العيدُ المِئَويّ لوزارة المعارف

احتفلت وزارة المعارف المصرية في اليوم الثلاثين من شهر مارس سنة ١٩٣٧م بعيدها المئوي، وقد أنشدت هذه القصيدة في هذا اليوم بدار الأوبرا في حشد حافل جمع عظماء مصر وكبار علمائها وأدبائها.

أخْرَجَ الرَّوضُ أَطْيَب الثمراتِ
هَاتِ ما شِئتَ من قَرِيضِكَ هَاتِ
زَهَرَاتٌ تتِيهُ بالغُصْنِ زَهْوًا
وغُصونٌ تَتِيهُ بالزَّهَرات
صَيَّرتْ صَفْحَةَ الرِّياضِ سماءً
وَتَجنَّتْ فيها عَلَى النَّيِّرات١
لم تُفَارِقْ كِمَامَها، وشذَاها
يَنْشُرُ الطَّيبَ في جَمِيع الْجِهات٢
ترْهبُ الرِّيحُ أن تَخدَّ لَهَا خدْ
دًا فَتَجْرِي في خَشْيةٍ وَأَنَاةِ٣
مُصْغياتٌ إذ الْحَمائمُ رَنَّتْ
بين تلكَ الْخمائِلِ النَّضِرَات
ضاحِكاتٌ إذا بَكَى عابسُ الغيـ
ـثِ وفاضتْ عَيْناه بالعَبَرَات
وإذا ما جَرَى الغدِيرُ تدَانتْ
لتُحَيِّي الغدِيرَ بالقُبُلات
إنَّ للرَّوْضِ في مَعانِيه حُسْنًا
فَوْقَ حُسْنِ المَلَامِحِ الفاتِنَات
كَمْ مِنَ الزَّهْرِ فيه مِنْ سِحْرِ عَيْنٍ
ومِن النَّبْتِ فيه مِنْ قَسَمَات!٤
فانظُرِ الرَّوضَ لا تَرَى غَيْرَ تِبْرٍ
من تُرَابٍ ودُرةٍ مِن حَصَاةٍ٥
حَبَّةٌ أَنْبَتَتْ سنابلَ سَبْعًا
ثُمَّ مِلءَ الفَضَاء من سُنْبُلاتِ٦
ونَواةٌ جادتْ بنَخْلٍ ونَخْلٍ
وَارِفِ الظِّلِّ دائمِ الثَّمَرَات
يُرْسِلُ الطَّيْرُ في مَداه نَشِيدًا
مَوْصِليَّ الأَدَاءِ والنَّبَرات٧
يَمْلِكُ النَّفْسَ أينَما نَظَرَتْه
فَهْوَ قَيْدُ النُّفُوسِ والنَّظَرَات
كم تَهَادَى مع النَّسِيمِ اخْتِيالًا
كالعَذَارَى يَمِسْنَ في الْحِبَرَات٨
تَتَناءَى به الظِّلَالُ لِجَمْعٍ
ثم تَدْنُو مُدِلَّةً لِشَتَات٩
مِثْلَ كفِّ الرسَّامِ جاءتْ ورَاحتْ
بَيْن قِرْطَاسِه وَبَيْنَ الدَّوَاة١٠
أو كَوَجْهِ الحَسْناءِ يَبْدُو ويَخفَى
بَيْن مَيْل الهَوَى وخوْفِ الوُشَاةِ١١
كلَّما رُمْتَ منه قَطْفَ جَنَاةٍ
سَبَقَتْ راحتَيْك ألْفُ جَنَاةِ١٢
وإذا بارَك الإلَهُ بأرْضٍ
جَعَل التِّبْرَ في مَكانِ النَّبَات
وحَبَاها خِصْبًا إذا مَسَّ صَحْرًا
تَرك الصخرَ جَنَّةَ الجَنَّات

