أبيه جعل يتلقَّى الدروس الطبية في سبرنكفيلد، ثم أتمَّ دروسه في مدرسة جفرسن الطبية بمدينة فيلادلفيا من مدن الولايات المتحدة حيث نال الدبلوما والرتبة الدكتورية في الطب، وكان تعلمه في هذه المدرسة على نفقة ذويه، فكانت مساعدتهم هذه له أساسًا للأعمال العظيمة التي عملها في سورية وسائر البلدان العربية من التعليم والتهذيب والتأليف وخدمة الصحافة وإنشاء المدارس.

وفي الحادية والعشرين من عمره فارق الخلان والأوطان وأتى سورية مرسلًا من قبل مجمع المرسلين الأميركيين، وكان قد سبقه طبيبٌ آخرُ أميركي وهو الدكتور آسادوج الذي توفي في القدس سنة ١٨٣٥ بعد إقامته فيها نحو سنتين، وكان وصول الحكيم فانديك بعد نحو ٥ سنوات لوفاته، وحل في بيروت في ٢ أبريل (نيسان) سنة ١٨٤٠، ولكن لم تطل إقامته فيها حتى قام منها بإيعاز المجمع المذكور، وأتى القدس طبيبًا لعيال المرسلين الذين كانوا فيها أيام فتوح إبراهيم باشا في بلاد الشام، فأقام فيها تسعة أشهر ثم قفل راجعًا إلى بيروت حيث شرع في درس العربية، وحينئذٍ تعرف بالمرحوم بطرس البستاني وكانا كلاهما عزبين، فسكنا معًا في بيتٍ واحد وارتبطا من ذلك العهد برباط المودة والصداقة وبقيا على ذلك طول الأيام حتى صار يُضرب المثل بصداقتهما. ولما توفي البستاني كان أشد الناس حزنًا على فقده حتى إنه لما طُلب منه تأبينه خنقته العبرات وتلعثم لسانه عن الكلام، وبقي برهة يردد قوله: «يا صديق صباي» حتى لم تعد ترى بين الحاضرين إلا عينًا تدمع وقلبًا يتوجع.

وجعل يدرس العربية على الشيخ ناصيف اليازجي ثم على الشيخ يوسف الأسير الأزهري وغيرهما من علماء اللغة، وبذل الجهد في درسها والأخذ بحذافيرها حتى صار من المعدودين في معرفتها وحفظ أشعارها وأمثالها وشواهدها ومفرداتها واستقصاء أخبار أهلها وعلمائها وتاريخها وتاريخهم. فهو بلا ريب أول إفرنجي أتقن معرفة العربية والنطق بها والبيان والتأليف فيها حتى لم يعد يمتاز عن أولادها، وبقي على ذلك إلى خريف سنة ١٨٤٢ ثم انتقل إلى عيتات وهي قرية بلبنان، واقترن هناك بالسيدة جوليا بنت مستر آبت قنصل إنكلترا في بيروت، المشهورة بفضلها وحسن أخلاقها، ثم انتقل من عيتات إلى قريتة عبيه، وهناك أنشأ مع صديقه بطرس البستاني مدرسة عبيه الشهيرة. وشرع من يومه في تأليف الكتب اللازمة للتدريس في تلك المدرسة، فألَّف كتابًا في الجغرافية، وآخر في الجبر والمقابلة، وآخر في الهندسة، وآخر في اللوغارتمات، وفي المثلثات البسيطة والكروية، وفي سلك الأبحر والطبيعيات، وقد طُبع بعضها وبعضها لم يُطبع. وبعد أن قضى في عبيه أربع سنوات على ما ذكرنا في التدريس والتأليف دعاه مجمع المرسلين إلى صيدا فلبث فيها سبع سنين وسافر سنة ١٨٥٣ إلى مسقط رأسه، وفي تموز سنة ١٨٥٤ رجع إلى سورية، وعند وفاة الدكتور سميث سنة ١٨٥٧ تعيَّن من المرسلين في سورية بتصديق المجمع الأميركي وجمعية الكتب المقدسة لترجمة كتابه تعالى؛ فشمر عن ساعد العزم وأخذ يُعاني المشاق بتجشم المصاعب بتطبيق كل كلمة على أصلها حتى تم له ذلك. وكان في هذه الأثناء متوليًا إدارة المطبعة الأميركية المشهورة وحسَّن فيها وزاد الشكل على الحروف حتى صارت من أحسن مطابع الشرق وأشهرها. وأتم الترجمة سنة ١٨٦٤ وبعثه مجمع المرسلين إلى الولايات المتحدة سنة ١٨٦٥ ليتولى أمر طبعها وعمل الصفائح بالكهربائية لها هناك. فأقام في الولايات المتحدة سنتين حتى أتم ذلك وعاد إلى سورية سنة ١٨٦٧.

