الفصل الثالث عشر

في العلم والخرافة

تأملات نثرية

(١) طريق العلم

وإذا ما ازدَدْتُ عِلمًا
زادَني عِلمًا بِجَهلي
الإمام الشافعي

كلما عرفتُ شيئًا تَكَشَّفَ لي أنني أجهل شيئَين، وكلما مَحَوتُ لي جَهلًا أَبدَيتُ جهلَين، كأنني أصارع «الهيدرا» الأسطوريةَ ذاتَ الرءوس السبعة كلما أَطَحتُ منها برأسٍ نَبَتَ مكانَه رأسان.

وهكذا كلما أَوغَلتُ في العلم تجَلَّى لي الجهلُ كأنه ماردٌ أسطوري يَطمِسني في ظِلِّه الهائل، ويحملني على الاستخذاء أمام جلالة العلم، وعلى التَّخَشُّع في رحاب الحقيقة.

(٢) الأمر الإبستمولوجي المطلق

افعلْ بحيث تستطيع أن تجعل باعِثَ فعلِكَ قانونًا كليًّا. (أي قانونًا شاملًا يُشَرَّع للإنسانية كلها، لا لفردٍ أو جماعةٍ بعينها.)

كانْت: الأمر الأخلاقي المطلق

فَكِّرْ بحيث تكونُ على استعداد، من حيث المبدأ، لأن تُغَيِّر رأيَكَ إذا ما تَبَيَّنَ خَطَؤه.

(٣) ظاهرة القُبة الفارغة empty dome phenomenon

قُبةٌ ليس تحتها شيخ،
غطاءُ خِوانٍ هائل ليس تحته وَليمة،
ذلك مَثَلُ الوَعدِ حين يَكذِب ويَختان،
ومَثَلُ الأملِ إذ يَغتَذِي بالوهم،
ويَرضَع الهواء.

(٤) الاغتيال المعنوي

أحدثُ ألوان الاغتيال وأبشعُها،
أن تُعمِل الإفكَ والافتراءَ في خَصمِك،
وتتركه ميتًا إكلينيكيًّا في وسط مُعتَرَكِه،
مصلوبًا مُجَفَّفًا على شجرة عمرِه.

(٥) أيديولوجيا

إن مذهبًا لا يمكنه أن يصون نفسَه إلا بمراوغاتٍ معقدة هو مذهبٌ لا يَعدو أن يكون هُراءً.

جون بيلوف
الدمُ البشري ليس حُجة
لم يَقتل أينشتين أحدًا لكي يُثبِتَ أن الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء
لكن الأيديولوجيات الشمولية قد تقتل بَشَرًا لإنقاذ فرضية!
ما أوهَنَ النظريةَ التي تريد أن تَرُمَّ اهترِاءَها بدمٍ بشري!
ما أَقلَقَ البناءَ الذي ترتكز دعائمُه على دمٍ بشري!

(٦) المِيل الأخير

لماذا تَقدَّمَ العِلمُ العربيُّ حثيثًا ثم تَوَقَّفَ قبل أن يجتاز المِيلَ الأخيرَ إلى الحداثة؟

لأنه كان نَبتَةَ ظِلٍّ جَعَلَت تنمو بعنفوانٍ ثم توقفت؛ لأنها افتقدت الشرطَ النهائيَّ لكل نموٍّ مكتمل: الشمس، الحرية.

(٧) خيانة العقل

ليس كلُّ السرقة مالًا مستَلَبًا، وليس كلُّ الغش بضاعةً عينية؛
فالغِش قد يكون غشًّا ذهنيًّا،
والسرقة قد تكون مُخالَسَةً منطقية،
العقلُ قد يكون قَوَّادًا ودَيُّوثًا على طريقتِه.

