الباب الأول

فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا

يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في أوروبا على الإطلاق.
وهي مرتبة ترتيبًا تاريخيًّا وجغرافيًّا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة.

***

جرائد الدولة التركية

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة القسطنطينية
(١) مرآة الأحوال رزق الله حسون* ١٨٥٥
(٢) السلطنة إسكندر شلهوب ١٨٥٧
(٣) الجوائب أحمد فارس الشدياق تموز ١٨٦١
(٤) السلام جبرائيل دلال ٢٣ تموز ١٨٧٩
(٥) الاعتدال§ أحمد قدري ٢٩ آب ١٨٨٣
(٦) السلام الحاج صالح الصائغي ١٨٨٥
(٧) الإنسان حسن حسني باشا الطويراني ١١ نيسان ١٨٨٦
(٨) الحقائق إبراهيم أدهم ٢٨ تشرين الثاني ١٨٨٨
(٩) البيان محمد باشا المخزومي ٣١ آب ١٨٩٣
(١٠) المعلومات|| محمد طاهر بك ١٣ آذار ١٨٩٥
(١١) سياحتي الدكتور لويس صابونجي ١٨٩٦
(١٢) الكوكب العثماني محمود زكي ١١ نيسان ١٩٠٠
(١٣) المنير عبد الحميد الزهراوي ١٩٠٣
(١٤) المساواة# محمد باشا المخزومي ٩ آب ١٩٠٨
(١٥) القسطاس محمد كريمة ومحمد المجذوب ١٣ آب ١٩٠٨
(١٦) طاووس فريد حاج ١٩٠٨
(١٧) الأوفوروك ٢٢ آب ١٩٠٨
(١٨) شمس العدالة رشيد حاج والأمير خليل شهاب ١٦ أيلول ١٩٠٨
(١٩) الدستور أحمد باشا الزهير ٤ تشرين الأول ١٩٠٨
(٢٠) كلمة الحق جرجي بك حرفوش ١٠ تشرين الأول ١٩٠٨
(٢١) العدل محمد صفا بك ٥ تشرين الثاني ١٩٠٨
(٢٢) بروتستو محمد صفا بك ٢٢ كانون الأول ١٩٠٨
(٢٣) الإخاء العثماني شفيق بك المؤيد** ٢١ كانون الثاني ١٩٠٩
(٢٤) شمس الحقائق الأمير خليل شهاب ١٩٠٩
(٢٥) العرب محمد عبيد الله†† ٣ شباط ١٩٠٩
(٢٦) دار الخلافة عبد الوهاب عبد الصمد ٣ آذار ١٩١٠
(٢٧) الانتقاد عبد الرزاق البغدادي ٢٠ آذار ١٩١٠
(٢٨) الحضارة عبد الحميد الزهراوي وشاكر الحنبلي ١٤ نيسان ١٩١٠
(٢٩) الفردوس محمد المقحفي ٩ كانون الثاني ١٩١١
(٣٠) المدنية عبد الحميد الزهراوي ٢١ كانون الأول ١٩١١
(٣١) شركة الأخبار الصحافية إبراهيم سليم نجار ٢ كانون الثاني ١٩١٢
(٣٢) الإدارة عبد الحميد الزهراوي وكامل الأسعد ١١ كانون الثاني ١٩١٢
(٣٣) الحق يعلو ح. وهبة ١٠ آذار ١٩١٢
(٣٤) الهلال العثماني الشيخ عبد العزيز جاويش ١٦ آذار ١٩١٢
*  إن أول كاتبٍ ناطق بالضاد أصدر باسمه صحيفةً عربية في الخافقَين هو رزق الله حسون الحلبي المولد والأرمني المحتد، فإنه أنشأ جريدة «مرآة الأحوال» سنة ١٨٥٥ في الآستانة أثناء حرب القرم الشهيرة وأودعها نفثات قلمه السيال؛ ولأجل ذلك يمكننا أن نسميه بكل حق جد الصحافيين في اللسان العربي على الإطلاق، راجع ترجمته في [الكتاب الأول – الباب الثاني – الفصل السابع].
 طالع أخبار هذه الجريدة وترجمة مؤسسها العلامة في [الكتاب الأول – الباب الثاني – الفصل السابع] وكان أحمد فارس الشدياق أول من استعمل لفظة «جريدة» للدلالة على النشرات الدورية والصحف السيارة، ومذ ذاك الوقت شاع اسم «الجريدة» لدى جميع الصحافيين والكُتاب بمعناها العصري. ولشقيقنا البكر الكنت أنطون دي طرازي تاريخٌ شعري نظمه عند وفاة صديقه الشيخ أحمد فارس الشدياق ونقل جثمانه سنة ١٨٨٧ من القسطنطينية إلى لبنان مسقط رأسه قال:
باليمن وافى اليوم مسقط رأسه
علم بأرض فَرُوق وافاه الردى
ستين عامًا قد قضى متغربًا
فالعود أحمد بعدما طال المدى
للحازمية شيعوا جثمانه
فعلا النواح مجددًا ومردَّدا
وأخو الرشاد بنى له في قلبه
لحدًا يظل العمر فيه ملحدا
وبنو القوافي والحمية أرَّخوا
ترثي الحمية والقوافي أحمدا
١٨٨٧
 انظر رسم جبرائيل دلال وترجمته في [الكتاب الثاني – الصحافة العثمانية – الباب الرابع] من كتابنا هذا.
§  كانت جريدة «الاعتدال» تُنشر باللغتَين العربية والتركية، وكان هذا شأن كثير من الصحف العربية التي صدرت بدار الخلافة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
||  كانت جريدة «المعلومات» أقدم جميع الصحف المصوَّرة وأرقاها في عاصمة السلاطين الأتراك، وكانت تُطبع بلغاتٍ ثلاث وهي: العربية والتركية والفارسية.
 هي جريدة أصدرها عبد الحميد الزهراوي وكان يطبعها على الجلاتين ثم يوزعها سرًّا ويظاهر بها شبان الأتراك القائلين بالدستور ويمالئهم على الحكام المستبدين، وقد ورد ذكر هذه الجريدة في ترجمة الزهراوي المنشورة في مجلة «العروس» الدمشقية (مجلد ٦، جزء ٣) وكان الزهراوي من أحرار السوريين الذين أعدمهم الأتراك شنقًا أثناء الحرب العظمى في دمشق، وقد ترأس المؤتمر العربي الأول الذي التأم سنة ١٩١٣ في مدينة باريس حيث جرى البحث عن منح البلاد السورية استقلالًا لا مركزيًّا، وكان الأستاذ شارل دباس رئيس الجمهورية اللبنانية السابق كاتبًا للقسم الفرنسي في المؤتمر المشار إليه.
#  بدأ محمد باشا المخزومي حياته الصحافية سنة ١٨٨٨ في عاصمة وادي النيل عندما أنشأ مجلة «الرياض المصرية» بالاشتراك مع خاله عبد الرحمن الحوت، وكان يُدعى حينئذٍ محمد سلطاني وهي الكنية التي كانت تُعرف بها أسرته لدى الخاصة والعامة، فصدر أمر عبد الحميد الثاني سلطان الدولة العثمانية بوجوب إلغاء تلك الكنية لئلا يحصل التباس بينها وبين لقبه، فاضطرت أسرة «سلطاني» أن تخضع لإرادة المليك المطلق وتتخذ لنفسها كنية «مخزومي» نسبة إلى مخزوم الذي تنتمي إليه وهو أحد رؤساء القبائل المشهورة قديمًا عند العرب، وفي ٣١ آب سنة ١٨٩٣ أصدر في القسطنطينية جريدة «البيان» التي انتشرت كثيرًا في الأقطار الإسلامية ولا سيما في الهند، ولكن لم يطل عمر هذه الجريدة لما كان من التضييق على الصحافة وأرباب الأقلام ولكثرة جواسيس السلطان المشار إليه، فصدرت الإرادة السلطانية بتعطيلها؛ لأن حكام الأتراك كانوا يحسبون ألف حساب من أن تُنعِش هذه الجريدة روح النهضة والاستقلال في الأقوام العربية، وكان صاحبها بعد صدور كل عدد منها يُستنطَق عما يكتبه في جريدته، فملَّ من هذه المعاملة وترك الجريدة وشأنها، وعلى أثر إعلان الدستور في الدولة العثمانية سنة ١٩٠٨ أسس جريدة «المساواة» التي ظهر منها ثلاثة أعداد فقط، وقد تعطلت عند تعيين منشئها مفتشًا للأوقاف في ولاية حلب. ولمحمد باشا المخزومي تأليفٌ نفيس جمع فيه مذكرات السيد جمال الدين الأفغاني وعلق عليه آراءه الخاصة، وحلَّت وفاته في بيروت مسقط رأسه عام ١٩٣٠.
**  كان شفيق بك المؤيد من صفوة المفكرين في دمشق ومن عيون أعيانها، وكان في عداد الشهداء الذين أعدمهم الأتراك شنقًا بتاريخ ٦ آيار ١٩١٦ أثناء الحرب الكبرى لاشتغالهم في قضية الاستقلال العربي، وينتمي شفيق بك إلى أسرة آل العظم التي اشتهر منها أحد عشر واليًا حكموا دمشق في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، وكان حكمهم بوجهٍ عام عادلًا ونال النصارى في عهدهم عزًّا وصيتًا وسطوة كما شهد المؤرخ ميخائيل بريك في كتابه الذي نشره العالم المدقق الخوري قسطنطين الباشا. ومن آثار آل العظم الخالدة خان أسعد باشا في سوق البزورية وهو آية في الهندسة الشرقية، ومنها أيضًا القصر الواقع على مسافةٍ وجيزة من الخان وهو من أروع نموذجات الهندسة العربية، وقد اشترته الدولة الفرنسية في عهد الجنرال غورو وحوَّلته إلى معرض جمعت فيه شتى التحف العربية.
††  لا نرى لزومًا للتعريف عن محمد عبيد الله مبعوث آيدين «أزمير» وصاحب جريدة «العرب» في الآستانة، فإنه انتحل لها اسمه واتخذها ذريعة للطعن فيهم والقدح بأعزَّ ما لديهم، وكان عبيد الله مشهورًا بمبادئه الرجعية وتصرفه في شرح الآيات القرآنية كما جرى له في خطبة ألقاها في جامع «قابو»، ولولا لطف الله لخرج من الجامع جثةً باردة (جريدة طرابلس، عدد ١٠٤٧، بتاريخ ٢٧ كانون الأول ١٩١١). على أن محمد عبيد الله هذا لم يقف عند هذا الحد من القحة بل أعاد الكرة في خطبة أخرى ألقاها في جامع آيا صوفيا بشهر رمضان، فأمرت الحكومة بتوقيفه؛ لأنه حرَّف بها بعض آياتٍ دينية، وما عتم أن ألقت الحكومة القبض عليه بعد فراره إلى ولاية بروسة وساقته إلى الديوان الحربي، وفي ١٧ تشرين الثاني ١٩١٢ حكم عليه الديوان المذكور بالسجن خمس سنين بتهمة خيانة، وذلك عندما حاكمت زعماء الاتحاديين الذين تآمروا على قتل السلطان محمد الخامس وكامل باشا الصدر الأعظم أثناء حرب تركيا مع دول البلقان.