وفي تلك الأثناء تم أمر إنشاء «المدرسة الكلية السورية» في بيروت على نفقة جماعة من أهل الخير في الولايات المتحدة بأميركا فعرضت عليه عمدتها الكبرى في أميركا أن يكون أستاذًا فيها فأجابها إلى ذلك. ثم طلبت إليه أن يُعيِّن راتبه السنوي بنفسه فكتب ٨٠٠ ريال مع أن راتب أصغر أستاذ فيها لا يقل عن ١٥٠٠ ريال! وقد فعل ذلك حبًّا بخير البلاد ونفع أهلها.

ولما وصل إلى بيروت باشر ترتيب المدرسة الكلية الطبية مع صديقه الفاضل الدكتور يوحنا ورتبات. ووضعا نظامًا لدروسها وشرعا في التعليم من ساعتهما لا يُحاسَبان على أتعاب ولا ينتظران من أحد تبجيلًا لقدرهما ومدحًا لاسمَيهما. بل إن الدكتور فانديك لما رأى أن المدرسة تفتقر إلى أستاذ يُدرِّس الكيمياء فيها أقبل من فوره على تدريسها حال كونه مُعيَّنًا أستاذًا لعلم الباثولوجيا وحده. ولم يكن في المدرسة حينئذٍ من كل أدوات الكيمياء إلا قضيب من زجاج وقنينة عتيقة؛ فأنفق من ماله مائتي ليرةٍ إنكليزية على ما يلزم من الأدوات. ولم يكن في يد التلامذة كتاب يُطالعون فيه؛ فجعل يُلقي عليهم العلم خطبًا، مبتدئًا بالتجارب الكيماوية ومستطردًا من الجزئيات إلى الكليات على أسلوب يقرب هذا العلم من الأفهام، ويرسخ حقائقه في الأذهان. وألَّف حينئذٍ كتابًا مختصَرًا في مبادئ الكيمياء ثم توسَّع فيه وطبعه على نفقته وهو يعلم أنه لا يسترجع نفقات طبعه قبل مماته. وبقي يُدرِّس هذا الفن ست سنواتٍ متواليات وينفق على لوازم التدريس من جيبه. وجاء أستاذ الكيمياء وبقي سنتَين من الزمان يدرس العربية والدكتور فانديك يدرس مكانه مجانًا حبًّا بصالح المدرسة وخير أبناء البلاد. ولما تولج أستاذ الكيمياء أشغاله اعتزل الدكتور فانديك عنها وترك للمدرسة كل ما أنفق عليها ولم يأخذ مقابله إلا مائة ليرة إنكليزية.

ولم يقتصر على هذا التبرع بل إنه تولج منصب أستاذٍ ثالث وهو أستاذ علم الفلك؛ وذلك أن المدرسة لم يكن عندها مال يقوم بنفقة أستاذ لهذا العلم؛ فتبرع بتدريسه مجانًا وألَّف له كتابًا مسهبًا وطبعه على نفقته أيضًا كما طبع كتاب الأنساب والمثلثات والمساحة والقطوع المخروطية وسلك الأبحر. ولم يكن في المدرسة آلاتٌ فلكية يُعتدُّ بها، فما لبثت أن شرعت في بناء مرصدها حتى ابتاع له آلات بسبعمائة ليرة إنكليزية من ماله الخاص وأثَّث وفرش فيه على نفقته. وكان أسلوبه في تعليم الكيمياء والباثولوجيا مبنيًّا على العمل والمشاهدة حتى يجد الطالب فيه لذةً قلَّما يجدها في درس العلوم العويصة كهذا العلم.

