الباب الأول

فهارس جميع الجرائد العربية في أميركا الشمالية والوسطى

يتضمن فهارس جميع الجرائد العربية في أميركا الشمالية والوسطى على الإطلاق.
وهي مرتبة ترتيبًا تاريخيًّا وجغرافيًّا لكل مراكز هذه الصحف في الأصقاع المذكورة.

***

جرائد الولايات المتحدة الأميركية

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة نيويورك
(١) كوكب أميركا* الدكتور إبراهيم ونجيب عربيلي ١٥ نيسان ١٨٩٢
(٢) العصر نعوم مكرزل ١٨٩٤
(٣) الأيام يوسف نعمان المعلوف ٣ تموز ١٨٩٧
(٤) الهدى نعوم مكرزل ٢٢ شباط ١٨٩٨
(٥) العالم جرجي جبور ٢٥ تشرين الثاني ١٨٩٨
(٦) الإصلاح شبل ناصيف دموس ١٨٩٨
(٧) مرآة الغرب نجيب موسى دياب ١٩ أيلول ١٨٩٩
(٨) الصخرة الخوري جبرائيل قرقماز ١ آب ١٩٠١
(٩) المحيط منصور وسليم حداد ١٩٠١
(١٠) جراب الكردي أنطون أنسطاس زريق§ ٢٤ آيار ١٩٠٢
(١١) الراوي سليم سركيس ٢٧ أيلول ١٩٠٢
(١٢) الشمس الشيخ قيصر الخوري|| ٧ تموز ١٩٠٣
(١٣) المهاجر أمين الغريب ٢٥ تموز ١٩٠٣
(١٤) الجهاد مارون خليل الخوري وفيليب فارس تشرين الأول ١٩٠٤
(١٥) الذمام يوسف محفوظ ٧ تشرين الثاني ١٩٠٤
(١٦) الدليل أسعد الملكي ونجيب بدران ١٩٠٤
(١٧) المنبر عيد ميخائيل ذيبة ٢١ كانون الثاني ١٩٠٦
(١٨) بريد أميركا سلوم مكرزل# ١٩٠٧
(١٩) الجامعة (اليومية) فرح أنطون** ٢ كانون الثاني ١٩٠٧
(٢٠) الكون نجيب أنطون صوايا ١٩٠٧
(٢١) المودة (خطية) نقولا الخوري مجاعص آذار ١٩١٠
(٢٢) السهام نجيب نمر قسطنطين ٧ حزيران ١٩١٠
(٢٣) البيان سليمان بدور وعباس أبو شقرا ٣١ كانون الثاني ١٩١١
(٢٤) الاتحاد يوسف إلياس يواكيم ١٠ حزيران ١٩١١
(٢٥) الهدى (الأسبوعي) نعوم مكرزل ١١ تشرين الأول ١٩١١
(٢٦) الابتسامة نسيب كرم ١٩١٢
(٢٧) السائح عبد المسيح عبده حداد ٢٢ نيسان ١٩١٢
(٢٨) الارتقاء أنطون أنسطاس زريق ٥ كانون الثاني ١٩١٤
(٢٩) النسر نجيب جرجي بدران ٢٣ شباط ١٩١٤
(٣٠) الحرب والسلم نسيب عريضة تشرين الأول ١٩١٤
(٣١) بيت نهرين نعوم فائق†† ٨ نيسان ١٩١٦
(٣٢) الشعب يوسف مراد الخوري ١٩١٧
(٣٣) الفتاة شكري بخاش‡‡ ١٩١٧
(٣٤) سوريا الشهيدة لجنة إعانة منكوبي سوريا ولبنان ٥ نيسان ١٩١٨
(٣٥) حويودو (الاتحاد)§§ الجمعية الوطنية الآثورية الكلدانية ٢٨ آيار ١٩٢١
ثانيًا: مدينة بوسطن
(١) البستان سليم سركيس كانون الأول ١٩٠٣
(٢) سوريا الجديدة الدكتور نسيم خوري ٢٥ تشرين الأول ١٩١٠
(٣) فتاة بوسطن إبراهيم خوري ٢ نيسان ١٩١٤
(٤) الجامعة السورية الجامعة السورية في بوسطن ١٥ آيار ١٩٢٢
(٥) الرسول وديع شاكر ٣ تموز ١٩٢٣
ثالثًا: مدينة دترويت
(١) الحرية نسيب عامر وهبة ١٧ آب ١٩٢١
(٢) الدفاع العربي محمد المحيسن ومحمد حسن خروب ١ تشرين الأول ١٩٢١
(٣) الاتحاد يوسف إلياس يواكيم ١٩٢٥
(٤) الصباح يوسف قهوجي ١٩٢٦
(٥) لسان العدل شكري كنعان ٦ آب ١٩٢٦
رابعًا: مدينة لورنس ماس
(١) الإقبال يوسف صليبا وغصن غصن نيسان ١٩٠٣
(٢) الوفاء يوسف مراد الخوري وفريد غصن كانون الثاني ١٩٠٧
(٣) الفجر فريد غصن ١٩٢١
خامسًا: مدينة فيلادلفيا