جرائد دولة روسيا

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: بطرسبرج العاصمة
(١) التلميذ عبد الرشيد إبراهيم ١٩٠٧
ثانيًا: مدينة باغجة سراي (بلاد القريم)
(١) ترجمان إسماعيل غصبرينسكي ١٩٠٣

جرائد جمهورية سويسرا

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة جنيف
(١) القصاص الجمعية الوطنية المصرية أيلول ١٩١٨
(٢) منبر الشرق علي الغاياتي* ٥ شباط ١٩٢٢
*  هو مصري الأصل ولد سنة ١٨٨٤ بمدينة دمياط وتلقى علومه الدينية بجامع البحر في مسقط رأسه، ثم انصرف إلى قرض الشعر والاشتغال بكتب الأدب فصنَّف كتابًا اسماه «القول الوافي في علمي العروض والقوافي»، وفي عام ١٩٠٧ رحل إلى القاهرة على أمل الالتحاق بقلم من أقلام تحرير صحفها اليومية، فاشتغل تباعًا في «الجوائب المصرية» و«اللواء» و«العلم» و«الشعب» و«الدستور» و«مصر الفتاة» وغيرها.

واشتهر بالشعر السياسي الذي نال إعجاب زعماء الحزب الوطني، وقد بعثه ذلك على جمع أشعاره في كتاب سماه «وطنيتي» وذيل صفحاته ببيان لذكر الحوادث السياسية التي أتى عليها في شعره مع ذكر تواريخها، فما كادت الأيدي تتداول هذا الكتاب حتى صادرته الحكومة وأمرت بمصادرة مؤلفه، فاضطر الشيخ الغاياتي أن يهاجر من مصر في ٥ تموز سنة ١٩١٠ قبيل وصول يد الحكومة إليه، وسافر إلى الآستانة حيث تولى تحرير جريدة «دار الخلافة».

أما الجرم الذي رأته الحكومة في كتاب «وطنيتي» فهو التحريض عليها والتشهير بها وتحبيذ بعض الجرائم التي عاقب عليها القانون، كجريمة الورداني قاتل بطرس باشا غالي وأمثاله، وفي أواخر السنة المذكورة زايل الآستانة مُيمِّمًا مدينة جنيف حيث أخذ يتعلم اللغة الفرنسية التي برع فيها كثيرًا، وقد فكر كثيرًا في سياسة التطرف وسلوك المتطرفين بعد أن قضى أكثر من عام بعيدًا عنهم في وسطٍ أوروبيٍّ هادئٍ عاقل، فلاح له أنه أخطأ في بعض عمله، فهداه التفكير إلى العظة بالماضي والحذر في الآتي، وخدمة الوطن بالعمل قبل الكلام والتدبر قبل العمل، وهو الآن يتعاطى الكتابة في بعض صحف سويسرا التي تعول على آرائه ولا سيما «لا تريبون دي جنيف» التي أصبح رسميًّا محررها الشرفي، وفي سنة ١٩٢٢ أنشأ جريدة «منبر الشرق» باللغتين العربية والفرنسية خدمة للعرب وللقضية العربية، ولما كان كتاب «تاريخ الصحافة العربية» قد نال لديه استحسانًا فإنه قرظه بهذين البيتَين الخالدين قال:

إن كان قد رفع الغربيُّ منزلة
لذي يراع وقام الغرب إجلالا
ففي كتابك «تاريخ الصحافة» قد
رفعت للكاتب الشرقي تمثالا

جرائد الدولة الألمانية

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: برلين العاصمة
(١) الجهاد رسمية ٥ آذار ١٩١٥
(٢) لواء الإسلام الأمير شكيب أرسلان ١٩٢١
(٣) حرية الشرق عبد الرحمن سيف ١٩٢١
(٤) صدى الإسلام ١٩٢٧
ثانيًا: مدينة همبورغ
(١) مرآة الدنيا* رسمية ١٩١٥
*  كانت هذه الجريدة تصدر في اثنتي عشرة لغة شرقية وغربية، وقد أنشأتها الحكومة الألمانية ترويجًا لمصالحها وتعزيزًا لسيادتها العسكرية أثناء الحرب العظمى ولا سيما بين شعوب الشرق الأدنى.

جرائد مملكة إيطاليا

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة نابولي
(١) الخلافة* إبراهيم المويلحي ١٨٧٩
ثانيًا: مدينة غلياري (قاعدة جزيرة سردينيا)
(١) المستقل يوسف باخوس ٢٨ آذار ١٨٨٠
ثالثًا: مدينة ليفورنو
(١) الأنباء إبراهيم المويلحي ٩ آب ١٨٨٣
رابعًا: مدينة بولونيا
(١) السياسة المصورة عبد الحميد زكي ١ كانون الثاني ١٩٠٨
*  راجع أخبار هذه الصحيفة في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الأول]، طالع أيضًا ترجمة منشئها إبراهيم المويلحي في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الثاني].
 من أراد التوسع في معرفة تاريخ هذه الجريدة وترجمة منشئها فعليه بمراجعة [الكتاب الثاني – الصحافة العثمانية – الباب الثالث – الفصل الخامس].