•••

رُبَّ أَرْضٍ للغافِلين مَوَاتٌ
وهْيَ لِلْعامِلينَ غَيْرُ مَوَاتِ
إنْ تَطَلَّعْتَ للرَّغائِبِ فابذُلْ
تِلْك في الدَّهْرِ سُنَّةُ الكَائِنات
لَكَ كَفَّانِ، تلك تُعْطي وهَذِي
تَتَلقَى مَثُوبَةَ الْحَسَنَات
تَرْتَجِي الْحَصْدَ ثمَّ تقعُدُ في الشَّمـ
ـسِ، لك الله يا أَخا التُّرَّهَات!١٣
ضِلَّةً تطلُبُ الزُّلالَ من النَّا
رِ وتَبْغِي غَضارةً من فَلَاة١٤
ليس يجْني من السُّبَاِت سِوى الأحـ
ـلَامِ فانهَضْ، وُقِيتَ شَرَّ السُّباتِ

•••

قَدْ غَرَسْناهُ رَوْضَ عِلْمٍ فأزْرَى
حُسْنهُ بالْحَدَائقِ الباسِقات
وَبذَرْنا به القُلوبَ صِغارًا
وكِرَامَ النُّفُوسِ والمُهَجَات١٥
وسَقَيْنا ثَرَاهُ مَاءً مِنَ الأَذْ
هانِ أَحْلَى مِنْ كُلِّ ماءٍ فُرَات١٦
وَغَذَوْنَاه طَيِّبًا بجُهودٍ
ضاعَفَتْ مِن ثِمَارهِ الطَّيِّبَات١٧
وَحَميْناهُ أن تعِيثَ به الأيـ
ـدِي وتجْني عَلَيْه كَفُّ الْجُنَاة١٨
وجَعَلْنا له مِنَ الخُلُقِ العَا
لِي سِيَاجًا مُوَثَّق اللَّبِنَات١٩
وحَفِظْنا من الرِّيَاحِ جَنَاهُ
وَوَقَيْناه شِرَّة الْحَشَرات٢٠
إيهِ يا رَوْضَةَ المَعارِف لا زِلـ
ـتِ مَثَابَ الْخَيْراتِ والْبَركَاتِ٢١
أَنت أنبَتِّ في ثَرَى النِّيلِ شَعْبًا
نافِذَ الرَّأْي طاهِرَ النَّزَعات
أَعْجَزَ الغَرْبَ هِمَّةً وذَكاءً
وكذَا الشَّرْقُ مَوْطِنُ المُعْجِزات
خُطُواتٌ نَحْوَ المعَالي فِسَاحٌ
لا عَدَاها السَّدادُ مِن خُطُوات٢٢
سَلَكَتْ أوْسطَ الطَّريقِ وجَازَتْ
كُلَّ ما في الطَّرِيقِ من عَقَبَات٢٣
وجُهُودٌ تَمْضِي وتَأْتِي جُهُودٌ
مُحْكَماتٌ مَوصُولةُ الْحَلَقَات
نَسَجتْ من جِهَادها لبَنِي مِصـ
ـرَ دُرُوعًا حَصِينةً سابِغَات٢٤

