الزِّفَافُ المَلكِي

بمناسبة زفاف الملك فاروق ملك مصر حينئذ في يناير سنة ١٩٣٨م.

انظِمِ الدُرَّ تَوْءَمًا وَفَرِيدًا
وَامْلَأِ الْأَرْضَ والسَّماءَ نَشِيدَا١
وَإذَا مَرَّ بِالنّجُومِ خَيَالٌ
فَتَخيَّرْ مِنَ النُّجُومِ عُقُودَا٢
آنَ يا شِعْرُ أَنْ تُغَنِّي فَأَرْسِلْ
مِنْ قَوافِيكَ ما يَهُزُّ الْوُجُودَا
أَسْكِتِ الصَّادِحاتِ يَهتفْنَ في الدَّو
حِ وَكُنْ في عِشاشِهَا تَغْرِيدَا
حَفِظَتْ رنَّة وَقَدْ رَدَّدَتْهَا
فَابْعَثِ اللَّحْنَ «جَارِمِيًّا» جَدِيدَا
وَاصْعَدِ الْجَوَّ للسَّمَوَاتِ وَانْقُلْ
لُغَةَ الْخُلْدِ إنْ مَلكْتَ صُعُودا
نَغَمَاتٌ مِنَ الْمَلائِكِ تسْرِي
فِي الْفَرَادِيسِ مَا عَرَفْنَ حُدُودا
صَفَّقَ الْكَوْثَرُ الطهُورُ لِمَسْرَا
هَا وَجَرَّ الذُّيُول يَمْشِي وَئيدا٣
وَسَعَتْ صَوْبَ هَمْسِهَا كلُّ حَوْرَا
ء تُدَانِي رَأْسًا وَتَعْطِفُ جِيدَا٤
وَالتَهالِيلُ تَمْلَأُ الْمَلَأ الأَعـ
ـلَى وَتَعْنُو لِقُدْسِهِ تَمْجِيدَا٥
فَرَحٌ فِي السمَاء والْأَرْضِ بِالْفَا
رُوقِ فَازَتْ بِهِ الْبَشَائِرُ عِيدَا
غَنِّ يَا شِعْرُ بالْأَمَانِي حِسَانًا
ضَاحِكَاتٍ وبالزَّمَانِ وَدِيدَا٦
أجِدِ الْقَوْلَ مَا اسْتَطَعْتَ وَإلَّا
فَمَتَى يَا تُرَى تكُونُ مُجِيدَا
عَجَزَ النايُ فابْتَكِرْ مِنْ قَوَا
فِيكَ وَرَنَّاتِهِنَّ نَايًا وَعُودَا
وَتَخيَّرْ مِنَ الْخَمائِلِ أَنْدَا
هَا وَرَدِّدْ خِلالَها تَرْدِيدا٧
هاتِهَا مَوْصِليَّة تَمْلِكُ السمـ
ـعَ وَطَرِّبْ بِهَا وَغَنِّ «الرشِيدا»٨
وَابْعَثِ الرَّوْضَ مِنْ كَرَاهُ وَقَبِّلْ
وَجَنَاتٍ مِنْ زَهْرِهِ وَخُدُودا٩
وَتَرَنَّمْ تُجِبْ صَدَاَك الْقَمارِي
وَتَمِلْ نَحْوَكَ الْغُصُونُ قُدُودا١٠
أَرْسِلِ الصوْتَ رَنَّةً تَمْلَأُ الدنـ
ـيَا وَتَبْقَى عَلَى الزمَانِ خُلُودا
لا تُبالِ الْقُيوُد مِنْ فَاعِلَاتُنْ
أَنْتَ أَحْرَى بأنْ تُذِلَّ الْقُيُودَا١١
سِرْ خفِيفًا معَ النَسَائِمِ وَابْعَثْ
نَفَسًا يَمْلَأُ الْفَضَاء مَدِيدا١٢
يُنْصِتُ اللَّيْلُ حِينَ تُنْشِدُ يا شِعـ
ـرُ وَتَنْفِي عَنْ مُقْلَتَيْهِ الرُّقُودا
ضُمَّهُ بَيْنَ سَاعدَيْكَ وَغَرِّدْ
مِثْلَمَا هَزَّتِ الْفَتَاةُ الْوَليدا
لا تَدَعْ فِي لَهَاةِ فَنِّكَ صَوْتًا
إنْ رَنَا مُصْغِيًا يُرِيدُ الْمَزِيدا
قَدْ نَقَدْنَا لَكَ الْقَوافِي صحَاحًا
مِثْلَمَا يَنْقُدُ الشَّحِيحُ النُّقُودَا١٣
وَجَمَعْنَا حُرَّ الْكَلَامِ الّذِي عَزّ
زَ فَأَضْحَتْ لَهُ الْمَعَانِي عَبِيدا١٤
وَحَشَدْنَا الْأَلْفَاظ أَنْقَى مِنَ الْما
ءِ وأَشْهَى مَسَاغَةً وَوُرُودا
وَبَعَثْنَا الْخَيَالَ سِحْرًا مِنَ السحـ
ـرِ وَنَهْجًا مِنَ الْبَيَانِ سَدِيدا١٥
طارَ فِي الْجَوِّ مَا يَمَلُّ زَفِيفًا
وَطَوَى الأرضَ مَا يَمَلُّ وَخِيدا١٦
رِقُّةٌ لَوْ جَرَتْ بِسَمْعِ الْغَوَاني
أَوَّلَ الدهْرِ مَا عَرَفْنَ الصدُودَا
قَدْ رَآهُ مُثَقَّفُ الْحِسِّ وَحْيًا
وَرَآهُ مَنْ لَا يُحِسُّ قَصِيدَا١٧
سَارَ يَحْثُو التُّرَابَ فِي وَجْهِ بَشَّا
رٍ وَيَطْوِي ابْنَ هَانِئٍ وَالْوَلِيدا١٨
كلَّمَا قَامَ مُنْشِدُ الْقَوْمِ يَتْلُو
هُ تَمَنَّى مُتابعٌ أنْ يُعِيدا
إنَّ يَوْمَ الْفَارُوق يَوْمٌ عَلَى الدهـ
ـرِ فَرِيدٌ، فَهاتِ قَوْلًا فَرِيدا
وَتَخَيَّرْ مِنْ سِحْرِ «مَنْفِيسَ» سِرًّا
كَتَمَتْهُ الْكُهَّانُ عَهْدًا عَهِيدَا١٩
وَصُغِ الشَّمْسَ فِي الْأَصَائِلِ تَاجًا
وَانْسُجِ الرَّوْضَ فِي الرَّبيع بُرُودَا
إنَّ «فَارُوقَ» في الْمُلُوكِ وَحيدٌ
فَلْتَكُنْ أَنْتَ فِي الْبَيَانِ وَحِيدا

