أخبار جرائد القاهرة من سنة ١٨٨٧ إلى ١٨٨٩
(١) الآداب
ثم انتقلت إلى عهدة المنشئ المصري الشهير محمد بك مسعود الكاتب الفني في قلم المطبوعات بنظارة الداخلية حالًا، فحسَّن مواضيعها عما كانت عليه في عهد مؤسسها المشار إليه وجعلها مجلة نصف شهرية بعد أن كانت جريدةً أسبوعية، وكان مشاركًا له في تحريرها جملة من مشاهير الكُتاب العصريين وأفاضلهم كما يتضح من مطالعة فصولها المفيدة، وقد احتجبت «الآداب» عندما أبدلها صاحبها بجريدة «منفيس» التي سيأتي ذكرها في جزءٍ آخر.
(٢) مكارم الأخلاق
نادرة هي الصحف الدورية التي ينطبق اسمها على مسمَّاها وتدل مواضيعها على حقيقة عنوانها، ومن الصحف التي يصحُّ فيها هذا الوصف جريدة «مكارم الأخلاق» التي أسسها في ٢٩ تشرين الأول ١٨٨٧ الكاتب الأديب أحمد الشريف، وهي ذات ثماني صفحات متوسطة الحجم كانت تتناول أبحاثًا شتى في الحكم والمواعظ والتواريخ والشعر والفقه والآداب، ونشرت بعض مسائل مقتطفة من الحساب والهندسة وتعريب ما للإفرنج من غرائب الاكتشافات وعجائب الاختراعات خالصة من الخرافات وملآنة من صحيح المنقولات والمعقولات.
وعلى قصر عمرها فإنها كانت ميدانًا لفرسان الأقلام وسوقًا عرضت فيه بضائع علماء الكلام في تلك الأيام، وقد طالعنا فيها فصولًا لمشاهير الكتاب كإسماعيل باشا عاصم ومحمود عمر بمدرسة دار العلوم ويحيى قدري بك مندوب الحضرة الخديوية في قوَلة وغيرهم، ومنهم حسن حسني باشا الطويراني الذي نفحها بنفثات قلمه ولا سيما قصيدته الشهيرة «لامية الترك» وهذا مطلعها:
وقال في الختام:
(٣) الجريدة المصرية
استلفتت جريدة الوطن في عددها الأخير أفكار القراء إلى سلوك الإنكليز في حسن معاملاتهم للأمم التي يحلُّون في بلادها ويديرون أمورها وأعمالها، فرأيناها كلمة حق وعدل لما نعلم من أن الموظفين الإنكليز لا يوجهون التفاتهم الدائم بنوع خاص إلا إلى مراعاة أخلاق وعادات الأهالي الذين يتولون إدارة شئونهم، وهذا هو سر النجاح في سياسة الدولة الإنكليزية بصفة دولةٍ مستعمره، فكأننا بجريدة الوطن قد أصابت المرمى فيما نطقت به حقًّا وصوابًا.
وجرجس نحاس الذي يعد من نوابغ السوريين اشتغل مدة طويلة في الصحافة مع أديب إسحاق وسليم نقاش وسليم باشا حموي ويوسف الشلفون وروفائيل مشاقة وسواهم، وله آثارٌ قلمية تدل على طول باعه في صناعة التحرير والتحبير، وأهمها كتاب «مصر للمصريين» الذي اشترك في وضعه مع مؤلفه المرحوم سليم نقاش ثم أكمله بعد وفاته، ومنها أيضًا كتاب «الأثر» يحتوي على أخبار الخديو توفيق الأول، وجمع في كتاب سماه «الدُّرر» أنفس ما خلفه صديقه أديب إسحاق من المقالات والخطب والقصائد حتى لا تعبث بها أيدي الضياع وغير ذلك من الآثار المخطوطة.