(٨) فهم الخرافة

لا حُجةَ بين العقل والخرافة.
لا جَدوَى بأن تجلس إلى الخرافة على مائدة حوار.
لا معنى لإعمال العقل مع كيانٍ خَلَعَ العقلَ واحتَرَفَ اضطهادَه.
الخرافةُ لا تُدرَكُ بالعقل بل بِغِيابِه!
الخرافةُ لا تُعقَل بل تُشَم.

(٩) بقاء الخرافة

الركودُ مأوَى رغيدٌ للطفيليات،
والخرائب مستقَرٌّ آمنٌ لكل ذي أربع،
وغَياباتُ الجهل والعجز مَرتَعٌ خصيبٌ لأشباحِ الخرافة والعِرافة.

ولقد أتى على الإنسان حينٌ من الدهر كان متروكًا وحدَه، أعزلَ أمام طوفان الماجريات الوجودية والأحداث الكونية، فهو ضعيفٌ عاجزٌ تجاه تهديداتها من ناحية، وهو جاهلٌ عَمٍ إزاء ألغازها من ناحيةٍ أخرى، فما عَتَّمَ أن أسلمَ نفسَه لأحضان السحر والتعزيم والأضاحي يلتمس لديها الأمانَ والسكينة؛ يشتريهما بمنطقٍ لا يُغنِي وحِجًى لا تُجدِي. ولقد كانت مقايضةً موفقةً وصفقةً رابحةً في حينها، غير أن هذه الطريقة في مهادنة المُلِمَّات ومعاملة الحادثات وتَفَهُّم الماجريات سرعان ما تزهق وتخسر مبرراتِها كلما تَمَكَّنَ الإنسانُ من السيطرة والتسيُّد وتقليم أظافر الطبيعة وفك أحاجيها وحل ألغازها بالعلم الدقيق والمنطق النزيه.

غير أن الخرافة لا تتبدد بالسرعة التي تتبدد بها مبرراتُها، فيبدو أن العِرق يَحفظ لها جميلَ خدماتها القديمة فيُبقِي عليها ويطمرها في قيعانه السفلية حقبةً قد تطول وقد تقصر، فتبقَى عقابيلُها متململةً في سراديب النفس البشرية بقاءَ الصورة البَعدية بعد زوال سببِها الموضوعي.١
على أننا يجب أن نأخذ حذرنا تجاه هذه التشبيهات التقريبية العفوية؛ فالحق أن بقاء الخرافة له قوانينُه الخاصة وطرائقه الفريدة، فهي حيويةٌ جدليةٌ تأخذ وتعطي وتُسفِر وتتنكر وتحاور وتناور وتتطور وتتحور وتتأقلم وتتكيف، بل إن لها القدرة على أن تُولد من جديد في تراكيبَ أكثرَ حيويةً وقدرةً على البقاء والصمود أمام دواعي الزُّهوق والفناء.٢

(١٠) أليثيا٣

لن تقوم لنا قائمةٌ ما لم تكن الماجرياتُ الأخيرةُ قد كَثَّفَت لأعيننِا العَشواء حقيقةً كانت ماثلةً على الدوام: وهي أننا غُثاء، حِلمُنا أطيَشُ من ريشة، وشوكتُنا أطرَى من نسمة، وظهرُنا أذَلُّ من بساط، وأننا لا نملك حتى أن نكبح صغيرَنا قبل أن نفكر في اللعب مع الكبار.

لن تقوم لنا قائمة ما لم ندرك أن معركتَنا الأولَى هي معركة بناءٍ وإصلاح لا هدمٍ وإفساد، وأن جهادَنا الحقيقي هو جهادُ أنفسِنا الجاهلة المظلمة القابعة في كهفها التاريخي تدغدغ ذاتَها وتداعب ظلَّها.

لن تقوم لنا قائمة ما لم ندرك أننا متخلفون: تَحَضُّرُنا وهمٌ وتَمَدُّنُنا «عِيرة»، وأننا ننجرف ولا نتقدم، ننفعل ولا نفعل، تطفح مقتنياتُ العلمِ الجديد على وجه حياتنا كأنها الداء، وتطفو بلا جذور على سطح بِركتِنا القديمة.