جرائد الجمهورية الفرنسية

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولا: باريس العاصمة
(١) برجيس باريس* الكونت رشيد الدحداح ٢٤ حزيران ١٨٥٨
(٢) المشتري ١٨٦٧
(٣) الصدى جبرائيل دلال ١٨٧٧
(٤) رحلة أبي نظارة زرقاء يعقوب صنوع ٧ آب ١٨٧٧
(٥) أبو نظارة زرقاء يعقوب صنوع ٢١ آذار ١٨٧٩
(٦) مصر القاهرة أديب إسحاق§ ٢٤ كانون الأول ١٨٧٩
(٧) الحقوق ميخائيل عورا ١٦ نيسان ١٨٨٠
(٨) الاتحاد إبراهيم المويلحي ١٨٨٠
(٩) أبو صفارة يعقوب صنوع ٤ حزيران ١٨٨٠
(١٠) أبو زمارة يعقوب صنوع ١٧ تموز ١٨٨٠
(١١) الرجاء إبراهيم المويلحي ١٨٨٠
(١٢) الحاوي يعقوب صنوع ٥ شباط ١٨٨١
(١٣) أبو نظارة يعقوب صنوع ٨ نيسان ١٨٨١
(١٤) البصير خليل غانم ٢١ نيسان ١٨٨١
(١٥) كوكب الشرق عبد الله مراش|| ١٨٨٣
(١٦) الوطني المصري يعقوب صنوع ٢٩ أيلول ١٨٨٣
(١٧) العروة الوثقى جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ١٣ آذار ١٨٨٤
(١٨) الشمس# سليم قويطة والياهو ساسون ٢٢ شباط ١٨٨٥
(١٩) الثرثارة المصرية يعقوب صنوع ١٨٨٦
(٢٠) التودد يعقوب صنوع ١٥ كانون الثاني ١٨٨٨
(٢١) المرصد يوسف حاج ٢٤ تشرين الثاني ١٨٩٣
(٢٢) كشف النقاب الأمير أمين أرسلان ٩ آب ١٨٩٤
(٢٣) الرجاء الأرشمندريت ألكسيوس كاتب ٥ نيسان ١٨٩٥
(٢٤) تركيا الفتاة** خليل غانم والأمير أمين أرسلان ١٣ كانون الأول ١٨٩٥
(٢٥) المنصف†† يعقوب صنوع ١٨٩٩
(٢٦) باريس جورج مسرة ونجيب نسيم طراد ٨ آيار ١٩٠٨
(٢٧) نهضة العرب يوسف دوريغلو ٩ نيسان ١٩٠٩
(٢٨) المحبة الإسلامية جمعية المحبة الإسلامية ١٥ كانون الأول ١٩١٤
(٢٩) المستقبل‡‡ رسمية ١ آذار ١٩١٦
(٣٠) التصاوير رسمية ٥ حزيران ١٩١٦
(٣١) الصباح ١٢ تشرين الأول ١٩١٨
(٣٢) الراية الحمراء (ثورية) ١٩٢٧
(٣٣) الكفاح النقابي (ثورية) المكتب المختص بشئون المستعمرات ٢ كانون الأول ١٩٢٨
ثانيًا: مدينة مرسيليا
(١) عطارد§§ منصور كرلتي ١٨٥٨
(٢) المرصاد||| أنطون فارس والكولونيل سليم نفاع ١ كانون الثاني ١٨٩٧
ثالثًا: مدينة أنجه
(١) الشهرة منصور جاماتي¶¶ ١ آب ١٨٨٨
رابعًا: مدينة بوردو
(١) عامل النقل في العالم (ثورية) لجنة الدعاية الدولية لعمال النقل نيسان ١٩٢٨
*  كان عنوان هذه الجريدة مزدانًا في أسفله بصورة قصر نابليون الثالث وفي أعلاه برسم النسر الإمبراطوري، وتُعد هذه الجريدة باكورة الصحف العربية قاطبة بكبر حجمها وجودة حروفها وإتقان طبعها واتساع موادها؛ ولأجل ذلك ذاعت شهرتها في الخافقَين وأقبل الأدباء من جميع الأقطار على الاشتراك فيها.
 إننا نجهل اسم منشئ هذه الجريدة التي ما توفقنا إلى إحراز عدد منها في مجموعتنا الصحافية، ولكننا وقفنا على أبياتٍ شعرية من قصيدة نظمها فرنسيس مراش الحلبي في تقريظ «المشتري» ننقلها عن مجلة «المشرق» مجلد ١٥، سنة ١٩١٢، صفحة ١٠١ وهي:
لي عين تظل جنح الدياجي
ترقب المشتري فيما سعد عيني
كوكب قد غدت أشعته أخـ
ـبار صدق ما شابها من مَينِ
فمن الغرب قد بدا وللقيا
هُ غدا الشرق باسط الراحتَينِ
يرشد الناس للتمدن والتهـ
ـذيب فهو الآتي من النوعَين
فيه شمل الأخبار يحكي الثريا
فإليه يُشار بالكفَّين
 طالع ترجمته في [الكتاب الثاني – الصحافة العثمانية – الباب الرابع].
§  إن الصحف الثماني الواردة في فهرس جرائد باريس وهي: «الصدى» و«مصر القاهرة» و«الحقوق» و«الاتحاد» و«المرصد» و«كشف النقاب» و«الراية الحمراء» و«الكفاح النقابي» كانت تُطبع على الحجر مكتوبةً بخط منشئيها، وقس عليها سائر الصحف التي أنشأها يعقوب صنوع المشهور بأبي نظارة، وقد نشرنا رسمه وترجمته في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الأول]. ومن أصدقاء أبي نظارة والمعجبين بكتاباته نذكر الشاعر الشهير فتح الله بك خياط الموصلي الذي نشر الشيء الكثير على صفحات جرائد أبي نظارة المشار إليه وغيرها من جرائد مصر والقسطنطينية، وقد نظم هذا الشاعر الفاضل قصائد شتى في تقريظ كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» رأينا أن نقتطف منها الأبيات الآتية:
إن رمت وصف الندب طراز العلى
اللوذعي المفرد الممتاز
سل عنه تاريخ الصحافة معجبًا
بطراز سفر فاق كل طراز
أنى تباري إبرة الخياط مَن
بخستها إبرة صنوه الطرازي
هذي حقيقة فضله الأسنى قضت
عن وصفه المأثور كل مجاز
إن أحكمت عنه بنات الفكر أو
أبت القياد اصطادها كالباز
شهم غزا أهلَ الجهالة علمُه
فلذاك حق بأن يُسمى الغازي
فعليه من خياط برد مديحه
أزكى سلامٍ فاح بالإعزاز