(٤) النور التوفيقي
هي صحيفةٌ علميةٌ أدبيةٌ صناعيةٌ تاريخيةٌ فكاهيةٌ مصورة ظهرت في ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٨٨٨ بشكل شبه مجلة ذات ١٦ صفحة، وكانت تصدر في كل خمسة عشر يومًا مرةً واحدة لمنشئها ديمتري مسكوناس ورئيس تحريرها فرنسيس ميخائيل، وقد دعيت كذلك تيمنًا باسم توفيق الأول خديو مصر كما يتضح من بيت الشعر الوارد في صدرها وهو:
فلما برز «النور التوفيقي» إلى الوجود استحسن بعضهم خطته وقرَّظها، وانتقده البعض الآخر كجريدة «البشير» البيروتية التي أشارت بطلف إلى خطئه في بعض المباحث، فردَّ عليها «النور التوفيقي» بكلامٍ خارج عن حدود اللياقة وأدب المجادلة، ومن أخصِّ الكُتاب الذين نشروا فيها المقالات المفيدة أو القصائد النفيسة أو الألغاز والفكاهات نذكر: عبد الله فريج وبطرس شلفون وتوفيق ميخائيل وفريد عبد الله وبطرس حنا.
وفي أوائل عام ١٨٨٩ اشترك منشئاها مع سليم الخوري مدير جريدة «المنارة» سابقًا في الإسكندرية، فاشتغلوا فيها إلى أن احتجبت في أواخر عهد الخديو المشار إليه الذي كان يبسط لها يد المساعدة كما ساعد كثيرًا غيرها من الصحف المصرية، فكانت عبارتها صحيحة بالإجمال ومباحثها مفيدة وقلَّما ظهر عدد من أعدادها خاليًا من رسم أو أكثر لأعاظم الرجال والمناظر الشهيرة والآثار القديمة.
(٥) المقطم

أما المقطم فلاقى في سبيل البقاء في خطته مشقاتٍ جسيمة قلَّ من يصبر عليها.
وما لاقاه المقطم من أعدائه أعظم، فكم تآمروا عليه جماعات وقصدوا إلى إدارته ليضربوا أصحابه ويُلحقوا بهم كل سوء فتعجَّلتهم الحكومة المصرية بحمأة الأمن ففرقوا المهاجمين ودفعوا عن المقطم شرهم، وكم حاولت حكومة الاستبداد كسر تلك الأقلام التي نمقت ديباجة المقطم والانتقام ممن صرت في أناملهم فحال اللورد كرومر بينهم وبين ما يشتهون.
ويُعدُّ المقطم الآن من أهم الصحف وأكثرها انتشارًا بين الجرائد العربية الكبرى، ومن مميزاته أنه يراعي قوانين الآداب في كل مباحثه ومناظراته، وينهج منهاج الاعتدال في الإطراء مع التأدب في النقد وتحاشي الذم، وهو أول من تحرَّى اجتناب النعوت والألقاب الفارغة التي كان الكتبة يملئون بها صفحات الجرائد للمدح أو للقدح، فاقتصر على الألقاب التي تمنحها الجماعات المعروفة في الهيئة الاجتماعية أو التي تشهد بها فعال المرء وسجاياه، ولم يزل سالكًا هذه الخطة التي سلكتها الصحف الممتازة من بعده فكان له فضل التقدم، وهو أول جريدةٍ عربية صدرت في ثماني صفحاتٍ كبيرة فجرت مجراها سائر الصحف اليومية الشهيرة للناطقين بالضاد في مصر وأميركا.
