يشتمل على أخبار كل الصحف العربية في أوروبا في الحقبة الثانية
الفصل الأول: وصف أحوال الصحافة الأوروبية بوجه الإجمال
كانت الصحافة في بلاد الدولة العثمانية في عهد الاستبداد منحطةً غاية الانحطاط هاويةً إلى أبعد دركةٍ من التسفُّل، بل كان الصحافي عبارةً عن رجل قد كمَّ فمه، وعُصبت عيناه، وغُلت يداه وقُيدت رجلاه، ونُزع قلبه وفُلج دماغه، لا حراك له حتى لم يبق له من البشرية إلا الصورة الظاهرة؛ لأنه ما كان يصدر منه أو من قلمه ما يدل على أنه رجلٌ حرٌّ مفكرٌ عامل لمنفعة أبناء جنسه، بل كل ما يدل على أنه آلةٌ عجماء بيد قوم من الظلمة الفجار، وبقيت هذه الحالة ما ينيف على ثلاثة عقود من السنين حتى قيَّض الله لهذه الأمة المهضومة الحقوق أناسًا ذوي همةٍ علياءَ شماء ضربوا على أيدي أبناء الجور والاستبداد، فافترَّ من ورائهم للحال ثغر صباح الدستور، فأُعلنت حرية المطبوعات، وتفتقت الألسنة بآلاء الحمد والشكر، ولألأ جبين الحق بنور الإخاء، وانقلبت الأمور إلى ما به خير العموم.
وكان معظم صحافيي العرب في أوروبا زهرة الأدباء العثمانيين أو المصريين لذاك العهد، وأكثرهم من المسيحيين المتخرجين في المدارس العالية أو المبرزين في حلبة المعارف كالدكتور لويس صابونجي وخليل غانم وزرق الله حسون وعبد الله مراش وجبرائيل دلال ويوسف باخوس وأديب إسحاق وميخائيل عورا ونعمان بك الخوري ومنصور جاماتي وسواهم، أما المسلمون فأشهرهم السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري وإبراهيم المويلحي، ونذكر من الإسرائيليين الشيخ يعقوب صنوع المعروف بأبي نظارة.
فأخذوا ينشرون الجرائد العديدة التي جابت مشارق الأرض ومغاربها، بل لعبت دورًا مهمًّا في سياسة الشرق عمومًا، وكانت تلك الصحف تتكلم عن الأحوال السياسية بلا محاباة وترسل إلى القراء والمشتركين في تركيا بطريقةٍ خفية حذرًا من جور المأمورين وجواسيس عبد الحميد، وقد انحصر ظهورها في إنكلترا وفرنسا وإيطاليا، ومنها صحيفتان في جزيرة قبرص وصحيفة صدرت في جزيرة مالطا وكانت تُنشر بلغة سكان هذه الجزيرة وهي مزيج من اللغة العربية العامية واللغة الإيطالية وغيرهما، وكانت تلك الصحف تُطبع غالبًا على الحجر لقلة العمال العارفين هناك بترتيب الحروف العربية في ذاك العهد. وفي الفصول التابعة نتكلم عن هذه الجرائد واحدةً فواحدةً لبيان مقصدها وكشف النقاب عن غايتها وغرض أصحابها، وبلغ مجموعها اثنتين وثلاثين صحيفةً، منها ثمانٍ في لندن وثماني عشرة في باريز وواحدة في «أنجه» بفرنسا وواحدة في نابولي وواحدة في «غلياري» من أعمال جزيرة سردينيا وواحدة في جزيرة مالطا واثنتان في قبرص.
الفصل الثاني: جرائد مدينة لندن ومجلاتها
آل سام
اسم لجريدةٍ أسبوعيةٍ سياسية برزت عام ١٨٧٢ لصاحبها رزق الله حسون الذي كان يرتب حروفها بنفسه ويطبعها على المكبس في بيته في قرية «وندسورث» بالقرب من لندن، وقد اخترع هو تلك الحروف وحفرها بأنواع الخطوط المختلفة التي تفوَّق بها وجهز بها مطبعته المعروفة بمطبعة «آل سام»، وكان قصده في إصدار هذه الجريدة مبنيًّا على أمرَين كانا عنده من أهم الأمور وهما: أولًا الاقتصاد المالي، وثانيًا التقبيح في دولة الأتراك التي كانت تتلاعب بها أيدي السياسة الخرقاء؛ ولذلك أخذ يشوق الشرقيين إلى محبة روسيا التي كان يتمنى لها الاستيلاء على القسطنطينية، ولم يصدر من نشرة «آل سام» سوى أعدادٍ قليلة؛ لأن منشئها كان يُقلد الفرزدق في الهجو ويقدح قدحًا مريعًا بالأتراك ودولتهم.
