غريب أبو النجا

بحري يعتمد على أحوال البحر.

يعرف ريس الصيادين غريب أبو النجا مواعيد النوات، يترقبها: المكنسة، قاسم، الفيضة الصغرى، عيد الميلاد، رأس السنة، الفيضة الكبرى، الغطاس، الكرم، الشمس الصغيرة، السلوم، الحسوم، الشمس الكبيرة، العوة — ما بعدها نوة — ثم يأتي الخماسين.

تُعينه على التنبؤ أحوال البحر من حالات المد والجزر، واتجاهات الرياح، والتيارات البحرية، يسترشد بالأجرام السماوية. يلجأ إليها، وإلى قراءة الأفق، يحدس توقعات الريح، والنوات، وأنسب مواعيد لركوب البحر، وللصيد. لا يتابع نشرات الأرصاد الجوية. يحدد موعد بدء رحلة البلانس، حين تكون الريح مواتية، والجو طيابًا.

يَثِق أن البحر الحصيرة ليس أكثر من واجهة هادئة تُخفي أعماقًا صاخبة، قاسية، تُحركها النوات، فتُغرق ما فوقها. يعرف متى ينشر الشراع، ومتى يأمر بخفضه، توقيًا لخطر العاصفة الوشيكة.

لا شأن للبحر بمشاعر البشر، لا شأن له بالخوف، ولا الألم، ولا الحزن، ولا الغضب، ولا الفرحة. حتى تقلباته لا شأن لها بما يطلبه البحارة والصيادون، أو يتطلعون إليه. تتحرك نواته بالرياح والعواصف والأعاصير. تعلو الأمواج. تطوي المراكب والبشر داخلها، لا تعبأ بتوسلات ولا صياح أو صراخ. رفع أذاها — إن تشفع الأولياء — بيد الله وحده.

يقول في لهجة تذكير: العاصفة ليست في النوة وحدها. قد تُفاجئك العاصفة في وقت لا تتوقعه!

عرف عنه أنه يُجيد قيادة البلانس في أقسى حالات رداءة الجو. إذا واجه البلانس نوة في قلب البحر، إذا وقع في شدة، نادى باسم الله، وتشفع باسم ولي الله الأنفوشي من موضعه. يطالب الولي أمواج البحر بالسكون. تسكن وتهدأ الريح. يمضي البلانس في طريقه بإذن الله.

حين نفد ماء الشرب والبلانس في داخل البحر، تشفع غريب أبو النجا بولي الله الأنفوشي. صَعِد بالدلو من الماء. تذوَّقه، فوجده عذبًا.

شَرِب الرجال حتى ارتوَوا.

يعرف أماكن صيد الوفرة، ما غابت عنها شباك الصيادين فترات طويلة، فاطمأنت الأسماك إلى مألوف حياتها.

الصيد مهنة لها أصولها.

حتى صيد السنارة لا بد من تعلُّمه قبل أن يُلقيَ الصياد سنارته في المياه، وينتظر جذبة السمكة. اعتاد صيادو السنارة نصيحتَه: إذا جذبت السنارة سمكة، فعلى الصياد أن يُغيِّبها في الغلق، كي لا تراها أسماك المنطقة، فتفر بعيدًا.

يفرق — بالنظرة السريعة — بين أنواع الجمبري: النايلون، القزازي، الأحمر.

أسلاك الواير لازمة لشباك الجر.

يفضل صيد الكنار، يحيط به الحجارة. حين يدبُّ بالدماكة. تلجأ الأسماك في فرارها إلى داخل الغزل، لا تستطيع النفاذ من الثقوب الضيقة.

واجه غريب أبو النجا غضبَ الصيادين وغازلي الشباك، حين استبدل الغزل المصنوع من النايلون بغزل القطن المصري. عاب على غزل القطن أنه يستهلك بسرعة، ويحتاج — على فترات متقاربة — إلى الصيانة والدباغة، وقدرة تحمُّله محدودة.

قال في حسم: شباك النايلون هي الأمتن والأوفر!

مَن أصرَّ على أن يظلَّ استخدامه لغزل القطن، أعاد مراجعةَ ما يفعل. امتدت شباك النايلون — فيما بعد — على الكورنيش الحجري، والمناشر، وجوانب البلانسات، وظهور القوارب المقلوبة على الرمال.