إننا نتعاطَى التقنيةَ الغربيةَ لتنميةِ تَخَلُّفِنا،
ونقطفُ ثمراتِ التنوير لتغذيةِ ظلامِنا،
ونظن — لِغفلتِنا — أننا يمكن أن نقتلَ عدوَّنا بِسلاحِه.
وأن ننازل العقلَ الجديدَ بعقلٍ قديم.
وأن نلاقيهم في مكانٍ واحد وزَمَنَين مختلفَين.

(١١) ما بَعد العقل

لم نَشبَعْ عقلًا بَعدُ فنستمرئ القفزَ مع الغرب إلى ما بعد العقل.

فإذا كانت قفزتُهم تَخَطِّيًا وئيدًا لِما استوعبوه وقطعوا شوطَه، وتجاوزًا سديدًا لِما عَرَكوه وخاضوا غِمارَه، فإنَّ قفزتَنا المقلِّدةَ ليست تخطيًا للعقل بل حذفًا وإغفالًا وتفويتًا، وضربًا من الغِش والتهرب.

وبينما يقفزون بسلامٍ إلى ما بعد العقل نَتَرَدَّى نحن بِطيشِنا فيما قبل العقل، ونسقط بسلامٍ في حِجر الخرافة.

(١٢) في الانحطاط

الأكثرُ انتشارًا اليومَ في المجتمع العربي — ضمن مقاييسه وأوضاعه الثقافية — هو بالتأكيد الأقل حداثةً وجذرية.

أدونيس
«الكذب ليس له رِجْلان.»
إلا في الانحطاط؛ فلِلأدعياء أقدامٌ وأرجُلٌ،
مِن جَهل الجمهور ومِن أُمِّيَّةِ المُتَلَقِّي.
الأدعياءُ أقربُ إلى قلبِ الجمهور وعقلِه؛
لأنهم يقدمون له غُثاءً مَحلولًا قريبَ التناول.
لا يُكَلِّفُكَ تدريبَ الذوق ولا يُجَشِّمُكَ تقويةَ المعدة.

(١٣) مُرَحَّل بدرجة أستاذ

والجهلُ حظُّكَ إنْ أَخَذ
تَ العلمَ عن غيرِ العليم
شوقي
منذ الأولى الابتدائية لا «ينجح» عندنا التلميذُ بل «يُرَحَّل»،
يُرَحَّل إلى الأعلى، يأسًا من تعليمِه وقُنوطًا ونَفادَ حيلة،
وكلما ارتقَى ثقلَتْ وطأةُ البناء على الأساس الهَش،
ولا يزال يُرَحَّل حتى درجة الدكتوراه، قمةِ البناء السائخ في الطين المبني على باطل،
وقد يكون لدينا منه «مُرَحَّلٌ بدرجةِ أستاذ».

(١٤) التجهيل الغالي

… فهو يتخرج غيرَ قادرٍ لا على القراءة ولا على الكتابة!

د. غالي شكري
ليس هذا بالتعليم العالي، وإلا كان أثمرَ وأينَع وأضافَ وأبدع، ولا هو مجرد أميةٍ مُقَنَّعة، فالأميةُ بعدَ كلِّ شيءٍ هي صفحةٌ بيضاءُ ممدودةٌ للعلم ونداءٌ خالص، هي مَقعَدٌ محجوزٌ للعلم ومَوطِئُ قَدَم، هي علمٌ «بالإمكان» أو «بالقوة»،٤ وهي بهذا المعنى «نصف علم».