(١) الوطنية نعوم مكرزل ١ كانون الأول ١٨٩٩
سادسًا: مدينة سانت لويس
(١) المعرض سليم شاهين||| ١ أيار ١٩٠٤
سابعًا: مدينة فول رفرماس
(١) الإنسانية إسكندر أبي سمعان ١٩١٥
ثامنًا: مدينة منيابوليس
(١) الأمة إبراهيم منصور منعم ١٩١٥
*  هي أول جريدةٍ عربية ظهرت في الولايات المتحدة الأميركية بل في العالم الجديد كله، وقد قاسى منشئاها مصاعبَ جمةً ومتاعبَ كثيرةً في سبيل مشروعهما؛ لخلو تلك الديار البعيدة من مهيئات المطابع العربية ومرتِّبي حروفها؛ لأن الدولة العثمانية منعت بأمرٍ سلطاني بيع الحروف العربية وتصديرها إلى البلاد الأجنبية، فاضطرا إلى اتخاذ وسائلَ فعالةً لبلوغ أمنيتهما، وكان أقوى مساعد لهما سفير الولايات المتحدة الأميركية في عاصمة بني عثمان، وهكذا تيسر لهما بعد عناءٍ شديد وصبرٍ طويل استحضار الحروف العربية من بيروت مع مرتبيها بأجرةٍ مكفولة، نذكر منهم يوسف الحاج اللبناني صاحب مطبعة السلام في مدينة القاهرة، وكانت جريدة «كوكب أميركا» في أول عهدها تُنشر في اللغتين العربية والإنكليزية مزينةً بالرسوم الشرقية وصور مشاهير الرجال، وكانت تكتب المقالات الضافية عن الشعب الأميركي النشيط وعن أحوال الشرق الأدنى وأخباره وعادات أهله نفيًا لما كان ينقله السياح الأميركيون عن الشرقيين من الروايات المخالفة للحقيقة، فإن فريقًا من سكان أميركا كانوا إلى ذاك الحين يظنون الشرقيين من المتوحشين أكلة لحوم البشر أو من الأمم التي لا يهنأ لها عيش إلا بالقتل والسلب والنهب، لكنهم تبدلت أفكارهم بما كانوا يقرءونه على صفحات «كوكب أميركا» عن الأراضي المقدسة وعن أهل الشرق من الفصول الممتعة التي توضح جليًّا فضل أبناء بلادنا وكرمهم واجتهادهم في سبيل العلم والحضارة. ولهذه الجريدة فضلٌ عظيم في تمهيدها سبل العلاقات التجارية بين سوريا والعالم الجديد، وها أن أبناء وطننا في المهجر يجنون الآن ثمرة تلك المساعي الطيبة المشكورة، وكانت خطتها معتدلةً حرة المبدأ تنشر الأخبار الصادقة وتنقلها إلى القراء على علاتها بلا تحيز ولا تحزب؛ ولذلك أحرزت مقامًا رفيعًا بين رصيفاتها العربيات وانتشرت انتشارًا عظيمًا في السلطنة العثمانية والعالم الإسلامي وسائر أنحاء المعمورة؛ لأن الناطقين بالضاد كانوا توَّاقين إلى معرفة أحوال البلاد الأميركية، كما أن الأميركيين كانوا راغبين في الوقوف على أخبار الشرق والشرقيين، واشتهر «كوكب أميركا» في وصف معرض شيكاغو سنة ١٨٩٣ وإذاعة رسوم أبنيته واستنهاض همم اللبنانيين والسوريين للاشتراك فيه، وبعد وفاة المرحوم نجيب عربيلي عام ١٩٠٧ استقل أخوه الدكتور إبراهيم بإدارة الجريدة حتى اشتراها منه سعيد بن يوسف شقير، وما لبثت أن احتجبت في عامها السابع عشر مسجلة لها ذكرًا خالدًا على كرور الأحقاب. وخلاصة القول أن هذه الصحيفة خدمت الجالية اللبنانية السورية في المهجر بكل أمانة ولم تترك موضوعًا مفيدًا إلا طرقت بابه أو اختراعًا حديثًا إلا شرحته. ومن مزاياها أنها كانت تتحامى ذكر الأخبار الجارحة التي تحط من كرامة أهل بلادنا في