زيَارة ملك

زار السلطان «حسين كامل» دار العلوم في أول ولايته سنة ١٩١٥م، فألقيت أمامه هذه الأبيات:

يا مالِكًا مَلَكَ الْقُلُو
بَ وَلَمَّ أَشْتَاتَ الرعِيَّهْ١
لَكَ في الْعُلا كَعْبٌ وَكَفـ
ـفٌ في الْمَكَارمِ حاتِمِيَّهْ٢
لَكَ سِيرَةٌ كَصَحِيفَةِ الأ
بْرِارِ طَاهِرَةٌ نَقِيَّهْ٣
لَكَ فِكْرَةٌ يَجْرِي الْهُدَى
فِيهَا وَتَكْلؤُهَا الرِويَّهْ٤
كالسهْمِ لا تَنْبُو إذَا
نَظَرَتْ ولا تُخْطِي الرَميَّهْ٥
الْعِلْمُ طَابَ ثُواؤُهُ
فِي ظِلِّ تِلْكَ الْأَرْيَحيَّهْ٦
أَعْلَى أَبُوك بِناءَهُ
وَعليْكَ إتْمامَ الْبَقِيَّهْ٧
«دَارُ الْعُلوُمِ» تَشَرَّفَتْ
بِشُرُوقِ طَلْعَتِكَ السنيَّهْ٨
فَلَوْ أنَّهَا نَطَقَتْ لَكَا
نَتْ تَمْلَأُ الدنْيَا تَحِيَّهْ
فَاهْنَأَ بما أَوْلَى الْإِلَهُ
وَعِشْ تَعِشْ كُلُّ الْبَرِيَّهْ٩

هوامش

(١) لم أشتات الرعية: أصلحها وجمع ما تفرق من أمورها.
(٢) المكارم: جمع مكرمة وهي اسم من الكرم. وحاتمية: نسبة إلى حاتم الطائي أشهر أجواد العرب.
(٣) الأبرار: جمع بر. وهو الخير الكثير.
(٤) تكلؤها: تحفظها. والروية: التدبر والتفكر في الأمر.
(٥) تنبو: تتباعد والرمية: فعلية بمعنى مفعولة وهي ما يرمى من الحيوان وغيره.
(٦) ثواؤه: إقامته.
(٧) أبوك: هو الخديو إسماعيل.
(٨) الطلعة: الوجه. والسنية: ذات السناء وهو الرفعة والشرف.
(٩) أولاه الأمر: ولاه إياه. والبرية: الخلق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