يعيب على مراكب الجر أنها تؤثر على قاع البحر. لغزلها فتحات ضيقة، يكنس البحر من السمك والزريعة. حتى الأعشاب والطحالب يجتثها. يُخلي مساحة المياه من كل ما بها. لو أننا تركنا الزريعة في أماكنها سنة واحدة، فسيمتلئ البحر بالسمك. يرفض الصيد باستخدام الديناميت والبودرة. يُثيره مشهد الأسماك الطافية فوق سطح البحر. يجد في استعمال الديناميت جريمةً لا تقل عن جريمة قتل البشر. إنهم يقتلون السمك، فيسممون الناس، أو يحرمونهم من وجبتهم الأساسية.

يأخذ على أصحاب البلانسات صيد ما تطلع به الجرافة، حتى الزريعة والأسماك الصغيرة.

صداقته للمعلم بدوي الحريري لم تَحُل دون رفضه لصيد الزريعة. مواقعه في البواغيز والمنافذ وقنوات الاتصال. صداقتي للبحر أهم من صداقتي لبدوي الحريري. البحر رزق، وما يفعله الحريري أنه يقضي على هذا الرزق.

قال: كل ما يأتي به الماء رزق حلال.

لم يكن السمك عنده مجرد طعام، أو مورد رزق، لكنه يتبرك به، ويؤمن بالخير الذي يحمله.

يغيظه أن يطأ الصيادون وباعة السمك والمترددون على الحلقة، ما يتناثر على الأرضية البلاط من أسماك.

يعلو صوته موبخًا: هذه نعمة ربنا. حرام أن ندوسها!

عاب على هيئة الثروة السمكية إهمالَها في مراقبة بلانسات الصيد الآلية، ومتابعة الشباك التي تُلقي بها، ومدى التزامها بقوانين الصيد، ومنع السطو المنظم على الزريعة.

يحرص على الاغتسال في ماء البحر، وضوئه فيه. الماء الذي يزيل أوساخ الجسد، يزيل كذلك أوساخ الروح، يطهرها. النار تحرق، أما البحر فيطهر. البحر طاهر، لا يحب غير الأطهار.

إذا لم ينتبه الريس غريب لمن يلوث البحر بأفعاله، فإنه يجلب النحس للبلانس كله. إذا أذن له بالصعود إلى البلانس، فإن البحر هو الذي سيقتله.

من حكاياته التي يحرص على استعادتها، ما فعله سيدي نصر الدين: لما ضاق بالحال، صَعِد إلى مئذنة أبي العباس، هتف في الناس، يعيب عليهم زمانهم وأفعالهم ومداراتهم لأفعال الآخرين. بعد أن امتلأ الميدان — في أسفل — بآلاف الناس، أشاح ولي الله بيده دلالة الاستياء، وطار إلى حيث لا يدري أحد.

في ليلة إبحار البلانس، الموعد المناسب لبدء الرحلة، عندما تكون الرياح مواتية، كان غريب أبو النجا يؤدي صلاة الفجر في أبي العباس. يظل في الجامع إلى قرب الصباح. يطلب غفوةً في تكوُّره إلى جانب الجدار، أو أحد الأعمدة الثمانية وسط الصحن. يتبين — في رؤيا أشبه بصلاة استخارة — إن كان سيقود البلانس في رحلة الصيد، أم يُرجئ الرحلة إلى موعد آخر. لا يتوقع — في غفوته — ظهور السلطان. تكفيه الإشارة التي تهب الإذن بالرحيل. حياتنا، وما نملكه، والمتوقع، والحظ، والقسمة، والنصيب، بشفاعة أولياء الله ومكاشفاتهم.

المرسي سلطان الإسكندرية، وقطب أوليائها. ما يشير به، لا يناقش، ولا يرد. اعتاد التردد على مقامه حين تضيق به الأمور، وتتعقد الظروف، يجد الراحة والطمأنينة والأمان.

يعني — قبل أن تنطلق الرحلة — (تعددت رحلاته، فلا يذكر عددها) بسلامة الغزل، وتوفير حبال الكتان، وصفائح الزيت، والأوعية، وأدوات النجارة، وصناديق المسامير، والسولار، والثلج، وما يحتاجه طاقم البلانس من الخبز واللحم والخضر والفاكهة والمأكولات المعلبة. يفحص الأشرعة، يتأكد من تثبيتها في أفضل زاوية. يفحص الدفة، يطمئن إلى امتلاء براميل الماء. يحرص أن يتدلَّى حبل إنقاذ من مؤخرة البلانس، يتعلق به مَن يسقط في المياه لأي سبب.

كان يرفض أن يصحبه في ركوب البحر مَن يُهمل أداء الصلاة في أوقاتها، أو يتردد — لتعاطي المخدرات — على البلقطرية، أو على بارات شارع البوستة، أو على بيوت كوم بكير. يرفض حتى مَن يغضب امرأته، أو يمتنع عن دفع دين عليه.

