المسألة التاسعة والستون والمائة

إذا كان المرئي لا يُدرَك إلا بآلة، وتلك هي الحس، فما تقول فيما يراه النائم؟
ألم يُدرِكه من غير حسٍّ ولا انبثاث شعاع ولا إعمال آلةٍ؟

الجواب

قال أبو علي مسكويه، رحمه الله:

قد كنا بيَّنا في مسألة الرؤيا وما أجبنا به عنها ما فيه غِنًى عن تكلُّف الجواب عن هذه المسألة، ولكنا نذكر جملة، وهو أن الحواس كلها ترتقي إلى قوةٍ يُقال لها الحس المشترك، وهذا الحس يقبل الآثار من الحواس ويحفظها عليها في القوة التي تُعْرَف بالوهم، فإذا غاب المحسوس أحضرت هذه القوة صورة ذلك المحسوس من الوهم: سواء كان مرئيًّا أو مسموعًا أو غيرهما من الصور المحسوسات، وليس يمكن أن يحصل في هذه القوة شيءٌ من الصور إلا ما قَبِلَته وأخذته من الحواس.

وقد مر هذا الكلام في الموضع الذي أذْكَرْنا به مستقصًى مع الكلام في حد المرئي وما يتبعه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