مرآة الأحوال
ضاعف الله أيام السادة المشتركين في مرآة الأحوال وزاد بهجتهم ونضرتهم بكرمه ومنِّه إنه ولي كل إحسان. صدني وقاكم الله ضعف عن القيام بكتابة مرآة الأحوال … وامتنع تصديرها بحروف الطباعة لما تقتضيه علاوة أضعاف النفقة الليتغرافية، ولم يوازِ دخل المرآة ربع نفقتها.
النحلة
مجلةٌ مصورةٌ كبيرة الحجم متقنة الطبع ظهرت بتاريخ ٢ من شهر نيسان ١٨٧٧ مرة في الأسبوعَين لمنشئها الدكتور الفاضل لويس صابونجي الذي صدرها بهذه الأبيات:
وهي المجلة التي أسسها على أنقاض مجلته البيروتية المعروفة بهذا الاسم ونقش على غلافها هذه العبارة: «النحلة الأدبية رأت التصاوير البهية تهدي العقل شهد العلم وهو يتبصر في حقائقه بالنور الطبيعي.» وقد نشرها أولًا في اللغة العربية ثم في العربية والإنكليزية معًا حتى بلغت عامها الرابع وعطَّلها لأسباب. وتعد «النحلة» من أرقى المجلات وأحسنها بتعدد مواضيعها وإتقان رسومها وسهولة عباراتها، لا سيما في ذلك العهد الذي كانت فيه مجلاتنا العلمية في عهد الطفولة، وكل من طالع أجزاءها لا يتمالك من الإقرار بفضل صاحبها العلَّامة الذي أحاط بجميع أنواع العلوم إحاطة السوار بالمعصم، وزيَّن الصحافة العربية بنفثات قلمه التي جابت الخافقَين واشتهرت في العالمين، وحسبنا برهانًا على سمو منزلة هذه المجلة أنها لم تترك بابًا من أبواب العلوم القديمة والحديثة إلا طرقته وجالت في مضماره وهي: الآثار العتيقة والتاريخ والجغرافية والأدب واللغة والنبات والمعادن والفلسفة والفلك والرياضيات والطب والطبيعيات والكيميا والآلات والزراعة والصناعة والتجارة والاكتشافات العصرية والاختراعات العقلية وغيرها، وأضاف إليها كل ما جدَّ وجلَّ من أخبار الدنيا وحوادثها مما يتشوق إلى معرفته الناطقون بالضاد بعد التحري بسبر غثها من سمينها، وانتقاد صحيحها من فاسدها، وعانى الدكتور لويس صابونجي تعبًا جزيلًا في سبيل مجلته التي أنشأها في ظل الدولة الإنكليزية لعلمه «بأن زهر المعارف لا يُجنى إلا في رياض الحرية وربيع السلام وربوع الأمان.» كما قال في فاتحة العدد الأول.
وبين الذين عضدوا الدكتور صابونجي لنشر مجلته نذكر: إسماعيل باشا خديو مصر، والسيد برغش سلطان زنجبار، وأحمد علي خان نواب رمبور، والسير «سالر جنك» وصي «النظام» حاكم حيدر آباد ووزيره الأعظم، وقاسم باشا الزهير البغدادي، والدكتور جرجس باجر، والدوق «أف وستمنستر» واللورد «شافتسبري» والسير «موسى منتيفيوري» ومستر «داود ساسون» والسير «ويليام ماكينن» وغيرهم من أعاظم الرجال. وقد قرظت أمهات الجرائد الإنكليزية الكبرى مجلة النحلة بما تستحقه من الثناء كما هو مسطر على صفحات كتاب «حر عثمانلو» والعدد الأول من جريدة «النحلة» المطبوعة عام ١٨٩٥ في القاهرة، وممن قرظها قيصر أبيلا بقوله:
وقد قرظها أيضًا جرجس بن إسحاق طراد بهذه الأبيات:
حل المسألتَين الشرقية والمصرية
الخلافة
صحيفةٌ سياسية أنشئت في كانون الثاني ١٨٨١ في أربع صفحاتٍ مخطوطة بيد صاحبها الدكتور لويس صابونجي ومطبوعة على الحجر أيضًا، فجعل شعارها «حرية واستقلال ونجاح وإقبال»، ثم افتتحها بهذه الآية لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، وقد تبرع بعض المتمولين في إنكلترا برأس مال قدره عشرة آلاف جنيه لنشر هذه الجريدة التي لم نشاهد قط أكثر منها جرأةً وأنطق لسانًا وأشد لهجةً في تشخيص أمراض الدولة العثمانية ونشر الحقائق الجارحة عن السلطان ووزرائه، وكانت في الوقت ذاته تُترجم إلى اللغات التركية والفارسية والهندية تعميمًا لفوائدها في جميع الأقطار الإسلامية، ومن أهم مقالاتها التي تستحق الذكر هي: «مسألة الخلافة والمسلمون» ثم «الخلافة في آل عثمان» وكذلك «حي على الاستقلال أيها الأبطال» ومنها «الخلافة والقانون الأساسي» إلخ، فلما اطلع عليها موزوروس باشا سفير تركيا في لندن بعث ببعض نسخ منها إلى السلطان عبد الحميد الثاني ليقف عليها، فاضطرب السلطان لذلك وارتعش فؤاده خوفًا من سوء العاقبة ثم أرسل أمرًا إلى السفير بأن يقنع منشئ الجريدة ويلاطفه ويطمعه بالمال لإبطالها؛ فاستدعاه موزوروس باشا إليه وكلمه مليًّا بهذا الشأن، فأبى الدكتور صابونجي أن يذعن لإرادة السفير مصرًّا على إصدار الجريدة؛ لأن أمراء المسلمين كانوا يعضدونه في هذا السبيل، وقد احتجبت «الخلافة» عندما أبدلها منشئها بجريدة «الاتحاد العربي» التي سيأتي وصفها.
