الفصل الثاني عشر

التناسل في الشرق والحالتان السياسية والاقتصادية

الشرق الاقتصادي

وإذا نظرت إلى الشرق من حيث الفقر والغنى وعلمت أن النقاد الاجتماعيين يعْتِبون على الإنجليز لوجود طبقتين اجتماعيتين واحدة في أقصى الثروة والأخرى في أشد الفقر، فإنك ترى في الشرق الحال نفسها لأن الشرق مثال إنجلترا من حيث الغنى الباهظ والفقر المدقِع، ما عدا طبقة صغيرة من الموظفين الذين أخذوا في العهد الأخير بفضل تراكم مرتباتهم يدخلون في الطبقة الأولى من حيث استثمار ثروتهم.

وقد ظهر هذا الفرق العظيم منذ ارتقت أسباب المعيشة وأصبحت نفقاتها لا تطاق بالنسبة للفقير وأصبح الفقير لا يجد المال الذي يكفيه نفقته، فهو مضطر لأن يُقَتِّر على نفسه تقتيرًا لكي يتسنى له بذلك الحصول على قدر ما يستطيع من حاجاته الجديدة. وإننا للأسف نرى شعوب الشرق عامةً ومصر خاصةً لم تكن يومًا بعارفة للاقتصاد ولا التوفير، بل إن الفقير منهم لا يزال مبذِّرًا حتى يرد موارد التلف، وكان الفلاح المصري وابن البلد سواسية في إقامة الأعياد والمهرجانات والأعراس والمآتم فيبذِّرون حتى يرزحوا تحت أعباء الديون ويقترض من الرومي واليهودي ويبيع محصولاته قبل ظهورها بعدة أشهر، حتى إذا جاء المحصول خرج منه واضطُرَّ لقطع ثمنه بأبخس قدره ولا يلبث أن يشعر بالتحرر من الدَّين وتحويل بعضه إلى العام المقبل بفوائظ مركبة بعد رجاء وتوسل حتى يعود إلى الاستدانة من جديد! وهكذا دوالَيْك إلى أن يتلاشى وينتهي بالإفلاس. وهكذا تستطيع أن تتصور مبلغ ما انتهت إليه الحال من الضيق والأزمة في سنوات ١٩٠٧ و١٩١٤ و١٩٢١ و١٩٣٠.

لا أنكر أن التعليم الحديث قد جاء في العهد الأخير بنتائج حسنة، فقد عادت مؤخرًا من البعثات الأوروبية بضع فتيات تخرجن من جامعات إنجلترا في العلوم الطبيعية والرياضية، وعُيِّنت إحداهن في منصب أستاذ معين في كلية العلوم بالجامعة المصرية ١٩٣١، وفُتِحت أبواب مدرسة الطب للطالبات وهن يدرسن في المعمل والمستشفى بجوار زملائهن من الفتيان.

وقد كانت المرأة المصرية قبل ذلك مستغرقة في الجهل والغباوة، وإذا كانت هكذا فما أسوأ التربية التي تنشئ بها أولادها الذين على صدرها وبين ذراعيها! وهل من بلية أعظم من هذه البلية التي تحول دون ارتقاء الفتى الشرقي والفتاة الشرقية ارتقاءً عقليًّا وهما يَشِبَّان في مخادع الحرم على جهل شديد يتضاءل به الاستعداد الفطري وتضيق به المدارك، لأن ما ينطبع في نفس الابن ويرتسم في لوح ذهنه وهو يرتضع ثدي أمه في السن التي يكون هو فيها أكثر طواعية ولِينَةً منه في سائر العمر لَأَبْقى أثرًا من جميع ما يتلقاه الابن فيما بعد على المعلم، وبهذا الاعتبار ما دام نصف الشرق لم تصل إليه عوامل الارتقاء فنهضة الشرق الإسلامي على الجملة تظل ناقصة بتراء ولا سبيل إلى إكمالها ما لم يشمل التهذيب الصحيح المرأة والرجل معًا.

