الفصل الخامس والعشرون

أمثال صينية

الرجل العظيم يتراءى في ثلاث هيئات مختلفة: إذا نظرت إليه من بعيد تراه عظيمًا مهابًا، وإذا قرب منك تراه طلق المحيا لطيفًا، وإذا كلمك ظهر لك قاسيًا. قلما يجتمع التملق مع كرم الأخلاق. لا يحسن المتسلط سياسة بلاد كبيرة، ما لم يهتم بكل أمورها وموارد ثروتها، ويعنَ بمصالح سكانها كلهم. يجب على الأولاد أن يظهروا الحب للوالدين في البيت، والاحترام للشيوخ في الخارج، وأن يجعلوا الصدق ديدنًا لهم، ومحبة الناس غرضًا لحياتهم، وإذا وجدوا من الوقت متسعًا، فليستعملوه في اكتساب العلوم والفنون.

إذا لم يكن الرجل العظيم وقورًا لم يُوَقَّر، ولا رسخت تعاليمه في النفوس. ضع الولاء والإخلاص في مكان سامٍ. إذا أخطأت فلا تأنف من إصلاح خطئك. الولد البر بأبيه هو الذي لا يحيد عن وصاياه، حيًّا كان أبوه أو ميتًا. العاقل: من إذا أكل لم يفرط، ولم تَتُق نفسه إلى الملاذ، من يجدُّ في عمله ويصدق في قوله، من يتشبه بالكرام، يسير بالاستقامة. ليبنِ المتسلط سلطته على المبادئ القويمة، فيكون كنجم القطب الذي يبقى ثابتًا في مكانه، والنجوم كلها تدور حوله. المتسلط الذي يتمسك بصرامة القانون ويوجب الطاعة بالقصاص، يجعل رعيته قليلة الحياء كارهة لعمل الواجب. الرجل العظيم رحب الصدر بعيد عن المحاباة، والحقير على الضد منه. إذا لم تكلم من ينبغي أن تكلمه خسرته، وإذا كلمت من ينبغي ألَّا تكلمه خسرت كلامك، والحكيم لا يخسر رجلًا، ولا يخسر كلامًا. من لا يهتم بالغد يفاجئه الهم. كن كريمًا ولا تنتظر من الغير أكثر مما يحق لك، فلا تجد من يتذمر منك. الفاضل الذي يحسب الفضيلة أمرًا واقعيًّا، ويستعملها كما تقتضيه الآداب، يبتدئ بالاتضاع، وينتهي بالإخلاص، وهو الفاضل بالحق. يشق على الفاضل أن يرى العجز من نفسه، لا أن يجهل الناس أمره. الفاضل يحترم نفسه ولا يخاصم، يعاشر الناس ولا يحازب، ولا يحترم القائل لأجل أقواله، ولا يحتقر الأقوال لأجل قائلها. من لا يرجع عن خطئه فقد أخطأ مرتين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