المسألة الثانية والخمسون والمائة
قال أحمد بن عبد الوهاب في جواب «التربيع والتدوير» لأبي عثمان الجاحظ: ما الفرق بين المُسْتَبْهِم والمُسْتَغْلِق؟
وهذا بيِّن الجواب ولكني سُقْتُه ها هنا لكيت وكيت.
الجواب
قال أبو علي مسكويه، رحمه الله:
المستبهم من الأمور مَرْتبةٌ زائدةٌ على المستغلق، يدلك على ذلك الاشتقاق؛ فإن الاشتقاق ملائمٌ للمعاني موافقٌ لها؛ لأن صاحبه إنما يشتقُّ لكل معنًى من اسم موافق له لا محالة، وإلا لم يكن لاشتقاقه معنًى ولا لتكلُّفه ذلك فائدة، وليس يُظَنُّ هذا بالمميِّز منا، فكيف بواضع اللغة؟!
ولما كان الغلْق إنما يكون للباب وما أُغلق منه يُرْجَى فتحه، كذلك يكون حال ما شُبِّه به واشتُقَّ له اسمٌ منه أو تصريفٌ.
وأما المستبهم فلا يُقال في الباب أبهمته، إلا إذا تجاوزت حد الغلْق إلى السد، وما يجري مجراه فالطمع فيه أقل.
فهذه حال المسائل والأمور المستغلقة المستبهمة تشبيهًا بالأبواب التي ذكرنا أحوالها.