الغيرة
نشرةٌ سياسية نصف شهرية ذات صفحتَين أصدرها في ١٠ شباط ١٨٨١ رجلٌ هندي يسمى عبد الرسول كان يتردَّد على السفارة العثمانية للاستعطاء، فأوعز إليه موزوروس باشا بإنشائها وأمدَّه بالمال لدحض مقالات جريدة «الخلافة» المشار إليها، وكان عبد الرسول قليل المعارف قاصر البصر والبصيرة ذا عينٍ واحدة نحيف الجسم قد أكل الجدري وجهه، وكان عمر جريدته قصيرًا بحيث لم يصدر منها سوى تسعة أعداد مكتوبة بعبارةٍ ركيكة ومطبوعة بحرفٍ دقيق، فلما شاهد السفير العثماني أن «الغيرة» لا تفي بالقصد الذي أُنشئت لأجله قطع المدد النقدي عن عبد الرسول وتوقفت النشرة عن الظهور.
الاتحاد العربي
صحيفةٌ سياسيةٌ أسبوعية أصدرها في عام ١٨٨١ الدكتور لويس صابونجي أيام كان مرتبطًا ومشتغلًا بسياسة مصر في عهد عرابي باشا، وكان القصد من نشرها اتحاد الناطقين بالضاد وتأليفهم عصبةً واحدة على الأتراك في جميع البلاد العربية، ولكن لما شاهد أن الفساد قد دقَّ عَظْم العرب ولا أمل باتحاد كلمتهم أهمل إصدار الجريدة بعد ظهور العدد الثالث منها، وكانت هيئتها شبيهة بهيئة جريدة «الخلافة» المار ذكرها من جهة الحجم والطبع وبلاغة الإنشاء وشدة الانتقاد واختيار المواضيع المختلفة.
النحلة
جريدةٌ أسبوعية صدرت بتاريخ ٢٦ نيسان ١٨٨٤ لصاحبها الدكتور لويس صابونجي، غرضها البحث في سياسة بريطانيا العظمى بالقطر المصري والسودان والهند الشرقية، وشعارها هي الآية الواردة في سفر أرميا النبي (٤٦، ٥) القائل: «مصر عجلةٌ سمينة يأتيها الخراب من الشمال.» وفي الأعداد الأولى من هذه الجريدة ورد مطبوعًا تحت عنوانها قول الخليفة عمر بن الخطاب وهذا نصه: «مصر تربةٌ غبراء، وشجرةٌ خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبلٌ أغبر، ورملٌ أعفر، يخط وسطها نهرٌ ميمون الغدوات، مبارك الروحات.»
ولما كانت المطابع العربية في إنكلترا نادرة الوجود ومرتبو الحروف بطيئي الشغل لجهلهم هذه اللغة اقتضى إصدار النحلة مكتوبة بخط يد منشئها مطبوعةً على المطبعة الحجرية حتى يتيسر تتبع الحوادث أسبوعًا فأسبوعًا، وقد لزم الدكتور لويس في أكثر مباحثه حدود النقل عن الجرائد الإنكليزية وتعريب خطب رجال المجلس النيابي البريطاني بدون تعرض أو تنديد بأعمال الرجال، بل ترك الأمر للقارئ أن يبرم فيه الحكم كما شاء، وكان في كل كتاباته لا يكترث لحثِّ الناس على التعصب لدين من الأديان أو التشيع لحزب من الأحزاب، لكنه اقتصر على ذكر جوهر الحوادث السياسية التي تهم المصريين خاصةً والشرقيين قاطبةً. ولصاحب «النحلة» مقالاتٌ جليلة دافع بها عن حقوق أبناء وادي النيل مقبِّحًا سياسة الإنكليز، وأخصها رسالتان على جانبٍ عظيم من الأهمية بعث بهما في ١١ آب ١٨٨٤ إلى غلادستون رئيس وزراء إنكلترا واللورد غرنفيل وزير خارجيتها، وإذ رأى غلادستون أهمية الرسالة المرفوعة إليه أوعز إلى كاتم سره بإرسالها إلى اللورد نورثبروك المعتمد الإنكليزي الخارق العادة في مصر للتدقيق في مضمونها. وبالجملة فإن هذه الجريدة المعتبرة لعبت دورًا كبيرًا في سياسة الشرق لذاك العهد ونالت إقبالًا وشهرةً عظيمين.