•••

إنَّما مَوْلِدُ المَعَارِفِ في مِصـ
ـرَ دَبِيبُ الْحَياةِ بين الرُّفَات
جَلَّ رَبِّي! آمنتُ بالله ربي!
فالقِ الْحَبِّ باعِثِ الأمْوات
أَرْسَل الله للكِنَانةِ نَدْبًا
هِبْرِزيَّ الأعْرَاقِ والعَزَمَاتِ٢٥
فأتاه (مُحمَّدٌ) جدُّ (إسْما
عِيلَ) بالْخِصبِ مُورِقًا والْحَياة٢٦
هلْ رأيتَ النَّجْمَ الذي يَبْهَرُ العَيـ
ـنَ ويَمْحُو دَيَاجِرَ الظُّلُمات؟٢٧
هل رأيتَ الغدِيرَ يَنْسَابُ في القَفـ
ـرِ فَيهْتَزُّ مُحْصِبَ الْجَنَبَات؟٢٨
هل رأيتَ الْحَياة تَسْرِي إلى الجِسـ
ـمِ فَتُحْيِي عِظَامَه النَّخِرات؟٢٩
هل رأيتَ الآمالَ بَعْد نِفَارٍ؟
واقْتبالَ الشَّبَابِ بَعْدَ فَوَاتِ؟٣٠
لَقِيتْ مصرُ قَبْلَه ما يُلاقِي
غَرَضٌ جَاء فِي اتجاهِ الرُّمَاة٣١
جَهِلوا دَاءَها الدَّفِينَ وشَرٌّ
مِنْ دَفِينِ الأدْواء جَهْلُ الأُسَاةِ
نكَثُوا جُرْحَها فسالتْ دِمَاهَا
قَطَرَاتٍ تَجْرِي إلى قَطَرَات٣٢
لا ترَى في الظَّلامِ للعِلْم إلَّا
مُقْفِراتٍ من دُورِهِ دارِسات٣٣
يَكْرهُ الظُّلْمُ كلَّ شيءٍ من الضَّوْ
ءِ ولو كانَ في ابتِسام الفَتَاة
لَمْ يَكُنِ منْهُ غَيْرُ وَمْضٍ منَ (الأزْ
هَرِ) يَبْدُو مُفَزَّعَ اللَّمَحَات٣٤
كَذُبَالِ المِشْكاةِ قَدْ جَفَّ إلَّا
أَثرًا من بُلَالةِ المِشْكَاة٣٥
فَأتَى مُنْقِذُ البِلادِ فَأَحْيَا
ها بِرَأْيٍ وَعَزْمَةٍ وثَبَات
لو دَعا أَنْجُمَ السَّماء لَلبَّتْ
مُهْطِعاتٍ لأمْرِه صاغِرَاتِ٣٦

•••

شاَد في مِصْرَ للمعَارِفِ ديوا
نًا مَنِيعَ الأعلامِ والشُّرُفَات
وبَنَى للعُلُومِ خَيْرَ بِنَاءٍ
عَلَويٍّ فكانَ خَيْرَ البُناة
نَهضتْ مِصْرُ بَعدَه نَهَضَاتٍ
تَسْتَحِثُّ الْخُطَا إلى نَهَضَات
أَرْسَلَ العِلْمُ نورَه فَسَرَى الرَّكـ
ـبُ يقُودُ المُنى إلَى الغَايَات
وَرأَيْنا بكُلِّ أَرْض رِياضًا
دانياتٍ قُطُوفُها زَاهِيَات

•••

كلُّ يومٍ عند الصَّباحِ تَرَى جَيـ
ـشًا مِنَ النَّشءِ صادِقَ الوَثَبَات
جعلوا كُتْبَهُم مكانَ المواضِي
ويَراعَاتِهم مكانَ القَنَاة٣٧
طَلَعوا أَوَّل الغَداةِ فزَانُوا
بِسَنا ضَوْئهمْ جَمَالَ الغَدَاةِ٣٨
مِثْلَ سِرْبٍ للطَّيْر هَمَّت خِفَافًا
ثم راحتْ لوَكْرِها مُثْقَلات٣٩
نَثَرُوا جَمْعَهم فأبْصَرْتُ فِيهِم
أنجُمًا في الفَضَاء مُنْتَثِرَات
ورأيتُ الفِلْذَاتِ تَمْشي على الأرْ
ض فَخلُّوا الطَّرِيقَ للفِلْذَات٤٠
هُمْ أَمانيُّ (مِصْرَ)، هم مُرْتَجاها
هُمْ حَنايا ضُلوعِها الْخَافِقَات

