أولاد المعتمد وأمهم

يقول الفتح بن خاقان في قلائد العقيان بعد ذكر المعتمد وشجاعته وجوده وأدبه واجتماع الأنجاد والشعراء والأدباء بساحته:

وكان قومه وبنوه لتلك الحَلبة زينًا، ولتلك الجملة عينًا، إن ركبوا خلت الأرض فلكًا يحمل نجومًا، وإن وهبوا رأيت الغمام سَجومًا، وإن أقدموا أحجم عنترة العبسي، وإن فخروا أفحم عرابة الأوسي.

ويقول ابن اللبانة:١

وكان له من بنيه عدة أقمار نظمهم نظم السلك، وزين بهم سماء ذلك الملك، فكانوا معاقل بلاده، وحُماة طارفه وتلاده.

وقبل أن أثبت ما جمعته من شتات الأخبار في سيرة أولاد المعتمد أذكر طرفًا من أخبار أمهم، التي اقترن سعدُها بسعد المعتمد، ونحسُها بنحسه وقبرُها بقبره، ولها في الأدب أخبار سائرة وأشعار.

قال في نفح الطيب:
ومن المشهورات بالأندلس اعتماد جارية المعتمد بن عباد وأم أولاده وتُشهر بالرُّمَيْكِية.٢

ثم يقص صاحب النفح من طرائفها عبارات تدل على ولوعها بالنادرة وكلفها بالجناس حتى في أيام المحنة: قال: «ولما خُلع المعتمد وسُجن بأغمات قالت له: يا سيدي لقد هُنَّا هُنَا. فقال مجنسًا أيضًا:

قالت: لقد هُنَّا هُنَا
مولاي أين جاهنا
قلت لها: إلهنا
صيرنا إلى هنا

وحكى أنها قالت له وقد مرض: يا سيدي، ما لنا قدرة على مَرضاتك في مَرَضاتك.

ولما قال ابن عمار قصيدته اللامية الشهيرة في المعتمد والرميكية أغرت المعتمد به حتى قتله وضربه بالطبرزين ففلق رأسه وترك الطبرزين في رأسه.

فقالت الرميكية: صار ابن عمار هدهدًا.

وقد قدمتُ خبر هذه القصيدة في ترجمة ابن عمار.

ثم ينقل صاحب النفح عن ابن سعيد قوله:

كان المعتمد كثيرًا ما يأنس بها ويستظرف نوادرها، ولم تكن لها معرفة بالغناء، وإنما كانت مليحة الوجه، حسنة الحديث، حلوة النادرة، كثيرة الفكاهة لها في كل ذلك نوادر محكية.

وكانت في عصرها ولادة بنت محمد بن عبد الرحمن، وهي أبدع منها مُلَحًا، وأحسن افتنانًا وأجل منصبًا، وكان أبوها أمير قرطبة ويُلقب بالمستكفي بالله، وأخبار أبي الوليد بن زيدون معها وأشعاره فيها مشهورة.

هذا ما نقله المقري عن ابن سعيد.

ويقول صاحب النفح:

ومن أخبار الرميكية القصة المشهورة التي قال فيها المعتمد لها: ولا يوم الطين.

وخلاصة ما ذكره المقري وغيره في هذه القصة، أن الرميكية أطلت من قصرها فرأت القرويات في يوم مطير، يمشين في الوحل في طرق إشبيلية، وعلى رءوسهن الجرار، فاشتهت أن تتشبه بهن، فأمر المعتمد فسُحقت أنواع من الطيب في ساحة القصر ثم صُب عليها ماء الورد من غرابيل، وعُجنت بالأيدي حتى صارت كالطين، فمشت الرميكية وجواريها في هذا الوحل.

وقد غاضبت المعتمد يومًا فأقسمت أنها لم ترَ منه خيرًا قط! فقال: ولا يوم الطين؟! فاستحت واعتذرت.

•••

أُسرت الرميكية مع زوجها، وقضت أيام المحنة في صحبته، ودُفنت في جواره، وتناقل المغاربة أخبار المعتمد وأخبارها عصورًا بعد وفاتهما، وكانت أخبارهما شائعة في المغرب حتى عصر المقري مؤلف نفح الطيب المتوفى سنة ١٠٤١ﻫ.

(١) أولاد المعتمد

في كتب التاريخ الأندلسي والأدب، أخبار شتى من أخبار أولاد المعتمد، وكانوا كأبيهم أنجادًا أجوادًا شعراء.

يقول الشاعر أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة يمدح المعتمد وبنيه:

يُغيثك في مَحْل، يعينك في رَدًى
يَروعك في درع، يروقك في برد
جمال وإجمال وسبق وصولة
كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد
بمهجته شاد العلا ثم زادها
بناءً بأبناء جَحاجحة لُدِّ
بأربعة مثل الطباع تركبُّوا
لتعديل جسم المجد والشرف العَدِّ

هؤلاء الأربعة هم الرشيد عبد الله والراضي يزيد والمأمون والمؤتمن كما روى ابن خلكان، وأحسب أن هؤلاء كانوا الكبار من بني المعتمد، وللمعتمد أولاد آخرون نجد أسماءهم في كتب التاريخ والأدب، نجد الظافر والمعتد ومالكًا وعبد الجبار وأبا هاشم وبثينة وشرف الدولة وفخر الدولة.