وقد صرخ المرحوم فتحي زغلول في حفلة تكريمه في الجامعة المصرية سنة ١٩١٣ قائلًا: «علِّموا الأمة»، فأجابه صوت: «علموا الأم تتعلم الأمة.» فإننا بتعليم الأمهات وتهذيبهن نبدل حالة الشرق تبديلًا تامًّا، فإن البنات متى ما تلقَّيْن معارف وعلومًا صحيحة مع ما يحفظنه من آيات القرآن وأدب الإسلام استطعن أن يقمن بتدبير المنزل قيامًا حسنًا سواءً كنَّ بنات أم أخوات أم أمهات أم زوجات. إن الحياة القديمة التي كانت تقضيها المرأة فيما مضى جالسة على الديوان لاهية لا تعرف شيئًا أكثر من تناول ضروب الحلواء آونة بعد أخرى ومضغ الصمغ واللبان، وماجنة مع الخوادم اللواتي حولها تارةً وطورًا مع صواحبها الجاهلات مثلها، والتحدث عن الزار والجن والشبشبة والرُّقَى والتمائم والأحجبة وزيارة الأسياد، أو عن الأزياء وثمن الثياب وفائدة الأصباغ والأدوية الناجعة في إزالة الشعر وصبغه، وتطرية الوجه وصقل الأظافر، ووسائل السِّمَن المصطنع والتدفئة أمام المنقل؛ قد انقضت وجاءت من بعدها حياة جديدة تُرى فيها المرأة المهذبة رفيقًا لزوجها وشريكًا أمينًا لا جارية ولا سلعة بين يديه. نعم إننا لا نطمع في أن تصحبنا زوجاتنا إلى حفلات الصيد والقنص، ولا في لعبة الجولف والتنس، ولا ركوب المطهَّمات من الخيل كما يصنع نساء الإنجليز، ولكن نطمع في أن تكون المرأة عونًا لنا لا حربًا علينا، وصديقةً تعيننا لا عدوًّا يعطِّلنا ويقاومنا.

ضرر التناسل الكثير

ومن الظواهر العجيبة التي نراها في الشرق منذ التغلب الأوروبي زيادة عدد السكان، فقد كان المصريون في أول القرن لا يزيدون عن مليون وبلغوا في سنة ١٩٠٠ عشرة ملايين وفي سنة ١٩١٧ أربعة عشر مليونًا وفي سنة ١٩٢٤ سبعة عشر مليونًا، وكانت الهند في أول العهد الإنجليزي مائة مليون وبلغت الآن ثلاثمائة وخمسين مليونًا، وكانت إندونيسيا في أول الاحتلال الهولندي عشرة ملايين وهي الآن ستون مليونًا.

وبعض ممالك أوروبا آخذة في الازدياد مثل هولندا وإيطاليا وألمانيا، ولكن إنجلترا وفرنسا آخذتان في النقصان أو باقيتان حيث كانتا.

وهذا طبعًا راجع لجملة أسباب، منها تقدم علوم حفظ الصحة وانتشار مبادئ المعرفة في مقاومة الأمراض وتقليل نسبة الوفيات، وفضلًا عن ذلك فإن الشعوب الشرقية مضروب المثل بميلها وبكور قابليتها للتناسل والتوالد، والديانات الشرقية لا سيما الإسلام تحض على التناكح والتناسل وتنهى عن وأد الأطفال الذي كان شائعًا في الجاهلية، وتقليل النسل وممارسة الإجهاض معدودان جريمتَين دينيتَين، كما أن الأخيرة منهما يعاقب عليها القانون. وكل شرقي عَقِيب الزواج يطمع في أن يكون له ولد يرثه ويحفظ اسم أسرته كما لو كان إمبراطورًا عظيمًا! وأتباع المعري في اعتبار التناسل جريمة وجناية قليلون في الشرق الإسلامي، وهذا ناشئ أيضًا عن شدة العاطفة الجنسية وعن أسباب اقتصادية، فإن الرجل الفقير في الشرق يحب أن يولد له أولاد ليُعِينوه في الحياة بعملهم المبكر سواءً في الحقول أم في المدن.