الفصل الثالث: أخبار مجلات باريس وجرائدها
الصدى
هو عنوان لصحيفةٍ سياسيةٍ أسبوعية أنشئت عام ١٨٧٧ بأمر حكومة فرنسا، وقد جعلتها الجمهورية الفرنسية لسان حالها ترويجًا لمصالحها السياسية والتجارية والاقتصادية في البلاد التي ينطق سكانها بالضاد لا سيما في الشرق الأدنى، وعهدت بتحرير فصولها إلى الكاتب الشهير جبرائيل بن عبد الله دلال الحلبي ترجمان وزارة المعارف في باريس، فقام بهذه المهمة خير قيام لكنه لم يكن يكتب فيها ما يريد، بل ما يُراد بإيعاز الوزارة المشار إليها. وقد تعطلت في العام الثاني من عمرها؛ لأن منشئها سافر إلى القسطنطينية بدعوة من الصدر الأعظم خير الدين باشا التونسي لإنشاء جريدة «السلام» في عاصمة آل عثمان.
جرائد أبي نظارة
للشيخ يعقوب صنوع (جمس سانوا) المعروف بأبي نظارة جريدةٌ هزليةٌ أسبوعية عنوانها «أبو نظارة زرقاء» نشرها عام ١٨٧٧ في وادي النيل، فكانت سببًا لنفيه من مصر بأمر الخديو إسماعيل باشا؛ لأن سياسته كانت شديدة اللهجة، غير أن النفي لم يؤثر فيه ولم يغير شيئًا من مبادئه بل ضاعف همته لخدمة مصالح بلاده، فلجأ إلى باريس حيث أصدر جريدة «رحلة أبي نظارة زرقاء» التي أعاد فيها الكرَّة على إسماعيل باشا منتقدًا أعماله بجرأةٍ عظيمة ظاهرها هزل وباطنها جد، صدر منها ثلاثون عددًا أولها في ٧ آب ١٨٧٨ وآخرها في ١٣ آذار للسنة التابعة، فكان يتلقاها أنصارها بما تستحقه من الاعتبار ويتهافتون على مطالعتها بما لا يُوصف من اللذة والإقبال في المدن والأرياف شرقًا وغربًا، وكانت مباحثها تتناول المحاورات الظريفة والنوادر اللطيفة والمواعظ المفيدة والمقالات السديدة مكتوبة باللغة العامية المصرية، وكان يطبع منها في كل أسبوع ستة آلاف نسخة، بل أكثر من ذلك حتى بلغ في بعض الأوقات ١٥ ألف نسخة، وهذا العدد نادر جدًّا في الصحف العربية التي ظهرت إلى الزمان الحاضر.
ثم أعاد في ٢١ آذار ١٨٧٩ للجريدة اسمها الأول الذي عُرفت به في مصر وهو «أبو نظارة زرقاء» ونشرها مزينة بالرسوم في اللغتَين العربية والفرنسية، غير أنه اضطر إلى استبدالها مرارًا بأسماءٍ جديدة؛ لأن الحكومة المصرية اشتدت في إعنات من تصل إليهم الجريدة في وادي النيل، ولذلك أنشأ في مدة أربع سنين ست صحفٍ أخرى مختلفة الأسماء وهي: «النظارات المصرية» في ١٦ أيلول ١٨٧٩، ثم «أبو صفارة» في ٤ حزيران ١٨٨٠، ثم «أبو زمارة» في ١٧ تموز ١٨٨٠، ثم «الحاوي» في ٥ شباط ١٨٨١، ثم «أبو نظارة» في ٨ نيسان ١٨٨١، ثم «الوطني المصري» في ٢٩ أيلول ١٨٨٣ وغيرها من الصحف التي سيرد ذكرها في الحقبة الثالثة من تاريخ الصحافة. وفي سنة ١٨٨٦ أنشأ جريدة «الثرثارة المصرية» أو «البافار إجبسيان» بثماني لغات شرقية وغربية.