وللمقطم أيضًا مواقفُ خطيرة في مكافحة ظلم السلطان عبد الحميد الثاني بقلم كالسيف تستلُّه جرأةٌ أدبيةٌ نادرة المثال، ووقف أعمدته على مظاهرة أحرار الدولة العثمانية والجهاد العظيم في سبيل تحريرها من ربقة الاستبداد والاستعباد، فلما أُعلن الدستور في تركيا ذهب أصحاب المقطم لزيارة وطنهم بعد غيابهم عنه نحو ربع القرن، فاحتفل بهم أبناء سوريا ولبنان وعقدوا لهم الجلسات الأدبية التي رنَّ صداها في كل ناحية تقديرًا لمنزلتهم العالية سياسيًّا وعلميًّا، ومن المعلوم أن المقطم كان محظورًا دخوله للبلاد العثمانية قبل إعلان الدستور فيها سنة ١٩٠٨ لجهاده العنيف في سبيل رفع الضيم عن العثمانيين، وكان أحد مؤسسيه الدكتور فارس نمر قد استلَّ يراعًا أشد من الحسام مضاءً في المناضلة عن الحق، فكانت كل كلمة يخطها تدل على ما يكنُّه فؤاده من الغيرة على بلاده ودولته، وكانت الجريدة ميدانًا متسعًا للأحرار ينشرون على صفحاتها مقالاتهم الرنانة وأفكارهم القويمة نخصُّ منهم بالذكر: ولي الدين بك يكن والدكتور شبلي شميل ورفيق بك العظم وإمام العبد، وكان معظم تلك المقالات تتناقلها أهم الصحف العربية والتركية والأجنبية لما حوته من المباحث الجليلة والفصول العمرانية.
وبعد إعلان الدستور في تركيا انهال القراء العثمانيون على المقطم من كل مكان انهيال السيل وأقبلوا على مطالعته إقبالًا لا يُوصف، حتى إن النسخة الواحدة منه بيعت بريالٍ مجيدي في بعض جهات سوريا كما روى بعض الثقات، وما ذلك إلا لكون السوريين قد علموا أن المقطم اختار لنفسه سياسةً حرة عطلت مصالحه المادية زمانًا طويلًا، ولكنها أعلت منزلته الأدبية حتى أكسبته ثقة الأمة العثمانية، وهي في اعتبار أصحابه خير من المال والرتب والنياشين التي كانت تُنال على يد الظالمين.
وقد كان صروف ونمر ومكاريوس يطمعون بأن يبقوا المقطم الذي يوزع في البلاد العثمانية العربية يوميًّا فأبقياه إلى نهاية سنة ١٩٠٨ على حاله، لكن لما كان معظم مدن الأقطار العربية وقراها الكبرى بعيدًا عن الثغور البحرية والسكك الحديدية فلا يصلها البريد سوى مرة أو مرتين في الأسبوع، ولما كانت حالة كثيرين من بعض الطبقات واجبة المراعاة اقترح على أصحاب المقطم جمهورٌ كبير من محبيه والراغبين في مطالعته أن يصدروا نسخةً أسبوعية منه يقتصرون فيها على الأخبار والمقالات والرسائل التي تختص بالممالك العثمانية وتهمُّ أهلها والمقيمين فيها، فلم يجدوا بدًّا من الجري على مقتضى اقتراحهم وأصدروا المقطم الأسبوعي من غرة كانون الثاني ١٩٠٩ وظلوا ينشرون النسخة اليومية كالعادة.
وفي ١٢ حزيران ١٩١٠ أدركت المنية شاهين بك مكاريوس أحد مؤسسي هذه الجريدة، فحلَّ محله ابنه سليم بك مكاريوس الذي نهض بها مع شريكيه نهضةً عظيمة وأثبت حسن إدارته ودرايته. وللمقطم مراسلون أو مندوبون في أهم مراكز السياسة وعواصم الممالك يوافونه بالأخبار الصادقة والأنباء المهمة، ولما نشبت الحرب أولًا بين الدولة العثمانية وإيطاليا في طرابلس الغرب ثم بين الأولى والممالك البلقانية كان إبراهيم بن سليم نجار اللبناني مندوبًا عن المقطم في القسطنطينية ثم خلفه في مهمته أسعد داغر اللبناني أيضًا، وهذه أسماء أَخصِّ الكتبة الذين تولوا التحرير في هذه الجريدة مع أصحابها وهم: إلياس صالح والشيخ يوسف الخازن وإسحاق صروف وخليل ثابت وسامي قصيري ورشيد عطية ومحمود زكي وسليم مكاريوس ومحمد القلقيلي ونجيب هاشم وإدوار مرقص وغيره ممن لم نتوفق إلى معرفة أسمائهم.
