إرشادات هامة

الحصول على جواز السفر من قلم الأَجْوِزة بمدينة القاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد أو السويس، وفي هذه المحال استئمارات خاصة لذلك، يملأ المسافر خاناتها باسمه واسم والده وعمره ومحل سكنه وغرضه من السفر، ثم يمهرها من المأمور إن كان من الأهالي أو يحضر شهادة من المصلحة التابع لها إن كان موظفًا. وتُقدَّم هذه الاستئمارة بعد تمام الإجراءات المتقدم ذكرها.

يرسم صورته الشمسية صغيرة ويرفقها بالطلب. وبعد إجراء التحريات اللازمة للتثبُّت من صحة ما جاء بالاستئمارة المتقدم ذكرها، يُؤمَر بترك طلبه مدة معينة ثم يرجع لاستلامه بعد مضيها، فيُسلَّم له الجواز بعد أن يدفع الرسم المعيَّن.

إذا أردت أن تزور ممالك عدة يلزم أن يكون على جوازك تواقيع من ممثلي (قناصل) الدول التي تريد زيارتها، وتدفع لذلك رسمًا يختلف باختلاف الممالك. وإذا لم تفعل ذلك فلا يُسمَح لك بزيارة المملكة إلا إذا استعنت بممثل (قنصل) مصري، كما حصل لي ذلك عندما أردت زيارة مملكة إنكلترا، فإنه لم يكن قد توقع على جوازي من ممثل إنكلترا في مصر، ولذا امتنع ممثل إنكلترا في باريس عن السماح لي بزيارتها، فالتجأت إلى ممثل مصر فيها فوقَّع عليه بما يفيد السماح لي، فلما قدَّمته إلى ممثل إنكلترا لم يتردد في قبوله. وكلما مررت بمملكة من الممالك طلبوا منك جوازك ليقفوا على صحة ما فيه حتى يسمحوا لك بدخول مملكتهم.

عند تمام جميع الإجراءات اقصد شركات طرق الملاحة بالقاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد أو السويس لتعلم منها مواعيد قيام البواخر، فتختار اليوم المناسب لسفرك وتحجز حجرة في المكان الذي تختاره من الباخرة بعد عرض أمكنتها عليك في خارطة، ويُستحسن أن يكون ذلك قبل سفرك بخمسة عشر يومًا.

وإذا أردت أن تقف على معلومات تهمك، فعليك بمحل شركة كوك فهو الكفيل بإرشادك.

لا يَحسُن بك أن تحمل معك نقودًا لأنها تعرض للخطر والحوادث، ولذا يلزمك أن تأخذ تحويلًا معك بالجنيهات الإنكليزية على المصارف في كل مدينة حللت بها حتى تصرف ما تريده بالقطع الحاضر مثمَّنًا بالجنيه الإنكليزي، فهو عملة ثابتة القيمة متداولة في كل مملكة.

قبل اليوم الذي تقصد السفر فيه اذهب إلى محل الشركة التي تريد السفر في سفنها، فيسلموك أوراقًا مكتوبًا عليها اسم أول مدينة تريد النزول بها من أي مملكة، فتلصقها بكل حقيبة من حقائبك.

إذا كنت موظفًا في مصلحة من مصالح الحكومة يلزمك أن تستخرج منها شهادتين بأنك من مستخدميها؛ شهادةً للذهاب وأخرى للإياب، وبذلك يمكنك أن تنتفع من بعض شركات الملاحة بتنزيل ٢٠٪ أو أكثر من أجرة السفر ذهابًا وإيابًا، فتخف عنك أجرة السفر الباهظة.

إذا ركبت القطار من محطة مصر إلى الإسكندرية يمر بك شخص من مستخدمي كوك، ويعرض عليك أن يستلم أمتعتك عند نزولك من القطار إلى الباخرة، فإذا ما قبِلت ذلك — ويُستحسَن منك أن تقبل — تدفع له عن كل حقيبة مبلغًا يقدِّره لك ويعطيك ورقة به تبرزها عند وصولك المكس، وهناك تجد حمَّالين قد كُتِب على صدورهم اسم كوك فتنادي أي واحد منهم فيُقبِل عليك، فإذا أظهرت له تلك الورقة أخذ جميع أمتعتك وعمل كل ما يلزم في المكس وحمل الأمتعة إلى سلم الباخرة، فتعطي له رضيخة (بقشيشًا)، ثم يتسلَّم منه خادم الباخرة ويعرف منك رقم حجرتك فيحمل أمتعتك إليها. وبعد أن تدخل الباخرة تذهب إلى رجلٍ فيها قد اجتمع عليه الناس لتقديم أَجْوِزتهم إليه فتقدم إليه الجواز، وبعد يوم أو أقل يرده إليك موقَّعًا عليه منه.

تجد عند دخولك إلى الباخرة قومًا يبيعون نقودًا أجنبية، فتشتري بالعملة المصرية نقود المملكة التي ستذهب إليها كما اشترينا نقودًا إيطالية؛ لأن المعاملة بالباخرة والمدن التي تمر بها لا تكون إلا بها حيث الذهاب إلى إيطاليا.

عليك تأجير كرسي طويل بمجرد نزولك إلى الباخرة يُكتَب عليه اسمك، فيكون الموئل لك طول اليوم وجل الليل تجلس عليه عند قراءتك وراحتك. وهذا هو أهم ما يعمله المسافر قبل مبارحة الميناء حتى تكون قد هيأت ما ينبغي لراحتك.

إياك إن كنت تريد زيارة عدة ممالك أن تبقي معك شيئًا من نقود المملكة التي تريد الخروج منها إلى غيرها، فإنها لا تُقبَل في المملكة الأخرى إلا إذا بعتها بثمنٍ بخس، لا سيما إن كانت من المعدن.

يلزم المسافر أن يصحب معه ملابس سميكة ومعطف (بالطو)، لأن الجو في بعض الممالك بارد كأيام الشتاء عندنا، خصوصًا في مملكة إنكلترا؛ ولذا لا تجد شخصًا فيها يلبس ملابس بيضاء صيفًا، كما أنه يأخذ معه معطفًا يقيه شر المطر.

إذا نزلت من القطار وسلمت للحمَّال أمتعتك فاتبعه، لأن رقمه لا يكفي دليلًا عليه إذا فر منك، لأن الرقم ربما كان مزيفًا فتضيع حقائبك وما فيها، وترضى من الغنيمة بالإياب إن كنت سعيدًا وإلا فالشقاء.