•••

بَحَثَ الْمَجْدُ فِي الْعُصُورِ فَلَمْ
يَلْقَ لَهُ بَيْنَ دَفَّتَيْهَا نَدِيدَا
مَلِكٌ فَضْلُهُ تَرَاهُ قَرِيبًا
وَمَدَى رَأْيِهِ تَرَاهُ بَعِيدَا
خَدَمَتْهُ الْأَقْدَارُ حَتَّى تَمَنَّتْ
لَوْ مَشَتْ حَوْلَ سُدَّتَيْهِ جُنُودَا٢٠
وَتَمنَّى اخْضِرَارُ كُلِّ نَبَاتٍ
لَوْ غَدَا فِي سَمَاء مِصْرَ بُنُودا٢١
هِمَّةٌ تَمْتَطِي السماءَ وَعَزْمٌ
يَرْهَبُ الدهْرُ سَيْفَهُ مَغْمُودا
وَثَبَاتٌ يُدْمي جَبِينَ اللَّيَالي
وَيَفُتُّ الصخرَ الْأَصَمَّ الصَّلُودا٢٢
مَكْرُمَاتٌ سَارَتْ بِكُلِّ مَسارٍ
مَثَلًا يَسْبِقُ الرِّياحَ شَرُودا

•••

يَا لِوَاء الْبلادِ أيُّ لِوَاءِ
لا يُفَدِّي لِوَاءَكَ الْمَعْقُودَا؟٢٣
صَانَهُ اللهُ فِي يَدَيْكَ فَخُذْهُ
وَتَقَدَّمْ بِهِ قَويًّا جَلِيدا٢٤
وَجَدَ النَّصْرُ فِي ذُرَاهُ مَقِيلًا
فَأَبَى أَنْ يَرِيمَ أَوْ أَنْ يَحِيدا٢٥
وَرَأتْ مِصْرُ فِيه عِزًّا مَنِيعًا
ومَثَابًا رَحْبًا ورُكْنًا شَدِيدا٢٦
أنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ بَنَوا فارعَ الْمَجـ
ـدِ فَأَمْسَى بِمِصْرَ صَرْحًا مَشِيدا٢٧
عَرَفَ السَّيْفُ أنَّهُمْ جُنْدُهُ الْبُسـ
ـلُ إذَا صَافَحَ الْحَدِيدُ الْحَدِيدا
أسْعَدُوا شَعْبَهُمْ فَكَانُوا سَحَابًا
وَحَموْا عَرْشَهُمْ فَكَانُوا أُسُودا٢٨
وَمَضَوْا لِلْعُلَا سِرَاعًا وَخَلَّوْا
أَنْجُمَ اللَّيْل جَاثماتٍ هُجُودا٢٩
مَلَكُوا مِقْوَدَ اللَّيالِي صِعَابًا
وَلَوَوْا هَامَةَ الزَّمَانِ عنَيِدا٣٠

•••

يَوْمَ «فارُوق» دُمْ عَلَى صَفْحَةِ الدّ
دَهْرِ حَفِيلًا بِالْبُشْرَيَاتِ مَجِيدا٣١
لَبسَتْ فِيكَ مِصْرُ أَزْهَى حُلَاهَا
وَرَأَتْ فِيكَ يَوْمَهَا الْمَشْهُودا
عَبْدُهَا الدَّهْرُ واللَّيَالِي إمَاءٌ
وَالْأمَاني تُرِيدَها أَنْ تُرِيدا٣٢
في ظِلالِ الْمَلِيكِ عَزَّتْ وَطَالَتْ
واسْتَعَادَتْ فِرْدَوْسَهَا الْمَفْقُودا
وَغَدتْ حَلْقَةً مِنْ الْمَجْدِ حَتَّى
قَدْ ظَنَنَّا الطَّريفَ مِنْهُ تَلِيدَا٣٣
أَقْبَلَتْ نَحْوَ سُدَّةِ الْمَلِكِ الْعَا
لي وُفُودًا تَتْلُو إلَيْهِ وفُودا٣٤
مَلَئُوا سَاحَةَ الْإِمَامَةِ حَتَّى
خَافَتِ الْأَرْض مِنْهُمُ أَنْ تَمِيدا٣٥
وَاسْتَحَثُّوا الْخُطَا فَكَانُوا بروقًا
وعَلَا صَوْتُهمْ فَكَانوا رُعُودا٣٦
وَالسُّرُورُ السرورُ يلْعَبُ بالشَّعـ
ـبِ كَمَا هَزَّتِ النَّسِائِمُ عُودا
ضَحكاَتٌ تَهْفُو إلى ضَحكَاتٍ
وَوعُودٌ بالصفْوِ تَلْقَى وُعُودَا٣٧
كُلُّهُمْ يَجْأَرُونَ بالْعِزِّ لِلْفَا
رُوقِ وَالعَيْشِ نَاضِرًا وَرَغِيدا٣٨
كَبَّرُوا حِينمَا رَأَوْكَ مُطِلًّا
وَأَبَحُّوا أصْواتهُمْ تَحْمِيدا
أَبْصَرُوا طَلْعَةً إذَا مَا تَبَدَّتْ
خرَّتِ الشمْسَ والنُّجُومُ سُجُودا
وَرَأَوْا سَيِّدًا يُضيءُ شَبابًا
باسِمًا كَالْمُنَى، وَيَهْتَزُّ جُودا
قَدْ غَرَسْتَ الْوَلاءَ في كُلِّ قَلْبٍ
فَتَفَيَّأْ فِي ظِلِّهِ مَمْدُودَا٣٩