وكان يعقوب صنوع يطعن على صفحات جرائده في الاحتلال الإنكليزي بوادي النيل ولا يخشى من المناداة بأعلى صوته «مصر للمصريين»، فلما أُطلقت الحرية للمطبوعات المصرية أبطلت الحكومة تشديدها على جرائده، فاستأنف إصدار جريدة «أبي نظارة» جاعلًا شعارها «سعادة الشعوب في صفاء القلوب» حتى بلغت عامها الرابع والثلاثين وتعطلت بداعي مرض منشئها وضعف بصره، فودع الصحافة في ٣١ كانون الأول ١٩١٠ بعدما خدم الحرية في مصر، وكان أول من رفع لواءها في عصر الاستبداد، وكانت جرائد أبي نظارة تنشر كثيرًا من المقالات السياسية والفصول الفكاهية والقصائد الرنانة بقلم مشاهير الكتبة كالسيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وفتح الله بك خياط والسيد عبد الله نديم وأحمد سمير وإبراهيم اللقاني وسواهم. ونختتم أخبارها بقصيدتَين نفيستَين نظمهما فتح الله بك خياط شيخ شعراء حلب في هذا العصر تبريكًا ليعقوب صنوع ببلوغه اليوبيل الخمسيني في عام ١٩٠٥ لحياته الصحافية وهما:
تهاليل اليوبيل
تفاؤل المادح الصادح
مصر القاهرة: مجلة وجريدة
على أني لا أقصد الانتقام وإنما أروم مقاومة الباطل ونصرة الحق والمدافعة عن الشرق وآله وعن الفضل ورجاله، فمسلكي: أن أكشف حقائق الأمور ملتزمًا جانب التصريح متجافيًا عن التعريض والتلميح، وأن أجلو مبادئ الحرية وآراء ذوي النقد، وأن أبين ما يظهره البحث من عواقب الحوادث ومقاصد أهل الحل والعقد، وأن أوضح معايب اللصوص الذين نسميهم اصطلاحًا «أولي الأمر»، ومثالب الخونة الذين ندعوهم وهمًا «أمناء الأمة»، ومفاسد الظلمة الذين نُلقبهم جهلًا «ولاة النظام»، وأن أعين واجبات الإنسان الشرقي بالنسبة إلى نفسه وإلى قومه وإلى بلاده وما يقابل تلك الواجبات من الحقوق. ومقصدي: أن أثير بقية الحمية الشرقية وأهيج فضالة الدم العربي، وأرفع الغشاوة عن أعين الساذجين وأحيي الغيرة في قلوب العارفين، ليعلم قومي أن لهم حقًّا مسلوبًا فيلتمسوه ومالًا منهوبًا فيطلبوه، وليخرجوا من خطة الخسف وينبذوا عنهم كل مولسٍ يشتري بحقوقهم ثمنًا قليلًا ويذيقوا الخائنين عذابًا وبيلًا، وليستصغروا الأنفس والنفائس في جنب حقوقهم، وليستميتوا في مجاهدة الذين يبيعون أبدانهم وأموالهم وأوطانهم وآلهم من الأجانب بما يطمعون فيه من رفعة المقام، فمن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن عاش بعد أولئك الشهداء فهو سعيد.
ورد إلينا العدد العاشر من جريدةٍ حرةٍ سياسية اسمها «مصر القاهرة» قد أنشأها صديقنا الفاضل اللبيب أديب أفندي إسحاق بحاضرة باريس الزاهرة، وهي نشرةٌ بديعة المعاني فصيحة المباني قد حوت مقالاتٍ غراء يستفاض فيها، وقد عمل الفكرة منشئها أعزَّه الله في تزيين عمدها بنبذاتٍ بارعة يستفز بها همة الشرقيين إلى النهوض من سقطة الخمول والانتباه من سِنَة الغفول والاعتصام بحبال النخوة العربية، والاعتياض عن التقاعد وصرف الزمان الثمين سدًى بتجريع قلوبهم وإجماع كلمتهم المتفرقة والذبِّ عن مصالح أوطانهم. وقد تحرينا إثبات شذرة من مقالاته البديعة في عمد النحلة على سبيل الأنموذج ليتفكَّه بها أبناء المشرق، ويتفقَّه بها من يود أن يفرق.
الحقوق
اسم لجريدةٍ حرةٍ أسبوعية شعارها «الجريدة الحرة مقدمة حامية الوطن» أسسها في ١٦ نيسان سنة ١٨٨٠ ميخائيل بن جرجس عورا للدفاع عن حقوق الشرق، وقد سلكت نهج الاعتدال في كل كتاباتها التي تدل على وجدانٍ طاهر وإخلاصٍ تام في خدمة مصالح البلاد العربية، وكانت هذه الصحيفة قويمة المبدأ بليغة العبارة كثيرة المباحث مرتَّبة المواد يكتبها منشئها بخطه الجميل ثم يطبعها على الحجر، وكان يرسلها ضمن غلافاتٍ مختومة إلى المشتركين في السلطنة العثمانية حتى تصل إليهم بطريقةٍ مأمونة، فكان القراء يتهافتون على مطالعة أنبائها، لما هو معهود بصاحبها من المقدرة الصحافية وذكاء القريحة وغزارة المعارف لا سيما في الشئون القضائية، وبعدما عاشت نحو السنة احتجبت عن الظهور لسفر ميخائيل عورا إلى وادي النيل حيث خدم الصحافة في بعض الجرائد والمجلات التي سيأتي ذكرها في الجزء الثالث من هذا الكتاب.