عيون الغربيين. أما الكتبة الذين ساعدوا في إنشاء فصولها وتحبير مقالاتها فنذكر منهم: نجيب دياب صاحب جريدة «مرآة الغرب»، والمعلم عبد الله جبور، وسعيد شقير، وإلياس الحاج، وإبراهيم الرحباني وغيرهم. وكان الدكتور إبراهيم عربيلي (١٨٥٢–١٩٢٢) باكورة الأطباء الذين تخرجوا في الجامعة الأميركية ببيروت ونالوا شهادتها الطبية، وقد خلف آثارًا علمية شتى أهمها كتاب «حل العقدة بملخص الإفادة في إنتاج الأولاد حسب الإرادة»، ولهذا السفر المفيد نسخة في دار الكتب الكبرى ببيروت أهداها إليها المؤلف وكتب عليها بخط يده.
 ظهر «الهدى» بتاريخ ٢٢ شباط ١٨٩٨ بشكل مجلةٍ شهرية في مدينة فيلادلفيا، وبعد مرور زمنٍ يسير نُقلت إدارته إلى نيويورك وحوله منشئه حينذاك إلى جريدةٍ نصف أسبوعية ثم إلى جريدةٍ يومية في ثماني صفحاتٍ كبرى، وهي الجريدة الأولى التي صدرت يومية في العالم الجديد، واستمرت على هذه الحال حتى الآن رغم المصاعب التي تحول دون ثبات الصحف العربية في المهجر، وقد وصفتها جريدة «الإخاء» في حماة بقولها: «هي عروس الجرائد العربية بلا منازع.» وللهدى مميزاتٌ كثيرة لا تجتمع في أية جريدةٍ عربية أخرى جعلت انتشارها عظيمًا بين القراء والإقبال عليها كبيرًا من المعلنين، وقد بذل صاحبها النفس والنفيس في كل ما يعود على المشتركين بالفائدة غير مبالٍ بما ينجم عن ذلك من الخسائر. وبيانًا لعلو منزلة هذه الجريدة وشهرة مؤسسها في عالم الصحافة نورد فقرة من مقالة نشرتها جريدة «أبو الهول» في سان باولو بتاريخ ١ كانون الأول ١٩١٣ قالت:

نعوم مكرزل هو أمير من أمراء الإنشاء العربي، بل فريد من نوابغ اللبنانيين، بل رجل يُوجِد من اللاشيء شيئًا ومن الضعف قوة. إن الطوارئ التي طرأت على هذا الرجل لهي كافية لتوهن عزائم أعظم رجلٍ أوروبي وتذهب به إلى أعماق الأبدية، أما نعوم مكرزل فمن الذين يعاركون الدهر والدهر يعاركهم إلى أن يتغلب هو عليه، تغلب نعوم مكرزل على الدهر بأمورٍ كثيرة وكان يصحب هذا التغلبَ تجلدٌ وصبر وعزم وحزم وثبات. نعوم مكرزل في مكتبه كأمير في إمارته تهتزُّ لصرير قلمه أفئدة الألوف، ويأسر بقوة عارضته وفصاحة بيانه كثيرًا من الناس، فهو من هذا القبيل كاتبٌ فصيح وشاعرٌ مجيد وصحافيٌّ قدير. وجملة القول أن الأستاذ مكرزل مفخرة من مفاخر لبنان علمًا وإخلاصًا وكرمًا وإنه «النمر اللبناني» كما يدعوه إخواننا في العالم الجديد. ولقد دعاه إخلاصه لوطنه الأول «لبنان» أن يزايل مركز أشغاله في نيويورك متجهًا إلى عاصمة فرنسا ليبذل قصاراه في تحقيق الأماني الوطنية ويسعى في تنفيذ بعض الإصلاحات العائدة بالخير والفائدة على لبنان، وقد شعر وهو في باريس بداء كان يشعر به منذ أعوامٍ شتى، فأشار عليه نطس الأطباء بإجراء عمليةٍ جراحية، وعلى أثرها قضى نعوم مكرزل في ٧ نيسان ١٩٣٢ مأسوفًا عليه ومذكورًا بجهاده الطويل رحمه الله، وقد تولى بعده إدارة «الهدى» شقيقه سلوم مكرزل فكان خير خلف لخير سلف، وهو في ديار المهجر من صفوة أبناء وطننا المبرزين في صناعَتي الطباعة والإنشاء.