وقد نعى أحد كتاب الفرنسيس، وهو ڤان جنيب السوسيولوجي، على أهل شمال أفريقيا كثرة الزواج والتبكير بالتناسل، وقرر في مقالة قيمة نشرها في مجلة مركوردي فرانس (أكتوبر سنة ١٩١٦) أن الإفراط في الزواج والتناسل قد أدَّيَا إلى هبوط المواهب العقلية وأورثَا تلك الشعوب نوعًا من الخمول الذهني. وهذا الأمر مشاهد في مصر أيضًا حيث يفرط أفراد الطبقة الوسطى في تعاطي المخدرات ولا مأرب لهم منها إلا الاستمتاع فيأتي النسل عَرَضًا غير مقصود بالذات، وتتراكم هموم الحياة وأثقالها على رب الأسرة فيذهب هو وأسرته ضحية لذة قصيرة تعْقُبها أفجع الحسرات من الفقر والدمار. ولا يغيب عن الذهن أن العهد الحديث قد جَلَب معه قضية المعيشة وكيف نبتغي أسباب الرزق في هذه الدنيا مع ما بلغناه من الفقر المدقِع في جميع ناحيات الحياة، فإن الفقر أكبر بلية وهو أبو البلايا، وقد قال النبي: «كاد الفقر يكون كفرًا» وعُزي إلى الإمام عليٍّ أنه قال: «لو كان الفقر رجلًا لقتلته.»

وإننا نرى بأعيننا ما هو منتشر في البلاد الشرقية والمصرية من ضروب الشقاء والعذاب الناشئَيْن عن كثرة النَّسْل والولد، ونشعر بما يقاسيه جانب كبير من أبناء الأوطان الشرقية من النَّصَب والمضض في ابتغاء أسباب الرزق، وقد سَنَّت الحكومة المصرية قانونًا يجعل سن الزواج ست عشرة سنة للبنت وثماني عشرة سنة للولد، ولكن الفقهاء والمحامين الشرعيين ابتكروا طرقًا لعقد الزواج العرفي الذي يجعل القانون حبرًا على ورق، بل إن محاكم الجنايات حكمت بأن تغيير السن في ورقة الزواج لا يعد تزويرًا يُعَاقب عليه، لأن عقد الزواج عمل لإثبات النكاح لا لإثبات العمر.

وهكذا سقط القانون في الماء وأن حجة أضداده قوية، فإن المحامين الشرعيين يرون فيه معطِّلًا لأعمالهم، لأن الزواج بين من هم أقل من هذه السن يمنع من سماع الدعاوى الشرعية في النفقات والطاعة وثبوت الأبوة وما شاكلها، والرجل القضائي الواقف على حقائق الأمور يرى في زواج بنت الخامسة عشرة أو الرابعة عشرة إنقاذًا لها من خطر أشد من الزواج بالنظر إلى الحالة الاجتماعية الحاضرة. وعلى كل حال فالزواج والشروع في تأسيس الأسرة أخف ضررًا من الدعارة أو التفريط في العرض.

ولكن أضرار الزواج الباكر مؤكَّدة ومعلومة، ولا بد من مقاومته بكل الوسائل.

ثم بعد هذا ماذا يفيد أن تكون الأسرة مكونة من عشرة أطفال إذا كان تعليمهم ناقصًا وغذاؤهم غير كافٍ ومستقبلهم غير مضمون، في حين أن الأسرة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أطفال تكون أقدر على مكافحة الدهر والخروج من رِبْقة الجهل والفقر؟