الاتحاد – الأنباء – الرجاء
البصير
جريدةٌ أسبوعيةٌ حرة تشتمل على وقائع الشرق والغرب أنشئت في ٢١ نيسان ١٨٨١ لصاحبها خليل غانم، وكانت مباحثها تتناول شئون السياسة والأدب والاقتصاد والحكمة بأسلوبٍ حسن لمنفعة الناطقين بالضاد، وقد استهلها منشئها مستغيثًا بالعزة الصمدانية بقوله:
وكان غمبتا رئيس وزارة فرنسا لذاك العهد أكبر عضد لها؛ لأنه عين راتبًا شهريًّا قدره ٢٠٠٠ فرنك من خزينة دولته لأجل القيام بنفقات الجريدة المذكورة، وقد صدر عدداها الأولان بقلم مؤسسها وشريكه فضل الله بن خليل دباس البيروتي الذي انتقل إلى رحمة مولاه في ١٢ تشرين الأول سنة ١٩١٢ في الإسكندرية، وكان فضل الله دباس من أذكياء بيروت وقد نال وسام «الافتخار» من محمد الصادق باشا باي تونس، ثم دُعي لتحرير «البصير» يوسف باخوس اللبناني صاحب جريدة «المستقلّ» في غلياري، فكتب فيها سنة كاملةً حتى عاد إلى وطنه انتجاعًا للعافية من داءٍ أصيب به، ثم خلفه في التحرير نعمان الخوري اللبناني الذي تُوفي بتاريخ ١٥ آب ١٩١٠ في طنجة بعدما عهدت إليه فرنسا وظائفَ مهمة كان آخرها قنصلية مراكش، وقصدت فرنسا بإنشاء «البصير» تأييد نفوذها والدفاع عن مصالحها في الإمارة التونسية وتمهيد السبل لإعلان حمايتها على تلك البلاد. وكان عبد الحميد الثاني مستاءً من خطة هذه الجريدة الحرة؛ لأنها كانت تضرب بعصًا من حديد على أيدي الخائنين من رجال تركيا وتبين لهم وجوه الإصلاح لخير السلطنة؛ ولذلك طلب السلطان المشار إليه مرارًا من فرنسا إلغاء جريدة «البصير» للنجاة من انتقاداتها المتوالية، لكن مساعيه ذهبت أدراج الرياح حتى حل القضاء المحتوم بالوزير غمبتا، فقطع الراتب عن الجريدة التي عاشت إلى أواخر سنتها الثانية.
كوكب المشرق
العروة الوثقى
جريدةٌ سياسيةٌ أدبيةٌ أسبوعية أنشئت في ١٣ آذار ١٨٨٤م/١٥ جمادى الأولى ١٣٠١ﻫ لمدير سياستها السيد محمد جمال الدين الحسيني الأفغاني ومحررها الشيخ محمد عبده المصري، وهي بليغة العبارة كثيرة المباحث تعدُّ الحجر الأول لأساس النهضة الإسلامية الحديثة بما كانت تنشره من المقالات الرنانة تعزيزًا للإسلام وتنديدًا بالسيطرة الإنكليزية في الهند ومصر، وقد صدر من هذه الجريدة ثمانية عشر عددًا آخرها في ١٦ تشرين الأول ١٨٨٤ فحالت الموانع دون الاستمرار في نشرها حيث صادرتها حكومة إنكلترا ومنعت دخولها إلى الهند وسائر البلاد التي لها فيها نفوذ. وكانت لسان حال جمعية بهذا الاسم تأسست في مدينة الإسكندرية في أوائل عهد الخديو توفيق الأول للدعوة إلى الجامعة الإسلامية، ويقال إن إبراهيم بك المويلحي نشر على صفحاتها شيئًا من نفثات قلمه.
تلك الجريدة التي لم تقوَ حرية أُمِّ الحرية «إنكلترا» على احتمالها واتساع صدرها لها في حين أنها وسعت أكثر الجرائد حرية وأكثرها تطرفًا، فمنعتها من الهند ومصر والسودان واستصدرت الأوامر بمنعها عن سائر البلاد التي لها فيها نفوذ أو تطمح إلى أن يكون لها ذاك النفوذ، تلك الجريدة التي لم يكفِ إنكلترا منعها من تلك البلاد؛ لأن أشعة نورها كانت وهَّاجة تخرق الحجب وتنفذ الأغشية وتدخل إلى أعماق القلوب، فاستعملت الوسائل لمحوها من عالم الوجود وإطفاء نورها الذي كان يبدد ظلمات الاعتساف، تلك الجريدة التي تعد أم الجرائد الحاضرة على الإطلاق والتي لم يزل الناهضون من بني الشرق يسيرون في دعوتهم إلى النهوض على أثرها.
