إهداء الكتاب

مولاي حضرة صاحب الجلالة مليك مصر المعظم فؤاد الأول، زاده الله جلالًا وإقبالًا!

في زمنك الزاهر الذي أينعت فيه ثمارُ العلم وامتد ظله وتدانت قطوفه، فانجاب ظلام الجهل وانبلج ضياء العرفان ونهل من مورده كلُّ صادٍ، وتطلعت أنظار المجدين إلى الوقوف على أحوال الأمم المتمدينة الراقية حتى تتشبع النفوس بما عندهم من محاسن وأخلاق وعادات؛ كنتُ من بين الذين تطلعت أنظارهم إلى ورود ذلك المنهل العذب، فأخذتُ عن القوم ما عرفته عنهم حسًّا ومعنًى، ونقلت إلى أبناء وطني الأعزاء ما يحملهم إلى بذل الغاية القصوى في التجمُّل بتلك الأخلاق والعادات.

هذا يا مولاي ما أردت أن أقدِّمه بين يدي جلالتكم، وأرفعه إلى سدتكم العلية، في وقتٍ شيَّدتَ فيه صرح العلم، وأعليتَ مَناره، وعقدتَ ألويته فوق رءوس أبنائك، وذلَّلتَ لهم ما وقف أمامهم حجرَ عثرة زمنًا طويلًا.

فإليك يا صاحب الجلالة، ويا دوحة الأسرة المحمدية العلوية، أستشرف بذلك الكتاب الذي أتوِّجه باسمك الكريم، وأحلِّي طروسه برسمك الشريف، وأشرِّفه بالنسبة إليك.

ولي الفخر الدائم والشرف الأثيل أن ينال من لدن جلالتكم رعايةً ويحوز لديكم قبولًا. أطال الله مدَّتك، وأتم عليك نعمتك، وأقرَّ عينك بولي عهدك الفاروق، وأطلعه غرة في جبين الدهر، وجعله لسان صدق في الآخرين!

عبدكم الخاضع
عبد الوهاب أبو العيون

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