الفصل الخامس عشر

القناعة

قال الإمام علي: من رضي بما قُسم له، استراح قلبه وبدنه.

وقال ابن حزم الأندلسي: اقنع بمن عندك يقنع بك من عندك.

وقال مصلح الدين سعدي: يا إنسان، إذا حُزت القناعة كان لك سلطة في عالم الراحة. إذا عضتك أنياب الفقر، فاذكر أن عند الحكماء ليس الغنى بشيء. الفقر لا يعيب المرء. الذهب والفضة فخر الأغنياء، وأما الفقراء فلهم خلو البال.

وقال محمد بن الحنفية: من كرمت عليه نفسه، هانت عليه الدنيا.

وقال مرقس أنطونيوس: قال الحكيم: إذا أردت الهناء، فلا تكثر مشاغلك. أحبب الصناعة التي تعلمتها واكتفِ بها.

وقال شكسبير: لا تأسف على ما مضى، ولا على ما ليس فيه حيلة. أرني رجلًا ليس عبدًا لهوى نفسه، فأضعه في صميم قلبي. كثيرًا ما يخيب الأمل، وأكثر خيبته متى كان كثيرًا. فلا ترض عزمك بآمال لا ثبات لها.

وقال ميجل ده سرفنتس: عصفور في اليد ولا اثنان في الشجرة.

وقالت الترك: لم أر معوجًّا شَبِعًا ولا مستقيمًا جائعًا.

وقالت الإنكليز: كن قانعًا بما قسم الله لك. ما يكون أكثر من الكفاف فهو زائد. إذا اقتصرت حاجتك على ما هو ضروري، كنت سعيدًا. اختر أفضل سبل المعيشة، فالعادة تُصيِّرها هنيئة.

وقالت العرب: القناعة كنز لا يفنى.

لكل حال مدة وتنقضي
ما غلب الأيام إلا من رضي

•••

إن القناعة من يَحْلُلْ بساحتها
لم يلقَ في ظلها همًّا يؤرقه

•••

هي القناعة فالزمها تعش ملكًا
لو لم يكن فيها إلا راحة البدن
فإن من ملك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن؟

غيره:

واقنع ففي بعض القناعة راحة
واليأس مما فات فهو المطلب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