||  طالع ترجمته في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الثاني].
 كفى هذه الجريدة شهرة منزلة صاحَبيها الرفيعة في عالمَي السياسة والأدب، وهي تعد الحجر الأول لأساس النهضة الإسلامية الحديثة بما كانت تنشره من المقالات الرنانة تعزيزًا للإسلام وتنديدًا بالسيطرة الإنكليزية في الهند ومصر، وكانت تُرسَل إلى كل من يطلبها في جميع الجهات بدون مقابل ليتداولها السري والحقير والغني والفقير، وقد صدر من هذه الجريدة ثمانية عشر عددًا، آخرها في ١٦ تشرين الأول ١٨٨٤ فحالت الموانع دون الاستمرار في نشرها إذ صادرتها حكومة إنكلترا ومنعت دخولها إلى الهند وسائر البلاد التي لها فيها نفوذ، واعتنى أحد الأدباء بجمع مواد تلك الجريدة في كتابٍ مخصوص عنوانه «العروة الوثقى» ثم طبعه في مدينة بيروت، ومن شاء الوقوف على ترجمة العلامتَين منشئَي جريدة «العروة الوثقى» عليه أن يطالع الجزء الثاني من تاريخ الصحافة العربية.
#  صاحبا هذه الجريدة من أبناء تونس الإسرائيليين، نشرا جريدتهما هذه نصفها بحرفٍ عربي، أما النصف الآخر فكان يُطبع بحرفٍ عبراني عبارته عربية لا تختلف بشيء عن عبارة النصف الأول سوى بصورة الحروف، وهي أول جريدة من نوعها وشكلها برزت في لسان الناطقين بالضاد، وغرضها نشر حوادث المملكة التونسية والدفاع عن مصالح شعبها الوطني بعد إعلان الحماية الفرنسية عليها، فكان طبعها متقنًا، لكن عبارتها ركيكة وخالية من مسحة البلاغة في الإنشاء.
**  طالع ترجمة خليل غانم ورسمه في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الثاني].
††  إن الصحف التي أنشأها في باريس يعقوب صنوع (الملقب بأبي نظارة) بلغ عددها إحدى عشرة جريدةً ومجلة كان يكتبها منشئها بخط يده ويطبعها على مطابعَ حجرية، ولهذه الصحف مجموعةٌ فريدة في العالم كاملة الأجزاء قد أهداها أبو نظارة قبل وفاته إلى مؤلف كتاب «تاريخ الصحافة العربية»، وهذا أهداها بدوره إلى دار الكتب الأهلية التي أسسها في بيروت سنة ١٩٢١.
‡‡  جريدة «المستقبل» أنشأتها حكومة الجمهورية الفرنسية في باريس أثناء الحرب العظمى، وفوضت شئون إدارتها وتحريرها إلى حقي بك العظم رئيس الحكومة السورية سابقًا، فتجلَّت فيها أخلاقه العالية وخبرته الواسعة في السياسة والأدب والإدارة.
§§  هي تاسعة الصحف العربية منذ تأسيس الصحافة في لغة الضاد، ويُعدُّ صاحبها منصور كرلتي من كبار المستشرقين ومن أعضاء الجمعية السورية العلمية التي قامت عام ١٨٤٧ في بيروت، ولما شاء محمد الصادق باشا باي تونس أن ينشئ «الرائد التونسي» وهي الجريدة الرسمية لمملكته أوعز إلى منصور كرلتي المشار إليه في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود.
|||  كان «المرصاد» يُكتب بالخط ثم يطبع على مطبعةٍ حجرية لخلو مدينة مرسيليا حينذاك من حروف الطباعة العربية، وبعد صدور بضعة أعداد منه على النمط المذكور أصبح ينشر بحروفٍ مطبعية، وقد توقفت هذه الجريدة عن الصدور عندما أصدرت حكومة فرنسا أمرًا سنة ١٩٠٥ بإبعاد أنطون فارس من فرنسا لأسباب تتعلق باللبنانيين النازحين إلى أميركا لدى مرورهم بمرسيليا، فألقى عصا الترحال في مدينة جنوا ولم يرجع إلى مرسيليا إلا سنة ١٩١١ بتوسط شكري غانم وقنصل فرنسا في جنوا، أما شريكه سليم نفاع فينتسب إلى مشائخ آل نفاع من بطشية، وقد نال لقب «كولونيل» من حكومة فنزويلا في أميركا الجنوبية.
¶¶  منصور بن حبيب جاماتي، لبناني الأصل ولد في الزوق وتلقى العلوم في مدرسة عينطورا الشهيرة، وسنة ١٨٧٦ نزح إلى وادي النيل حيث تعين أستاذ الترجمة في «مدرسة المهندسخانة المصرية» لعهد الخديو إسماعيل، وبعد ذلك ارتحل إلى فرنسا فأنشأ مطبعةً عربية سنة ١٨٨٨ في مدينة أنجه ونشر فيها جريدة «الشهرة» التي تحدى بها جريدة L’Illustration الفرنسية في كل شيء، فزيَّنها بالرسوم النفيسة ووقفها على خدمة البلاد العربية عمومًا والإسلامية خصوصًا، وضمنها كل ما يتوق أبناء الضاد إلى معرفته من الأخبار الكونية والاختراعات العصرية والاكتشافات العلمية والإحصاءات والنوادر وأسماء الكتب الحديثة المطبوعة بلغاتٍ شرقية في بلاد الغرب إلخ، واحتجبت هذه الجريدة المعتبرة بعد سنة من ظهورها؛ لأن الدولة الفرنسية انتدبت منشئها إلى باريس ووجهت إليه وظيفةً مهمة في وزارة الحرب، وتُوفي منصور جاماتي مناهزًا السنة الثمانين من عمره، وهو عم صديقنا حبيب جاماتي أحد أدباء اللبنانيين الذين يخدمون الصحافة المصرية بنشاط وإخلاص.