•••

إنَّ عَرْشًا أَسَاسهُ مُهَجُ الشَّعـ
ـبِ خَلِيقٌ بِأنْ يَكُونَ وَطِيدا٤٠
فانْظُرِ الشعْبَ لَا تَرَى غَيْرَ قَلْبٍ
نَابِضٍ يَحْفَظُ الْوَلَاءَ الْأَكِيدا
ما رَأَتْ مِصْرُ مُنْذُ أَيَّامِ عَمْرٍو
مِثْلَ أَيَّامِكَ الْحِسَانِ عُهُودا٤١
قَدْ نَثَرْنَا لَكَ الْوُرُودَ قُلُوبًا
وَنَثَرْنَا لَكَ الْقُلُوبَ وُرُودا
وَحَفِظْنَا لَكَ الْوِدَادَ نَضِيرًا
وَأَذَعْنَا لَكَ الثَّنَاءَ نَضِيدا٤٢

•••

مَوْكِبٌ يَبْهَرُ الشُّمُوسَ وَمَجْدٌ
حَمْلَقَ الدهْرُ مُذْ رَآهُ سُمُودا٤٣
لَمْ يُشاهِدْ سِوَاهُ بَعْدَ ابْنِ دَا
وُدَ سَنًا مُشْرِقًا وَمُلْكًا عَتيدا٤٤
وَمَلِيكًا يَرْعَى الْإِلَهَ وَيَخْشَا
هُ وَيُعْلي الإيْمانَ والتَّوْحِيدا
أكْمَلَ الدينَ بالزَّواجِ فَأَسْدَى
مَثَلًا — لَوْ دَرَى الشَّبابُ — رَشِيدا٤٥
فَرَحٌ شَامِلٌ بِهِ بَلَغَتْ مِصـ
ـرُ مُنَاهَا وَحظَّها الْمَنْشُودَا
كلُّ بَيْتٍ بِهِ غِنَاءٌ وَشَدْوٌ
عَلَّمَ الطَّيْرَ — إنْ شَدتْ — أَنْ تُجيدا
تَتَمَنَّى الأَغْصَانُ لَوْ رَقَصَتْ فِيـ
ـهِ مَكَانَ الْحِسَان هِيفًا وَغِيدا٤٦
وَتَوَدُّ النُّجُومُ لَوْ كُنَّ فِيه
بَدَلًا مِنْ سَنَا الشمُوعِ وَقُودا

•••

يَا لَيَالي الْفَارُوقِ كَوني لِمَوْلَا
كِ رِفاءً وَلِلْبلادِ سُعُودا٤٧
لَمَعَتْ فِي عُلاك دُرَّةُ خِدْرٍ
كَرُمَتْ نَشْأَةً وَطَابَتْ جُدُودَا٤٨
بَلَغَتْ قِمَّةَ الْجَلَالِ فَأَمْسَى
كُلُّ مَجْدٍ لمجْدِهَا مَرْدُودا
مِنْ مِهَادِ النُّبْلِ السَّنيِّ أَضَاءتْ
فَعَلَتْ كَوْكبًا وعَزَّتْ مُهُودا٤٩
وَزَهَتْ في مَقَاصِر الْمُلْكِ زَهْرَا
ءَ فَزَانَتْ مَقَامَهُ الْمَحْمُودا٥٠