وأنشأ للمرصد اسمًا كبيرًا حتى صار معروفًا في المشارق والمغارب مقصودًا من القريبين والبعيدين مراسلًا لأشهر مراصد الأرض. ولما خلفه الدكتور فارس نمر في تدريس علم الفلك الوصفي ألَّف كتابًا في الفلك العملي وجعل يُعلِّم به الطلبة على الآلات. وكان مع تدريسه علم الباثولوجيا وعلم الكيمياء وعلم الفلك يتولى إدارة المطبعة الأميركية فينقح ما يطبع فيها من الكتب ويهتم بتأليف جريدة «أخبار عن انتشار الإنجيل» وجريدة «النشرة الشهرية» وجريدة «كوكب الصبح المنير» ثم «النشرة الأسبوعية» ويُطبِّب في مستشفى ماري يوحنا حيث كان يتقاطر إليه المرضى أفواجًا أفواجًا حتى يبلغ عددهم الألوف في السنة. وما بقي من الوقت الذي يخصصه البعض بالنزهة والرياضة والراحة والنوم كان يقضيه في تأليف الكتب العلمية والطبية والدرس والمطالعة والتجارب العلمية وحضور الجمعيات النافعة ومراسلة العلماء في سائر أقطار الأرض؛ ولذلك كنت تراه معدًّا كل ما يُطلَب منه قبل زمان طلبه. وكان كلما طلب منه أهل بيته أيام اشتغاله في المدرسة الكلية أن يستريح بين عمل وآخر ويؤخر الأشغال إلى أوقاتها حرصًا على صحته يجيبهم: «أخاف أن يفاجئني مرض أو يعارضني معارض فأكون سبب خسارة لكل من تتعلَّق أشغالهم ومصالحهم بي؛ فالواجب عليَّ أن أكون سابقًا في إنجاز أشغالي حذرًا من ذلك.» ولكثرة اهتمامه بأشغال المدرسة واشتغاله بمصالحها عن غيرها كان أصحابه يكلمونه في ذلك فلا يسمع لهم، حتى صار من الأقوال الشائعة بين معارفه أنك إذا رُمتَ أن تكون على رِضًى مع فانديك فإياك أن تشغله بشاغل عن المدرسة الكلية. وإذا أردت أن تَسرَّ قلبه فكلِّمه عن المدرسة والتلامذة والمرصد والتآليف. وقد ألَّف أثناء وجوده في المدرسة الكلية كتابه في الباثولوجيا وهو مجلدٌ ضخم وكتبًا في التشخيص الطبيعي وفي الكيمياء وفي الفلك الوصفي وفي المثلثات والمساحة وفي القطوع المخروطية وكلها مطبوع. وألَّف كتابًا في الفلك العملي وآخر في أمراض العينين وآخر في تخطيط السماء وقد طُبع حديثًا.

وكان تعليمه متين التحقيق متأنيًا في التقرير حسن الفكرة، حافظًا للمسائل، صحيح النقل، جامعًا بين العلوم القديمة والحديثة، ذاكرًا التجارب الماضية، مطلعًا وراويًا الاكتشافات الحاضرة، كثير الإحسان للطلبة معلمًا ناصحًا وأبًا صالحًا، يُشجِّع الأقوياء ويرقُّ للضعفاء ويُشفق على البلداء. وقد تخرَّج على يده في الكلية السورية سبعون طبيبًا وسبعون بكلوروسيًّا وسبعة صيادلة كلهم أخذوا الشهادات وتشرَّفوا بمصادقته عليها بخط يده. وأكثرهم عنه حبَّ العلم أخذوا. ومن مآثره أنه تخرَّج على يده كثير من مشاهير أرباب الصحف العربية والمحررين فيها كالدكتور يعقوب صروف، والدكتور فارس نمر، والدكتور شبلي شميل، والدكتور بشارة زلزل، والدكتور إسكندر بارودي، والدكتور نقولا نمر، والدكتور خليل سعادة، والصيدلي مراد بارودي، وجرجي زيدان، والدكتور فارس صهيون، والدكتور لويس الخازن.

وكان وهو أعجمي اللغة عربي المنطق، وله في محاسن اللغة وبدائع منثورها ومنظومها القول الصحيح والرأي الرجيح حتى كان يحسب آيةً ظاهرة في آدابها وأقوالها، وأعجوبةً باهرة في نكاتها وأمثالها؛ لأنه كان قوي البادرة كثير المحفوظات لذيذ العشرة لطيف المنظر جيد المخبر، وهو يجري معها إلى طبعٍ سليم وخلقٍ دمث ومحاورةٍ سارة.