الشمس
إن المسألة الأفغانية قد عظمت الآن وصارت في أصعب حال، وإن كلًّا من الطرفين متعصب لجهة الأخرى وإن الحرب قريبًا للظهور، وقد أقلقت الناس هذه الخبرية، وكدَّرت سامعيها، إنما قيل أيضًا في هذا الأسبوع: إن دولة ألمانيا مستعدة للمواسطة بين الدولتَين، وإن من الأمل أن تصلح الأحوال بينهما ولكن قولًا فقط ولم يظهر شيء بالعملية.
الفصل الرابع: أخبار الصحف العربية في فرنسا خارجًا عن باريس
الشهرة
وُلد منصور بن حبيب جاماتي سنة ١٨٤٦ في قرية «عين طورا» بلبنان وتلقى العلوم في مدرستها الشهيرة بإدارة المرسلين اللعازريين، فنال شهادتها العالية إذ أحكم معرفة لغاتٍ شتى وفنونٍ كثيرة جعلته في مقدمة النابغين من تلامذة المدرسة المذكورة، وبعد ذلك تولى التدريس مدة من الزمان في «مدرسة المحبة» في قرية عرامون، ثم سافر إلى وادي النيل حيث دخل مع يوسف أخيه البكر إلى مدرسة «قصر العيني» الطبية في عهد الخديو إسماعيل، فخرج منها قبل إتمام دروسه وتعين أستاذًا للترجمة في «مدرسة المهندسخانة» في القاهرة، وفي عام ١٨٨٧ سافر إلى فرنسا وأصدر جريدة «الشهرة» في مدينة أنجه فعاشت عامًا واحدًا، ثم انتقل إلى باريس واقترن فيها بفتاةٍ فرنسية وأخذ يتعاطى مهنة بيع الكتب وتعليم اللغة العربية.
الفصل الخامس: أخبار الجرائد العربية في إيطاليا
الخلافة
صحيفةٌ أسبوعيةٌ سياسيةٌ دينية صدرت عام ١٨٧٩ باللغتين العربية والتركية في مدينة نابولي، وقد نشرها إبراهيم بك المويلحي لما سافر بصفة كاتب لإسماعيل باشا بعد خلعه من سرير الخديوية المصرية، فأراد بذلك إظهار إخلاصه لمولاه الخليع والتنديد بالسلطان عبد الحميد الثاني الذي وافق الدول الأوروبية على تنزيل الخديو المشار إليه. وكان المويلحي يذيع على صفحات جريدته أن مقام الخلافة عند المسلمين يتسلسل من أصلٍ عربي، وأنه انتقل بلا حق إلى آل عثمان سلاطين الأتراك، وكان يقول: إن خديو مصر هو أولى من سواه بهذه الكرامة الدينية؛ لأن مصر كانت مقرًّا للخلفاء في سالف الزمان.
فاضطرب السلطان عبد الحميد الثاني لذلك وخاف من امتداد هذا الفكر بين الأمة العربية الإسلامية التي يتألف منها القسم الأكبر من سكان السلطنة العثمانية، فأوعز إلى سفيره في باريس أن يسعى في تعطيل الجريدة المذكورة بكل الوسائل الفعالة قبل أن ينتشر خبرها بين المسلمين، واتفق أن الدكتور لويس صابونجي كان موجودًا حينئذٍ في عاصمة الفرنسيس فأشار على السفير العثماني بأن أفضل وسيلة لبلوغ الغاية المقصودة هي إغراء المويلحي بالمال، فتبع السفير نصيحته؛ وهكذا توقف إبراهيم المويلحي عن استئناف نشر جريدته بعد صدور العددين الأول والثاني منها.
المستقل
بعدما أمنت إيطاليا على كيان وحدتها بضم جميع البلاد الخاضعة الآن لصولجان أسرة «سافوا» المالكة طمحت أنظارها إلى التوسع خارجًا عن شبه جزيرتها بطريق الاستعمار، وأحبَّت أن تعزز نفوذها في تونس وتنشر حمايتها عليها، غير أن فرنسا أخذت تزاحمها على امتلاك هذه البقعة الثمينة حرصًا على مركزها في جزائر الغرب فضلًا عما لها من الديون عند الحكومة التونسية.
