المسألة السادسة والسبعون

لِمَ كان الإنسان إذا أراد أن يتخذ عدة أعداء في ساعة واحدة قدَرَ على ذلك، وإذا قصد اتخاذ صديق ومُصَافاة خِدْنٍ واحد لم يستطع إلا بزمان واجتهاد وطاقة وغُرْم؟

وكذلك كل صلاح مأمول، ونظام مطلوب في جميع الأمور، ألا ترى أن الفتق أسهل من الخياطة، والهدم أيسر من البناء، والقتل أخف من التربية والإحياء؟

الجواب

قال أبو علي مسكويه، رحمه الله:

جواب مسألتك هذه منها، وما أشبهها بحكاية سمعتها عن الأصمعي، وذاك أنه بلغني أن قارئًا قرأ عليه:

الألمعي الذي يظن بك الظن
كأن قد رأى وقد سمعا

فقال: يا أبا سعيد، ما الألمعي؟

فقال: الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا.

فأنا قائل في هذه المسألة أيضًا:

إنما صار الإنسان قادرًا على اتخاذ الأعداء بسرعة، وغير قادر على اتخاذ الأصدقاء إلا في زمان طويل وبغرامة كثيرة؛ لأن هذا فَتْق، وذاك رَتْق، وهذا هدم، وذاك بناء، وسُقْ باقي كلامك فإنه جوابك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