الفن المعاصر: عرض للفهم · محاولة للتفكير
«أصبح الفنُّ مُعاصِرًا عندما حدَّثنا عن حياتنا اليومية، وأصبح مُعاصرًا عندما بدأ، على نحوٍ ما، في تحقيق المشروع الحديث بالمعنى الذي قصده بودلير.»
تُبين الناقدة الفنية «كاترين مييه» في هذا الكتاب تحوُّلات الفن المعاصر، وتأخذنا في رحلةٍ آسرة تكشف من خلالها عن جذوره الممتدة إلى فجر القرن العشرين، حتى ميلاده الحقيقي في ستينيات القرن نفسه. وعلى امتداد هذه الرحلة، تسير «مييه» على حافة الأسئلة الكبرى: ما الذي يجعل فنًّا ما «مُعاصِرًا»؟ أهو الزمن الذي وُلد فيه، أم المادة التي تشكَّل منها، أم النظرة التي يُعيد بها تشكيل العالم؟ وتتناول الناقدة أيضًا المواد غير التقليدية التي يستخدمها الفنانون المعاصرون، بدءًا من الأشياء اليومية، ووصولًا إلى أجسادهم، ولا يفوتها أن تُلقيَ الضوء على نشأة الحركات الطليعية الجديدة، مثل: الفن الشعبي، والواقعية الجديدة، وأن ترصد تغيُّر المعايير؛ حيث انتقل الفن من المتاحف إلى السوق، ومن النظرة التأمُّلية إلى المشاركة الفعلية، ولم يَعُد الفنان مرآةً تعكس الواقع فحسب، بل صانعًا يُعيد ابتكاره.