•••

يَا مَلِيكَ الْبِلَادِ فَاهْنَأ بِمَا نِلـ
ـتَ سَعِيدًا جَمَّ الثَّنَاء حَمِيدا
قَدْ أَشَدْنَا بِفَضْلِكَ الْوَافِرِ الْجَمْ
مِ إذَا اسْطَاعَ شَاعِرٌ أَنْ يُشِيدَا
أَجْهَدَ الشعْرَ أنْ يَرَى عَزَماتٍ
يَعْجِزُ الْوَصْفُ دُونَها وَجُهُودا
وَمَعَانِيكَ لَا تُحَدُّ فَمَاذَا
يَعْمَلُ الشعْرُ قاصِرًا مَحْدُودًا؟
وَإذَا مَا الْبَيَانَ عَقَّ لَبِيدًا
فِي الْمَقَامِ الْمَهِيبِ فَاعْذِرْ لَبِيدا٥١
عِشْ وَحيدَ الْجَلالِ وَالْمَجْدِ وَاسْعَدْ
أَمَلُ الْمَجْدِ أَنْ تَعِيشَ سَعِيدا
وَابْقَ لِلدِّينِ مَوْئِلًا وَعِمَادًا
وَابْقَ لِلشَّرْق سَيِّدًا وَعَمِيدا٥٢