أبدأ بالحديث عن هؤلاء الأربعة الذين عدهم ابن اللبانة، ثم أثبت نُتفًا من أخبار الآخرين.

وأبدأ من الأربعة بالراضي؛ إذ ترجم له الفتح بن خاقان بعد ترجمة أبيه، ولم يترجم لإخوته؛ فدل على أنه بلغ درجة الشعراء الذين يترجم لهم الفتح.

(١-١) الراضي بالله أبو خالد يزيد بن المعتمد

يقول الفتح بن خاقان:

ملك تفرع من دوحة سناء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وتحدَّر من سلالة أكابر، ورُقاة أسرَّة ومنابر، وتصرَّف أثناء شبيبته بين دراسة معارف، وإفاضة عوارف، وكَلِف بالعلم حتى صار ملهج لسانه، وروضة أجفانه، لا يستريح منه إلا إلى فرس سائل الغُرَّة، ميمون الأسرَّة، يسابق به الرياح، ويحاسن بغرته البدر اللياح، عرنين في السناء، عتيق الاقتناء، سريع الوخد والإرقال، من ولد أعوج أو وُلد لذي العقال.

إلى أن ولاه أبوه الجزيرة الخضراء وضم إليها رُندة الغراء.

فانتقل من متن الجواد إلى ذروة الأعواد، وأقلع عن الدراسة، إلى تدبير السياسة، وما زال يدبرها بجوده ونهاه، ويُورد الآمل فيها مُناه، حتى غدت عِراقًا، وامتلأت إشراقًا، إلى أن اتفق في أمر الجزيرة ما اتفق، وخاب فيها الرجاء وأخفق، واستحالت بهجتها، وأحالت عليها من الحوادث لُجَتها، فانتقل إلى رُندة معقل أشِب، ومنزل إلى السماك منتسب، وأقام فيها رهين حصار، ومَهين حُماة وأنصار، ولقيتْ ريحُه كلَّ إعصار، حتى رمته سهام الخطوب عن قِسِيِّها، وأمكنت منه يدى مُسيِّها، فحواه رمسه، وطواه عن غده أمسه، حسبما بسطنا القول فيما مر من أخبار أبيه. ا.ﻫ.

كان الراضي والي الجزيرة الخضراء حين عبر يوسف بن تاشفين إلى الأندلس، ومما يؤثر من أخباره: أنه قبض على ابن عمار في شقورة سنة ٤٧٧ كما تقدم في أخبار هذا الشاعر.

كان الراضي كَلِفًا بمطالعة الكتب والدواوين، مولعًا بالشعر، ومما يؤثر من شعره، ما كتب إلى أبيه حين عَتب إليه قعوده عن لقاء العدو، وعكوفه على دفاتره، وكان العدو قصد لُورقة والراضي في رُندة؛ فأمره المعتمد بالخروج إليه فتلكأ، فوجه المعتمد ابنه المعتد للقاء العدو فهزم جيش المعتد، واشتد غضب المعتمد على الراضي؛ فكتب الراضي إليه:

لا يَكرِثنك خَطب الحادث الجاري
فما عليك بذاك الخطب من عار
ماذا على ضَيغم أمضى عزيمتَه
إن خانه حدَّ أنياب وأظفار
لئن أتوك فمن جُبن ومن خَوَر
قد ينهض العير نحو الضيغم الضاري
عليك للناس أن تَبقى لنُصرتهم
وما عليك لهم إسعاد أقدار
لو يعلم الناس فيما أن تدوم لهم
بكوا لأنك من ثوب الصِّبا عاري
ولو أطاقوا انتقاصًا من حياتهم
لم يُتحفوك بشيء غير أعمار

فلم يرضَ أبوه عنه، ولا غفر له زلته، ثم كتب إليه ساخرًا به:

الملك في طي الدفاتر
فتخلَّ عن قود العساكر
طُف بالسرير مسلِّمًا
وارجع لتوديع المنابر
وازحف إلى جيش المعا
رف تقهر الحبر المغامر
واطعن بأطراف اليراع نصرت
في ثُغَر المحابر
واضرب بسكين الدواة
مكان ماضي الحد باتر
أوَلستَ رِسطاليس إن
ذكر الفلاسفة الأكابر
وأبو حنيفة ساقطٌ
في الرأي حين تكون حاضر
وكذاك إن ذُكر الخليل
فأنت نحويٌّ وشاعر
مَن هُرمس مَن سيبويه
مَن ابن فورَك إذ تناظر
هذي المكارم قد حويتَ
فكن لمن حاباك شاكر
فاقعد فإنك طاعم
كاس، وقل هل من مفاخر
لحجبتُ وجه رضاي عنك
وكنتَ قد تلقاه سافر
أولستَ تذكر وقت لورقة
وقلبك ثَمَّ طائر
لا يستقر مكانه
وأبوك كالضرغام خادر
هلا اقتديتَ بفعله
وأطعته إذ كان آمر
قد كان أبصرَ بالعواقب
والموارد والمصادر

