تقديم وشكر وتقدير

أثناء تأليفي هذا الكتاب حول حقوق الحيوان، عبَّرت بتلقائية عن فهمي للقضايا المتصلة بهذا الموضوع؛ ولهذا السبب، لا أستطيع ادعاء تناول هذه الموضوعات بحيادية تامة. لا أدفع فقط بأن الحيوانات الحساسة تحظى بمكانة أدبية، بل بأنها تستحق اعتبارًا متساويًا (وفق معنى محدد لهذا المصطلح أبيِّنه في الفصل الثاني). في الوقت نفسه، نظرًا لوجود رؤية أخرى — «نموذج المقياس التراتبي» — لا تقل إقناعًا، أتتبع عبر صفحات الكتاب تداعيات كلتا الرؤيتين حول المكانة الأدبية للحيوانات. بيد أنني إذ وجدت أن الرؤية التي تعتبر الحيوانات الحساسة كائنات تفتقر إلى المكانة الأدبية لا يمكن الدفاع عنها بأي حال من الأحوال، فقد حاولت دحضها ثم استبعدتها من النقاش إجمالًا.

قبل سنوات من البدء في هذا الكتاب، كنت قد أكملت الكتاب الأكثر طولًا والأوسع معرفةً «الاهتمام بالحيوانات: حياتها العقلية ومكانتها الأدبية» (كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج، ١٩٩٦). بينما كان ذلك الكتاب يخاطب قراء أكاديميين من الدرجة الأولى، كُتب هذا الكتاب ليخاطب كلَّ من يرغب في التعرف على القضايا الأخلاقية والفلسفية المتعلقة بحقوق الحيوان. بناء عليه، كتبتُ هذا الكتاب على نحو يتسم بالسهولة قدر الإمكان دون تبسيط مخلٍّ. استهللت كل فصل من فصول الكتاب أيضًا بقصة موجزة، كما أدرجت لكل فصل قائمة بالمراجع والمصادر، و(في بعض الحالات) قراءات إضافية، بدلًا من الحواشي المعتادة. وقد يكون من الشائق بالنسبة إلى أولئك الذين قرءوا كتاب «الاهتمام بالحيوانات» أن يجدوا هذا الكتاب وقد اشتمل على إطلالة تاريخية على المواقف المختلفة حيال الحيوانات، ومناقشة المعاني المختلفة لمصطلح «حقوق الحيوان»، وبحث مفصَّل لموضوع أبحاث الحيوان؛ وهو ما يتسع بمجال المناقشة ليتجاوز نطاق النقاش في الكتاب السابق.

أما وقد شارفت على الانتهاء من هذا الكتاب، أود أن أعبِّر عن امتناني للعديد من الأشخاص الذين ساهموا في إخراج هذا الكتاب إلى النور. في مطبعة جامعة أكسفورد، وجَّه جورج ميلر، مدير تحرير تريد بوكس، الدعوة إليَّ لتقديم مقترح الكتاب، وساهم في مراحل العصف الذهني الأولى. ولاحقًا، ساهمت كلٌّ من ربيكا أوكونور وكاثرين همفريز بتقديمهما مساعدة كبيرة فيما يتعلق بالأمور التحريرية. عمل روبرت جارنر مراجعًا خارجيًّا لإحدى مسودات النسخة الخطية من الكتاب، مقدِّمًا الكثير من التشجيع والعديد من الملاحظات والاقتراحات. استفدت أيضًا من المناقشات مع برنارد روبين حول الحيوات العقلية للحيوانات، ومن المناقشات مع بول شابيرو حول حركة الناشطين لمصلحة الحيوان، ومن المناقشات مع بيتر سنجر حول العديد من القضايا الأخلاقية المتنوعة المتعلقة بالحيوانات. أخيرًا، أود أن أتوجه بالشكر إلى عائلتي قاطبةً، وأخص بالشكر كاثلين وزُوي، لحبهما ودعمهما لي.

ديفيد ديجراتسيا،
واشنطن العاصمة، يوليو ٢٠٠١

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