هوامش

(١) الدر: اللآلئ العظيمة، الواحدة درة. التوءم: اسم لولد يكون معه آخر في بطن واحد، ويقال: توءم للذكر وتوءم للأنثى والجمع توائم، وهما توأمان وتوءم. وتوائم اللآلئ: ما تشابك منها. وفريدًا: واحدًا فردًا، والفريد أيضًا: الدر الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصلة، فالدر فيها فريد.
(٢) العقود: جمع عقد وهو القلادة.
(٣) الكوثر: نهر في الجنة.
(٤) صوب: جهة. الهمس: الصوت الخفي. حوراء: صفة من الحور وهو شدة بياض العين في شدة سوادها، تداني: تقرب. تعطف: تميل وتنثني. الجيد: العنق.
(٥) التهاليل: جمع تهليل مصدر هلل أي قال: لا إله إلا الله. أو هو جمع تهليلة اسم مرة منه. والملأ في الأصل: الجماعة، والمراد بالملأ الأعلى هنا أهل السموات. تعنو: تخضع. القدس: الطهر. التمجيد: الإعظام والإجلال والثناء.
(٦) الأماني بالياء المشدة وقد خففت هنا لضرورة وزن الشعر: جمع أمنية وهي ما يحبه الإنسان ويتمناه. وديدًا: محبًّا.
(٧) الخمائل: جمع خميلة وهي الشجر الكثيف. أندى: اسم تفضيل من ندي بمعنى ابتل. والمراد أنضرها وأجملها.
(٨) موصلية: نسبة إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي مغني الرشيد والمضروب به المثل في تجويد الغناء وتنويعه والتفنن فيه وهو فارسي الأصل، وقد أخذ الغناء عن أبيه وأمه إذ كانا مغنيين مشهورين. الرشيدا: هارون الرشيد خامس خلفاء بني العباس ومن أعظمهم شهرة وأبعدهم صيتًا. تولى الخلافة من سنة ١٧٠ﻫ إلى سنة ١٩٣ﻫ.
(٩) الكرى: النعاس. الوجنات: جمع وجنة وهي من الإنسان ما ارتفع من لحم خده.
(١٠) القماري: جمع قمري أو قمرية لنوع من الحمام كأنه منسوب إلى القمرة وهي لون إلى الخضرة أو بياض فيه كدرة، وقد خففت ياء القماري هنا لضرورة وزن الشعر. القدود: جمع قد. وهو قامة الإنسان وحسن اعتداله.
(١١) فاعلاتن: من أجزاء الشعر وتفاعيله التي يوزن بها وتتألف منها بحوره. أحرى: أجدر وأحق.
(١٢) خفيفًا: صفة من الخفة. والخفيف أيضًا أحد بحور الشعر. وأجزاؤه فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن مرتين، والقصيدة من هذا البحر، ففي هذه الكلمة تورية لطيفة. مديدًا: صفة لنفسًا بمعنى ممدود منبسط طويل. والمديد أيضًا ثاني بحور الشعر، وأجزاؤه فاعلاتن أربع مرات وهو مجزوء وجوبًا، وفي مديد تورية أيضًا.
(١٣) نقد الدراهم من باب نصر: أخرج منها الزيف أو نظرها ليعرف جيدها وزيفها.
(١٤) يريد بحر الكلام: جيده.
(١٥) النهج: الطريق الواضح. البيان: الفصاحة واللسن. سديد: الصواب والقصد والاستقامة.
(١٦) الزفيف: مصدر زف الطائر يزف بكسر الزاي زفًّا وزفيفًا إذا بسط جناحه وأسرع في طيرانه. وطي الأرض: كناية عن السير فيها. الوخيد: نوع من سير الإبل وهو الإسراع أو أن يرمي البعير بقوائمه كمشي النعام أو سعة الخطو.