 إذا أحصينا أسماء صحفنا في ديار الهجرة كانت «مرآة الغرب» من أقدم الجرائد التي رسخت رسوخ الجبال رغم ما اعترضها في حياتها الطويلة من المصاعب الجمة والحوادث المهمة، وإذا تحرينا أفاضل الكُتاب كان السيد نجيب موسى دياب اللبناني من مشاهير الأسرة الصحافية في العالم الجديد، فإنه تطوع لخدمتها منذ عام ١٨٩٣ حين تولى تحرير جريدة «كوكب أميركا» جدة جميع الصحف العربية في تلك الأصقاع النائية، وله فيها وفي جريدته «مرآة الغرب» مواقف مجيدة دفاعًا عن وطنه ضد مظالم الأتراك الذين استصدروا أمرًا سلطانيًّا سنة ١٩٠٣ بإعدامه وحجز أملاكه في لبنان، لكن سفير الولايات المتحدة الأميركية في الآستانة اهتم للمسألة ورفع الحجز وأجبر الحكومة العثمانية على اعتبار ممتلكات نجيب دياب أميركية، ولما أعلن الدستور العثماني سنة ١٩٠٨ كان اسم صاحب «مرآة الغرب» في قائمة المجرمين السياسيين الذين شملهم العفو السلطاني، وجرت مناقشاتٌ خطيرة بين هذه الجريدة وبين جريدة «الهدى» النيويوركية أدت إلى التنافر بين الفريقَين، وقد انشطرت حينئذٍ الصحافة العربية في الولايات المتحدة إلى شطرين: أحدهما ماروني بزعامة نعوم مكرزل منشئ «الهدى» والآخر أرثوذكسي يرأسه نجيب دياب مؤسس «مرآة الغرب»، فاشتبكت المجادلات وكان لكلٍّ منهما جرائد تضرب على وتره وتحارب خصومه، وكانت أسباب ذلك حزازات شخصية انقلبت إلى تعصباتٍ طائفية ومماحكاتٍ موجعة كادت لا تحمد عاقبتها لو لم تتداركها حكمة بعض أبناء الوطن، فإن هؤلاء سعوا للتوفيق بين الفريقَين المتخاصمَين حتى أعادوا المياه إلى مجاريها. ومن أشهر الكتبة الذين حرروا في «مرآة الغرب» ووقفنا على أسمائهم نذكر: الشيخ عباس أبو شقرا، وأسعد حاماتي، وعيسى الخوري، وأمين ظاهر خير الله، ووليم كتسفليس، وجبران خليل جبران، وسليم الخازن، وإيليا أبو ماضي، وغيرهم. ولما عقد المؤتمر العربي الأول سنة ١٩١٣ في باريس سافر إليه نجيب دياب مندوبًا من جمعية الاتحاد السوري في أميركا ليمثلها فيه، فألقى هناك خطابًا ممتعًا طُبع في أعمال هذا المؤتمر، وقد اقترح إضافة بند في مقررات المؤتمر يحظر على أعضائه قبول أية وظيفة في الدولة العثمانية قبل الفوز بالإصلاحات المطلوبة.