•••

مِائةٌ من سِني (المعارف) مَرَّتْ
زَاهياتٍ بما حَوَتْ حافِلَات
بَلَغَتْ مِصْرُ في مَدَاهُنَّ شَأْوًا
فوقَ شَأْوِ الكَواكِب السابِحات٤١
وغدَا مَجْدُها الْحِدِيثُ — وقد شا
عَ شذَا عِطْره — حديثَ الرُّوَاة٤٢
أصبحتْ كَعْبَةً يَحُجُّ إليها الشَّرْ
قُ بين الخُشُوعِ والإقْنات٤٣
تَتَهادَى وحَقَّ أنْ تَتَهادَى
بين ماضٍ زاهي الْجَبينِ وآتي
كلُّ تاريخها كتابٌ منَ المجـ
ـدِ كريمٌ مُطَرَّزُ الصَّفَحَات
بَعَثَتْ دارِسَ الفُنُونِ وأحْيَتْ
بعد يأسِ الزَّمان أُمَّ اللُّغات٤٤
وأعادَتْ إلَى العُلوم مَنَارًا
كان صُبْحَ الدُّجَى وهَدْيَ السُّرَاة٤٥
أَنجَبتْ للْبِلاد أبطالَ عَزْمٍ
هُمْ دُرُوعُ البِلادِ في الأَزَمَاتِ
دَعَوا الشَّعْبَ للعُلَا فَرَأَيْنا
خَيْرَ شَعْبٍ أَجابَ خَيْرَ الدُّعَاة
أَنْجَبَتْ كلَّ عالمٍ بَهَرَ الكَوْ
نَ بآيَاتِ عِلمِهِ البَيِّناتِ
أَنْجبَتْ كلَّ شاعرٍ عَبْقَريٍّ
صادِقِ الحِسِّ بارعِ اللَّفَتَات
تَتَمنَّى الأزْهارُ لو كنَّ يَومًا
في قَوافِيه مَوضِعَ الكَلِمَات
أنْجبتْ كُلَّ كاتِبٍ يَمْلِكُ السَّمـ
ـعَ، بآثارِ فَنِّهِ الْخالِداتِ
أنْجبتْ كُلَّ مِدْرَهٍ وخَطِيبٍ
سَاحِرِ القَوْلِ، صَادِقِ الحَمَلَات٤٦
وَحَمتْ شِرْعَة الخلائِق أنْ يَغـ
ـبَرَّ صَافِي نَميرِها بقَذَاة٤٧
قد وَلَجْنا الْحَياةَ من كلِّ بَابٍ
فَرَأَيْنا الأخلاقَ بابَ النَّجَاة
أصْبحتْ مِصْرُ مَعْهدًا لشَبابِ الشـ
ـشَرْقِ، يَسْعَونَ نَحْوَها بالمِئَات
عَقَدَتْ بَيْننا اللَّيالي صِلَاتٍ
مُحْكَماتٍ أَحْبِبْ بها مِن صِلَات

•••

إنَّ عِيدَ المعَارِفِ اليَوم عِيدٌ
للنُّهَى والْجُهُودِ والذِّكْرَيَات٤٨
عِيدُ يُمْنٍ لمِصْرَ، فالدَّهْرُ دانٍ
خاضِعُ الرَّأسِ، والزَّمانُ مُوَاتي
بَلَغتْ مِصْرُ ما تُرَجِّي وفَازَتْ
بَعْد طُولِ الأسَى، وذُلِّ الشَّكَاة
وأطَاحتْ قُيُودَها فَاستقلَّتْ
وامَّحَى ما تَرَكْنَ مِنْ نَدَبَاتِ
واسْتَعزَّتْ بِطلْعةِ المَلِكِ الفَا
رُوقِ، زَيْنِ الحِمَى وَفخْرِ الحُمَاة
يُشْرِقُ المُلْكُ بالمَلِيكِ ويُزْهَى
بمَجَالي آلائِه المُشْرِقَات
تجْتَلِيه العُيونُ بَدْرًا، وتفْدِيـ
ـه عُيونُ الزَّمانِ بالحَدَقَات٤٩
عَهْدُه في العُهُود أنْضَرُ عَهْدٍ
كجمَالِ الرَّبِيع في الأَوْقَات
بَهَر الشِّعْرَ أن يُحيط بمَعْنًى
مِن مَعانِي صِفَاتِه الباهِرات
عاشَ للعِلْمِ والبلادِ هُمامًا
أرْيَحِيًّا، وعاشَ للمَكْرُمَات