(١٧) الوحي: الإلهام. القصيد: جمع قصيدة، أو القصيدة من الشعر ما تم شطر أبياته، وليس إلا ثلاثة أبيات فصاعدًا أو ستة عشر فصاعدًا.
(١٨) يحثو التراب: يقبضه بيده ثم يرميه، وهذا كناية عن الازدراء والتحقير. وبشار بن برد: من الشعراء المخضرمين في الدولتين الأموية والعباسية. كان نابغة زمانه في الفصاحة والشعر، وهو أول من جمع في شعره بين جزالة العرب ورقة المحدثين ومهد طريق الاختراع والبديع للمتفننين وقد مات مقتولًا سنة ١٦٧ﻫ بعد أن نيف على التسعين. وابن هانئ: هو أبو نواس الشاعر المبدع وقد أجاد في كل فنون الشعر، وبرع في المجون والغزل ووصف الخمر ومجالسها، مات سنة ١٩٦ﻫ والوليد: هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي البحتري من أشهر شعراء الدولة العباسية، وأحد الذين سارت بذكرهم الركبان وخلد شعرهم الزمان. ولد سنة ٢٠٦ﻫ بناحية «منبج» بين حلب ونهر الفرات، ولازم وهو فتى أبا تمام الشاعر المشهور وعليه تخرج واقتبس طريقته في البديع من غير إفراط. ثم اتصل بالخليفة العباسي جعفر المتوكل على الله ووزيره الفتح بن خاقان ومدحهما وأقام في خدمتهما إلى أن قُتلا، فرجع إلى «منبج» وبقي يختلف أحيانًا إلى رؤساء بغداد وسر من رأى حتى مات سنة ٢٨٤ﻫ.
(١٩) «منفيس»: مدينة قديمة أنشأها الملك «مينا» أول الفراعنة الذين جلسوا على عرش مصر قبل ميلاد المسيح بنحو ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وكانت حاضرة البلاد المصرية في ذلك العهد ومقر الملك وموطن السحر والعظمة والبهاء والجلال، وموقعها الآن البدرشين وميت رهينة وعلى مقربة منها أهرام سقارة ودهشور وفي شمالها الغربي أهرام الجيزة المشهورة. وبقيت منف رفيعة القدر عالية الشأن بعيدة الصيت إلى أن انقرضت الدولة المصرية القديمة بانقراض الاسرة الثامنة حوالي ٢١٦٠ق.م.
(٢٠) السدة: باب الدار، أو فناء البيت.
(٢١) البنود: جمع بند وهو العلم الكبير، وفيه إشارة إلى اللون الأخضر لعلم مصر حينئذ.
(٢٢) الأصم: الصلب المصمت. الصلود: الصلب الأملس.
(٢٣) اللواء: العلم.
(٢٤) جليدًا: قويًّا شديدًا صبورًا.
(٢٥) الذرا: الكنف والستر. المقيل: اسم مكان من قال من باب باع أي نام في الظهيرة، والمراد بالمقيل هنا المستقر والمكان الذي يجد فيه الإنسان راحته وطمأنينته. يريم: يبرح. يحيد: يميل ويعدل وينصرف.
(٢٦) منيعًا: قويًّا عزيزًا مكينًا. المثاب: مجتمع الناس بعد تفرقهم، أو هو المرجع. الركن: الجانب الأقوى، وما يقوى به من ملك وجند وغيره.
(٢٧) الفارع: الرفيع العالي. الصرح: القصر وكل بناء عال. مشيدًا: مطليًا بالشيد وهو ما طلي به حائط من جص ونحوه.