الإهمال في الادخار والاقتصاد

إن أهل الشرق جميعًا سواء كانوا من المدن أم من أهل الريف والقرى يكادون لا يجاوزون في ابتغاء الرزق حدَّ الكفاف، وفي كل يوم ترى موظفًا يموت فجأة فترى غداة موته طلب استرحام من أسرته على صفحات الجرائد منبئًا الحكومة التي كان يخدمها والأمة التي كان يعيش بين ظهرانَيْها أنه لا يملك شيئًا وأن له أربعة أو خمسة أولاد قُصَّر، وأن معاشه الذي يبلغ ثمانية جنيهات بعد أن كان يتقاضى أربعين أو خمسين جنيهًا لا يكفي لقوت أولاده، فتنفحهم الحكومة مائة جنيه أو مائتين أو خمسمائة فلا تلبث أن تنفد ثم تعود الكَرَّة ويكون الموظف الأمين المتوفَّى قد نُسي وأصدقاؤه قد انفضُّوا من حول أولاده وأقاربه تنحَّوْا عن أرملته، كما هي العادة في بلاد الشرق؛ فلا يجد نداؤهم أذنًا مُصْغية فيقضون البقية من حياتهم في المسغبة والمتربة. وقد ترى قاضيًا كبيرًا وضابطًا عظيمًا أو طبيبًا شهيرًا وقد صار أولاده كَتَبَة أو موظفين صغارًا في أحد المصارف، لأن الرجل لم يستطع الادخار لهم والأم لا تملك طرق تدبير الحياة. والتعاون في الشرق مفقود، وفكرة التأمين على الحياة غير شائعة وتقوم ضدها فكرة القضاء والقدر وتحديد الأجل وترك الأمر لله لأنه يضمن الأرزاق. وعندما مات المرحوم الشيخ محمد عبده لم يكن يملك شيئًا سوى بيت مبنيٍّ بالطوب الني على أرض أخذها هبةً من لادي بلنت، فمنحت الحكومة أسرته ألف جنيه، مع أنه كان في مقام رئيس أساقفة كانتربري أو أسقف باريس، ولو مات أحد هذين لوجدوا وراءه ثروة ضخمة، وقد مات قاسم أمين وانتفعت أسرته بمال التأمين وغيره كثيرون. فقل لي بربك ما هذه الحال التي نحن عليها، وماذا تكون نتيجة حياة رجالنا المهددين في أرزاقهم، وقديمًا قال الإمام الشافعي: «لو شُغلت ببصلة ما حللت مسألة.» أليست هذه عقدة اجتماعية كفيلة بانشغال بالنا؟ بل إن المشتغلين بمسائلنا السياسية لم يكونوا أسعد حظًّا من علمائنا العظام في العهد الغابر، فلم يترك مصطفى كامل ثروة ومات محمد فريد شريدًا طريدًا لا يملك شيئًا، كأنهما بعض الزهَّاد في صوامع الأديرة!

وإذا انتقلت إلى الطبقات النازلة من الفلاحين فإن ما يعانونه من الفقر الذي وصفنا طرفًا منه لا تصل البلاغة إلى الإلمام به، وذلك ناشئ عن تبذيرهم وعدم تدبيرهم.

قال بريلسفورد الاقتصادي يصف حالة الفلاح المصري في مستهل هذا القرن:

إن مناظر الفاقة التي رأيتها في القرى لم أشهد قط مثلها في جبال مكدونيه ولا في بقاع دونجال، فهذه القرى في مصر إنما هي ركام من الأكواخ «العشش» المبنية من الطين لا يتخللها أشجار ولا أزهار ولا غياض ولا بساتين، والأكواخ من الداخل ليست مستوية الأرض وليس لها نوافذ فهي أشبه بالسراديب الصغيرة، مؤلَّفة في الغالب من غرفتين صغيرتين غير مشيدتين بالجص ولا مفروشتين بالبُسُط والطنافس، ولم يكن فيها من الأثاث والماعون سوى بعض أدوات الطبخ من النحاس والفخار وجرة مملوءة من طعام الذرة وأخرى ملآنة بالماء العاكر الذي تنقله المرأة على رأسها صباح مساء.