جرائد دولة بريطانيا العظمى

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: لندن العاصمة
(١) آل سام رزق الله حسون ١٨٧٢
(٢) مرآة الأحوال* رزق الله حسون ١٩ تشرين الأول ١٨٧٦
(٣) الخلافة الدكتور لويس صابونجي ٣ كانون الثاني ١٨٨١
(٤) الغيرة عبد الرسول الهندي ١٠ شباط ١٨٨١
(٥) الاتحاد العربي الدكتور لويس صابونجي ١٨٨١
(٦) النحلة الدكتور لويس صابونجي ٢٦ نيسان ١٨٨٤
(٧) كليات ملكم ميرزا ملكم خان ١٨٩٠
(٨) ضياء الخافقَين§ حبيب سلموني ١ شباط ١٨٩٢
(٩) رجع الصدى|| سليم سركيس ١٥ كانون الثاني ١٨٩٤
(١٠) الخلافة سليم فارس الشدياق ٢٨ أيلول ١٨٩٩
(١١) الحقيقة رسمية ١٩١٦
*  أنشأ رزق الله حسون الحلبي الأصل جريدة بهذا الاسم في مدينة القسطنطينية عام ١٨٥٤ أثناء حرب القرم بين روسيا والدولة العثمانية، فكانت أول جريدةٍ عربية فيها، وأول جريدةٍ سياسية على الإطلاق ظهرت في لغة الضاد، وقد تضمنت فصولًا مسهبة قبح فيها منشئها مظالم الأتراك وندَّد بمساوئ السلطنة العثمانية؛ لأن حسون كان حر الأفكار طويل الباع في الإنشاء مُرَّ الهجو في الشعر كالفرزدق، فصمم الباب العالي على إلقاء القبض عليه ففرَّ حسون هاربًا إلى روسيا، فحكم عليه الأتراك حكمًا غيابيًّا بالإعدام، وقد نظم حينئذٍ رزق الله حسون بعض أبيات في الفخر خاطب بها دولة الترك، نورد منها هذين البيتَين اللذين رواهما لنا صديقنا محمد باشا المخزومي:
أنا ابن حسون رزق الله أشهر من
نار على علم والكل بي علموا
يا صاح قل لبني الأتراك قاطبةً
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

ومن أراد زيادة إيضاح عليه أن يراجع ما أثبتناه من أخبار هذه الجريدة وترجمة منشئها في الجزء الأول من كتابنا «تاريخ الصحافة العربية». أما صحيفة «مرآة الأحوال» التي نحن بصددها في لندن فإن صاحبها كان يكتبها بخطه الجميل ويطبعها في المطبعة الحجرية ويرسلها إلى جميع الأنحاء؛ لإظهار الخلل السائد في تركيا. وكانت «مرآة الأحوال» آيةً في الظرف وجودة الإنشاء تنشر المقالات الممتعة لأفاضل كُتاب ذلك العصر كالدكتور لويس صابونجي، وجبرائيل دلال، وأمين الشميل، وسليم دي بسترس، وفتح الله طرازي، وعبد الله مراش، والكنت رشيد الدحداح، وسليم دي نوفل، وخليل غانم، وسواهم.

