الفيوم

كانت زيارة من الشاعر لمدينة الفيوم حينما كان والده — رحمه الله — قاضيًا للمحكمة الشرعية بها، فراعه ما أفاض الله — سبحانه وتعالى — عليها من جمال وأسعده ما اتصف به أهلها من وفاء، فجاءت هذه الأبيات معبرة عما يجيش في نفسه من مشاعر عام ١٨٩٨م.

ساكني الفيومِ إنِّي ذاكرٌ
عهدكُمُ، والذكر في البعدِ وفَاءْ١
كم شدَا شعرِي على دوحتِكُمْ
أيّ شعرٍ غَرِدٍ؟ أيّ غِنَاءْ؟!٢
بلدٌ كالزهرِ حُسنًا وشَذًا
بينَ أظلالٍ وأَنْسامٍ ومَاءْ٣
مثل خدِّ البكرِ في تلوينهِ
ترتدي في كُلِّ حينٍ بردَاءْ٤
فهيَ بالأمسِ سِوَاهَا في غدٍ
وهيَ في الصبح سِواهَا في المَساءْ

هوامش

(١) عهدكم: وصيتكم، ميثاقكم.
(٢) شدا: غنى بصوت حسن. دوحتكم: حديقتكم ذات الشجر الكبير.
(٣) شذا: رائحة العطر النفاذة.
(٤) رداء: ثوب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