ولم يشأ بريلسفورد أن يجرح إحساس الإنجليز ويذكر مجاورة الأنعام للإنسان ولا رَوْث البهائم ولا تراكم حطب القطن على السطوح مما يبعث على اشتعال النار لأبسط شرر، ولم يذكر المستنقعات ولا أكوام الطين والتراب ولا قذارة الملابس وصفرة وجوه السكان وقلة تغذيتهم وانتشار البلاجرا والإنكلستوما والبلهارسيا، لأنه يعلم أن الإنجليز حكموا البلاد منذ أربعين عامًا لترقية الفلاح وإنقاذه من مخالب الإفلاس، وطالما افتخر كرومر بأنه صديق أصحاب الجلاليب الزرقاء، التي قال ظريف في وصفها إنها مصبوغة بالنيل الهندي رمزًا على حدادهم لما هم فيه من البؤس والضراء، وقال: «رأيت بنفسي في قرية ط. أكواخًا مصنوعة بأيدي الفلاحين، وهي عبارة عن حوائط من الصفيح والبوص مغلفة بالوحل وليس لها نوافذ، ولا بد للداخل إليها أن ينحني لينساب داخلها انسياب الكلب في وكره أو الثعبان في جحره. وعلى مقربة منها وعلى قِيد بضعة أمتار قصر مشيد على ألف متر، له نوافذ وأبواب وشرفات وأعمدة، يتخلله الهواء والنور وحوله أشجار وجنان وفيه سائر أنواع النعيم الأرضي ومداخنه تعمل ليل نهار في تسخين الماء وطهي الأطعمة. وهذا القصر لصاحب الأرض التي يزرعها سكان تلك القرية، وهو يراها منذ عشرات السنين ولم يخطر بباله أن يحسن حالة ساكنيها، كما أنه لم يخطر ببال ساكنيها أن يقتصدوا لتحسين حالتهم. قد رأيت هذا في سنة ١٩٠٨، وتكلمت في هذا الشأن مع صاحب القصر فضحك من قولي، وقال إن الفلاحين لا يحبون إلا هذه المساكن، وإنهم لا يقبلون على السكن في سواها.» ا.ھ. ومنذ خمس سنين قامت ضجة حول بناء مساكن نموذجية للفلاحين وشُيد أحدها فعلًا في المعرض الزراعي، ولكن ما لبث أن شُيِّد حتى هُدِم ولم ينفذ المشروع في إحدى جهات القطر المصري.

أما المدن فإن الأحياء الوطنية منها لا تزال على ما كانت عليه في القرون الوسطى، وقد قال في وصفها لويس برزان يصف أهل القاهرة ما نصه:

لعل الفقر والفاقة في بيوت الطبقة الفقيرة في القاهرة وسائر بلاد مصر أشد منهما في سائر الأقطار الشرقية، فمثل هذه البيوت مؤلف في الغالب من غرفتين أو ثلاث لا نوافذ لها لدخول نور الشمس والهواء النقي، متصلة بإيوان لا يقل عنها ظلمة، وترى الدِّمَام يتساقط من السقوف ومن ألواح الجدران الخشبية النخرة على أرض المسكن القذرة، والهوام والحشرات مستقرة على الحُصُر والفُرُش.

وإذا التفتَّ إلى وسائل العيش وأسباب القوت رأيت أجور بعض العمال لم تتناسب مع غلاء الأسعار، بحيث إن العامل لا يستطيع مماشاة السوق وأصبح عاجزًا عن تحصيل ضروريات الحياة، وهذه الحال هي أشد ما يكون في المدن والمراكز الصناعية حيث أهل الطبقات الدنيا من عَمَلَة وساقة وحُوذِيِّين وباعة وغيرهم لا طاقة لهم البتة على احتمالها، فنشأت عن هذه الحالة العامة البلوى، الشادَّة للخناق، المستحكمة عرى الضيق، مظاهر فساد الأخلاق كشرب الخمر وانتشار الفجور وارتكاب الجرائم والجنايات. ا.ھ.

وفي نظرنا أنه لا علاج للفقر والجهل في الريف والمدن إلا بنشر التهذيب الديني والتبشير بمبادئ الاقتصاد والادخار، فالدين والاقتصاد وحدهما دون غيرهما كفيلان بالإصلاح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