حتى لا يواجه صيادو البلانس المتاعب. ويظلوا أحياء، يجب أن يشعروا بالتقارب، بأنهم مثل أسرة واحدة. لا اختلاف، ولا حسد، ولا كراهية. أخوة البحر أمتن من جيرة البيوت المتلاصقة، أو المتباعدة، في بحري.

المثل يتحدث عن الذين يعيشون في قارب واحد. يواجهون مصيرًا واحدًا. يباسط أفراد طاقم البلانس، يسأل عن أحوالهم الشخصية، ويمازحهم. يُجيد الإصغاء، ولا يضيق بالآراء المعارضة.

يُعيد سبع مرات — قبل بداية الرحلة — ما لقَّنه له شحاتة عبد الكريم:

«بسم الله الرحمن الرحيم، وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، بِاسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. يبسمل، ويعلو صوته بالآية سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ

– ما يريده البحر سيأخذه!

البحر يأخذ الطيبين والأشرار، تصحب عرائسه الطيبين إلى الأعماق، يقضون فترات، تقصر أو تطول، تُعيدهم إلى اليابسة، محملين بالكنوز والثروات، تصحب مخلوقاته الأشرار، فلا يعودون.

ترفع السقالات الخشبية، وينطلق البلانس. يتابع — بنظره — نشرَ الشراع، وامتلاءَه بالهواء. تختفي الأرض. وتغيب طيور النورس. ليس إلا طيور بحر متباينة الأحجام والأشكال والألوان، تُحلِّق فوق البلانس، أو بالقرب منه. تبتعد الطيور، وتعود. تَشِي صيحاتها وصراخها بمرافقة الونس. تكتمل من حول البلانس دائرة الأفق، لا مرئيات سوى تلاحق الأمواج. تداخل غريب أبو النجا راحة، وهو يتطلع إلى المساحات الممتدة من حوله في المياه والسماء، وانطباقهما في نهاية الآفاق.

تلوح طيورُ النورس، فيعرف طاقم البلانس أنهم قد اقتربوا من ساحل آخر.

إذا هبَّت الرياح دون توقُّع، يقرأ وفق «المتسع» الذي من منافعه هدوء البحر بعد هياجه، يطمئن إلى أن الأمواج لن تظلَّ على ارتفاعها، وتواليها.

نظراته الهادئة تعكس احتفاظه بخبرات، تبين في كلامه وتصرفاته، وإن لم يتحدث عنها.

إذا عانى ضيقًا، أو التمس الجلوس لنفسه، اخترق الشوارع الضيقة، المتشابكة، إلى شارع السيالة. يعبر ميدان المساجد إلى الباب الرئيسي لجامع أبي العباس. يصعد الدرجات الرخامية. يدخل الصحن الواسع، على يمينه مقام السلطان، وباب الحريم. في المواجهة — أعلى الصحن — مصلى السيدات، تُغطيه مشربيات بامتداد الواجهة. يختلط الضوء المتسرب من الزجاج الملون في القبة العلوية، بأضواء اللمبات المتناثرة، تتوسطها نجفة هائلة من الكريستال.

يختار مجلسه لصق الجدار، بالقرب من المنبر. يترك نفسه للشرود، أو ينشغل بالقراءة من المصحف، أو يتوسل إلى الله بسيدي المرسي. ربما سحب كتابًا في الأدعية. يظل في موضعه حتى رفع أذان الصلاة التالية.

حين يترامى صوتُ المارد من منطقة ما بعد البوغاز، يؤذِّن غريب أبو النجا — اتقاء شرِّه — أذانَ الصلاة. يعرف أن الجان والمردة والعفاريت — إذا نُودي للصلاة — لاذت بالفرار.

لا يدفعه الصوت إلى العدول عن الدخول أو الخروج: من يخاف المارد، فهو يخاف الموت.

ويتجه إلى الفراغ بعينين ساهمتين: الموت ليس في المارد وحده. إنه في البلانسات، وفي ركوب البحر، وفي المرض. حتى النوم قد تلتقي فيه بالموت.

ويرسم على وجهه ملامح متسائلة: لماذا نخاف الموت؟!

إذا حلَّ موعد نومه، بسمل، وحوقل، وقرأ المعوذتين والشهادتين. يطمئن إلى انصراف الشيطان، ثم يتجه إلى السرير.

•••

وقف الطائر ساكنًا على صاري البلانس. لم ينعق كغراب، ولا أصدر صوتًا يَشِي بنوعه. هو طائر لم يسبق للرجال رؤيته.

رافق البلانس دون أن يتحرك من مكانه. حتى الأسماك المتقافزة فوق الأمواج، لم يحاول التقاطها. حتى بقايا الطعام على أرضية البلانس، عبرَتها نظراته.