§  ينتسب إلى أسرة زريق في طرابلس الفيحاء، رحل في عنفوان العمر إلى مدينة نيويورك حيث اشتغل بالصحافة وكان يندد بمساوئ الأتراك على صفحات جريدته، وقد ساقته الأقدار إلى وطنه قبيل الحرب العظمى لقضاء مدة من الزمان بين الأهل والأصدقاء، فلما نشبت الحرب تعذر عليه الرجوع إلى أميركا لانقطاع المواصلات والأسفار برًّا وبحرًا، فتحين الأتراك فرصة وجوده في بلادهم للانتقام منه، وما عتم أن حاكموه بالديوان الحربي في عاليه ثم أعدموه هناك مع شقيق له رميًا بالرصاص.
||  ينحدر صاحب هذه الجريدة من مشايخ آل الخوري في رشميا بلبنان، وهو كاتبٌ أديبٌ هامَ بالقريض فنظم كثيرًا من القصائد التي لو جُمعت لتألف منها ديوان شعر كبير، وقد شاء تلطفًا منه أن يقرظ كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» بثلاثة أبيات ضمن الشطر الأول منها تاريخًا لسنة ١٩١٣ حين ظهور الجزأين الأول والثاني من الكتاب المشار إليه، وضمن الشطر الثاني من تلك الأبيات تاريخًا لسنة ١٩١٤ عندما باشرنا طبع الجزء الثالث منه، قال:
كتاب حافظ الأعصار حق
تُقاد به الحقيقة قد تسطر
١٩١٣
١٩١٤
يشير إلى اقتدار بدرُ تمٍّ
ببشر نهاية كشريف مصدر
١٩١٣
١٩١٤
وقد ختم الدعا فالشكر يبدي
لفيليب بسرٍّ نظم قيصر
١٩١٣
١٩١٤
 لهذا الصحافي القديم العهد أساليبُ خاصة في الإنشاء يستحسنها جمهور الأدباء، باشر حياته الصحافية في نيويورك بنشر جريدته «المهاجر» التي عاشت سبعة أعوام وانتقلت من بعده إلى الشاعر الهزلي الشهير أسعد رستم، ثم دعاه حب الوطن إلى تعاطي مهنته فيه فأنشأ في بيروت جريدة «الحارس» التي ظهرت بتاريخ ٣ تشرين الثاني ١٩١٠ واحتجبت بعد أربع سنوات عندما نفاه الأتراك ظلمًا إلى بر الأناضول أثناء الحرب العظمى، ولما وضعت هذه الحرب أوزارها رجع إلى بيروت فاستأنف في ١٥ آيار نشر «الحارس» بشكل مجلة ولم يزل، ولأمين الغريب آثارٌ أدبيةٌ شتى تشهد ببراعته في عالمَي الصحافة والتاريخ.
#  كان سلوم معاونًا لشقيقه نعوم مكرزل في إدارة «الهدى» ومطبعته في أول عهدهما، ولما استقلَّ بأشغاله أنشأ في ١ شباط ١٩١٠ مجلة «العالم الجديد» التي استبدلها في ١ كانون الأول ١٩١٨ بمجلة أخرى عنوانها «المجلة التجارية»، وقد أوقفها سنة ١٩٢٧ لينشر مجلته الإنكليزية Syrian World متوخيًا فيها فائدة بني وطنه الذين يجهلون لغتهم العربية في ديار الهجرة، وبعد وفاة أخيه نعوم حلَّ محله في إدارة «الهدى» كما سلف الكلام.
**  هو أديبٌ كبير نشأ في طرابلس الفيحاء وأصدر مجلة «الجامعة» بتاريخ ١٥ آذار ١٨٩٩ في الإسكندرية، وبعد زمنٍ يسير نقلها إلى القاهرة فنالت نصيبًا وافرًا من الشهرة، ثم طمحت نفسه إلى تعزيز مهنة الصحافة العربية بين أبناء قومه في العالم الجديد، فارتحل إلى نيويورك وأصدر «الجامعة» بتاريخ ٢ كانون الثاني ١٩٠٧ جريدةً يومية وجريدةً أسبوعية ومجلةً شهرية، وعلى رغم انتشار «الجامعات» الثلاث هناك لم تكن مواردها لتوازي العناية بها، فعاد فرح أنطون إلى مصر التي قضى عهد الشبيبة فيها عاقدًا النية أن يخدم هذه البلاد عن طريق السياسة لا عن طريق العلم، فجعل يشتغل في الصحافة، وتقلب في معظم الصحف المصرية يكتب فيها كاللواء والبلاغ المصري والشعب والأهالي ومصر الفتاة وغيرها، وخلَّف فرح أنطون آثارًا أدبيةً شتى تخلد ذكره في بطون التاريخ، وهو أول من أدخل النوع الغنائي الراقي في فن التمثيل العربي.