وفيما هو لاهٍ بأشغال التأليف والتدريس والرصد والمراسلات العلمية عما سواها من مطامع البشر نُكبت المدرسة الكلية بحادث أبعد عنها أكثر أساتذتها، فتركها محتملًا آلام فراقها محافَظةً على مبادئه، وبقي يطبِّب في مستشفى ماري يوحنا على جاري عادته إلى أن اضطر أن يتركه على غير رضًى منه، لكنه إنما تركه ليحيي في الوجود مستشفى طائفة الروم الأرثوذكسيين الذي صار له فيه أيادٍ تذكر في الرحمة بالمسكين ومعالجة المرضى والبائسين.

وقد تقدم المستشفى بعنايته وفضله تقدمًا عجيبًا؛ فازدادت أهميته حتى صار من أعظم المستشفيات في الشرق. ولما أن توفاه الله في ١٣ تشرين الثاني ١٨٩٦ كان المرحوم نخلة بن حبيب بسترس رئيسًا لعمدة المستشفى، فتبرع من جيبه الخاص بدفع مبلغٍ كبير لإقامة تمثال لفانديك في ساحة المستشفى الكبرى، ثم عرض على سائر أعضاء العمدة أن يشتركوا في هذا المشروع، فأظهر الجميع رغبتهم في الإقبال عليه، وقرروا وجوب إقامة أثرٍ خالد للرجل الذي اجتمعت القلوب على حبه واعترفت الألسن بفضله، وفي ٢٦ شباط ١٨٩٩ جرى الاحتفال بنصب الأثر؛ فإذا هو تمثال من المرمر الأبيض الناصع يمثل صاحب الترجمة وقد كُتب عليه بحروف واضحة:

أثر حميد لخير فقيد نُصب إقرارًا بفضل علم العلماء والحكماء المرحوم.

كرنيليوس فانديك عُفي عنه – ١٨٩٥.

ولما اخترمته المنية بالتاريخ المذكور جرى لمشهده احتفالٌ عظيم ثم دُفن في المقبرة المحاذية للكنيسة الإنجيلية، وبناءً على ما شاع بأنه أوصى ألا يُؤبَّن توقف الأدباء والشعراء عن تأبينه وفي قلوبهم جمرات من التحسُّر عليه. وقد اهتم فريق من أصدقائه وتلامذته بإقامة نصبٍ على ضريحه، فجمعوا بإدارة أحدهم الصيدلي القانوني مراد البارودي مبلغًا كافيًا، واستحضروا من أوروبا قطعتَين بديعتَي الصنع إحداهما من الرخام وضعوها مسطحة على القبر والأخرى من الحجر الأعبل قائمة عليه، وقد نُقشت عليه هذه العبارة باللغتين العربية والإنكليزية:

هذا الضريح شاده بعض من خلانه وتلامذته السوريين ذكرًا لما أتاه.

من فضلٍ وبرٍّ في خمس وخمسين سنة من عمره بين.

أبناء اللغة العربية.

وفي ٢ نيسان (أفريل) سنة ١٨٩٠ احتفل أهل سوريا بمرور خمسين عامًا على إقامته بينهم، فأقاموا له يوبيلًا شاركهم فيه أفاضل المشارقة في مصر والعراق وغيرهما بالاكتتاب، وتقاطرت عليه الرسائل والقصائد وكُتب التهنئة من وجهاء سوريا وأمرائها وجمعياتها وبطاركتها وأساقفتها ومجامعها على اختلاف المذاهب والنِّحَل، وملأت جرائد القطرين السوري والمصري أعمدتها بذكر مآثره وأفضاله وأعماله، ولولا ضيق المقام لجئنا ببعض ما قيل فيه، ولكن ذلك مجموع في كتاب عنوانه «حياة فانديك» مطبوع على حدة بعناية تلميذه الدكتور إسكندر بارودي صاحب امتياز مجلة «الطبيب» البيروتية.

