الفصل الثاني والعشرون

الحق والصدق

قال الإمام علي: أعسر الحيل تصوير الباطل في صورة الحق عند العاقل المميز.

وقال شكسبير: تكلم بما توقن، وليكن كلامك مطابقًا لما في نفسك. إذا كنت صادقًا، فلماذا تحلف؟ ليكن ودك صادقًا، وقلبك بعيدًا عن المكر بُعد السماء عن الأرض.

وقال أرسطوطاليس: الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب.

وقال مركوس أوريليوس: لا تُسر بشيء يضطرك إلى إخلاف وعدك أو الإقدام على عمل تهان به. لا تفعل ما لا تستصوبه، ولا تقل ما لا تصدقه. إذا استطاع أحد أن يقنعني أني على غير حق في قولي أو عملي، عدلت عنه عن طيب نفس؛ لأن الحق ضالتي، ومن يطلب الحق لا يضر، وإنما يضر من يبقى على غيه وجهله.

وقال صفوقليس: الضعيف المحق يغلب القوي المحقوق. الصدق أقوى الأدلة.

وقال تنيسن: سقيًا لمن أحب وقاسى وجاهد في سبيل الحق والإنصاف. من أطاع الناموس عاش بلا خوف. ومن اتبع الحق لأنه حق، فهو الحكيم ولو لم تحسن العواقب.

وقال إسخولس: لا نصدق الرجل بالقسم، بل نصدق القسم بالرجل.

وقال مونتانيه: أقول الصدق حسبما أجسر، لا حسبما أريد، وتزيد جسارتي بتقدمي في السن.

وقال فرنسيس باكن: لا لذة تقابل بلذة من ينصر الحق.

وقال فولتير: أحبب الحق، ولكن اصفح عن الخطأ.

وقال ميجل ده سرفنتس: وعد الحر مثل سنده.

وقال بولانو: الحق ثقيل، ولذلك كان الذين يرضون بحمله قليلين. خير الواعظين القلب، وخير المعلمين الزمان، وخير الكتب الدنيا، والله خير الواعظين.

وقالت الإنكليز: ليس للصدق والأمانة حاجة إلى التأكيد. الحق والزيت يرتفعان أبدًا. الحق لا يحتاج إلى كلام كثير، وللباطل حكاية طويلة. ليس من الحكمة أن يعلن الحق دائمًا. الصدق حسن في كل شيء إلى الإنسان، إلا في مدح نفسه. الصادق يُصَدق بلا يمين؛ لأن صيته يحلف عنه. كلمة الصادق حجة. قبل أن تصادق إنسانًا كُل معه رطلًا من الملح. لا تصدق أكثر من نصف ما تسمع عن غنى إنسان وصلاحه. لا تثق بصديق يعاديك ثم يصالحك. في الجدال الطويل يضيع الحق. المكر قد يفيد مرة، وأما الصدق فطويل الفائدة.

وقالت الترك: الكلام الصادق لا يحتاج إلى قسم. الحق مثل الفلين لا يغرق. يُمسك الثورُ من أذنيه، والإنسان من كلامه.

وقالت العرب: ما ذلَّ ذو حق وإن أطبق العالم عليه، ولا عزَّ ذو باطل ولو طلع من جيبه القمر. وعد الكريم ألزم من دين الغريم.

ومما قاله محمود الوراق:

الصدق منجاة لأربابه
وقربة تدني من الرب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