††  كانت جريدة «بيت نهرين» تصدر في اللغات السريانية والتركية والعربية بعناية منشئها الذي كان من أعلام اللغة الآرمية، وكان القسمان العربي والتركي منها يطبعان أيضًا بحروفٍ سريانية أي كرشونية وظلت كذلك إلى حين وفاة مؤسسها الطيب الأثر نعوم فائق سنة ١٩٣٠.
‡‡  كان السيد شكري بخاش قد أصدر بتاريخ ٣ كانون الأول ١٩١٠ جريدة «زحلة الفتاة» بالاشتراك مع زميله إبراهيم الراعي في وطنهما زحلة، وقد سافر أولهما إلى أميركا وما كاد يصل إليها حتى وقعت الحرب العظمى، فاضطر أن يبقى هناك حيث انتهز الفرصة لإصدار جريدته بعنوان «الفتاة»، وعلى أثر انتهاء الحرب المذكورة رجع إلى مسقط رأسه واستأنف إصدار جريدة «زحلة الفتاة» التي تُعد من أهم جرائد جبل لبنان وأوسعها انتشارًا، وقد عول على إعادة إصدار جريدة «الفتاة» منفردًا بعد أن أصبحت «زحلة الفتاة» لزميله إبراهيم الراعي يحررها نجله الأستاذ راجي الراعي.
§§  بلغت هذه الجريدة منتهى الإتقان وكانت تُطبع باللغات الثلاث: السريانية والعربية والإنكليزية.
|||  هو سليم بن شاهين سركيس اللبناني، الذي مرَّ ذكره في فهارس صحف الإسكندرية والقاهرة ولندن ونيويورك وبوسطن، وسبب إسقاط كنيته هنا أنه كان فارًّا من وجه الأحكام التي أصدرتها عليه الدولة العثمانية ومحكمة مصر لنشره المقالات المشحونة بالطعن في السلطان عبد الحميد الثاني ورجال سلطنته المستبدين، وقد أسهبنا الكلام عن سليم سركيس في [الكتاب الثاني – الصحافة العثمانية – الباب الأول] من هذا الكتاب.

جرائد كندا

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مدينة منتريال
(١) الشهاب ميخائيل ناصيف زربطاني ١٩٠٩
(٢) المكتب الكندي م. ج. صباغ ١٩١٠
(٣) البومبا ١٩١٠
(٤) جريدة العالمين* الخوري أفتيموس عفيش وحافظ عبد الملك ١ تشرين الأول ١٩١٠
*  خدم الخوري أفتيموس عفيش كنيسة الروم الأرثوذكس في منتريال ردحًا من الزمان، ثم ارتقى إلى الكرامة الأسقفية على كرسي بروكلين نيويورك للملة المشار إليها بعد وفاة السيد رافائيل هواويني مؤسس الكرسي المذكور، وقد أنشأ السيد أفتيموس في كانون الثاني ١٩٢٦ مجلة «اليتيم» التي وقفها لمنفعة الميتم السوري في أميركا، وبعد سنتين من التاريخ المذكور أبطلها وأصدر مجلة «الحق» التي جعلها لسان حال الفرع السوري للكنيسة الأميركية الأرثوذكسية الجامعة، وفي ١٦ نيسان ١٩٣٣ عقد زواجه على الفتاة مريم نعمة خلافًا لقوانين الكنيسة وتقاليدها؛ لأنه ما سُمع قط في تواريخ النصرانية شرقًا وغربًا قديمًا وحديثًا أن مطرانًا جمع بين التاج والزواج، وقد صرح المطران أفتيموس عفيش تبرئةً لعمله أن ليس من شريعة تحرم عليه الزواج لأن الزواج سر من أسرار الكنيسة. هكذا جاء ببدعةٍ جديدة أثبتت أن عمله ليس من الحكمة في شيء، فثار غضب أبناء ملته عليه بعدما نبذوا طاعته وأعلنوا تنزيله من الرئاسة وأسقطوا اسمه من الذبتيخا، ثم مزق بعضهم رسمه وداسوه بأرجلهم دفاعًا عن شرف الكهنوت وقيامًا بواجباتهم كأرثوذكسيين حقيقيين، وبداعي هذا العمل الشاذ أذاع ألكسندروس الثالث بطريرك أنطاكية الأرثوذكسي بتاريخ ٢ حزيران ١٩٣٣ منشورًا قطع فيه المطران أفتيموس من كل خدمةٍ دينية ومن كل صلة بالكهنوت.