هوامش

(١) تجنت: طغت وعلت. النيرات: الكواكب المنيرة المضيئة.
(٢) الكمام: جمع كم (بكسر الكاف فيهما)، وهو وعاء الطلع وغطاء النور. الشذا: قوة ذكاء الرائحة وسطوعها.
(٣) ترهب: تهاب وتخشى. تخد: أي تجرح وتخدش.
(٤) القسمات: جمع قسمة (بكسر السين وفتحها): وهي الحسن.
(٥) التبر: الذهب قبل صوغه. الدر: اللآلئ، الواحدة، درة.
(٦) يشير إلى الآية الكريمة: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ.
(٧) الموصلي: نسبة إلى إبراهيم الموصلي أو ابنه إسحاق، وكلاهما مغن عباسي بلغ شهرة واسعة في الضرب والغناء. ولد إبراهيم سنة خمس وعشرين ومائة هجرية بالكوفة، وتوفي ببغداد سنة ١٨٨ﻫ. وولد إسحاق سنة ١٥٠ (وهي السنة التي ولد فيها الإمام الشافعي ومات فيها الإمام أبو حنيفة)، وتوفي ببغداد في أول خلافة المتوكل سنة ٢٣٥ﻫ.
(٨) الحبرات (بالتحريك، وبكسر الحاء مع فتح الباء): جمع حبرة. وهي ضرب من برود اليمن، وملاءة سوداء اختص بها نساء مصر.
(٩) تتناءى: تبعد. مدلة: من الدلال، وهو التمتع. الشتات: الفرقة.
(١٠) القرطاس: الصحيفة يكتب عليها.
(١١) الوشاة: الساعون بالكذب والنميمة.
(١٢) الجناة: ما يجنى من الشجر.
(١٣) الترهات (في الأصل): الطرق الصغار تتشعب عن الجادة، ثم استعير للباطل الذي لا يقوم على رأي صحيح، الواحدة ترهة، فارسي معرب.
(١٤) ضلة، أي: ضلالًا وبعدًا عن الرشد والهدى. الزلال: الماء البارد العذب الصافي. الغضارة: الخصب. الفلاة: الصحراء والمفازة لا ماء فيها.
(١٥) المهجات: جمع مهجة وهي الروح.
(١٦) الفرات: المفرط في العذوبة.
(١٧) غذوناه: غذيناه (بالتضعيف).
(١٨) تعيث به، أي: تعبث به وتفسده. الجناة: الأشرار ودعاة الإفساد، الواحد، جانٍ.
(١٩) السياج: ما أحاط بالشيء. يحفظه ويقيه. اللبنات: ما يضرب من الطين مربعًا للبناء، الواحدة: لبنة. توثيق اللبنات: إحكام البناء.
(٢٠) جناه: ثماره التي تجنى منه. يريد الناشئين في دور العلم. الشرة (بالكسر): الشر.
(٢١) مثاب الخيرات والبركات، أي: حيث توجد وتجتمع.
(٢٢) فساح: واسعات. لا عداها: لم يعدها ولم يتجاوزها، والجملة دعائية. السداد: التوفيق وإصابة الغرض.
(٢٣) جازت: تخطت وتغلبت.
(٢٤) الدروع: جمع درع، وهو ثوب ينسج من زرد الحديد يلبس في الحرب وقاية من سلاح العدو، مؤنث وربما ذكر. سابغات: تامة طويلة.
(٢٥) يريد «بالكنانة»: مصر. الندب: السريع إلى الفضائل الذي يخف لقضاء الحاجة عندما يندب إليها. هبرزي الأعراق والعزمات: أي طيب الأصول، قوي فيما يهم به ويعزم عليه.