(٦) المؤيد
لا يجهل أحد أهمية هذه الصحيفة اليومية السياسية التجارية التي ظهرت في غرة كانون الأول ١٨٨٩م/٨ ربيع الثاني ١٣٠٧ﻫ لمديرها الشيخ أحمد ماضي ومحررها الشيخ علي يوسف وكلاهما من تلامذة الجامع الأزهر، وهي أرسخ جريدةٍ إسلامية وأقدمها عهدًا بين الجرائد الحاضرة في أرض الفراعنة. ومنذ أول نشأتها التفَّ حولها أعيان المصريين وحملة أقلامهم فعززوا شأنها لمعاكسة مبدأ الاحتلال الإنكليزي والمنتصرين له؛ فنالت من الصيت المسموع والانتشار الواسع ما لا يختلف فيه اثنان. وللوزير رياض باشا اليد الطولى في معاونة صاحبَي هذه الجريدة الوطنية على إصدارها لتكون على مذهبه ورأيه.
وبعد ظهورها بشهورٍ قليلة تنحَّى مديرها عن العمل لمرضٍ اعتراه فابتاع منه بعض الأفاضل حصته ووهبوها للشيخ علي الذي تفرَّد بها ووسع دائرة مباحثها، وقد قاسى في سبيلها مصاعب شتى إذ وُشي إلى الخديو توفيق الأول بأنها جريدة حزبٍ وطنيٍّ سري يعمل لإسقاطه عن الأريكة المصرية ويثير نار التعصب الديني. وكان أعداء الشيخ علي يوسف يقولون إن اسمه وهمي وإن الذي يدير حركة الجريدة ويحرر فيها هم أناس آخرون، ودام ذلك حتى تبدَّلت وزارة رياض باشا بوزارة فهمي باشا، وبعد بضعة أسابيع من تولية هذا الوزير أصدر أمرًا بمنع صاحب المؤيد من دخوله ودخول عماله في دواوين الحكومة لالتقاط الأخبار كأصحاب سائر الجرائد، ولكن المؤيد ثبت على خطته التي عُرف بها وأُنشئ لأجلها، وقد أقيمت على صاحبه تلك القضية المشهورة التي اتُّهم فيها بأنه شريك في سرقة رسالة برقية بعث بها السردار إلى ناظر الحربية ونشرها المؤيد بحروفها في ثاني يوم ورودها، ولا يخفى ما تقلبت عليه هذه القضية من الأدوار وما تنقلت فيه من الأطوار حتى أفضت في ٢٠ تشرين الثاني ١٨٩٦ إلى تبرئة الشيخ والمتهم بالفعل الأصلي، فكان لذلك تأثيرٌ عظيم دوَّى صداه في كل الأنحاء حتى بلغ متوسط ما كانا يُطبع يوميًّا من الجريدة في أثناء المرافعة عشرة آلاف نسخة، وفي بعض الأيام كان يزيد ألفًا أو ألفين على الكمية المذكورة.
كان هذا الحزب إبَّان تكوينه بعيدًا عن التلوين والتزويق، وطنيًّا قوي العارضة، لو استطاع أن يكتب ضد الاحتلال بالفأس بدل القلم وبالنار بدل المداد لفعل، ثم انقلب زعيمه المستتر جوازًا إلى مصانعة الاحتلال ومداعبته، ثم كرَّ وطنيًّا ولم يشأ أن يرتد مرة ثانية احتلاليًّا بحتًا لما يلحق العمائم في ذلك من العار، فتوسط بين هؤلاء وهؤلاء فدعا إلى حرب الإنكليز حربًا سلمية معتقدًا أن الملاينة أخت الخديعة، وصنع معهم صنع معاوية مع علي بن أبي طالب فطورًا يجرد الحسام وأخرى يرفع المصاحف على الرماح.