جرائد جمهورية المكسيك

عدد عنوان الجريدة اسم منشئها تاريخ ظهورها
أولًا: مكسيكو العاصمة
(١) السهام ميخائيل جرجس الباشا ٧ كانون الثاني ١٩٠٥
(٢) الشرق عقل البشعلاني* ١٩٠٦
(٣) صدى المكسيك سعيد فاضل عقل ١٩٠٨
(٤) الخواطر يوسف صالح الحلو ٢٤ تموز ١٩٠٨
(٥) المطامير عقل البشعلاني ٢٠ تشرين الأول ١٩٠٩
(٦) الصاعقة يوسف مسلم ١٩١٠
(٧) القضاء فيليب جرجي بدران ١٩١٠
(٨) العصر الجديد خليل ضاهر ١٩١٨
(٩) بريد الشرق وأميركا الدكتور يوسف شمونتي ٢٠ تموز ١٩٢١
(١٠) العَلَم يوسف صالح الحلو كانون الأول ١٩٢١
(١١) الغربال يوسف مسلم تشرين الثاني ١٩٢٣
(١٢) الرفيق محبوب الشرتوني ١٩٢٥
(١٣) الاتحاد السوري شكري بعقليني ١٩٢٦
(١٤) الخواطر (غير الأولى) يوسف صالح الحلو ٧ تشرين الثاني ١٩٢٤
(١٥) المسامير حليم بشارة نصار ٧ أيلول ١٩٢٦
*  نشأ هذا الصحافي بلبنان، ولما حدثته نفسه بهجرة مسقط رأسه رحل إلى مرسيليا حيث أنشأ في ١ آب ١٩٠٥ مجلة «مطامير لبنان» التي عاشت شهورًا، وبعد ذلك شخص إلى المكسيك فاشتغل هناك بالصحافة حتى وفاته، وقد أصدر في عاصمة تلك الجمهورية جريدتين: أولاهما «الشرق» عام ١٩٠٦، وثانيتهما «المطامير» في ٢٠ تشرين الأول ١٩٠٩.
 ينتسب إلى أسرة عقل في الدامور، وقد عاد من هجرته في بلاد المكسيك إلى لبنان مسقط رأسه سنة ١٩١٠، حيث اشتغل بالصحافة وأسس جريدة البيرق المشهورة، ونظرًا لجرأته في الكتابة اتهمه الترك بخيانة دولتهم فأعدموه شنقًا في بيروت أثناء الحرب العظمى تاركًا من بعده نجلًا وحيدًا، وأطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة اللبنانية إقرارًا بفضله وتخليدًا لذكره، ونبغ من أسرته بعض الأدباء والشعراء نخص بالذكر منهم: السيد وديع عقل رئيس المجمع العلمي اللبناني سابقًا ومنشئ جريدة «الراصد» البيروتية، والسيد أسعد عقل صاحب جريدة «البيرق» ومراسل جريدة الأهرام المصرية، والمحاميان الأستاذ سليم عقل والأستاذ جورج عقل، والسيد أديب عقل من موظفي دار الكتب الأهلية في بيروت، وغيرهم. وكان الشهيد سعيد فاضل عقل من نوابغ الصحافيين وصفوة حملة الأقلام في عصره، وكان ينظم الشعر الجيد ارتجالًا بلا أدنى تكلف، فإنه لما اطلع على كتابنا «تاريخ الصحافة العربية» نظم من فوره البيت التالي، قال:
إن الصحافة تاريخ البلاد وقد
جعلت سفرك للتاريخ تاريخا
 صدرت «الخواطر» المكسيكية بشكل جريدة مرتين: أولاهما في ٢٤ تموز ١٩٠٨، وثانيتهما بتاريخ ٧ تشرين الثاني ١٩٢٤، ثم حولها منشئها في أيلول ۱۹۳۱ إلى مجلةٍ مصورة، وتعد «الخواطر» بلا جدال أرقى صحيفة عربية ظهرت في جميع أنحاء جمهورية المكسيك بهمة مؤسسها الفاضل الأديب ورئيس تحريرها السيد يوسف بن صالح الحلو اللبناني.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