(٢٦) محمد: هو محمد علي باشا ابن إبراهيم أغا جد الأسرة المالكة في ذلك الوقت.
(٢٧) يبهر العين: يغلبها ضوءه وتألقه فلا تقوى على النظر إليه. الدياجر: جمع ديجور. وهو الظلام.
(٢٨) الجنبات: النواحي.
(٢٩) النخرات: البالية المتفتتة.
(٣٠) النفار: التباعد والفوت. اقتبال الشباب: عنفوانه واكتماله. بعد فوات: أي بعد ذهاب ومضيّ.
(٣١) الغرض: الهدف الذي يرمي إليه. الرماة: جمع رام، وهو الذي يرمي بسهامه نحو الهدف.
(٣٢) يقال: نكأ القرحة ينكؤها: إذا قشرها قبل أن تبرأ فنديت وسال دمها.
(٣٣) مقفرات: خاليات. دارسات: قد عفا أثرها وامحى.
(٣٤) منه: أي من الضوء. الومض: اللمعان الخفيف لا يظهر حتى يختفي. الأزهر: هو ذلك المسجد التاريخي العظيم، الذي بناه جوهر الصقلي في أوائل حكم الدولة الفاطمية سنة ٣٥٩–٣٦١ﻫ/٩٧٠–٩٧٢م، وكان لا يزال دارًا للتعليم يؤمها المسلمون من جميع الأقطار الإسلامية. المفزع: الخائف. اللمحات: جمع لمحة، وهي لمعة الضوء وبريقه.
(٣٥) الذبالة: الفتيلة، المشكاة: الأنبوبة في وسط القنديل، يريد القنديل.
(٣٦) لبت: أجابت. مهطعات: مسرعات. صاغرات: ذليلات.
(٣٧) المواضي: السيوف القواطع، الواحد: ماض. اليراعات: الأقلام، الواحدة: يراعة. القناة: الرمح.
(٣٨) أول الغداة: الصباح المبكر. سنا الضوء: تلألؤه وتألقه.
(٣٩) السرب: الجماعة. همت: أي خرجت لقصدها وبغيتها. راحت: رجعت. الوكر: عش الطائر أين كان.
(٤٠) الفلذات: جمع فلذة (بالكسر)، وهي القطعة من الكبد.
(٤١) المدى: الأمد والنهاية. الشأو: الغاية. السابحات: الجاريات في أفلاكها ومداراتها.
(٤٢) شذا العطر: قوة ذكاء رائحته وسطوعها.
(٤٣) الكعبة: البيت الحرام بمكة، وإليها يتجه المسلمون في صلاتهم ويقصدونها في حجهم. الإقنات: إظهار التواضع والخشية.
(٤٤) دارس الفنون: ما عفا منها وذهب أثره. أم اللغات: اللغة العربية.
(٤٥) المنار: مبعث النور ومصدره. الدجى: الظلام، السراة: جمع سار.
(٤٦) المدره: القوي الحجة.
(٤٧) الشرعة (بالكسر): مورد الشاربين. الخلائق: الطبائع والسجايا، الواحدة: خليقة. يغبر: يصير أغبر كدرًا. النمير: الماء العذب الصافي. القذاة: ما يقع في الشراب مما يكدره.
(٤٨) النهى: العقول، الواحدة: نهية (بالضم) وسمي العقل بها؛ لأنه مصدر النهي والضبط والكف.
(٤٩) تجتليه: تستبينه وتراه. الحدقات: جمع حدقة. وهي سواد العين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