(٢٨) حماه: دفع عنه ومنعه وصانه.
(٢٩) خلوا: تركوا. جاثمات: جمع جاثمة اسم فاعل من جثم الطائر ونحوه إذا تلبد بالأرض. هجودًا: نائمات.
(٣٠) المقود: الحبل تقاد به الدابة. صعابًا: جمع صعبة، وهي حال من الليالي. لوى رأسه: أماله. الهامة: الرأس. عنيدًا: حال من الزمان وهي صفة من العناد بمعنى الخلاف والعصيان.
(٣١) حفيلًا: ممتلئًا.
(٣٢) الإماء: جمع أمة. الأماني: جمع أمنية وهي ما يتمناه الإنسان ويريده.
(٣٣) الطريف: الجديد المستحدث. التليد: القديم.
(٣٤) السدة: باب الدار أو فناؤها.
(٣٥) الساحة: الفضاء المتسع أمام الدار. تميد: تتحرك وتهتز.
(٣٦) استحثوا الخطا: أسرعوا.
(٣٧) تهفو: تذهب وتسرع.
(٣٨) يجأرون: يرفعون أصواتهم بالدعاء ويتضرعون.
(٣٩) الولاء: الحب. تفيأ بالشجرة: استظل بها.
(٤٠) المهج: جمع مهجة وهي دم القلب أو النفس والروح. وطيد: ثابت مستقر مكين.
(٤١) عمرو بن العاص: أحد دهاة العرب وساستهم وقوادهم الذين سارت بذكرهم الركبان، وخلد مجدهم الزمان، وقد فتح مصر بإذن من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة ٢٠ﻫ/٦٤٠م، ثم كان واليًا عليها من قبله فأقام فيها ميزان العدل ونشر في ربوعها الأمن والطمأنينة والرخاء.
(٤٢) نضيدًا: كثيرًا منظومًا يتبع بعضه بعضًا. وأصلها من نضد متاعه إذا وضع بعضه على بعض.
(٤٣) سمودًا: حيرة وولهًا.
(٤٤) ابن داود: هو سيدنا سليمان — عليه السلام — وقد أشاد القرآن بجلال ملكه وعظمته في سورة ص وغيرها قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٥–٣٩ سورة «ص»). السنا: الضوء. العتيد: العظيم.
(٤٥) أسدى إليه معروفًا: اتخذه عنده. رشيد: صفة من الرشاد وهو الهدى والصواب.
(٤٦) هيف: جمع هيفاء وهي المرأة الضامرة البطن والخاصرة. غيد: جمع غيداء، وهي المرأة الناعمة المتثنية لينًا.
(٤٧) مولاك: صاحبك وسيدك. الرفاء: الوفاق والالتئام وجمع الشمل.
(٤٨) الدرة: اللؤلؤة العظيمة شبه بها الشاعر الملكة «فريدة». الخدر: الستر، ويطلق الخدر على البيت.
(٤٩) المهود: جمع مهد.
(٥٠) المقاصر: جمع مقصورة وهي الحجرة. زهراء: حسناء بيضاء نضيرة.
(٥١) البيان: الفصاحة واللسن والبلاغة. عق: عصى. لبيد: هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري كان في الجاهلية سيدًا شاعرًا مجيدًا، وفارسًا حكيمًا شريفًا. وهو من بني عامر بن صعصعة إحدى بطون هوزان من مضر، وأمه عبسية، وهو من أصحاب المعلقات، وقد عمر حتى ظهر الإسلام فأسلم وتنسك وحفظ القرآن كله وهجر الشعر.
(٥٢) موئلًا: ملجأ. العماد: الأبنية الرفيعة واحدتها عمادة. العميد: السيد والرئيس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