المؤيد الذي يُقرأ الآن غير المؤيد الذي كان المصريون يحبونه، والشيخ علي يوسف صاحب المؤيد الحاضر غير الشيخ علي يوسف الذي حُمل على الأعناق بعد حكم قضية التلغراف المشهورة، فقد تغيرت الحال مع الصحيفة وصاحبها، والبون بعيد بين اجتماع الوطنيين لتوقير أم الصحف وأبي الصحفيين وبين اجتماعهم للنداء بإسقاطهما في الحضيض الأسفل، وليس الإقرار بهذه الحقيقة من الأمور التي تسرُّ الوطنيين … والمؤيد أقدم صحيفةٍ إسلاميةٍ حية فهبوطه مما يؤلمنا جميعًا، ويجوز أنه يعود إلى سيرته الأولى كما يجوز أن يبقى على مذهبه الجديد إلى أن يفنى؛ فتكون تلك إحدى الخسائر التي تصيب أبناء مصر الغيورين على ما يحتمل أن يفيدهم يومًا ما، وغير مختلف في أن المؤيد من كبريات الصحف العربية بل هو من كبريات أمهاتها وله صوتٌ مسموع في سائر أقطار المسكونة، وكان الكثيرون يعدونه في المقدمة من حيث جودة الكتابة وإتقان الصناعة، فلا تكن على الشيخ غضاضة إذا نحن بينَّا له ما يخفيه عنه اعتماده على صيته الطائر ومركزه الذي يحبه باقيًا على رسوخه، فإن المؤيد قد أخذ في التقهقر، وهذا مما يؤلم كل غيور على هذا البلد؛ لأن الجميع يريدون أن تعيش هذه الصحيفة وتحيا حياتها الأولى.

ولا يُنكر ما للشيخ علي يوسف من الاهتمام الكبير في شأن ترقي جريدته، فإنه سبق جميع الصحافيين الشرقيين على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم في استعمال القوة الكهربائية بمطبعته لنشر المؤيد، وفي ٢ تشرين الثاني ١٩٠٦ احتفل احتفالًا عظيمًا بصدور جريدته في ثماني صفحاتٍ كبيرة، فأنشده شاعر مصر الكبير حافظ إبراهيم مهنئًا بهذه الأبيات:
وسنة ١٩١٠ منع الباب العالي جريدته من الدخول إلى تركيا؛ لأنها نشرت فصلًا قالت فيه بكل صواب إن الدارعتَين اللتين اشترتهما وزارة حقي باشا من بحاتر الدوارع الحربية لا تنفع بحرية الدولة بل ستكون حملًا ثقيلًا على ماليتها، وعلى أثر سقوط الوزارة المذكورة أفرج الباب العالي عن جريدة المؤيد بعدما قُضي عليها ثلاثة عشر شهرًا ألَّا تدخل الممالك العثمانية.
وبين الذين تولوا تحرير المؤيد نعرف أسماء: جميل مدور، وسليم سركيس البيروتيين، والشيخ عبد الحميد الزهراوي، والشيخ حامد إبراهيم، وإسماعيل شكري، ومحب الدين الخطيب، وعمر منصور، وعبد المؤمن الحكيم، وسليمان فوزي، ومحمود الباجوري، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ومحمد مسعود، وسليم قبعين، ومحمود زكي، والشيخ عبد القادر المغربي، وأحمد كمال الحلي، ومساعد اليافي، وحافظ عوض، ومحمد كرد علي، ومحمد أبو شادي، وإمام العبد، وأحمد عبد الرحمن، والسيد كامل.
الشيخ علي يوسف سهل التأليف شديد المضاء، هو في بيانه أقرب إلى العامة منه إلى الخاصة، إذا غالب غالب بصوته دون روحه، صحافيٌّ محنك وليست الكتابة من عمله،
أنظرُ إليه بعين الصحافي فأراه عظيم البراعة في تقليب اليراعة، وشديد الحصافة في ميدان الصحافة، ولو وجد قلمه من عواطفه دعامة لرفعه بيننا إلى مقام الزعامة، ولقد زاد فضله أنه من الطبقة العصامية وجهال اللغات الأجنبية.