قال غريب أبو النجا في نبرة محايدة: هذا طائر الموت! لا أحد يعرف الإنسان الذي سيقبض روحه!

كانت فكرة الموت تُرافقه في كل لحظة، أيام إقامته في بحري، وفي رحلاته الكثيرة بعيدًا عن البر.

حدس غريب أبو النجا أن الموت سكن نجمه، وأن نجمه تقمَّص الطائر الغريب. جاء الطائر ليدخل جسده. يمضيان معًا إلى الحياة الآخرة.

– أظن أن زمني قد انتهى.

وأغمض عينيه، وهز رأسه: هذا أوان رحيلي.

يُطل بيت غريب أبو النجا على مسجد سيدي نصر الدين، فهو دائم الود لولي الله، والاستغاثة به، وسؤاله فيما يُغمض من أمور دينه ودنياه.

حدَّثه نصر الدين عن الحياة بعد الموت، الصور والبعث والنشور والحشر والصراط وجنة النعيم لمن أخلصوا في عبادة الرحمن.

قال ولي الله إنه يجدر بالإنسان أن يُعِد نفسه — دومًا — لترك الحياة الدنيا، فالحياة الأخرى أفضل منها للمؤمنين. في الجنة: لا فرقة، ولا تعب، ولا حزن، ولا نصب، ولا يصيب ساكنها التعب ولا المرض ولا الكبر، ولا يواجه الفناء. له فيها ما يشتهي.

وقال نصر الدين: السعيد، السعيد مَن يواتيه أجَلُه وهو قائم بما يُطلب منه. إذا كان عمله صالحًا، خرج من قبره. تُطالعه نوق لها أجنحة، عليها رجال الذهب، شراك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مدَّ البصر. تسبقه، ويمضي وراءها. ينتهي إلى شجرة ينبع من أصلها عينان، يشرب من إحداهما، فتغسل له ما في بطنه من وسخ. يغتسل من الثانية، فلا يهرم أبدًا. تظل على محياه نضرة النعيم. يبلغ باب الجنة. حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب. يضرب بالحلقة على الصفيحة، فيُسمع لها طنين يبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل. تبعث قيِّمها، فيفتح له. إذا رأى الرجل القيم خرَّ له ساجدًا. يقول القيِّم في لهجة مشفقة: ارفع رأسك، إنما أنا قيِّمك، وكلت بأمرك، فيتبعه الرجل. تخرج الحورية — باللهفة — من خيام الدر والياقوت. تقول: أنت حبي، وأنا حبك، وأنا الخالدة التي لا أموت، وأنا الناعمة التي لا أبأس، وأنا الراضية التي لا أسخط، وأنا المقيمة التي لا أظعن. يدخل الرجل بيتًا من أرضيته إلى أسقفه مائة ألف ذراع، بناؤه على جندل اللؤلؤ، طرق صفراء وخضراء وحمراء، لا تُشابه طريق الطرق الأخرى، في داخل البيت سبعون سريرًا، على كل سرير سبعون حشية، على كل حشية سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يُرى مخ ساقها من باطن الحلل، يقضي جماعها في مقدار ليلة من ليالي الدنيا. الأنهار من تحته تجري، أنهار ماؤها صافٍ لا كدر فيه، وأنهار من لبن لم يتغير مذاقه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا.

رُويَ أن غريب أبا النجا التقط آخر أنفاسه، وهو يؤدي صلاة العصر في بيته. أسند جبهته على السجادة الصغيرة. لم يتحرك إلا بعد أن تبينت زوجته طول السجدة، وحاولت تبيُّن ما حدث.

كان يدعو الله أن يحيا دون ألم، ولا حزن، ولا مرض، أو بما لا يرهقه من ذلك. فإذا جاءه الموت لا يعاني حشرجته.

قالت زوجته إنه تمنَّى أداء الحج ماشيًا، كما كان يفعل قدامى المسلمين. يُدخل عصا في أُذُنَي الغلق، يُسندها على كتفه، يخترق المدن والقرى والخلاء وما بين الجبال. ينسى المعاناة في رؤية البيت الحرام وقبر الرسول. يُطيل الإقامة، يتلكأ في العودة. قد يُكرمه الله، فيجعل البقيع مثواه الأخير.

سمَّلت المرأةُ عينَي زوجها.

اتجهت بنظرها — في اللحظة التالية — إلى حيث كان يقف الطائر الغريب. في الأيام الأخيرة. فوق إفريز النافذة المطلة على السيالة.

كان الطائر قد اختفى.

•••

انظر: بدوي الحريري، شحاتة عبد الكريم، المارد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