ولما كانت الصحافة سلاحًا قويًّا لرجال السياسة في العصر الحاضر عمدت إيطاليا إلى استخدامه لبلوغ غايتها، فطلبت من قنصلها في بيروت أن يتحرى التنقيب عن كاتب توافرت فيه الشروط الموافقة للقيام بهذا المشروع، فلبَّى كسبار بستلوسا متولي أعمال قنصلية إيطاليا في المدينة المذكورة طلب دولته واستدعى إليه يوسف باخوس اللبناني أستاذ الفلسفة والآداب العربية في مدرسة الحكمة المارونية، وأوعز إليه بالسفر إلى رومة لمعاطاة صناعة التدريس العربي والترجمة، وعند وصوله إلى رومة أمرته وزارتها الخارجية بالذهاب إلى جزيرة سردينيا مزودًا بالمحررات الرسمية إلى مدير جريدة «مستقبل سردينيا» الذي ذهب به إلى تونس، وهناك أبرم العهد بين يوسف باخوس وبين السنيور ماتشو قنصل إيطاليا وجول بستلوسا الترجمان الأول للقنصلية على إحداث صحيفةٍ عربية تدرأ عن مصالح العرب عمومًا وسكان شمال أفريقيا خصوصًا، وقرَّ رأيهم على أن تُطبع بنفقة حكومة إيطاليا وتكون ترجمان أفكارها، وأن يجعل مركز إدارتها في مدينة «غلياري» قاعدة جزيرة سردينيا ويتولى يوسف باخوس كتابة فصولها.
فلما نشرت الحكومة الفرنسية حمايتها على هذه المملكة صرف يوسف باخوس نظره عن إيطاليا وذهب إلى باريس ليتولى كتابة جريدة «البصير» بدعوةٍ خاصة من صاحبها خليل غانم، وعاش «المستقل» إلى نهاية شهر نيسان ١٨٨١ وكان من أرقى صحف عصره في بلاغة الإنشاء وسمو المعاني وحرية الأفكار وحسن انتقاء الأخبار.
الفصل السادس: أخبار صحف الجزائر البريطانية في البحر المتوسط
مالطا
Scuola di Taglio per Sarti & Sarte
مدرسة التفصيل للخياطين والخياطات
في الشارع الملكي عدد ٣٢ في بير كركارا (اسم مدينة) انفتحت مدرسةٌ جديدة للتفصيل على الرجال والإناث، فإذا كل اللي يريدوا يتعلموا يفصلوا بحسب فن الهندسة يذهبوا عند المعلم منصور غريك الحائز من محافل لندن وباريز وطورينو على شهادة فن التفصيل، ينوجد من الساعة ٨ في الغدا إلى الساعة ٨ في العشا.
زمان
أنشئت هذه الصحيفة السياسية الأسبوعية باللسان التركي سنة ١٨٧٨ في نيكوزيا عاصمة جزيرة قبرص، وكان صاحبها درويش باشا رجلًا تركيًّا أميًّا اتخذ مهنة الصحافة سبيلًا للارتزاق في ظل الراية البريطانية، فأخذ يكشف النقاب عن آفات الدولة العثمانية ويوضح أسباب انحطاطها بما لا يوصف من حرية الأفكار، وأفسح في جريدته مجالًا لأرباب الأقلام لنشر آرائهم فيها، فحسب السلطان عبد الحميد الثاني لذلك ألف حساب وسعى في استمالة درويش باشا إليه بقوة المال، فرتب له معاشًا سنويًّا قدره ٢٠٠ ليرة عثمانية ترويجًا لسياسته الخرقاء، وكان مؤسس هذه الجريدة ينشر من وقت إلى آخر على صفحاتها مقالاتٍ عربيةً ليطلع عليها المسلمون الناطقون بالضاد، وقد أنشأ فيها الشيخ حبيب ابن الشيخ صعب الخوري اللبناني سنة ١٨٩٦ فصولًا جديرة بالذكر حثَّ فيها العثمانيين على طلب إعادة الدستور لتركيا، فكان ذلك داعيًا لصدور إرادة السلطان بإعدامه كما سنروي ذلك في الحقبة الثالثة من هذا الكتاب. وانتهت حياة جريدة «زمان» بقطع المدد عن درويش باشا لدى حدوث الانقلاب العثماني سنة ١٩٠٨.
ديك الشرق
اسم لجريدةٍ سياسيةٍ أدبيةٍ أسبوعية ظهرت عام ١٨٨٩ في قاعدة جزيرة قبرص لمنشئها علكسان سرافيان، وهو أرمني الأصل لجأ إلى الجزيرة المذكورة بعد تعطيل جريدة «الزمان» المشهورة التي كان ينشرها قبل هذا العهد في عاصمة وادي النيل.
وخطة «ديك الشرق» ترمي إلى الدفاع عن الأرمن وحقوقهم المهضومة في الممالك العثمانية، ثم تستنجد الدولةَ الإنكليزية لحماية مصالحهم من تعديات الأكراد ونجاتهم من مظالم عبد الحميد الثاني سلطان العثمانيين. وقد جاهد صاحبها في هذا السبيل جهادًا مستمرًّا إلى أن عطل جريدته بعد سنتين من عهد ظهورها.