أما هذا التعليم العالي (كما ينادونه) فهو لِقاحٌ ضد العلم وتحصينٌ منه، وضمانٌ بأنه قد أُمِنَ شَرُّه وتَمَّ احتواؤه، ودعاءٌ بأن يقطعَ اللهُ دابرَه ويستأصلَ شأفتَه، إنه تعقيمٌ ذهنيٌّ منظَّم، وتجهيلٌ باهظُ التكلفة.

(١٥) «أَعْلَمَة» الخلافات الأكاديمية

الخلافُ الأكاديمي ينبغي أن يبقَى أكاديميًّا.

وإخراجُه إلى وسائل الإعلام هو لونٌ من اللعب القذِر وضَرْبٌ تحت الحزام.

والطرفُ الذي يُخْرِجه هو دائمًا الطرفُ الأضعف، الذي أَعوَزَتْه الحجةُ فلجأ إلى الغوغائية، ويَئِسَ من لعبة العلم فلجأ إلى لعبة «الشرشحة»، فَتَعَوَّذَ بثُغاء القطيع، وجَلَبَ إلى الحرمِ الأكاديمي وحشًا جسيمًا يُرهِب به الخصم، هو «ديموس»،٥ ذلك الشَّبِق الذاتوي الذي لا يَعنيه إلا أن يدغدغ نفسَه، ديموس البليد الذي لا يَفهم الأمرَ ولا يهمه الأمر.

(١٦) وَهْم الموضوعية

هذا العالمُ كما ندركه هو صورتُنا الرمزيةُ للعالم الموضوعي المستقل عنا.

جون إكلس

حين تتفرس طويلًا في أي بناء علمي أو صرحٍ فكري سيكون بِوُسعك أن تتبين ملامحَ العقلِ البشري بكل خطوطه وزواياه وأقطاره ماثلةً أمامكَ كأنها منعكسةٌ في صفحةِ المرآة، فالعقل لا يملك أن يَسُلَّ نفسَه من العالم ويتنصل من الظواهر ليراقبَها بِحَيدةٍ وبراءة. إنه مخلوطٌ بالأشياء يرى ذاتَه في الأشياء وترَى فيه ذاتَها الأشياء.

(١٧) العملية نجحت والمريض مات

إذا كانت النظريةُ فاشلةً على الصعيد العملي فهذا يكفي لإثبات أنها على خطأ نظري، وهذا بِغَض النظر عن أي شيء هو مغزى إجراء التجربة العلمية.

كارل بوبر: المجتمع المفتوح
خدعوكَ فقالوا: النظريةُ صحيحةٌ والتطبيقُ خاطئ.
التطبيقُ ليس حُجةً على النظرية.
الأَتباعُ ليسوا حجةً على المتبوع.
خدعوكَ فالتطبيقُ مِحَك،
والعملُ ابنُ النَّظَر،
والعينُ التي تُعثِرُكَ في كل خطوةٍ هي عينٌ عَشواءُ غيرُ مبصِرة.
عينٌ «غيرُ صحيحة».

(١٨) سَطوة التأويل

غير أن النفوس الغيورة لا تهتم بالبراءة، ولا تَجيئها نوباتُها عن سببٍ، بل تَغارُ لأنها تَغار، وما الغَيرةُ إلا بهيمةٌ شاذة تُلَقَّح من نفسها وتتولَّد من ذاتها.

شكسبير: عطيل

ليست هناك حقائق، هناك فقط تَأويلات.

نيتشه

مَن رآكَ مِن حيث هو فإنما رأَى نفسَه.

محيي الدين بن عربي
ليست الغَيرةُ فقط هي البهيمة الخُنثَى.
كلُّ قَناعةٍ انغَسَلَ عليها الدماغُ هي بهيمةٌ خُنثَى تُخَلِّد ذاتَها.
يَراها في كل شيء،
ويَتَأَوَّلُها في كل شيء.
سِيَّانِ أن يكون هذا أو ذاك،
لا فرقَ بين شَتَّى المُدخَلات والمَرائِي،
ما دامت تُصَبُّ في القالب نفسِه،
وتُفَصَّل على القَدِّ ذاتِه.