 كان الدكتور لويس صابونجي في عصره من أركان النهضة السياسية في الشرق، ومن أكبر عارفي أسرارها ومعالجي أمراضها، وقد اتخذ الصحافة وسيلة لقمع استبداد الحكام الغاشمين ونشر المبادئ الحرة القويمة، فمن صحفه التي تستحق الوصف المخصوص جريدة «الخلافة» التي لعبت دورًا مهمًّا في سياسة الأمم الشرقية عمومًا والإسلامية خصوصًا، فكانت «الخلافة» مكتوبةً بخط الصابونجي على قرطاسٍ ناعم يرسلها مختومة بالبريد إلى جميع أنحاء العالم تعميمًا لفوائدها. ويُعد الصابونجي أول رجل من أبناء سام بن نوح قد أتيح له أن يقوم بسياحتَين حول الكرة الأرضية، وأشار إلى ذلك في هذين البيتين من قصيدة له في الفخر قال:
وقد طفت حول الأرض شرقًا ومغربًا
وصيتي سرى قبلي يذيع برحلتي
وما طاف قبلي من بني سام طائف
ولا جال منهم بالبسيطة جولتي

وكان الدكتور صابونجي غريبًا في أطواره وأفكاره وفي أقواله وأفعاله وفي حركاته وسكناته، ولبث متمتعًا بكل قواه العقلية والبدنية حتى وافته المنية في ٢٤ نيسان ١٩٣١ بالغًا الثامنة والتسعين من العمر وهو مشتغل بين الأقلام والمحابر، فكأنه شعر بأنه سيبلغ شوطًا بعيدًا من الحياة كما تنبأ عن نفسه في هذين البيتين اللذين نظمهما سنة ١٨٩٤ في مدينة القسطنطينية قال:

العمر مني جاوز الستين لم
أشك بها للداء يومًا واحدا
إن شاء ربك سوف أبلغ مائةً
فيها أراعي للحياة قواعدا

وكان يعلل النفس بأن يعيش أكثر من ذلك لو لم تغتله يدٌ أثيمة طمعًا بالمال أودت بحياته ليلًا وهو راقد في سريره، وحدثت هذه الجريمة في فندق كان الفقيد نازلًا فيه بمدينة «لوس أنجلوس» التابعة لولاية كاليفورنيا من أميركا الشمالية، وكان قد اتخذ هذه المدينة محلًّا لسكناه في شيخوخته؛ لأن مناخها وافق مزاجه من وجوهٍ شتى. وخلاصة القول أننا لا نعرف صحافيًّا عربيًّا بين المتقدمين والمتأخرين أنعم الله عليه بمثل هذا العمر الطويل وأتيح له أن يخدم الصحافة مدة اثنتين وستين سنة بلا ملل ولا انقطاع (طالع رسمه وترجمته وأسماء مؤلفاته وأخبار رحلاته حول الكرة الأرضية في الجزء الثاني من تاريخ الصحافة العربية).

 اشتهر عبد الحميد الثاني سلطان تركيا بخوفه من الصحافة الحرة وانتقاداتها المرة، وكان جواسيسه منتشرين في كل البلدان شرقًا وغربًا ينقلون إليه ما يُقال عن أعماله ويُكتَب عن استبداده، فلما ظهرت جريدة «الخلافة» في لندن لمنشئها الدكتور لويس صابونجي حسب لها السلطان ألف حساب؛ لأنها كانت تنتصر للعرب وتسعى جهارًا في أن تعود الخلافة إليهم، وقد ضمنها الصابونجي آراءه وآراء أعلام المسلمين ناشرًا على صفحاتها المقالات الرنانة التي قرأناها برمتها، ولا نزال نذكر منها واحدة بعنوان «الخلافة في آل عثمان خرافة» ومقالة أخرى عنوانها «الموازنة بين الخلفاء من العرب وبين الخلفاء من آل عثمان» وغيرهما، فلما اطلع عليها عبد الحميد ارتعدت فرائصه واضطرب اضطرابًا شديدًا كاد يقضي على حياته المحفوفة بالوساوس والمخاوف، وللحال أوعز إلى موزوروس باشا سفيره في لندن أن يقنع الصابونجي ويلاطفه ويطمعه بالمال لإبطال نشر جريدته المشار إليها، فذهبت مساعي السفير أدراج الرياح؛ لأن الصابونجي كان ذا مبادئ ثابتة وأخلاق شريفة لا يخدعه كغيره ربح المال، وفي ذاك الحين كان يتردد على السفارة العثمانية للاستعطاء رجلٌ هندي يُسمى عبد الرسول، فكلفه موزوروس باشا بإنشاء جريدة «الغيرة» وأمده بالمال لدحض مقالات جريدة الخلافة والرد عليها، وكان عبد الرسول نحيف الجسم قاصر البصر والبصيرة ذا عينٍ واحدة قد شوه الجدريُّ وجهه، فلما رأى السفير العثماني أن «الغيرة» ركيكة العبارة ضعيفة الحجة قطع المدد عن صاحبها بعد صدور تسعة أعداد منها فدخلت في خبر كان.
§  لعبت جريدة «ضياء الخافقين» دورًا مهمًّا في عالم الأدب والسياسة يضاهي عظمة اسمها ونبوغ مؤسسها في العلوم واللغات، وحسبها شهرة أن الصحافي الكبير إبراهيم بك المويلحي حرر فيها زمنًا غير يسير عندما كان في لندن، وينتمي حبيب بن أنطون بن حبيب بن لطف الله سلموني إلى أسرةٍ نشأت في جزيرة أقريطش (كريت) ثم نزحت إلى لبنان في أواخر القرن السابع عشر، وتولى جده لأمه إلياس بك نحاس كتابة أسرار إبراهيم باشا المصري (١٨٣٢–١٨٤٠) في حلب، وكان فرح نحاس جد والدته كاتبًا عند عبد الله باشا والي عكا. وُلد حبيب سلموني سنة ١٨٦٠ في بيروت وسافر سنة ١٨٧٨ إلى لندن حيث تعرف باللورد روزبري وغيره من نبلاء الإنكليز، وحظي بمقابلة الملكة فكتوريا، وقد وُجد لديه منها رسائلُ عديدة بعد وفاته، وحظي أيضًا بمقابلة السلطان عبد الحميد وبعض ملوك العرب، وكان عضوًا في الجمعية الملكية الشرقية بلندن، وساعد السر ريشار برتون في ترجمة كتاب «مجنون ليلى»، ووضع معجمَين كبيرَين أحدهما عربي-إنكليزي، والآخر إنكليزي-عربي، ونشر كتاب The Resurrection of Turkey روى فيه أحوال الدولة العثمانية وأسباب هبوطها، وقد أتى سليم سركيس في جريدته «المشير» على وصف مؤلف هذا الكتاب فقال ما نصه:

صدر في لندن كتاب باللغة الإنكليزية عن حالة تركيا الحاضرة تأليف حضرة الفاضل الأستاذ حبيب سلموني الذي اشتهرت مقالاته في صحف إنكلترا المعتبرة، والذي نشرت مجلة القرن التاسع عشر إحدى مقالاته عن تركيا جنبًا إلى جنب مع مقالات المستر غلادستون، وهذا يُظهر للقارئ منزلة حضرة الأستاذ عند أرباب الصحافة وأكتب العظماء في إنكلترا، وهذه المجلة يندر أن تفرغ مجالًا لكاتب على صفحاتها إلا إذا اشتهر بفضله وصدقه.

وبتاريخ ٢٣ تشرين الأول ١٩٠٤ تُوفي حبيب سلموني عن ٤٤ عامًا ملأها بأشرف الأعمال، فرثته الصحف العربية وبعض الأجنبية كالتيمس والدالي نيوز وغيرهما بما يستحقه من الاحترام والمدح.

||  كان سليم سركيس يذيع على صفحات «رجع الصدى» ما يكنُّه قلبه من التوجع على حال الدولة العثمانية التي وُلد فيها وقُضي على كتابها بانحباس أقلامهم من شدة الضغط والاستبداد، وقد نشر فيها الرسالة التي وجهها الصدر الأعظم فؤاد باشا الكبير عند احتضاره إلى السلطان وورد فيها ما يأتي:

مولاي المعظم، لم يبق من عمري إلا أيام أو ساعاتٌ معدودة أقوم فيها بواجب المصلحة العمومية، وأريد أن أبسط أمام عرشكم السامي آرائي الأخيرة وهي آراءٌ محزنة اتضحت لي بعد خدمةٍ طويلةٍ تاعسة، على أنها لا تبلغ أريكتكم ولا تعرض على نظر جلالتكم إلا وأنا قد فارقت هذا العالم، ولذلك تتأكدون صحة أقوالي هذه المرة ولا يخامركم سوء ظن فيها؛ لأن الصوت الخارج من القبر لا يكون إلا صادقًا. إن الله عز وجل أولاكم مأموريةً عظيمة الشأن محفوفة بالأخطار، فلكي توفوها حقها يجب على جلالتكم قبل كل شيء أن تعرفوا هذه الحقيقة المحزنة وهي أن الدولة العثمانية في خطر … وما كنت لأخدع مولاي وبلادي وأهل ديني وأنا في حالة لا يطول معها اقتران روحي بجسدي، فأشهد وأؤكد لجلالتكم … إلخ إلخ.

وهنا بسط فؤاد باشا أسقام السلطنة العثمانية والعلاجات الواجبة لشفائها.

جرائد جزيرة مالطة*

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: لافالتا «قاعدة الجزيرة»
(١) مالطة تيعنا ١٨٨٩
(٢) الصليب عمنوئيل فسالو ويوسف أبيلا ١٩٠٧
(٣) النحلة أوغوسطينو ليفنزين ٥ أيلول ١٩٠٨
(٤) الحمار وليم أرينا ١٩١٧
(٥) باتريا خريستيان وشركاه ١٩٢٣
(٦) ذي مالطا لابور ليدر رسمية ١٩٢٤
(٧) بروغرس فسالو ١٩٢٤
*  مالطة جزيرة في البحر المتوسط واقعة بين صقليا وإفريقيا تسمى عاصمتها «لافالتا»، ويبلغ مجموع عدد سكان الجزيرة مائتين وأحد عشر ألف نسمة. يستعمل المالطيون لغةً خاصة بهم لها روابطها وقواعدها ومعاجمها يكتبونها بحروفٍ لاتينية، وهم شديدو التمسك بلغتهم هذه الوطنية التي يقدسونها ويحترمونها ويبذلون في سبيلها كما يبذلون في سبيل وطنهم كل غالٍ ونفيس. واللغة المالطية خليط من لغات الأقوام الذين سادوا تلك الجزيرة ولا سيما اللغة العربية ولغة جيرانهم الإيطاليان. على أن جميع جرائدهم السياسية والعلمية والأدبية والدينية تكتب بلغتهم المار وصفها، ولدينا منها في مجموعة معرضنا الصحافي عددٌ وافر.
 لأسرة أبيلا تاريخٌ مجيد يتقادم عهده إلى القرن الرابع عشر للميلاد، وقد أفرد لها الأب العلامة لويس شيخو مقالًا في مجلة المشرق البيروتية (٦: ٢٥٤–٢٦٥) أتى فيه على خلاصة أخبار آل أبيلا في مختلف العصور والبلدان مستندًا في بحثه إلى أوثق المصادر. ولهذه الأسرة فرع في لبنان ومصر أتاها من جزيرة مالطة في أواخر القرن الثامن عشر، واشتهر منه أفراد تعاطوا أعمالًا شتى كخدمة الدول في المناصب القنصلية وأعمال التجارة وإدارة المصارف ومهنة الطب وصناعة الأدب والاشتغال في المشاريع العامة. ومن مشاهيرهم يعقوب بن يوسف بن إلياس بن توما بن يعقوب أبيلا، فإنه تولى قنصلية إنكلترا في صيدا من سنة ١٨٤٤ إلى وفاته سنة ١٨٧٢، وله من المساعي المبرورة آياتٌ بينات شهدت له بها الجرائد الأوروبية مثنية على شهامته، ونال الأوسمة ومراتب الشرف من السلطانَين العثمانيَّين عبد المجيد وعبد العزيز، والبابا بيوس التاسع، والملكة فكتوريا، والبطريرك الأورشليمي. ولما زار البرنس دي غال (صار بعد ذلك ملكًا على بريطانيا العظمى باسم إدوارد السابع) مدينة صيدا في ٩ آيار ١٨٦٢ راكبًا يخته الملكي حلَّ ضيفًا في بيت يعقوب أبيلا وأهدى إليه بعض التحف التي لم تزل محفوظة بكل حرص لدى أحفاده، وقد طُلب من مؤلف هذا الكتاب نظم بيتَين يكتبان تحت رسم يعقوب أبيلا؛ فقال:
سليل قوم سموا من أعصر سلفت
ونورهم كالثريا غير محجوب
مثاله عند كل الناس محترم
الله بارك فيه وجه يعقوب