فكتب إليه الراضي:

مولاي قد أصبحت كافر
بجميع ما تحوي الدفاتر
وفللتُ سكين الدواة
وظَلْت للأقلام كاسر
وعلمت أن المُلك ما
بين الأسنة والبواتر
والمجد والعلياء في
ضرب العساكر بالعساكر
لا ضرب أقوال بأقـ
ـوال ضعيفات مناكر
قد كنت أحسب من سفاهٍ
أنها أصل المفاخر
فإذا بها فرع لها
والجهل للإنسان عاذر
لا يُدرك الشرفَ الفتى
إلا بعسَّال وباتر
وهجرتُ من سميتَهم
وجحدت أنهم أكابر
لو كنت تهوى ميتتي
لوجدتني للعيش هاجر
ضحك الموالي بالعبيد،
إذا تؤمل، غير ضائر
إن كان لي فضل فمنك
وهل لذاك النور ساتر
أو كان بي نقص فمني
غير أن الفضل غامر
ذكَّرتَ عبدك ساعة
يبقى لها ما عاش ذاكر
يا ليته قد غيَّبْته
عندها إحدى المقابر
أتريد مني أن أكو
نَ كمن غدا في الدهر غادر
هيهات ذلك مطمع
يُعيي الأوائلَ والأواخر
لا تنسَ — يا مولاي — قو
لة ضارع لا قول فاخر
ضبطَ الجزيرة حينما
نزلت بعَقوتها العساكر
أيام ظَلت بها فريـ
ـدًا ليس غير الله ناصر
إذ كان يُعشي ناظري
لمع الأسنة والبواتر
ويُصم أسماعي بها
قرعُ الحجارة بالحوافر
وهي الحضيض سهولةً
لكن ثبتُّ بها مخاطر
هبني أسأت كما أسأ
تُ، أما لهذا العتب آخر
هَبْ زلتي لبنوَّتي
واغفر فإن الله غافر
يقول الفتح:

فقربه وأدناه وصفح عما كان جناه.

ويؤخذ من سيرة الراضي أن أباه كان يلومه بين الحين والحين فيعتذر ويستعتب، وأنه كان يعتب على أبيه لتقديم إخوته عليه، ويظهر أن سيرة الراضي في العكوف على الكتب والاشتغال بها عن أمور الدولة أحيانًا، كانت منشأ خلاف بينه وبين أبيه.

يقول الفتح في ترجمة الراضي في قلائد العقيان:

وكان المعتمد رحمه الله كثيرًا ما يرميه بملامه، ويُصميه بسهامه، فربما استلطفه بمقال أفصح من دمع المزون، وأملح من روض الحَزون، فإنه كان ينظم من بديع القول لآلئَ وعقودًا، تسلُّ من النفوس سخائمَ وحقودًا … فمن ذلك قوله وقد أنهض جماعة من إخوته وأقعدهم:

أعيذك أن يكون بنا خمول
ويطلع غيرُنا وبنا أفول
حنانَك، إن يكن جُرمي قبيحًا
فإن الصفح عن جرمي جميل
ألستُ بفرعك الزاكي وماذا
يرجِّي الفرعُ خانته الأصول

ومن شعر الراضي وقد مر به ركب فيه جماعة من أُلَّافه في صباه بعدوا عنه زمنًا:

مرُّوا بنا أصُلًا من غير ميعاد
فأوقدوا نار قلبي أي إيقاد
وأذكروني أيامًا لهوتُ بهم
فيها ففازوا بإيثاري وإحمادي
لا غروَ أن زاد في وجدي مرورُهم
فرؤية الماء تُذكي غلة الصادي

وكان الراضي على الجزيرة؛ إذ طلب المرابطون أن يحتلوها حين عبورهم إلى الأندلس فطير إلى أبيه الخبر فأمره بتسليمها.

وقد انتهى أمر الراضي إلى أن قتله المرابطون في القوارع التي نزلت بساحة بني عباد حين دهمهم من المرابطين ما دهمهم.

كان الراضي في رُندة — إحدى معاقل الأندلس المنيعة وقواعدها السامية الرفيعة — فقصده جيش من جيوش المرابطين لم يطمع في حربه وهو في البلد الحصين والمعقل الأشِب، فلما كان في إشبيلية ما كان أمر المعتمد أن يكتب إلى ابنه الراضي ليسالم المرابطين، وينزل إليهم من معقله، فنزل إليهم إشفاقًا على أبيه وذويه «بعد أن عاقدهم مستوثقًا وأخذ عليهم عهدًا من الله وموثقًا، فلما وصل إليهم، وحصل في يديهم، مالوا به عن الحصن وجرَّعوه الردى.»