(١٩) تعريب العلم

تعليم الأمة بلغتها ينقل العلمَ بكليَّتِه إليها، أما تعليمها إياه بِلغةِ غيرِها فإنه ينقل أفرادًا منها إلى العلم.

الشيخ علي يوسف

أن نُعَرِّب العلمَ يعني أن نُعَلمِن العربية، أي نعلمن عقولَنا وأُطُرَنا الذهنية ومورفولوجيتَنا الدماغية. أما أن نتحدث العلمَ بالإنجليزية وعقولُنا مصبوبةٌ بلغةٍ كهفيةٍ حُرِمَت دهورًا من النور فَتَعاطَت الوهمَ وتَقَولَبَت بالخرافة، فذاك انفصامٌ معوِّقٌ يجعلنا غرباءَ على العلم مهما حفظناه وتَقَوَّلناه، ويجعلنا عاجزين عن الإضافة الحقيقية إليه والإبداع الأصيل فيه، وهو واقعٌ صلبٌ لا محل فيه لِجَدَلٍ ولا نملك وجهًا لِنقاشِه.

(٢٠) جسارة العلم (من رسالة في المشترَك الإنساني)

لماذا تُصَنِّفون شعاعَ الضوء، فإذا أتَى من عندنا فهو نورٌ وإذا أتى من عند غيرنا فهو «استلاب»؟! النورُ نور، والقيمةُ شيءٌ كوني، والمطلَقُ لا وطنَ له، والحكمة ضالة المؤمن، وما حيلتُنا إذا كان أغلب الكشوف والمعارف في لحظتنا الراهنة يأتي من الشمال ويشرق من الغرب؟ أَنُوليه ظهرَنا وما ننفك نداعب ظِلَّنا على جدار كهفنا، ونكتفي بما عندنا مما لو كان ينفع ما كان هذا حالنا؟ أم نخرج إليه وننغمد فيه ونَتَمَلَّكه ونُحِيله إلى كياننا وبِنيَتِنا فنكون منه ويكون منا، وبهذا وحده نضيف إليه ونسهم في بناء الحضارة بسهمٍ بدلًا من أن ننخر فيها وننطح أركانها، فِعلَ العجزةِ البُلَهاء المُفلِسين المفسدين؟

بل نخرج إليه ونتملكه، هكذا كان أجدادُنا في عصر الاجتهاد يحبون النورَ ويفتحون نوافذهم على الجهات الأربع، ويتشربون ثقافات الأمم وينهلون من العلوم بلا عُقَد، ولا ينخذلون مثلما ننخذل ولا يعانون من «رُهاب الضوء» (الفوتوفوبيا) الذي أصابنا واستحكم فينا مِن طول انكفائنا على ذاتنا وإلفِنا لفكرِ الكهوف.

هذا استلابٌ آخر، وإنْ كان مقلوبًا يقف على رأسه فإذا عدلتَه وجدتَ أنه استلابٌ كأيِّ استلاب.

ع. م.
١  يقول أندريه جيد (على لسان إتيوكل في مسرحية «أوديب»): «في هذا العصر الذي نعيش فيه والذي تقدمت فيه الحضارة، ومنذ قَتَلَ أبونا آخرَ ذرية أبي الهول، لا تضطرب الآلهةُ والكائناتُ الغريبةُ في الهواء ولا في الريف، وإنما تضطرب في أنفسنا.»
٢  يُذَكِّرنا ريتشارد دوكنز أن «الأفكار يمكن أن تطفر mutate كما تطفر الجينات»، منتِجةً سلالاتٍ جديدةً من الخرافات، قد تكون أشد قوةً ومناعةً من أسلافها.
٣  alethia باليونانية تعني «اللاتَحَجُّب»، الانكشاف، التجلي.
٤  potential.
٥  باليونانية: الناس، العامة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