المسألة السادسة والأربعون: مسألة إرادية

ما الذي يجده الإنسان في تشبيه الشيء بالشيء حتى يخطر ذلك المعنى على قلبه ويلهج بذكره في قوافيه ونثره؟

ولِمَ إذا لم يكن التشبيه واقعًا والمعنى فيه بارعًا أورث الصدود ومنع الاستحسان؟

الجواب

قال أبو علي مسكويه، رحمه الله:

الذي يجده الإنسان من ذلك هو السرور بصدق التخيل، وحُسن انتزاع الصور من المواد حتى تآحدت الصورة بعد أن كثَّرتها المادة، وذلك أن تشبيه الخَوْخَة بالحِمِّصَة هو انتزاع الشكل الذي وُجِد في مادتيهما وملاحظتهما شيئًا واحدًا، وإن اختلفت به المواد في الكِبَر والصِّغَر، والرطوبة واليبوسة، واللون، والمذاق، وغيرها من الأعراض.

والتفطن لذلك وتجريد الصور من المواد ورَدِّ بعضها إلى بعض من خاص فعل النفس؛ فالسرور به سرور نفساني؛ فلذلك يلهج به كما يلهج بما يظفر إذا كان طبيعيًّا بل هذا أشرف وأفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