وكانوا قتلوا أخاه المأمون في قرطبة، وللمعتمد مرثية فيهما. أُثبتُها بَعدُ في الحديث عن المأمون.

(١-٢) الرشيد عبد الله بن المعتمد

قال صاحب نفح الطيب:
وكان الرشيد هذا أحد أولاد المعتمد النجباء، وله أخبار في الكرم يقضي الناظر فيها من أمرها عجبًا، وكذلك إخوته.٣
ومما مر به من غريب الحوادث، أن أبا بكر بن عمار الشاعر الذي وزر للمعتمد بن عباد، وكان له شأن في دولته حينًا. اضطرَّ في إحدى مغامراته أن يَرهن الرشيد بن المعتمد عند أمير برشلونة المسيحي الملقب رأس الأسطُب على أن يعينه هذا الأمير على أخذ مرسية من يد ابن طاهر، إلى أن يؤدي إليه المعتمد مالًا اتفقا عليه.٤

وهو، كأبيه وأمه وإخوته، أديب شاعر، له أخبار قليلة متفرقة في نفح الطيب والمغرب والذخيرة.

منها أن أباه أنشأ مصراعًا في قبته المسماة سعد السعود فوق المجلس المسمى الزاهي:

سعد السعود يتيه فوق الزاهي

واستجاز الحاضرين فعجزوا فقال الرشيد:

وكلاهما في حسنه متناهي
ومتى اغتدى سكنًا لمثل محمد
قد جل في العليا عن الأشباه
لا زال يبلغ فيهما ما شاءه
ودهتْ عِداه من الخطوب دواهي٥

وفي أخبار المعتمد أنه أمر بصياغة غزال وهلال من ذهب فصيغا، فجاء وزنهما سبعمائة مثقال فأهدى الغزال إلى السيدة ابنة مجاهد والهلال إلى ابنه الرشيد وقال:

بعثنا بالغزال إلى الغزال
وللشمس المنيرة بالهلال
إلى آخر القصة.٦
وحكى صاحب النفح عن ابن اللبانة:

كنت بين يدي الرشيد بن المعتمد في مجلس أنسه فورد الخبر بأخذ يوسف بن تاشفين غرناطة سنة ٤٨٣ﻫ فتفجع وتلهف واسترجع وتأسف، وذكر قصر غرناطة فدعونا لعزِّه بالدوام، ولملكه بتراخي الأيام، وأمر عند ذلك أبا بكر الإشبيلي بالغناء فغنى:

إن شئت ألا ترى صبرًا لمصطبر
فانظر على أي حال أصبح الطلل

فتأكد تطيره، واشتد اربداد وجهه وتغيره، وأمر مغنية أخرى بالغناء فغنت:

يا لهف نفسي على مال أفرقه
على المقلين من أهل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني
ما لست أملك من إحدى المصيبات

قال: فتلافيت الحال بأن قلت:

محل مكرمة لا هُدَّ مبناه
وشمل مأثرُة لا شتَّت الله
البيت كالبيت، لكن زاد ذا شرفًا
أن الرشيد مع المعتد ركناه
ثاوٍ على أنجم الجوزاء مقعده
وراحل في سبيل السعد مسراه
حتم لملكك أن يقوى وقد وُصلت
بالشرق والغرب يمناه ويسراه
بأس توقد فاحمرت لواحظه
ونائل شب فاخضرت عذاراه

فلعمري لقد بسطت من نفسه، وأعدت عليه بعضَ أنسه، على أني وقعت فيما وقع فيه الكل لقولي: البيت كالبيت.

وأمر إثر ذلك أبا بكر فغنى:

ولما قضينا من منى كل حاجة
ولم يبقَ إلا أن تزم الركائب
فأيقنا أن هذا التطير، يعقبه التغير.٧

وقد قدمت في أخبار الشاعر ابن اللبانة قوله في موشحته:

سطا وجاد
رشيد بني عباد
فأنسى الناس
رشيد بني العباس
ونقل صاحب النفح عن الذخيرة لابن بسام:

أخبرني الحكيم النديم المطرب أبو بكر بن الإشبيلي، قال: حضرت مجلس الرشيد بن المعتمد بن عباد وعنده الوزير أبو بكر بن عمار، فلما دارت الكأس وتمكن الأنس وغنيت أصواتًا ذهب الطرب بابن عمار كل مذهب فارتجل يخاطب الرشيد:

ما ضر أن قيل إسحاق وموصله٨
ها أنت أنت وذي حمص وإسحاق٩
أنت الرشيد فدع من قد سمعت به
وإن تشابه أخلاق وأعراق
لله درك داركها مشعشة
واحضر بساقيك ما دامت بنا ساق

وقد تقدمت في سيرة المعتمد أبيات الرشيد التي أولها:

يا حليف الندى ورب السماح
وحبيب النفوس والأرواح

(١-٣) المأمون بن المعتمد

اسمه عباد ويكنَّى أبا الفتح وأبا نصر أيضًا.