وكان فانديك يجتزئ باليسير من الغذاء والملبس غير عاكف على شيء من الملاذ الدنيوية، بل همه الأمور الجوهرية، يؤثر العزلة على الاجتماع، والاجتماع مع مَن احتاجه على العزلة، ويصرف في مكتبته ما فضل من أوقاته عن الواجبات بين مطالعة جرائد وتأليف كتب وتصحيح مسودات، وكنت تراه وهو مرتدٍ بالعباءة الشرقية كأن لسان حاله يقول:

ولبس عباءة وتقرَّ عيني
أحب إليَّ من لبس الشفوف
وبث معارفٍ في دور علمٍ
أحب إليَّ من كسب الألوف

أما مؤلفاته فتشمل أهم العلوم القديمة والحديثة، وهو أول من ألَّف في تلك العلوم ونشرها باللسان العربي في الديار الشامية فأجاد وأفاد، وهي:

(١) «الباثولوجية الداخلية الخاصة» وتبحث في مبادئ الطب البشري النظري والعملي في مجلدٍ ضخم (٢) «محيط الدائرة» في العروض والقوافي (٣) «المرآة الوضيَّة في الكرة الأرضية» طُبعت غير مرة (٤) «الروضة الزهرية في الأصول الجبرية» (٥) «الأصول الهندسية» (٦) «التشخيص الطبيعي» (٧) «الأنساب والمثلثات المستوية والكروية ومساحة السطوح والأجسام والأراضي وسلك الأبحر» (٨) «أصول الكيمياء» (٩) «رسالة الجدري والحصبة» للرازي مع ملحق بقلم الدكتور (١٠) «أصول علم الهيئة» في الفلك (١١) «إرواء الظماء من محاسن القبة الزرقاء» (١٢) «النقش في الحجر» في ثمانية مجلداتٍ صغيرة كلٌّ منها يبحث في علم من العلوم الحديثة كالفلسفة الطبيعية والكيمياء والجغرافية الطبيعية والنبات والفلك والجيولوجيا وغيرها؛ يراد بها تعليم هذه العلوم في المدارس العالية أو نشرها بين الذين شبوا وتعاطوا التجارة أو الصناعة ولم يدرسوا شيئًا منها (١٣) «النفائس لتلامذة المدارس» (١٤) «قصة شونبرج وبركا» وهما دينيان (١٥) «أصول الإيمان المسيحي» (١٦) «ترجمة العهد الجديد» (١٧) «النشرة الشهرية» (١٨) «النشرة الأسبوعية» في أول نشأتها (١٩) جريدة «كوكب الصبح المنير» في أول عهدها (٢٠) رسالة «الافتخار بالصليب» (٢١) «أخبار عن انتشار الإنجيل» (٢٢) ترجمة «تاريخ الإصلاح» في القرن السادس عشر في مجلدَين (٢٣) «السهم الطيار والفخ الغرار» لتوقية الكروم من الثعالب الصغار (٢٤) كتاب «كشف الأباطيل في عبادة الصور والتماثيل» (٢٥) كتاب «بزوغ النور على ابن حور» (٢٦) كتاب «طب العين» (٢٧) كتاب «الباثولوجية المرضية» لم يُطبع منه سوى بعض مقالات في مجلة «الطبيب» البيروتية (٢٨) كتاب «الباثولوجية العامة» وهو غير مطبوع (٢٩) كتاب «تاريخ الأطباء» نشرت مقالات منه في مجلة «المقتطف» في سنيها الأولى، وهو الذي أوعز إلى الدكتور يعقوب صروف أن ينقل كتاب «سر النجاح» إلى اللغة العربية؛ فكان سببًا كبيرًا في إنهاض الذين قرءوه من شبان بلادنا إلى الاقتداء بأعاظم رجال العلم والعمل مع النسج على منوالهم.

ونختتم هذه الترجمة بالأبيات التي نظمها إلياس حنيكاتي عند نصب تمثال الدكتور فانديك في باحة المستشفى الأرثوذكسي وهي:

لفنديك في شرق البلاد وغربها
مآثر لا تخفى على أحدٍ منَّا
تجلَّت كنور الشمس قبل وفاته
وتبقى إلى ما شاء ربك لا تفنى
همام بنى في ساحة الفضل منزلًا
وهذا لعمر الحق من خير ما يُبنى
ألا حَسْبه وصفًا له حسن شهرةٍ
يضوع شذاها كلما طائر غنى
إمامٌ قضى في الشرق معظم عمره
فمعظم أهل الشرق يبكونه حزنًا
ولا سيما جمعية شد أزرها
بتعزيز مستشفى تعول به المضنى
ففي عامها العشرين جدَّد ذكره
وأرخ بدا تدشين تمثاله الأسنى

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