جرائد جزيرة قبرص

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة نيكوزيا
(١) زمان* درويش باشا والشيخ حبيب الخوري ١٨٧٨
(٢) جهينة الأخبار الشيخ عبد الله البستاني وإسكندر عمون ١٨٧٩
(٣) ديك الشرق علكسان سرافيان ١٨٨٩
(٤) البرهان الشيخ حبيب الخوري§ كانون الثاني ١٨٩٧
(٥) مجموعة قبريس ١٨٩٨
*  كانت هذه الجريدة تصدر في اللغتَين العربية والتركية.
 كان الشيخ عبد الله البستاني علمًا من أعلام اللغة العربية في القرن العشرين، وفرع الدوحة البستانية التي اشتهر نوابغها في إعلاء شأن المعارف، وأول رئيس للمجمع العلمي اللبناني، ومؤلف معجم «البستان» ومعجم «فاكهة البستان» وغيرهما من المؤلفات النفيسة نثرًا ونظمًا، ملك ناصية اللغة واشتغل بها حياته كلها حتى صار حجة الناطقين بالضاد في عصره، وبعد وفاته سنة ١٩٣٠ رأينا من باب معرفة الجميل أن ننصب رسمه في دار الكتب الكبرى بجانب رسوم أعاظم علماء وطننا تخليدًا لذكره في القرون اللاحقة، وهو لما اطلع على كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» تلطف بتقريظه وأرسل إلينا القصيدة التالية التي تنم عن سمو أخلاقه ووافر علمه، قال:
قل للصحافة تُثني فضل فيليبا
فتُنشقي الناس من أنبائك الطيبا
لولاه لم تُدركي عرقا ولا نسبًا
ولا إليك أديب كان منسوبا
لرفع شأنك سبَّاقٌ بهمَّته
وإن تأخر عربًا أو أعاريبا
دعي الصحافي يطريه على صحفٍ
تذيع ذكراه للألباب تطريبا
تروي الجوائب عن مسعاه جائبةً
للبر والبحر إدلاجًا وتأويبا
إن لم يقابَلٌ جميلٌ من صنائعه
بأضوع الشكر ضاع الحزم محجوبا
قد غيبته الليالي في ضمائرها
حينًا لكي تمنع الأيام تهذيبًا
فناصرته بدور العلم خارقةً
أستارها فانثنى بالنور مصحوبا
وهبَّ يرصف ذا السفر الأنيق وما
ينال في غيره الكتَّاب مطلوبا
يا حبذا من تقاضته يراعته
تقريظه بمداد التِّبر مكتوبا
فناشر الفضل لا تُطوى مناقبه
لكن يُرى غرضًا للمدح منصوبا
وناكر البر في أخلاقه جنب
وعن ربيب العلى تلقاه مجنوبا
إن كان سفر ابن طرازي له هبة
فليجعلن له الإعظام موهوبا
فالدهر مهما استحفته عجائبه
يهاب في سفر فيليب الأعاجيبا
يرى الرسوم التي أعيانها درجت
كأنها حية للدهر ترهيبا
قضى بموت نصير العلم يثلبه
فعاد يقضي بخذل الدهر مثلوبا
حككتُ معدن ذا التاريخ منتقدا
فراقني الذهب الإبريز مهذوبا
وقد تدبرتُه حينًا فكنت أرى
فيه لمن رام نثر الدر تدريبًا
وقد تولج من أبوابه نظري
فراقه الوضع تنسيقًا وتبويبًا
لا مغمزٌ فيه إلا أنه سلس
عذبٌ الشريعة لا شيءٌ به عِيبا
حسب الصحافة فخرًا أن واضعه
قاوى لإحيائها الأيام تنقيبا
فكل ذي أدب غضٍّ يجلله
تأدبًا ولطاوي البر تأديبا
وكل من يبتغي فضلًا يؤرخه
على الصحافة يلقى فضل فيليبا
١٩١٣
 كان علكسان سرافيان صحافيًّا في القاهرة حيث أصدر جريدة «الزمان» بتاريخ ٦ آذار ١٨٨٢ واحتجبت بعد خمسة أعوام من ولادتها، وقد أوردنا أخبارها في [الكتاب الثاني – صحافة أوروبا – الباب الأول – الفصل الخامس] من هذا الكتاب، ثم أوعز إليه الإنكليز أن ينشئ جريدة في قبرص لخدمة سياستهم، فذهب إلى الجزيرة المذكورة وأنشأ سنة ١٨٨٩ جريدة «ديك الشرق» التي ما كادت تُولد حتى أقفلها مؤسسها لقلة قراء الجرائد العربية في ذلك المحيط اليوناني.
§  كان الشيخ حبيب الخوري من قرية «رشميا» التابعة لقضاء الشوف بلبنان، واشتغل نحو العشرين سنة في الصحف العربية بجزيرة قبرص، وبعد ذلك هاجر إلى أميركا الجنوبية حيث أسس سنة ١٩٠٠ جريدة «الصواب» في ريو دي جانيرو بالاشتراك مع ميخائيل مراد اللبناني، ثم ترك الصحافة للتعليم في مدارس الحكومة البرازيلية حتى آخر أيامه. وينتمي هذا الصحافي الأديب إلى أسرة المشايخ آل الخوري الذين اشتهر منهم في عصرنا الحاضر حبيب باشا السعد والشيخ بشارة الخوري رئيسا الوزارة اللبنانية سابقًا، وغيرهما من رجال القضاء والمحاماة والتجارة والهندسة، إلخ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