يقول المراكشي: هو أكبر أولاده، وُلد له في حياة أبيه المعتضد وسماه عبادًا.

ولاه أبوه قرطبة حينما استولى عليها ثانية سنة ٤٧١ﻫ ولقبه المأمون وبقي أميرًا عليها إلى أن دهيت الدولة العبادية بغارات الملثمين سنة ٣٨٤ﻫ فقاتل المأمون حتى قُتل في صفر من هذه السنة.

وقد استكتب أيام إمارته بعض كتَّاب الأندلس، منهم أبو الوليد المصيصي الشاعر،١٠ ويقول الفتح بن خاقان في قلائد العقيان:

ولما بدت الفتنة وسال سيلها، وانسحب على بهجة الهدنة ذيلها، نازل المرابطون قرطبة وفيها ابنه المأمون، وكان أشهر ملوك زمانه خيرًا، وأيمنهم طيرًا، ما اشتغل بمعاطاة المدامة، ولا توغل للعصيان شعب ندامة، فأقاموا عليها شهورًا، وأرخوا من محاصرتها والتضييق عليها ستورًا، يساورونها مساورة الأراقم، ويباكرونها بداء من الحصار فاقم، والمأمون قد أوجس في نفسه خيفة، وتوقع منهم داهية مطيفة، فنقل ماله وأهله إلى المدور بعد أن حصنه، وملأه بالعدد وشحنه، وأقام بقصر قرطبة مضطربًا، ولأول نَبْأة مرتقبًا، إلى أن صبحوه يومًا لعِدَة كانت بينهم وبين أهلها في تسنم أسوارها، وتقحُّم أنجادها وأغوارها …

«إلى أن يقول: فلما أحس بهم المأمون خرج بعدد قليل وحدَّ فليل … فقطع رأسه وحيز، وخيض به النهر وأجيز، ولما استقر بالمحلة رفع على سن رمح وطيف به في جوانبها، وأخيف به قلب مجانبها.»

وللمعتمد في رثاء المأمون هذا وأخيه الراضي الذي ذكرناه قبلًا قصيدة باكية من أبلغ شعر الأحزان الذي أنشأه المعتمد في نكبته.

قال الفتح بن خاقان في القلائد:

وفي ذلك يقول المعتمد يرثيهما، وقد رأى قمرية بائحة بشجنَها نائحة بفَنَنِها على سكَنها، وأمامها وكر فيه طائران يرددان نغمًا ويغردان ترحة وترنمًا:

بكت أن رأت إلفين ضمهما وكر
مساء وقد أخنى على إلفها الدهر
وناحت فباحت واستراحت بسرِّها
وما نطقت حرفًا يُباح به سر
فما لي لا أبكي؟ أم القلب صخرة؟
وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر؟
بكت واحدًا لم يَشجُها غير فقده
وأبكي لألَّاف عديدُهم كُثر
بنيٌّ صغير، أو حبيب موافق
يمزِّق ذا قفر، ويغرق ذا بحر
ونجمان زين للزمان احتواهما
بقرطبة النكداء أو رندة القبر
غدرتُ إذن، إن ضنَّ جفني بقطرة
وإن لوَّمت نفسي فصاحبها الصبر١١
فقل للنجوم الزهر تبكيهما معي
لمثلهما فلتحزن الأنجمُ الزهُر

وللأمير المرزأ في رثاء المأمون والراضي أبيات أخرى أشار فيها إلى ابنه أبي عمرو، وهو الظافر الذي يأتي ذكره، وقد تقدم أنَّ الظافر قُتل في دولة المعتمد، فشغل عن رثائه بطلب ثأره، وأما المأمون والراضي فقتلهما المرابطون؛ الأول في قرطبة ثم الثاني في رندة، وقد أخذوا قرطبة قبل إشبيلية ورندة بعدها.

وهذه الأبيات:

يقولون صَبرٌ، لا سبيل إلى الصبر
سأبكي وأبكي ما تطاول من عمري
ترى زُهرها في مأتم كل ليلة
يُخمشْن لهفًا وسطه صفحةَ البدر
ينحن على نجمين أثكلن ذا وذا
ويا صبر ما للقلب في الصبر من عذر
مدى الدهر فليبك الغمامُ مُصابه
بصنويه يُعذر في البكاء مدى الدهر
بعين سحاب واكفٍ قطر دمعها
على كل قبر حل فيه أخو القطر
وبرقٍ ذكي النار حتى كأنما
يُسَعَّر مما في فؤادي من الجمر
هوى الكوكبان الفتح ثم شقيقه
يزيد فهل بعد الكواكب من صبر١٢
أَفَتْحُ لقد فتَّحت لي باب رحمة
كما بيزيد اللهُ قد زاد في أجري
هوى بكما المقدار عني ولم أمت
وأُدعَى وفيًّا؟ قد نكصتُ إلى الغدر
توليتما والسن بعد صغيرة
ولم تلبث الأيام أن صغَّرت قدري
فلو عدتما لاخترتما العَودَ في الثرى
إذا أنتما أبصرتماني في الأسر
بعيد على سمعي الحديد نشيده
ثقيلًا فتبكي العين بالجسِّ والنقر
معي الأخوات الهالكات عليكما
وأمكما الثكلى المضرَّمة الصدر
فتبكي بدمع ليس للقطر مثله
ويزجرها التقوى فتُصغي إلى الزجر
أبا خالد أورثتني البث خالدًا
أبا النصر مذ ودعت ودعني نصري١٣
وقلبكما ما أودع القلب حسرة
تُجدِّد طول الدهر ثكل أبي عمرو١٤

وللمعتمد في رثائهما قصيدة أخرى في الديوان أولها:

يا غيمُ عيني أقوى منك تهتانا
أبكي لحزني وما حمَّلت أحزانا
ونار برقك تخبو إثر وقدتها
ونار قلبي تبقى الدهر بُركانا
نار وماء صميم القلب أصلهما
متى حوى القلب نيرانًا وطوفانا

(١-٤) الظافر بن المعتمد

في كتاب المغرب ترجمة أبي الوليد محمد بن جهور:

وجاء المأمون بن ذي النون محاصرًا لقرطبة من طليطلة، فاستغاثا (ابنا أبي الوليد) بالمعتمد بن عباد، فوجه لهم ابنه الظافر بعسكر، فأقلع المأمون عنهم، فغدرهم الظافر وأخذ قرطبة منهم، وحملهم إلى شَلْطيش فسُجنوا هناك، وأقام الظافر ملكًا على قرطبة إلى أن دخل عليه بالليل حُرَيز بن عكاشة فقتله، وصارت قرطبة للمأمون بن ذي النون.

وكان عكاشة هذا من أنصار ابن ذي النون، وكان استيلاء المعتمد على قرطبة المرة الأولى سنة ٤٦١ﻫ، ثم استولى عليها مرة أخرى سنة ٤٧١ﻫ وولى عليها ابنه الراضي كما تقدم.

وإليك أسجاعًا سجع بها الفتح في قلائد العقيان في تولي الظافر قرطبة وقتله:
ولما انتظمت في سلكه (انتظمت قرطبة في سلك المعتمد) واتسمت بملكه أعطى ابنه الظافر زمامها، وولاه نقضها وإبرامها، فأفاض فيها نداه، وزاد على أمده وقَداه، وجملها بكثرة حبائه، واشتغل بأعبائها عن فنائه،١٥ ولم يزل فيها آمرًا وناهيًا، غافلًا عن المكر ساهيًا، حُسنَ ظن بأهلها اعتقده، واغترارًا بهم ما روَّاه ولا انتقده، وهيهات كم من ملك كفنوه بدمائه، ودفنوه بذمائه، وكم من عرش ثلوه، وعزيز أذلُّوه، إلى أن ثار فيها ابن عكاشة ليلًا، وجر إليها حربًا وويلًا، فبرز الظافر منفردًا من كُماته، عاريًا عن حُماته، وسيفه في يمينه، وهاديه في الظلماء نور جبينه، فإنه كان غُلامًا كما بلَّله الشباب بأندائه، وألحفه الحسن بردائه، فدافعهم أكثر ليله، وقد مُنِعَ منه تلاحقُ رَجْله وخيله، حتى أمكنهم منه عثرة لم يُقَل لها: لعا، ولا استقل منها ولا سعى.
إلى أن يقول:

ولما كان من الغد حُزَّ رأسه ورفع على سن رمح وهو يشرق كنار على علم، ويرشق نفس كل ناظر بألم، فلما رمقته الأبصار وتحققته الحماة والأنصار، رموا أسلحتهم، وسووا للفرار أجنحتهم، فمنهم من اختار فِراره وجَلاه، ومنهم من أتت به إلى حينه رجلاه.

ويقول الفتح: إن المعتمد شُغل عن رثاء ابنه الظافر بطلب ثأره، إلا إشارة إليه في تأبين أخويه الراضي والمأمون، وتقدمت هذه المرثية.

(١-٥) عبد الجبار بن المعتمد

وللمعتمد ابن اسمه عبد الجبار ثار على المرابطين وتمنى أن يعيد سلطان بني عباد، فحالت المنية دون الأمنية.

امتنع عبد الجبار في حصن أركُش، وهو حصن منيع قريب من إشبيلية، فسار إليه قائد المرابطين سير بن أبي بكر، فرابطت جيوشه عند الحصن شهورًا حتى أصاب عبد الجبار سهم أصماه، وبقي أهله وأنصاره ممتنعين بمعقلهم حتى أجهدهم الجوع فنزلوا على حكم المرابطين، يقول الفتح بن خاقان:

فوصلوا إلى قبضة الملمات، وحصلوا في غصة الممات، فوسمهم الحيف، وتقسمهم السيف.

وقدمت في أخبار المعتمد أن ثورة ابنه هذا أرابت المرابطين فيه فضيقوا عليه وأرهقوه بالأغلال والقيود، وبينت وقع هذه الثورة على المعتمد ألمًا وأملًا.

يقول الفتح:

ولما زأر الشبل خيفت سورة الأسد، ولم يرجُ صلاح الكل والبعض قد فسد، فاعتقل المعتمد خلال تلك الحال وفي أثناءها، وأحل ساحة الخطوب وفناءها، وحين أركبوه أساودًا وأورثوه حزنًا بات له معاودًا، قال:

غنتك أغماتية الألحان
ثقلت على الأرواح والأبدان

وقد أثبتُّ الأبيات في الكلام على محنة المعتمد.

وفي «المغرب» في الكلام على أركش:

من معاقل الأندلس المنيعة المستورة، وقد ثار فيها ولد المعتمد بن عباد فأذاق إشبيلية شرًّا حتى قُتل بسهم.

ولا أدري ما الشر الذي ذاقته إشبيلية من ثورة ابن المعتمد بعد انقضاء دولة بني عباد، واعتقال ملكها في أغمات؟! لعل ثورة عبد الجبار أرابت المرابطين بأهل إشبيلية فضيقوا عليهم، كما فعلوا بالمعتمد نفسه حين ثار ابنه.

(١-٦) المعتد بن المعتمد

يأتي ذكر المعتد في نتف متفرقة، ذكر في أبيات نظمها أبو بكر الإشبيلي في مجلس الرشيد بن المعتمد، وقد أثبتها في الكلام على الرشيد.

وهذا البيت الذي ذكر فيه المعتد:

البيت كالبيت لكن زاد ذا شرفًا
أن الرشيد مع المعتد ركناه

وذكر كذلك في أخبار أخيه الراضي أمير رُنْدَةَ، حينما أمره أبوه بالخروج إلى عدو فتَلَكَّأَ، فوجه المعتمد جيشًا يقوده ابنه المعتد.

وفي كتاب المقري في الكلام على مدينة شِلب:

قد تقدم أن المعتمد بن عباد نشأ فيها وولاه أبوه المعتضد مملكتها، ولما استقل المعتمد بإشبيلية ولى على شلب ابنه المعتد.

وهذا يدل على أنه من كبار أبناء المعتمد؛ إذ كان أهلًا لولاية شلب حين تولى أبوه المُلك.

وتقدم أن المعتمد حين أحيط به في إشبيلية كتب إلى ابنيه الراضي والمعتد ليستسلما للمرابطين، وكان المعتد في حصن مارتُلة، فلم يسعُه هو وأخوه إلا النزول على حكم أبويهما؛ إشفاقًا عليهما وعلى أهليهما.

والمراكشي الذي ذكر كتابة المعتمد إلى ابنه المعتد أن يستسلم للمرابطين، يقول: إن المرابطين أخذوا كل ماله ولم يذكر أنهم قتلوه كما قتلوا أخاه الراضي.

(١-٧) أبو هاشم

قدمت أن المعتمد تذكر وقد اشتد البأس وحمي الوطيس يوم الزلاقة طفلًا له اسمه أبو هاشم فأنشد بيتين:

أبا هاشم هشمتني الشفار
فلله صبري لذاك الأورار
ذكرت شخيصك تحت العجاج
فلم يثنني ذكره للفرار

وقدمت كذلك أن ابنه أبا هاشم دخل عليه وقد ثقلت القيود برجليه فأنشأ أبيات من الحسرات والزفرات:

قيدي أما تعلمني مسلمًا
أَبَيْتَ أن تشفق أو ترحما
دمي شراب لك واللحم
قد أكلته لا تهشم الأعظما
يبصرني فيك أبو هاشم
فينثني والقلب قد تهشما
ارحم طفيلًا طائشًا لبه
لم يخشَ أن يأتيك مسترحما

… إلى آخر الأبيات.

(١-٨) شرف الدولة وفخر الدولة

ذكرهما ابن اللبانة الشاعر في أحاديثه عن بؤس المعتمد وشقائه، حدث أنه زار المعتمد في أغمات، فلما أزمع الرحيل أرسل إليه المعتمد هدية مع ولده شرف الدولة، وقال ابن اللبانة:

وهذا من بنيه أحسن الناس سمتًا، وأكثرهم صمتًا، تخجله اللفظة، وتجرحه اللحظة، حريص على طلب الأدب، مسارع في اقتناء الكتب، مثابر على نسخ الدواوين، مفتح فيها من خطه زهر الرياحين.

وفخر الدولة الذي رآه الشاعر في دكان صائغ ينفخ في الفحم فتقطع قلبه كمدًا وصعدت نفسه زفرات في الأبيات التي قدمتها في فصل «المعتمد في أغمات»، ومنها:

للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى
هول رأيتك فيه تنفخ الفحما
وددت إذ نظرت عيني إليك به
لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى

(١-٩) بثينة بنت المعتمد

قال صاحب نفح الطيب وهو يذكر أديبات الأندلس:

ومنهن بثينة بنت المعتمد بن عباد، وأمها الرميكية السابقة.

وكانت بثينة هذه نحوًا من أمها في الجمال والنادرة ونظم الشعر، ولما أحيط بأبيها ووقع النهب في قصره كانت في جملة من سُبي، ولم يزل المعتمد والرميكية عليها في وله دائم لا يعلمان ما آل أمرها إلى أن كتبت إليهما بالشعر المشهور المتداول بين الناس والمغرب.

وكان أحد تجار إشبيلية اشتراها على أنها جارية سرية ووهبها لابنه، فنظر من شأنها وهيئت له، فلما أراد الدخول بها امتنعت وأظهرت نسبها، وقالت: لا أحل لك إلا بعقد نكاح إن رضي أبي بذلك. وأشارت عليهم بتوجيه كتاب من قِبلها لأبيها وانتظار جوابه، فكان الذي كتبته بخطها من نظمها ما صورته:

اسمع كلامي واستمع لمقالتي
فهي السلوك بدت من الأجياد
لا تنكروا أني سُبيت وأنني
بنتٌ لملك من بني عباد
ملك عظيم قد تولى عصره
وكذا الزمان يؤول للإفساد
لما أراد الله فرقة شملنا
وأذاقنا طعم الأسى من زاد
قام النفاق على أبي في ملكه
فدنا الفراق ولم يكن بمراد
فخرجت هاربة فحازني امرؤ
لم يأتِ في أفعاله بسداد
إذ باعني بيع العبيد فضمني
من صانني إلا من الأنكاد
وأرادني لنكاح نجل طاهر
حسن الخلائق من بني الأنجاد
ومضى إليك يسوم رأيك في الرضا
ولأنت تنظر في طريق رشادي
فعساك يا أبتي تعرفني به
إن كان ممن يرتجى لوداد
وعسى رميكية الملوك بفضلها
تدعو لنا بالخير والإسعاد

فلما وصل شعرها لأبيها وهو بأغمات واقع في شراك الكروب والأزمات، سُرَّ هو وأمها بحياتها، ورأيا أن ذلك للنفس من أحسن أمنياتها؛ إذ علما مآل أمرها وجبر كسرها، إذ ذاك أخف الضررين، وإن كان الكرب قد ستر القلب منه حجاب زين، وأشهد على نفسه بعقد نكاحها من الصبي المذكور وكتب إليها في أثناء كتابه ما يدل على حُسن صبره المشكور:

بنيتي كوني به برة
فقد قضى الدهر بإسعاد

(١-١٠) أولاد آخرون

وقدمنا أن بنات المعتمد دخلن عليه يوم عيد في أغمات وهن في أطمار يكسوهن الشحوب والاكتئاب والذل والحزن، فأنشأ أبياته التي أولها:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورًا
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس ما يملكن قطميرا

فقد كان له وهو في معتقله بنات كبار يغزلن للناس.

ويقول المعتمد في الأبيات التي أنشأها حين دخل عليه ابنه أبو هاشم وهو مغلول مكبل، يقول لقيده:

ارحم طفيلًا طائشًا لبه
لم يخشَ أن يأتيك مسترحما
وارحم أخيَّات له مثله
جرعتهن السم والعلقما
منهن من يفهم شيئًا فقد
خفنا عليه للبكاء العمى
والغير لا يفهم شيئًا فما
يفتح إلا لرضاع فما

فهذا يدل على أنه كان له أيام المحنة أطفال ترعرعوا، وأطفال لا يزالون رُضَّعًا.

١  نفح الطيب ج٥، ص٣٧٦.
٢  نسبة إلى رميك تاجر في إشبيلية، كانت من جواريه.
٣  نفح الطيب ج٦، ص٨.
٤  الفكر الأندلسي ص٩١.
٥  نفح الطيب ج٥، ص١٤٦.
٦  مقدمة ديوان المعتمد، عن نفح الطيب.
٧  نفح الطيب ج٥، ص٢٣٤.
٨  يعني إسحاق الموصلي المغني المعروف في عهد الرشيد العباسي.
٩  إشبيلية سماها عرب الأندلس: حمص.
١٠  المغرب ج١، ٣٨٥.
١١  يعني أن الصبر لا يليق به فلا يصاحبه الصبر إلا وقد لومت نفسه.
١٢  الفتح هو المأمون، ويزيد هو الراضي.
١٣  أبو خالد الراضي، وأبو النصر المأمون.
١٤  أبو عمرو هو الظافر.
١٥  كذا في القلائد، وأحسب الجملة محرفة، وصوابها: واستقل بأعبائها على فتائه، والفتاء: الشباب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